الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من كان منكم بلا أمير

ياسر العدل

2006 / 9 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مئات من الفتاوى الدينية تصدر كل يوم، بعضها يعد بالجحيم وبعضها الأخر يمنح صكوك الغفران ، هى مئات من الفتاوى المتعارضة على نفس الموقف، فوائد البنوك وعمل المراة أمثلة، والناس فى بلادنا طيبون متآمرون جهلاء، يسعون فى الحياة بلؤم ومداهنة وخبث0
ببساطه، إذا كان القرآن هو الأساس الأول فى التشريع الإسلامى ويأتى صحيح السنة فى المرتبة الثانية، وإذا كان الكثير من الآيات والأحاديث يصعب فهمه أو تناول حيثياته أمام عقل المسلم البسيط، هكذا إذا ظل المسلمون بعيدين عن استخدام العلم فى مواجهة ما يستجد من أمور حياتهم فان العقل الإسلامى سيبقى عاريا الا من اساطير فى مواجهة فتاوى فقهاء السلطان، عقل عار لا يستطيع الفصل بين الغث والثمين عقل اسطورى لا ينجح فى تجاوز فقهاء السلطان وقدسية فتاواهم ويعانى من ذلك التخلف المريع الذى نحياه فى اوطاننا0
العقلاء يدركون أن الفقيه المعروف فى أى عصر وكان هو الأولى بإتباع فتاواه هو إنسان يحتاج أولا إلى علم ويحتاج ثانيا إلى سلطه إعلاميه تنشر ما توصل إليه من علم ، فالناس لا يعرفون العلم إلا من خلال سلطة عقلية تصنعه وسلطة إعلامية تنشره، هكذا ببساطة يصنع العقل وتضغط السلطة على فتاوى السلطة ويسرى بين البسطاء والسذج أن هناك فروقا مقدسة بين فتوى فقيه ورأى عالم0
فى بلادنا بسطاء كثيرون يرون (من جهل أو من مصلحة) أن فقهاء الوهابية فى الحرم المكى أكثر قدسية من فقهاء السنة فى الأزهر أو أن أهل الأزهر أكثر اقترابا من ولاية الحق عن فقهاء الشيعة فى النجف الأشرف، هؤلاء البسطاء يحارون فى فهم الأسلوب الأجدى إنسانيا لتسيير أمور حياتهم، لا يعلمون أن فقهاء الحرم أو الأزهر أو النجف أو قناة التلفزيون أو مجلات الحائط هم علماء دين حبيس لا ينشر دون الاستعانة بسلطة فاعل، سواء كان هذا الفاعل ملكا خادما للحرمين أو رئيسا فى الأزهر أو إماما معصوما فى قم أو مختبئا فى النجف أو وزيرا فى التلفزيون أو مجندا فى مباحث امن الدولة أو مولاى فى المغرب، كل واحد من هذه السلاطين يعطى بركاته وسلطاته لمن يراه فقيها يؤيد بفتاواه جدوى السلطان، هكذا تنتشر فى بلادنا تجارة رائجة بكل دين ، ونقف مكتوفى الأيدى دون الأخذ بأسباب العلم لنخرج من تخلفنا، لا نعرف أن ما يبقى صالحا فى الأرض هو الفكر الموضوعى الذى يقبل فكرة الجدل وبنسب قدسية الفكرة إلى مدى صلاحيتها لتحقيق تطور الإنسان0
أنا شخصيا أعيش عصر العلم وصناعة المعلومات، أفرق بين نصى دينى أومن بثوابته وبين فتاوى حياتية اقضى بها على مشاكلى اليومية، لا تعنينى من أين تصدر الفتاوى الدينية فيما يستجد من معارف ومعارك حياتية، فلا عصمة لإنسان بعد نبى، أنا أتناول ما يستغلق على فهمه من فتاوى وأردها إلى قلبى استفتيه المعرفة، فان أصاب قلبى الرضى فعلت بالفتوى وان أشاح عنها رفضتها، ولا يعنينى فى طلب الرضا أن يكون قلبى فظا أو غليظا، سائلا الله فى كل حال أن يرزقنى عبادة كعبادة العوام، يحتكون بالحياة ولا يصادرون على أنفسهم حرية الفكر أو عشق الحياة، فليس فى عصرنا من هو اعلم أهل عصرنا، فى عصرنا كل فكر وكل شيء ينسب إلى صلاحيته فى تحقيق حرية الإنسان، ومن كان لا يدرك أن الفتاوى الدينية يصنعها فقيه تحت إمرة حاكم، بينما نظريات العلم يصنعها باحث حر فوق سلطة الحاكم، هكذا من كان فى عصرنا بلا أمير متسلط حاكم فليأتنا بفقيه ناصح0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. د. حسن حماد: التدين إذا ارتبط بالتعصب يصبح كارثيا | #حديث_ال


.. فوق السلطة 395 - دولة إسلامية تمنع الحجاب؟




.. صلاة الغائب على أرواح الشهداء بغزة في المسجد الأقصى


.. -فرنسا، نحبها ولكننا نغادرها- - لماذا يترك فرنسيون مسلمون مت




.. 143-An-Nisa