الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التسامح بين لجم الضمير ... و بوس اللحى

مكارم المختار

2022 / 9 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


التسامح بين لجم الضمير... و بوس اللحى!

ونحن نعيش الزمن الحاضر ، نجد فينا من لايهتم ألا بالماضي ، متناسين أن هناك نظم أنهارت ونظم معها تنهار سلبيات أمم وسير شعوب ، حتى قد تجد أنهم لم يصنعوا للمستقبل أفكارا ولم تكن لديهم تعبيرات بحدود أو كتابات بلا حدود ، ليتمكنوا بعدها من التصحيح والتصليح ، ذلك لآنهم أفقدوا الافكار صناعتها وشكليتها حتى أفتقدت جودتها

وحرارتها التعبيرية .

طالبنا أستاذنا القدير بمطالعة كتيب ( تجربة التسامح الديني ) وقد زودنا بمختصر له على صفحتين مقتضبة .

كانت ( العالم العربي ) أول الكلمات في المختصر، أستيقنا معها من فكر الموضوع أن التسامح لن يتواجد في العالم العربي لآنه تاه بين ( بوس اللحى ) ولياقة السلوك ، أو تمشية ألامور ، وكأنه بات جزما أننا لن نجد من يستحق أن يسمى ( أنسان ) أو من نطلق عليه هذا اللقب بجدارة ، أو حتى نقول عنه أنه ( صديق ) .

ومن هذه الافكار المتواردة التي قد تكون صائبة في قراءاتنا أو مجرد خزعبلات أتت بها عجائب عصرنا هذا الذي غير الانسانية بظروف تتقلب ساعة بعد أخرى ،

بات بعدها الحديث عن الانسان لفظا لاحقوقا وبما يمت صلة ، تناسيا أن هناك خير

"خير في وفي أمتي الى قيام الساعة "، وحقيقة يجب ذكرها في " لو خليت قلبت ".

وبين التسامح فلسفة وتحديده بجوهر وظائف الدولة ، باتت شخوصها كالآدب وموسيقى البلاطات ، لايسمعها الجمهور حيث لايجوز الكلام عندما الصمت أرفع من الكلمات ، لان بين حق الحياة ولواحقها تستيقظ الاحلام المشروعة وتبدع الشراكة في الوطن وتستفز المواجع مستنهضة ، حتى تصبح خصائص أي جماعة مطلة على الاخرى ، تتبادل فيها الالغاءات وترتكب التقابلات ، مصروفين بهذا عن الشراكة الرحبة والخصائص الجميلة ، لتتحول ممارسة لمحو الذات ، فتأتي هكذا التضحية بحرية الافراد حفاظا على حرية الدولة .

كل لا يأتي ألا أن يكون هو أو نحن ، حيث ألغيت الخصائص ومحيت الذات في أقبية ودهاليز ، لاحرية معها ، أن تكونوا دائما كما أنتم ونكون كما نحن ، كل قيافته وبدلالة مع مضمون غير مغيب .

والتحدي الاعظم للدولة الحديثة ممارسة الدور من كونها ضرورة لانها التكيف المدني بموجبات قانونية ترى من خلالها ، لاسيادات مقدسة أو مدنسة بها تتحقق سلطة الحاكم المدني في حماية حق الحياة ، وأن أختلفت المعتقدات وألااراء . وهكذا لن تلتحق بركب الاخرين " كالغرب " وأنما تتقدم المسيرة ، وتقدم سبيلا يمكن أتباعه ، وبذلك يكون التسامح ثقافة وثقافة حقة وأفضل من أستيعاب الثقافات الغربية السهلة ، وبه يكون الاهتمام بوجهة نظر الاخر والخروج من الدائرة الضيقة ، لتصبح غرة في جبين الدهر ،يبثون الرجاء تسامحا في أصلاح ما أفسده الدهر ودستور فكر هذا العصر وهكذا يمكن ويتوجب ألانحناء للوضوح والكمال .

وأن كانت هناك دعوة لانطلاقة وحركة مدنية تلجم الدولة ضمن ألاطار المجتمعي وحرية الضمير مع لجم الدين والافراد ، فأن وحدة المضمون تقتضي التجليات وتحفيز الالتباس بين الكل ، ألغاءا للتعدد بما لايطيل التوحيد ويهدم العمارة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موسكو تنفي اتهامات واشنطن باستخدام الجيش الروسي للكيماوي في 


.. واشنطن تقول إن إسرائيل قدمت تنازلات بشأن صفقة التبادل ونتنيا




.. مطالبات بسحب الثقة من رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية نعمت شف


.. فيضانات عارمة اجتاحت جنوب البرازيل تسببت بمقتل 30 شخصاً وفقد




.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات