الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احتجاج على الله

مالوم ابو رغيف

2006 / 9 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يصوم المسلمون شهر رمضان امتثالا لامر الهي، فريضة واجبة التنفيذ، امر نص عليه القرآن. لن ياكلو او يشربوا او يمارسو الجنس من اجل التكاثر او من اجل المتعة او اشباع الغريزة الجنسية . وان توقف المسلمون عن الاكل والطعام والشراب والجنس في هذا الشهر الا ان البعض منهم، من لا يكتفي بان يكون مسلما بالقلب، بل باليد، كما قال محمد بن عبد الله، وهو اقوى الايمان، سوف لن يتوقفوا عن القتل والذبح والسلخ والتمثيل بالجثث. وان تنزل الملائكة في ليلة القدر، فان هيئات قطعان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والمليشيات واصحاب اللحى والجلابيب، الطويلة او القصيرة، اصحاب المساويك الخشبيةـ سيشتد نشاطهم ويغلبون الملائكة والشياطين في مراقبة افواه الناس وحركاتهم وسلوكهم وتصرفاتهم. سيلهبون الظهور جلدا بالسياط، سيتسلقون على الحيطان كالقرود للتجسس على ما يفعله الناس خلسة عن عيون الراسخين بالعلم، مع ان الله في كل مكان، يرى كل صغيرة و كبيرة كما يقول اهل العلم والمعرفة الدينية، لكن على ما يبدوا ان ثقتهم بالله محدودة، هي بالقدر التي يلبي احلامهم الجنسية المريضة واوهامهم بجنة عرضها السموات والارض تعج بالارداف والنهود وتنهدات حور العين وتغنج الغلمان المخلدون.
في شهر رمضان الذي يسمى شهر الرحمة، يحد المسلمون من الدرجة الاولى، المجاهدون في سبيل الله الذي يبدوا معبدا بالدماء والاشلاء والجثث المقطوعة الرؤوس والجماجم المثقوبة بالرصاص، يحدون سكاكينهم، ويزيتون اسواطهم، ويجلون عيونهم ليروا ما خلف الفعل، ليقرؤا النيات، لئن الاعمال بالنيات ولكل امرء ما نوى. فيحير الانسان ، اهو شهر للنقمة ام للرحمة. شهر للانتقام ام شهر للتسامح والعيش بسلام وامان.؟ شهر للحقد والبغض ام شهر للمحبة والمودة.
منذ اليوم الأول لرمضان، في ليلته الاؤلى، تساقطت الجثث في العراق، وطارت الرؤوس، وانفجرت السيارات المفخخة، وكأن بشاعات الانفجارت وروئح البارود الخانق واهتزاز الارض تحت اقدام الامهات والاطفال احتفالا بقدوم هذا الشهر مثل احتفالات الالعاب النارية عند قدوم البهجة والاعياد.
اتسائل... اي قيمة لهذا الشهر، واي كرامة تحسب له، واي رحمة يسبغها على الناس!!
هل يوافق الله على هذا الظلم المقترف باسمه.؟
هل يرضى بهذا العذاب المسلط من عبادة المؤمنون على ملايين الناس.؟
ام انه اله سادي يهيم برائحة الدماء ولحم الانسان المشوي ويطربه عويل النساء وصراخ الاطفال المفزوعة.؟!!
اذا لم يامر الله بكل ذلك، فلماذا يصمت رجال الدين الكبار عن كل هذه المآسي والمظالم، لماذا لا يحتجون ولا يسيرون مظاهرات انصارهم ومعجبيهم ومواليهم في كل ايام رمضان احتجاجا على ما يُقترف باسم الله.!
لماذا لا يفضحون من يثقف بالارهاب، ومن يجعل من العبادة وسيلة لاضطهاد، من يحد سكينه ليحتز بها الاعناق.
بل على العكس،تراهم مستعدين لتسليط السنتهم التي تشبه الكرابيج وصب جام غضبهم وانتقامهم على من يحاول فضح الجرائم الدينية، من يحاول التغيير من اجل ان يكون الاله غير سادي محب لمنظر الجثث والدماء.
فهل يعقل ان مطارد مختبئ كالجرذ في جبال لا اسماء لها، يستطيع تثقيف كل هؤلاء الفتيان ويزرع في نفوسهم كل هذا الحقد المتاصل المتوارث، ليس من الاباء والامهات بل من الكتب الصفراء، من الايات الارهابية، من الاحاديث النبوية، من الروايات العنترية، من رجال دين موجودين في كل مكان، يلقون محاضراتهم المسمومة عبر شاشات التلفزة او في الاجتماعات العلنية.
ماذا لو اجتمع كبار رجال الدين المسلمين، وقرروا ان لا رمضان ولا صيام في هذا السنة، احتجاجا على كل هذا القتل الديني هذا الاجرام الديني، هذا العقاب الذي يتعرض له الناس في كل الايام وعلى الاخص في شهر رمضان...ماذا لو احتجوا على الله..وان لم يفعلوا وما هم بفاعلون، فلماذا لا تحتج الناس وترفض رمضان وترفض رجال الدين وتعليماتهم ووصاياهم وفتاويهم وخطبهم وتخبصهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السياسي اليميني جوردان بارديلا: سأحظر الإخوان في فرنسا إذا و


.. إبراهيم عبد المجيد: لهذا السبب شكر بن غوريون تنظيم الإخوان ف




.. #جوردان_بارديلا يعلن عزمه حظر الإخوان المسلمين في حال وصوله


.. رأس السنة الهجرية.. دار الإفتاء تستطلع هلال المحرم لعام 1446




.. 162-An-Nisa