الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القرآن محاولة لقراءة مغايرة 100

ضياء الشكرجي

2022 / 9 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


وَإِذ قالَتِ المَلائِكَةُ يا مَريَمُ إِنَّ اللهَ اصطَفاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصطَفاكِ عَلى نِساءِ العالَمينَ (42) يا مَريَمُ اقنُتي لِرَبِّكِ وَاسجُدي وَاركَعي مَعَ الرّاكِعينَ (43) ذالِكَ مِن أَنباءِ الغَيبِ نوحيهِ إِلَيكَ وَما كُنتَ لَدَيهِم إِذ يُلقونَ أَقلامَهُم أَيُّهُم يَكفُلُ مَريَمَ وَما كُنتَ لَدَيهِم إِذ يَختَصِمونَ (44) إِذ قالَتِ المَلائِكَةُ يا مَريَمُ إِنَّ اللهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنهُ اسمُهُ المَسيحُ عيسَى ابنُ مَريَمَ وَجيهًا فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ وَمِنَ المُقَرَّبينَ (45) وَيُكَلِّمُ النّاسَ فِي المَهدِ وَكَهلًا وَّمِنَ الصّالِحينَ (46) قالَت رَبِّ أَنّى يَكونُ لي وَلَدٌ وَّلَم يَمسَسني بَشَرٌ قالَ كَذَلِكِ اللهُ يَخلُقُ ما يَشاءُ إِذا قَضى أَمرًا فَإِنَّما يَقولُ لَهُ كُن فَيَكونُ (47) وَيُعَلِّمُهُ الكِتابَ وَالحِكمَةَ وَالتَّوراةَ وَالإِنجيلَ (48) وَرَسولًا إِلى بَني إِسرائيلَ أَنّي قَد جِئتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُم أَنّي أَخلُقُ لَكُم مِّنَ الطّينِ كَهَيئَةِ الطَّيرِ فَأَنفُخُ فيهِ فَيَكونُ طَيرًا بِإِذنِ اللهِ وَأُبرِئُ الأَكمَهَ وَالأَبرَصَ وَأُحيِي المَوتى بِإِذنِ اللهِ وَأُنَبِّئُكُم بِما تَأكُلونَ وَما تَدَّخِرونَ في بُيوتِكُم إِنَّ في ذالِكَ لَآيَةً لَّكُم إِن كُنتُم مُّؤمِنينَ (40)
ونفس الشيء يقال عن قصة مريم ووليدها عيسى من أن يمسها بشر، والمعجزات المدعى ظهورها على يديه.
وَمُصَدِّقًا لِّما بَينَ يَدَيَّ مِنَ التَّوراةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعضَ الَّذي حُرِّمَ عَلَيكُم وَجِئتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُم فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطيعونِ (50)
التوراة أو ما يعرف بالعهد القديم كتاب - كما هو القرآن - لو كان قد ألف مثله من حيث المضمون مؤلف معاصر، وقدمه لكل دور النشر في البلدان الديمقراطية الحديثة، لما سمح لهذا الكتاب أن يطبع، لمخالفته الواضحة لمبادئ حقوق الإنسان والحريات، ولدعوته للعنف والإرهاب بما يزخر به من عمليات إبادة جماعية. هذه التوراة أقرها عيسى حسب العهد الجديد وحسب القرآن، لكن اليسوع أحل فعلا ليس بعض ما حرمته الديانة الأولى، بل الكثير من ذلك، فهو كما يبدو كان يهدف فيما يهدف إلى إلغاء الشريعة الموسوية.
إِنَّ اللهَ رَبّي وَرَبُّكُم فَاعبُدوهُ هاذا صِراطٌ مُّستَقيمٌ (51) فَلَمّا أَحَسَّ عيسى مِنهُمُ الكُفرَ قالَ مَن أَنصاري إِلَى اللهِ قالَ الحَوارِيّونَ نَحنُ أَنصارُ اللهِ آمَنّا بِاللهِ وَاشهَد بِأَنّا مُسلِمونَ (52) رَبَّنا آمَنّا بِما أَنزَلتَ وَاتَّبَعنَا الرَّسولَ فَاكتُبنا مَعَ الشّاهِدينَ (53) وَمَكَروا وَمَكَرَ اللهُ وَاللهُ خَيرُ الماكِرينَ (54)
القرآن يصف الله بالماكر والكائد، ويدافع المسلمون عن هذا التوصيف، بقول إن المكر لا يجب أن يكون دائما بالمعنى السلبي، بل هناك المكر، بمعنى التخطيط على أو لـ شخص ما، أو على أو لـ مجموعة من الناس بالخفاء.
إِذ قالَ اللهُ يا عيسى إِنّي مُتَوَفّيكَ وَرافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذينَ كَفَروا وَجاعِلُ الَّذينَ اتَّبَعوكَ فَوقَ الَّذينَ كَفَروا إِلى يَومِ القِيامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرجِعُكُم فَأَحكُمُ بَينَكُم فيما كُنتُم فيهِ تَختَلِفونَ (55)
الروايتان المسيحية والإسلامية في قضية نهاية حياة المسيح على الأرض متشابهتان في بعض جوانبهما ومختلفتان في جوانب أخرى. حسب القرآن المسيح لم يصلب ولم يقتل، بل إن الله توفاه ورفعه إليه، بينما حسب العهد الجديد، فإنه صلب، ودفن، ثم بعث من جديد وخرج من قبره، ثم ظهر لحوارييه، ثم رفعه أبوه الله إليه. والغريب في هذه الآية هي صدور الحكم على الذين لم يؤمنوا بالمسيح إلى يوم القيامة وجعل المؤمنين به أي المسيحيين فوق الذين كفروا به أي اليهود إلى يوم القيامة أيضا، فهل تؤخذ الأجيال على مدى مئات وآلاف وملايين السنين بجريرة آبائهم، وهو أي القرآن القائل «لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِّزرَ أُخرى»؟ ثم تختم الآية بإنباء الناس بأن مرجعهم إلى الله ليحكم بينهم فيما كانوا يختلفون، فيوزعهم - كما في الآية اللاحقة - بين أهل جنة - وهم قلة ضئيلة - وأهل نار - وهم الأكثرية الساحقة عبر تاريخ البشرية، والذين لا يكون أهل الجنة بالنسبة لهم إلا كقطرة ما في البحار والمحيطات.
فَأَمّا الَّذينَ كَفَروا فَأُعَذِّبُهُم عَذابًا شَديدًا فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ وَما لَهُم مِّن نّاصِرينَ (56) وَأَمّا الَّذينَ آمَنوا وَعَمِلُوا الصّالحاتِ فَيُوَفّيهِم أُجورَهُم وَاللهُ لا يُحِبُّ الظّالِمينَ (57)
الذين كفروا المستحقون للعذاب الشديد والخالد في النار هم كل الذين لم يؤمنوا بنبي زمانهم، حتى لو كانوا قد آمنوا بالذين قبله. أما الذين آمنوا، فمنذ نشوء الإسلام فهم المسلمون وحدهم، وجميل أن يشرط القرآن استحقاق الثواب للمؤمنين باقتران الإيمان بالعمل الصالح. لكن العمل لا يكون صالحا إلا بمعايير الإسلام نفسه. فلو عمل الإنسان كل الأعمال الخيرة والصالحة، لكنه لم يلتزم بما أوجبه الإسلام وبما حرمه، فلا قيمة لعمله، ثم لا قيمة للعمل الصالح إذا لم يقترن بالإيمان، والإيمان لا يكون إيمانا إلا بمعايير الإسلام أيضا.
ذالِكَ نَتلوهُ عَلَيكَ مِنَ الآياتِ وَالذِّكرِ الحَكيمِ (58) إِنَّ مَثَلَ عيسى عِندَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ كُن فَيَكونُ (59)
من أجل تقريب فكرة ولادة عيسى من غير أب للذين يصعب عليهم تصور وتعقل ذلك، شبه القرآن ولادة عيسى من غير أب بخلق آدم من تراب، وكأننا شهدنا ولادة آدم. عندما يريد المرء تقريب فكرة تبدو غريبة بضرب مثل يمكن القياس عليه، فمن الطبيعي أن يكون المثل من الأمور البديهية أو الملموسة والمعيشة حقا، ولا يمكن أن يكون مقبولا أن يضرب المثل بقصة غريبة أخرى، لا يستطيع الذين لم يستطيعوا تعقل وتصور الثانية المضروب المثل من أجلها بهذه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية


.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-




.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها


.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الدكتور قطب سانو يوضح في سؤال مباشر أسباب فوضى الدعاوى في ال