الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اغتيالات باسم الاسلام 8 - من قتل عمار ابن ياسر

زهير جمعة المالكي
باحث وناشط حقوقي

(Zuhair Al-maliki)

2022 / 9 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عمار ابن ياسر من المعذّبين في سبيل الله وكان قريبا ومحبوبا عند النبيّ ومن اخلّص أصحابه الا ان هذا الحب والقرب قد جر عليه الويلات قبل الهجرة وبعد الفتح . كان عمار وامه سمية وابيه ياسر من أوائل الذين تعرضوا الى التعذيب لايمانهم بالإسلام دينا حتى قال الرسول عندما مر بهم وهم يعذبون "صبرًا آل ياسرٍ ، فإنَّ موعدَكم الجنةُ " ، (الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : الألباني | المصدر : فقه السيرة الصفحة أو الرقم : 107 خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح التخريج : أخرجه الطبراني في ((المعجم الأوسط)) (1508)، والحاكم ، وأبو نعيم في ((معرفة الصحابة)) باختلاف يسير) وقد مات ابوه ياسر تحت العذاب وقتلت امه سمية وكانت اول شهيدة في الإسلام . كل هذا التفاني في الايمان جعل من عمار قريبا جدا من الرسول وكان الرسول يغضب اذا ما تعرض عمار لاي اذى كما جاء في الحديث الذي يرويه أبو حاتم محمد بن حبان البستي في كتابه المعروف باسم (صحيح ابن حبان) في الحديث المرقم 7081 " أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا يزيد بن هارون حدثنا العوام بن حوشب عن سلمة بن كهيل عن علقمة عن خالد بن الوليد ، قال : كان بيني وبين عمار بن ياسر كلام ، فانطلق عمار يشكو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : فجعل خالد لا يزيده إلا غلظة ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساكت ، قال : فبكى عمار ، وقال : يا رسول الله ، ألا تسمعه ؟ قال : فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلي رأسه ، وقال : من عادى عمارا عاداه الله ، ومن أبغضه أبغضه الله ، قال فخرجت فما كان شيء أحب إلي من رضا عمار ، فلقيته فرضي " وجاء في كتاب فضائل الصحابة لابن حنبل فضائل عمار بن ياسر رضي الله عنه حديث رقم 1546 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، قثنا أَبِي ، قثنا وَكِيعٌ قثنا سُفْيَانُ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا لَهُمْ وَلِعَمَّارٍ يَدْعُوهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ ، وَيَدْعُونَهُ إِلَى النَّارِ وَذَاكَ دَأَبُ الْأَشْقِيَاءِ الْفُجَّارِ . 1548 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قثنا وَكِيعٌ قَالَ : قَالَ سُفْيَانُ : وَقَالَ الْأَعْمَشُ : ، عَنْ أَبِي عَمَّارٍ الْهَمْدَانِيِّ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : عَمَّارٌ مُلِئَ إِيمَانًا إِلَى مُشَاشِهِ . 1551 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، نا الْمُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ : قَالَتْ عَائِشَةُ لِعَمَّارٍ مُلِئَ مِنْ كَعْبَيْهِ إِلَى قَرْنِهِ إِيمَانًا . ويروي المتقي الهندي في كتابه كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال ، تحقيق صفوت السقا - بكري الحياني منشورات دار الرسالة ، الجزء الحادي عشر الفرائض – الفضائل ، الحديث 33552 "كف يا خالد عن عمار؟ فإنه من يبغض عمارا يبغضه الله، ومن يلعن عمارا يلعنه الله " كذلك يروي في الحديث 33553 " من يحقر عمارا يحقره الله، ومن يسب عمارا يسبه الله، ومن يبغض عمارا يبغضه الله" .
وكان من الحوادث التي جعلت عمار ابن ياسر اقرب الى الرسول واثارة حقد منافقي قريش عليه الحادثة التي يرويها احمد ابن حنبل في الحديث رقم 23792 " حدثنا : ‏ ‏يزيد ‏ ‏، أنبأنا : ‏ ‏الوليد يعني ابن عبد الله بن جميع ‏ ‏، عن ‏ ‏أبي الطفيل ‏، ‏قال : ‏ ‏لما أقبل رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏من غزوة ‏ ‏تبوك ‏ ‏أمر مناديا فنادى أن رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏أخذ ‏ ‏العقبة ‏ ‏فلا يأخذها أحد فبينما رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏يقوده ‏ ‏حذيفة ‏ ‏ويسوق به ‏ ‏عمار ‏ ‏إذ أقبل ‏ ‏رهط ‏ ‏متلثمون ‏ ‏على الرواحل ‏ ‏غشوا ‏ ‏عمارا ‏ ‏وهو يسوق برسول الله ‏ (ص) ‏ ‏وأقبل ‏ ‏عمار ‏ ‏يضرب وجوه الرواحل ، فقال رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏لحذيفة ‏ ‏قد قد حتى هبط رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏فلما هبط رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏نزل ورجع ‏ ‏عمار ‏، ‏فقال : يا ‏ ‏عمار ‏ ‏هل عرفت القوم ، فقال : قد عرفت عامة الرواحل والقوم ‏ ‏متلثمون ،‏ ‏قال : هل تدري ما أرادوا ، قال الله ورسوله أعلم ، قال : أرادوا أن ينفروا برسول الله ‏ (ص) ‏ ‏فيطرحوه ، قال : فسأل ‏ ‏عمار ‏ ‏رجلا من ‏ ‏أصحاب رسول الله ‏ (ص) ‏، ‏فقال : نشدتك بالله كم تعلم كان أصحاب ‏ ‏العقبة ‏ ‏، فقال : أربعة عشر ، فقال : إن كنت فيهم فقد كانوا خمسة عشر فعدد رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏منهم ثلاثة ، قالوا : والله ما سمعنا منادي رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏وما علمنا ما أراد القوم ‏ ‏فقال : ‏ ‏عمار ‏ ‏اشهد أن ‏ ‏الاثني عشر الباقين حرب لله ولرسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ، قال : ‏ ‏الوليد ‏ ، ‏وذكر ‏ ‏أبو الطفيل ‏ ‏في تلك الغزوة أن رسول الله ‏ (ص) ‏، ‏قال للناس وذكر له أن في الماء ‏ ‏قلة ‏ ‏فأمر رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏مناديا فنادى ‏ ‏أن لا ‏ ‏يرد ‏ ‏الماء أحد قبل رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏فورده رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏فوجد ‏ ‏رهطا ‏ ‏قد وردوه قبله فلعنهم رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏يومئذ" .
كان مقتل النبي لحظة فاصلة في حياة عمار فمن اللحظة الأولى اعترض عمار ابن ياسر على بيعة أبو بكر ابي قحافة ورفض البيعة كما يذكر البعقوبي في تاريخه في الصفحة 124 حيث يقول " وكان عامة المهاجرين وجل الأنصار لايشكون ان عليا هو صاحب الامر بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وتخلف عن بيعة أبي بكر قوم من المهاجرين والانصارو مالوا مع علي بن أبي طالب، منهم العباس بن عبد المطلب، والفضل بن العباس، والزبير بن العوام، وخالد بن سعيد، والمقداد بن عمرو، وسلمان الفارسي، وأبو ذر الغفاري، وعمار بن ياسر، والبراء بن عازب، وأبي ابن كعب.. وغيرهم . وكان هذا الموقف الذي وقفه عمار دافعا لابعاده عن حظوة السلطة التي تحكمت بالامر ولكن حقد قريش على عمار كان يقف حائلا دونه الحديث الذي يرويه البخاري في باب التعاون في بناء المسجد " حدثنا : ‏ ‏مسدد ‏، ‏قال : حدثنا : ‏ ‏عبد العزيز بن مختار ‏، ‏قال : حدثنا : ‏ ‏خالد الحذاء ‏ ‏، عن ‏ ‏عكرمة ‏: قال لي ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏ولابنه ‏ ‏علي ‏ ‏انطلقا إلى ‏ ‏أبي سعيد فاسمعا من حديثه فانطلقنا ، فإذا هو في حائط يصلحه فأخذ رداءه ‏ ‏فاحتبى ،‏ ‏ثم أنشأ يحدثنا حتى أتى ذكر بناء المسجد ، فقال : كنا نحمل لبنة لبنة ‏ ‏وعمار ‏ ‏لبنتين لبنتين فرآه النبي ‏ (ص) ‏ ‏فينفض التراب عنه ، ويقول ‏ ‏ويح ‏ ‏عمار ‏ ‏تقتله الفئة ‏ ‏الباغية ‏ ‏يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار ، قال : يقول ‏ ‏عمار ‏ ‏أعوذ بالله من الفتن." وكذلك يرويه في كتاب الجهاد والسير باب مسح الغبار عن الرأس في سبيل الله " حدثنا : ‏ ‏إبراهيم بن موسى ، أخبرنا : ‏ ‏عبد الوهاب ‏ ، حدثنا : ‏خالد ‏ ‏، عن ‏ ‏عكرمة ‏: ‏أن ‏‏ابن عباس ‏‏قال له ‏‏ولعلي بن عبد الله ‏: ‏ائتيا ‏ ‏أبا سعيد ‏ ‏فاسمعا من حديثه ، فأتيناه وهو وأخوه في ‏ ‏حائط ‏ ‏لهما يسقيانه فلما رآنا جاء فاحتبى وجلس ‏، ‏فقال : كنا ننقل ‏ ‏لبن ‏ ‏المسجد ‏ ‏لبنة ‏ ‏لبنة ‏ ‏وكان ‏ ‏عمار ‏ ‏ينقل ‏ ‏لبنتين ‏ ‏لبنتين ‏ ‏فمر به النبي ‏ (ص) ‏ ‏ومسح ، عن رأسه الغبار ، وقال : ‏‏ويح ‏عمار ‏‏تقتله الفئة ‏ ‏الباغية ‏ ‏عمار ‏ ‏يدعوهم إلى الله ويدعونه إلى النار. ‏" وكذلك يرويه مسلم في صحيح مسلم - كتاب الفتن وأشراط الساعة وأحمد بن حنبل - مسند الإمام أحمد بن حنبل في مسند المكثرين من الصحابة - مسند عبد الله بن عمرو بن العاص و مسند أبي سعيد الخدري (ر) والترمذي - سنن الترمذي - كتاب المناقب - باب مناقب عمار بن ياسر والحاكم النيسابوري - المستدرك على الصحيحين كتاب قتال أهل البغي وهو آخر الجهاد - سيكون في أمتي اختلاف وفرقة وكتاب معرفة الصحابة - ذكر شهادة عمار بن ياسر .
وصل اضطهاد عمار ابن ياسر من قبل السلطة الحاكمة اعلى درجاته زمن حكم عثمان ابن عفان فوجود عمار كان يذكر قريش بهزيمتها وضياع سلطانها لذلك فقد عملت على التنكيل به اشد التنكيل يروي ابن عبد البر في كتاب الاستيعاب في معرفة الاصحاب تحقيق محمد علي البجاوي الصفحة 1136 (للحلف والولاء الذين بين بني مخزوم وبين عمار وأبيه ياسر كان اجتماع بني مخزوم إلى عثمان حين نال من عمار غلمان عثمان ما نالوا من الضرب حتى انفتق له فتق في بطنه وكسروا ضلعا من أضلاعه، فاجتمعت بنو مخزوم وقالوا: والله لئن مات لقتلنا به أحدا غير عثمان) وانساب الاشراف للبلاذري). جاء في كتاب أخبار المدينة النبوية، تأليف (عمر بن شبه النميري البصري أبو زيد ) ، تحقيق (عبد الله بن محمد بن أحمد الدويش) الجزء الثالث الصفحة 319-320 " حدثنا القاسم بن الفضيل قال، حدثني عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد قال: دعا عثمان رضي الله عنه ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيهم عمار فقال: إني سائلكم، أنشدكم الله هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤثر قريشا على سائر الناس ويؤثر بني هاشم على سائر قريش ؟ فسكت القوم، فقال: لو أن مفاتيح الجنة في يدي لاعطيتها بني أمية حتى يدخلوا من عند آخرهم، والله لاعطينهم ولاستعملنهم على رغم أنف من رغم. فقال عمار: على رغم أنفي ؟ قال: على رغم أنفك. قال: وأنف أبي بكر وعمر ؟ فغضب عثمان رضي الله عنه فوثب إليه فوطئه وطأ شديدا، فأجفله الناس عنه، ثم بعث إلى بني أمية فقال: أيا أخابث خلق الله أغضبتموني على هذا الرجل حتى أراني قد أهلكته وهلكت. فبعث إلى طلحة والزبير فقال: ما كان نوالي إذ قال لي ما قال إلا إن أقول له مثل ما قال، وما كان لي على قسره من سبيل، اذهبا إلى هذا الرجل فخيراه بين ثلاث، بين أن يقتص أو يأخذ أرشا أو يعفو. فقال: والله لا أقبل منها واحدة حتى ألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأشكوه إليه؟؟. فأتوا عثمان. فقال: سأحدثكم عنه، كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذا بيدي بالبطحاء فأتى على أبيه وأمه وعليه وهم يعذبون، فقال أبوه: يا رسول الله أكل الدهر هكذا ؟ قال: قال: اصبر ياسر: اللهم اغفر لآل ياسر، وقد فعلت.وروى ابن شبة في الصفحة 321 فقال (حدثنا حبان بن بشر قال، حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن المغيرة قال: اجتمع ناس فكتبوا عيوب عثمان، وفيهم ابن مسعود فاجتمعوا بباب عثمان ليدخلوا عليه فيكلموه، فلما بلغوا الباب نكلوا إلا عمار بن ياسر فإنه دخل عليه فوعظه، فأمر به فضرب حتى فتق فكان لا يستمسك بوله. فقيل لعمار: ما هذا ؟ قال: إني ملقى من قريش، لقيت منهم في الاسلام كذا، وفعلوا بي كذا، ثم دخلت على هذا - يعني عثمان - فأمرته ونهيته، فصنع ما ترون، فلا يستمسك بولي. قال: وكان حيث ضرب وقع عليه رجل من قريش فقال: أما والله لئن مات هذا ليقتلن ضخم السرة من قريش. قال وهو جد هشام ابن عبد الملك ) ولما جاء خبر وفاة أباذر قال عثمان : (رحمه الله! فقال عمار بن ياسر ساخرا بعثمان :نعم فرحمه الله من كل أنفسنا فقال عثمان: يا عاض أير أبيه أتراني ندمت على تسييره؟)( أنساب الاشراف ج5 ) . ويروي الذهبي صاحب كتاب تاريخ الإسلام تأليف محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي، شمس الدين، أبو عبد الله ، تحقيق عمر عبد السلام تدمري منشورات دار الكتاب العربي ، سنة النشر: 1410 – 1990 الجزء الثالث - عهد الخلفاء الراشدين الصفحة 434 "عَن مُبشر بن الفضيل وَسَهل بن يُوسُف عَن مُحَمَّد بن سعد بن أبي وقاد قَالَ قدم عمار من مصر وَأبي شَاك فَبَعَثَنِي إِلَيْهِ أَدْعُوهُ فَقَامَ مَعَه لَيْسَ عَلَيْهِ رِدَاء وَعَلِيهِ قلنسيه من شعر معتم عَلَيْهَا بعمامه وسخة وجبة فرو يمانيه فَلَمَّا دخل على سعيد وهومتكىء اسْتلْقى وَوضع يَده على جَبهته ثمَّ قَالَ وَيحك يَا أَبَا الْيَقظَان إِن كنت فِينَا لمن أهل الْخَيْر فَمَا الَّذِي بَلغنِي من سعيك فِي فَسَاد بَين الْمُسلمين والتأليب على أَمِير الْمُؤمنِينَ أَمَعَك عقلك أم لَا فَأَهوى عمار إِلَى عمَامَته وَغَضب وَقَالَ خلعت عُثْمَان كَمَا خلعت عمامتي هَذِه ونزعها " .
استمرت حرب قريش لعمار حتى وصلت ذروتها في معركة صفين لبلاذري يروي عن عبد الله بن سلمة، قال: كنا عند عمار بصفين وعنده شاعر ينشده هجاء في معاوية وعمرو؛ وعمار يقول له: الصق بالعجوزين فقال له رجل: أيقال الشعر عندكم ويسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويسب أصحاب بدر؟! فقال: (إن شئت فاسمع، وإن شئت فاذهب، فإن معاوية وعمرا قعدا بسبيل الله يصدان عنه، فالله سابهما وكل مسلم، وإنه لما هجانا المشركون شكونا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: قولوا لهم كما يقولون لكم فإن كنا لنعلمه الإماء بالمدينة) ، كما ان تاريخ الطبري تاريخ الرسل والملوك، تحقيق "محمد أبو الفضل إبراهيم" ، دار المعارف، 1387 – 1967، الجزء الخامس الصفحة 38 يقول " ما حدث به عبد الملك بن أبي حرة الحنفي، أن عمار بن ياسر خرج إلى الناس، فقال: (اللهم إنك تعلم أني لو أعلم أن رضاك في أن أقذف بنفسي في هذا البحر لفعلته، اللهم إنك تعلم أني لو أعلم أن رضاك في أن أضع ظبة سيفي في صدري ثم أنحني عليها حتى تخرج من ظهرت لفعلت، وإني لا أعلم اليوم عملاً هو أرضى لك من جهاد هؤلاء الفاسقين، ولو أعلم أن عملاً من الأعمال هو أرض لك منه لفعلته) وروى نصر بن مزاحم عن جندب بن عبد الله قال : قام عمار بن ياسر بصفين فقال: امضوا معي عباد الله إلى قوم يطلبون - فيما يزعمون- بدم الظالم لنفسه، الحاكم على عباد الله بغير ما في كتاب الله، إنما قتله الصالحون المنكرون للعدوان، الآمرون بالإحسان. فقال هؤلاء الذين لا يبالون إذا سلمت لهم دنياهم ولو درس هذا الدين: لم قتلتموه ؟ فقلنا: لإحداثه )
وقد قتل عمار في معركة صفين على يد أبو الغادية ، حيث يروي ابن سعد في طبقاته (ج3، ص241، تحقيق: علي محمد عمر، الناشر: مكتبة الخانجي – القاهرة): (أخبرنا عفان بن مسلم قال: أخبرنا حماد بن سلمة قال: أخبرنا أبو حفص وكلثوم بن جبر عن أبي غادية قال: سمعت عمار بن ياسر يقع في عثمان يشتمه بالمدينة قال: فتوعدته بالقتل قلت: لئن أمكنني الله منك لأفعلن. فلما كان يوم صفين جعل عمار يحمل على الناس. فقيل: هذا عمار. فرأيت فرجة بين الرئتين وبين الساقين. قال: فحملت عليه فطعنته في ركبته. قال: فوقع فقتلته..إلخ) . قال : أخبرنا عفان بن مسلم ، ومسلم بن إبراهيم ، وموسى بن إسماعيل ، قالوا : أخبرنا ربيعة بن كلثوم بن جبر قال : حدثني أبي قال : " كنت بواسط القصب عند عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر ، فقلت : الإذن ، هذا أبو غادية الجهني ، فقال عبد الأعلى : أدخلوه ، فدخل عليه مقطعات له ، فإذا رجل طوال ، ضرب من الرجال ، كأنه ليس من هذه الأمة ، فلما أن قعد قال : بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت : بيمينك ، قال : نعم ، وخطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم العقبة ، فقال : " يا أيها الناس ، ألا إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا ، في شهركم هذا ، في بلدكم هذا ، ألا هل بلغت ؟ " ، فقلنا : نعم ، فقال : " اللهم اشهد " ، ثم قال : " ألا لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض " . قال : ثم أتبع ذا فقال : إنا كنا نعد عمار بن ياسر فينا حنانا ، فبينا أنا في مسجد قباء إذ هو يقول : ألا إن نعثلا هذا لعثمان ، فالتفت فلو أجد عليه أعوانا لوطئته حتى أقتله ، قال : قلت : اللهم إنك إن تشأ تمكني من عمار ، فلما كان يوم صفين أقبل يستن أول الكتيبة رجلا ، حتى إذا كان بين الصفين فأبصر رجل عورة فطعنه في ركبته بالرمح ، فعثر فانكشف المغفر عنه ، فضربته فإذا رأس عمار . قال : فلم أر رجلا أبين ضلالة عندي منه إنه سمع من النبي عليه السلام ما سمع ، ثم قتل عمارا قال : " واستسقى أبو غادية فأتي بماء في زجاج فأبى أن يشرب فيها ، فأتي بماء في قدح فشرب ، فقال رجل على رأس الأمير قائم بالنبطية : أوى يد كفتا ، يتورع عن الشراب في زجاج ولم يتورع عن قتل عمار " .. وذكر صاحب الطبقات الكبرى في الجزء الثالث الصفحة 242 " وحمل على عمار حوي السكسكي وأبو الغادية المزني وقتلاه فقيل لأبي الغادية كيف قتلته قال لما دلف إلينا في كتيبته ودلفنا إليه نادى هل من مبارز فبرز إليه رجل من السكاسك فاضطربا بسيفيهما فقتل عمار السكسكي ثم نادى من يبارز فبرز إليه رجل من حمير فاضطربا بسيفيهما فقتل عمار الحميري وأثخنه الحميري ونادى من يبارز فبرزت إليه فاختلفنا ضربتين وقد كانت يده ضعفت فانتحى عليه بضربة أخرى فسقط فضربته بسيفي حتى برد قال ونادى الناس قتلت أبا اليقظان قتلك الله فقلت اذهب إليك فوالله ما أبالي من كنت وبالله ما أعرفه يومئذ فقال له محمد بن المنتشر يا أبا الغادية خصمك يوم القيامة مازندر يعني ضخما قال فضحك وكان أبو الغادية شيخا كبيرا جسيما أدلم " .
بعد ان عرفنا ان القاتل هو أبو الغادية فهل فعل ذلك اجتهادا ام فعله مدفوعا . يروي صاحب الطبقات الكبرى الجزء الثالث الصفحة 242 " قال أخبرنا محمد بن عمر وغيره قالوا لما استلحم القتال بصفين وكادوا يتفانون قال معاوية هذا يوم تفانى فيه العرب إلا أن تدركهم فيه خفة العبد يعني عمار بن ياسر قال وكان القتال الشديد ثلاثة أيام ولياليهن آخرهن ليلة الهرير فلما كان اليوم الثالث قال عمار لهاشم بن عتبة بن أبي وقاص ومعه اللواء يومئذ احمل فداك أبي وأمي فقال هاشم يا عمار رحمك الله إنك رجل تستخفك الحرب وإني إنما أزحف باللواء زحفا رجاء أن أبلغ بذلك ما أريد وإني إن خففت لم آمن الهلكة فلم يزل به حتى حمل فنهض عمار في كتيبته فنهض إليه ذو الكلاع في كتيبته فاقتتلوا فقتلا جميعا واستوصلت الكتيبتان وحمل على عمار حوي السكسكي وأبو الغادية المزني وقتلاه " . وهنا نرى ان معاوية يحرض على قتل عمار ويسميه (العبد ) . وقد جاء في مسند أحمد بن حنبل مسند المكثرين من الصحابة، مسند عبد الله بن عمرو بن العاص ، الحديث رقم 6890 حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا العوام حدثني أسود بن مسعود عن حنظلة بن خويلد العنبري قال بينما أنا عند معاوية إذ جاءه رجلان يختصمان في رأس عمار يقول كل واحد منهما أنا قتلته فقال عبد الله ليطب به أحدكما نفسا لصاحبه فإني سمعت يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عبد الله بن أحمد كذا قال أبي يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تقتله الفئة الباغية فقال معاوية ألا تغني عنا مجنونك يا عمرو فما بالك معنا قال إن أبي شكاني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أطع أباك ما دام حيا ولا تعصه فأنا معكم ولست أقاتل " وهذا دليل على وجود جائزة وضعها معاوية على راس عمار أبي يعلى من طريق القاتل أبي غادية الجهني، قال:"حملت على عمار بن ياسر يوم صفين، فألقيته عن فرسه وسبقني إليه رجل من أهل الشام فاجتز رأسه، فاختصمنا إلى معاوية في الرأس، ووضعناه بين يديه، كلانا يدعي قتله، وكلانا يطلب الجائزة على رأسه،..هنا التصريح بأن قتلة عمار يتخاصمون على الجائزة التي أعلنها معاوية . وأخرج الحاكم في المستدرك3/437 حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، حدثنا يحيى بن محمد بن يحيى، حدثنا عبد الرحمن بن المبارك، حدثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو: أن رجلين أتيا عمرو بن العاص يختصمان في دم عمار بن ياسر وسلبه. فقال عمرو: خليا عنه، فإني سمعت رسول الله يقول : اللهم أولعت قريش بعمار، إن قاتل عمار وسالبه، في النار" . ويروي البوصيري في كتاب اتحاف الخيرة المهرة عن عبد الله ابن عمرو ابن العاص " إني لجالسٌ عندَ معاويةَ إذ دخَل رجلانِ يختصمانِ في رأسِ عمارٍ وكلُّ واحدٍ منهما يقولُ: أنا قتلتُه فقال عبدُ اللهِ بنُ عمرٍو: ليطِبْ أحدُكما به نفسًا لصاحبِه فإني سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: تقتلُه الفئةُ الباغيةُ قال معاويةُ: ألا تُغني عنا مجنونَكَ يا عمرُو فما له معَنا قال: إني معَكم ولستُ أقاتلُ إنَّ أبي شَكاني إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أطِعْ أباكَ ما دام حيًّا ولا تَعصِهِ فأنا معَكم ولستُ أقاتلُ "
وهنا يتبين ان القاتل هو من حرض ومن وضع الجائزة على راس عمار ابن ياسر فمن وضع الجائزة هو القاتل وينطبق عليه حديث (قاتل عمار في النار)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أكبر دولة مسلمة في العالم تلجأ إلى -الإسلام الأخضر-


.. #shorts - 14-Al-Baqarah




.. #shorts -15- AL-Baqarah


.. #shorts -2- Al-Baqarah




.. #shorts -20-Al-Baqarah