الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصلحة البشر وسعادتهم وحريتهم فوق الأديان

منى نوال حلمى

2022 / 9 / 11
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


------------------------------------------------------------------------


ليس تشاؤما حينما أقرر أن تجديد الخطاب الدينى سيظل متعثرا الى أجل غير مسمى . لكننى واقعية أقرأ الأحداث والأحوال ، وأحلل العقليات السائدة التى من المفروض أن تقود هذا التجديد .
لماذا نحصر تجديد الخطاب الدينى المتعثر منذ 2014 ، فى عقليات هى نفسها تحتاج الى تجديد ؟؟.
ان تجديد الخطاب الدينى ، ليس رفاهية ، وليس كمالية من الكماليات الحضارية . انه ضرورة للتقدم والعيش بسلام وفى مواطنة حرة كاملة . لماذا وكيف لا نأخذه بالجدية الكافية ؟؟.
ان حاضر ومستقبل الوطن ، ليس لعبة أو شيئا نهزر فيه ، ونستهين بتحقيقه وتطبيقه .
بدون تجديد الخطاب الدينى ، تستحيل الدولة المدنية الشاملة . الى متى سنظل نردد هذا الكلام ؟؟. ألا يوجد فى البلد جهة تنفذ ما يكتبه الكاتبات والكتاب ؟؟.
هناك عدة نقاط يجب أن نقتنع بها ، ونحن نجدد الخطاب الدينى . بل هى هى الخطاب الدينى بعينه .

أولا : الفارق بين " الايمان " ، و " الدين "
----------------------------------------------------------
الايمان ، هو " طاقة " ، روحانية ، عاطفية ، تلزم الانسان بأن يعمل من أجل العدالة ، والحرية ، والجمال ، لجميع البشر . الايمان ، هو حوار متواصل ، متناغم ، بيننا ، وبين الطبيعة الأم . الايمان ، هو صوت الفطرة السليمة ، التى تحن لالتقاء القطرة ، بالبحر .
الايمان ، أن نشعر بأن الكون يحزن ، لأحزاننا . ويفرح لأفراحنا .
هذا الايمان ، سابق على نشوء الأديان ، وأنظمة الحكم السياسية ،
والفوارق المصطنعة بين البشر .
الايمان ، اذن كما أراه ، بناء عقائدى ، يبنيه الانسان داخل
قلبه ، لا يمده الى الآخرين . واذا حاول ذلك ، يتحول الى " دين ". والايمان بمعنى الطاقة الروحية الخيرة المتصالحة مع النفس ومع الكون ، يمكن أن يكون الفن مصدرها وليس أى عقيدة دينية .
وربما يكون صحيحا ، القول بأن ، كل دين بداخله ، ايمان . ولكن
ليس كل ايمان ، بداخله دين .
" الدين " ، هو " أيديلوجية سياسية " ، تخدم ، وتسعى الى تحقيق توجهات سياسية محددة . وبالتالى ، هو فى حاجة الى " وسطاء " ، يسهلون ، ويرسخون ، هذه المهمة .

ثانيا : الغاء فوضى الفتاوى وتناقض التفسيرات الدينية
-----------------------------------------------------
ان الدين الواحد ، له " تفسيرات " ، كثيرة ، متنوعة ، كثرة ، وتنوع ، " الوسطاء " الذين يديرون العلاقة بيننا ، وبين الله . والنتيجة الطبيعية المنطقية المتكررة ، هى " اللخبطة " ، و " التناقض " . فأى التفسيرات نتبع ؟.
كما أن الدين الواحد ، ينقسم الى مذاهب . والمذاهب تنقسم الى طوائف ،
وكل فرع منها ، له المؤيد ، والمعارض . فالى أى اتجاه نسلك ؟. هذا يزيد من
" اللخبطة " ، و " التناقض " .
فى الدين الاسلامى ، مثلا ، فان المسئولية " شخصية " ، أمام الله .
ومع ذلك ، يجد " الوسطاء " ، سوقا رائجة ، للتفسيرات ، والتفقهات المتضاربة ،
والفتاوى ، والأحكام ، والمرجعيات . ان خطاب الدم ، النازف كل يوم هو نتيجة ، التفسيرات ، والفتاوى ، والأحكام ، والمرجعيات ، الأكثر تخلفا ، ظلامية ، وذكورية ، وتطرفا ، وتشددا ، وعنفا ، وتزمتا ، وجمودا .

ثالثا :لماذا فشل الخطاب الدينى فى تحسين الأخلاق .
--------------------------------------------------
ان القيم الأخلاقية النبيلة ، مثل الصدق ، والأمانة ، والعدل ،
والشهامة ، والنزاهة ، والتواضع ، والتسامح ، وغيرها ، تفقد معناها النبيل ، ومقصدها الفاضل ، اذا سلكها الانسان ، خوفا من العقاب الالهى ، وليس حبا فيها لحد ذاتها .
افى بلادنا ، ما أكثر البرامج الدينية ، التى تشدد على الوازع الدينى .
ومع ذلك ، نحن نعانى من انحدار أخلاقى ، فى كل المجالات . لماذا فشل الخطاب الاسلامى اليومى المتكرر منذ سنوات طويلة ، فى منع الانحدار الأخلاقى ؟؟.
وهناك الملايين فى العالم ، الذين " لا دين لهم " ، سماويا ، أو أرضيا ، لكنهم يتحلون بمكارم الأخلاق .
لديهم " وازع " ، من ضميرهم الانسانى ، وحريتهم الشخصية ، التى اختارت الفضيلة .
رابعا: كيف تكون العلاقة بين الدين والحياة والانسان
-----------------------------------------
قبل تجديد الخطاب الدينى ، لابد أن نسأل ، هل الدين " غاية " ، نسعى اليها
فى حد ذاته ، أم " وسيلة " ، لخدمة راحة ، وسعادة الانسان ، وارتقاء الحياة ؟؟. هل نتأقلم نحن البشر ، مع الدين ، أم يتأقلم الدين مع مصلحة البشر ؟؟.
هل " تكيف " الدين ، مع تغيرات الحياة والبشر ، أمر منبوذ ضد الدين ؟؟.
يقال أن هناك حدودا لهذا التكيف ؟ . ولكن منْ يحددها ؟ ومنْ يحكم عليها ؟؟. هذا فى حد ذاته يرسخ الوصاية الدينية والكهنوت غير الموجود فى الدين الاسلامى السائد فى مصر .
-----------------------------------------------------------------------------------








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس الروسي يؤدي اليمين الدستورية ويتعهد بوضع مصالح روسيا


.. مشاهد توثق لحظة إصابة صاروخ لمبنى بمستوطنة المطلة جنوب لبنان




.. 7 شهداء و14 مصابا في قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية في حي الز


.. الأردن يحذر من تداعيات اقتحام إسرائيل لمدينة رفح




.. أمريكا تفتح تحقيقا مع شركة بوينغ بعد اتهامها بالتزوير