الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوفيليا

محمد الإحسايني

2006 / 9 / 28
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


بعد تعديلات شعرية طفيفة
“أوفيليا" كما تخيلها" رامبو "
استمد ” آرثور رامبو ” إلهام هذه القصيدة، من ” أوفيليا ” بطلة مسرحية ” هملت ” المأساوية، التي تركها ” هملت ” أمير وبطل جوتلاند، الذي تظاهر بالجنون، وابن ملك الدانمارك ” هورندل ” لينتـقم لأبيه المسموم من قبل أخيه. ” أوفيليا ” تصبح مجنونة فتغرق نفسها في أحد الأنهار، بعد أن تركها ” هملت ” المنفي. وتدل الإشارات والتلميحات في القصيدة، أن ” رامبو ” على اطلاع ما، بالنص الأصلي الإنجليزي من رائعة ” شكسبير “؛ ففي مسرحية ” هاملت “، كان أخو ” أوفيليا ” قد قارنها ب ” وردة مايو ” (الفصل 4: 156 (a rose of May .
وكان ” ميليه ” قد صورها بدوره، كشجرة النيلوفر العظيمة، ومن ثم، نرى “رامبو” يشير إليها ب ” زنبقة عظيمة ” .
نجد أيضا تأثيرا بينا من الفصل 4 من المسرحية المذكورة: ” انتشرت أولا أشرعتها وساندتها لبعض الهنيهات، وكأنما هي حورية البحر ” (راقدة في أشرعتها الطويلة عند ” رامبو “.
هناك الأغاني التي أنشدتها ” أوفيليا ” أثناء مشهد الجنون (الفصل 4، 5) والتي لا توجد بدون تماثل مع هذه (اللازمات الحمقاء، والإيقاعات الساذجة” الأثيرة عند ” رامبو “: ” وجنونها اللطيف يهمهم بأغنية … “.
بحثا عن تعليق ” طوق الزهور “، لما سقطت ” أوفيليا” في الماء نرى الشاعر بدوره يفطن إلى هذا الموقف الجنائزي الذي تفرضه الماساة: ” تنوح أكاليل الحداد …”.
في حين نرى أن أحداث الرواية، تجري في الدانمارك وليس في النرويج، ككما أراد ” رامبو ” أن يلمح ” … الرياح تسقط جبال النرويج إلخ … ” كما يشير إلى جنون “هملت ” المتعمد: إذ ذات صباح من أبريل، جلس فارس همام، شاحب اللون، مجنون فقير، جلس صامتا قرب ركبتيك “.
إلى ذلك، قد غير ” رامبو ” بعض أسباب تغيير الكلمات بأخرى في هذه القصيدة، مما يدل على أن هناك عدة روايات لها.
بعض هذه التأثيرات في تغيير الكلمات بأخرى، جاء من قراءته ” لهيغو “، خاصة ” المشدوهون “.
وبغير ذلك، يستمر تأثير ” هملت ” على مخيلة الشاعر، فيذكر ” الزهور المقطوفة لأشعة الشمس، وهي تلك الزهور التي سردتها ” أوفيليا ” في مشهد الجنون من المسرحية ” افضل أن تحمل همك من أن أحمله. هذه هي زهرة الأقحوان، كنت أريد أن أحمل إليك الزهور البنفسجية. لكن، كلها ذابلة، حيث إن أبي قد مات ” (ترجمة أ. جيد)، وعند ” رامبو “:
-” أغنية مفعمة بالأسرار تسقط نجوما من ذهب : أي (نورا من القمر ومن النجوم). فيما يلي ” أوفيليا ” على الرواية .الثالثة
(المترجم).
أوفيــليـا
شعر: آرثور رامبو
-1-
في الموجة الهادئة التي تنام فيها النجوم
تطفو أوفيليا البيضاء مثل زنبقة عظيمة
تطفو ببطء شديد، راقدة في أشرعتها الطويلة
تسمع في الغابات النائية نفخات أبواق الصيد.
مضى أكثر من ألف عام وأوفيليا الحزينة
تمر، شبحا أبيض، عبر النهر الأسود
مضى أكثر من ألف عام وجنونها اللطيف
يهمهم بأغنية غرامية حين هبوب نسيم المساء.
يقبل الريح نهديها وينشر في تويجهما
أشرعته الكبيرة يهد هدها الماء بارتخاء؛ تنوح أكاليل الحداد المرتعشة على كتفها،
على جبهتها الحالمة تميل قضبان القصب.
يتنهد نبات النيلوفر المتجعد حواليها؛
أوفيليا تسهر أحيانا، في مغث ينام –
عش ما، تفر منه رعشة صغيرة من جناح
-أغنية مفعمة بالأسرار تسقط نجوما من ذهب.
-2-
أيا أوفيليا الباهته! أيتها الرائعة كالثلج بياضا !
أجل قدمت، صغيرة، بواسطة نهر سريع الغضب !
ذلك أن الرياح تسقط جبال النرويج الهائلة
وكانت قد همست إليك بالحرية القاسية؛
لأن نسمة ما، تفتل جديلتك الطويلة،
وإلى روحك كانت تحمل أصواتا غريبة؛
مع أن قلبك ظل يصغي إلى أنشودة الطبيعة
في شكاوى الشجر وتنهدات الليالي؛
لأن صوت البحار المجنونة، والصخب البالغ،
ظل ينهك صدرك الطفولي المفعم بالإنسانية والرقة،
ولأنه ذات صباح من أبريل، جلس فارس همام،
شاحب اللون، مجنون فقير، جلس صامتا فوق ركبتيك !
أيتها السماء ! أيها الحب ! أيتها الحرية ! يا للحلم، أيتها المجنونة البئيسة !
مازلت تذوبين للحبيب مثل ثلج على النار:
وظلت تخيلاتك الهائلة تخنق كلامك
-واللانهائي الفظيع أذهل عينك الزرقاء !
-4-
-والشاعر يقول إنك تبحثين منذ قليل،
أثناء الليل عن الزهور التي قطفتها لاشعة النجوم؛
والتي رأت على الماء، راقدة في أشرعتها الطويلة،
أوفيليا البيضاء تطفو، مثل زنبقة عظيمة.
*ترجمة: محمد الإحسايني
*المرجع: Rinbaud – Poésies complètes p.p.55, 116, 117
(Pierre Brunel Professeur à la Sorbonne








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الوزيرة السابقة وفاء الضيقة


.. ليست الممثلة الإباحية.. مكالمة بين ترمب ومحاميه السابق حول ش




.. العروس فيلم يسلط الضوء على ظاهرة زواج القاصرات برواندا


.. الكاتبة كريمة أحداد




.. -بنات الصبار- رواية تصحح الصورة النمطية للنساء المغربيات