الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصاصات الكهنة وشعار -مت أيها الإنسان-

عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)

2022 / 9 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من يقرر أن ما ننطقه أو نفكر به أو نؤمن بمحتواه صادق وحقيقي وخير أو مجرد عملية كذب وأفتراء وباطل، بالتأكيد وحتى نفهم ما يدور فهما منطقيا وعقلانيا لا بد من توفر معيار خارجي مستقل به توزن وتقيم الأعتبارات والنتائج أولا، وعقل موزون ومنصف وصاحب موقف يستعمل المعيار ويقرر الأرجح وأكثر أنطباقا على مشترطات المعيار وقانونه الخاص، الحقيقة الأخرى ليس من الأمر المتعلق بنا خصوصا كأفراد أن نشترك جميعا بهذه العملية، لأن في ذلك مقدمة للتضارب والأختلاف وجزء من صناعة الفوضى حين تتعدد المعايير والقياسات دون أتفاق على معيار مشترك، ما نريد أننصل له وما يجب أن يعمم كواحد من أوجه الخير هو مقدار الخير الذي يصيب الإنسان من هذا الفعل أو ذام التصرف، هذه ليست دعوة برغماتية أو نفعية فقوانين الوجود تقول النافع الجيد هو الذي يستحق البقاء ليتطور أما غير ذلك فيسقط حتما في مسير الوجود اليوم أو غدا.
إذا نعود للحكمة والعقل المتدبر والضمير الواعي والموقف المسئول ليبدي لنا ما جهلناه أو أشتبه أمره علينا، هذا الكلام أقوله بمناسبة الشرخ المتجدد والعدوان المستمر على الشخصية الشيعية المهمشة والتي ساهم فيها بشكل كبير ممن يدعون نصرتها أو الأنتماء لها بشكل أو بأخر، وهم يثقلون عليها أحيانا أكثر مما يثقل عليها أعدائهم، لقد أصاب الإنسان الكثير من الضرر والأذى والظلم من نفسه لنفسه ولذا ميز النص الديني بين ظلم الأخر وظلم النفس وأعتبر الثاني أشد مضاضة وأخطر في النتائج، التي يراد لها أن تكون هذه الفئة من الناس في مثرمة التاريخ التي لا تذر ولا تبقي، وعلمت النخبة القيادية التي تزعمتها من خلال مفهوم إدارة الصراع على تقديمها "أنها شخصية كارهة ومنفعلة بالباطل" لا تؤمن إلا بنبش التاريخ بمناقير غربانها لتحي به وجودها الخاص بما فيه وله وعليه من أمتيازات فردانية خاصة لها ولمن يقف معها وورائها.
يكفي أن نؤكد بالحقائق التاريخية وهذا أيضا ليس توظيفا طائفيا ولا هو منهج تحريضي بقدر ما هو دراسة لتاريخ مجتمع نخرته التصنيفات ومزقته الهويات المشوهة، لقد ظلمنا الشيعة كمجتمع إنساني حينما سكتنا على فقدانهم ألف وأربعمائة سنه من تاريخهم نوحا وبكاء وتقتيلا وتشريدا وتغريبا، لأن هناك في نسيجهم البعض ممن يصر على أن تكون هذه الفئة المظلومة الوجه القبيح للتاريخ الذي يصنعه البعض أيضا بإرادة صلبة، ولكي تنجح هذه الإرادة لا بد أن نظهر هذه القباحة بين الحين والأخر من خلال تبني نظرية الضدين القبيحين، كانت البداية طبيعية جدا أختلاف في وجهات نظر يمكن حلها بالعودة للمعيار الذي يؤمن به الجميع "إن أختلفتم في شيء فردوه إلى الله ورسوله"، فلم يرد الأمر ذلك إلى ما أمروا به في كل مرة وصار المعيار ليس في الحكمة والعقل، بل أختار الكثيرون المال والعز والعشيرة وجهل الناس حتى تفشت الفتنة، فتلاحمت السيوف وصار الدم المحرم قطعا بالدين مجرد وجهة نظر يمكن قبولها مجتهدين مثابين سواء أكان الأجتهاد لمصلحة القاتل أو المقتول، المهم من يدفع أكثر ومن يستطيع أن يرضي المفتي والحكيم والرجل ذي اللحية الصفراء، عتبي ليس على القاتل والمقتول طبعا بل العتب وكل اللوم على من يدعي الحكمة والعلم والتقوى حينما لا يلوح بعصاه بوجه من يسود تاريخ الإنسان ويستعمل الدين لذلك.
سؤال من فقير من فقراء الشيعة يقول لماذا نحن هكذا دوما حطب نارها وزبد غضبها نوضع تحت قدورها ليستوي ثمرها لغيرنا ولنا فقط الموت والتراب؟ يا سيدي لأخبرك ليس أنت وحدك فقد ذاق الإنسان بالدين ما لم يذقه من الشيطان بذاته لأنه لا يستطيع أن يفعل ذلك وأنت تعرفه عدوك، لذا أحتال سيد الشر عليك وعلى كل بني آدم منذ أن عرف أن هناك فكرة خير مودعة في الوجود، ولأنه يحسدك عليها ولا يريد لك أن تعيش على الأقل وأنت تشعر بوجودك ككائن حر فقد سخر من أنصاره بعد أن دربهم وعلمهم وأجاد في صنعته إياهم، فقهاء عقائديون مؤرخون كذابون مفترون كهنة قواويد فيهم كتابا وشعراء ومنشدين من أصحاب الحكوات والحكايات ومنهم الأعظم رجال المعبد العفنون، أولئك يا سيدي أدوات الشيطان في كل الأديان، ومنهم فئة أختصوا بكم وبنا نحن معشر الشيعة، كبار العمائم وفطاحلة الكلام الذين لا يهتموا أبدا إلا بالخمس وجمع المال ودروس الخرطات والكر والنوم في العسل، المهم عندهم أن هناك كلاب تنبح وهناك ذئاب تنهش اللحم، وهناك حمير تنقل لهم الاموال والمأكل صيفا وشتاء نهارا وليلا.... لا تلوموا أنفسكم ولا تسألوا فعندكم الجواب.... لا تسألوا أبدا ..... ولوموا الدين الذي لا يوزع سوى تلك القصاصات الملوثة بالهلاك باسم الفتوى.
لنخرج من قضية شخص لقضية مبدأ ولنقل الحقيقة مرة واحدة بلا خوف ولا تردد، ماذا كسب الإنسان من ظاهرة التدين؟ ما هي حصيلته التي قدم الكثير من أجلها ورجع فارغ اليدين إلا من ورقة مكتوب عليه "مت أيها الإنسان من أجل لا شيء"، من يقول لي أن الدين قدم الكثير للبشر سأسله وبلا تردد أعطني شيئا واحد نفع الناس؟ سيقول نجح في نشر الفضيلة ومكارم الأخلاق ونظم المجتمع على حدي الحلال والحرام وووو وقدم لنا ألاف الأجوبة عن مسائل كان يجهلها، ولولا الدين ما عرفنا الله ولا عرفنا قيمة الإنسان.... والكثير مما لا يمكن حصره أو عده، طبعا هذا كلام الكهنة وإن كانت لا أؤمن بحرف واحد مما قاله لأن الحقيقة ليس الدين من فعل ذلك بل الحياة نفسها فعلت أكثر من ذلك ولكن لم تطلب منك تقديسها ولم تفرض عليك قوانينها بواسطة وكلائها، كلما طلبت الحياة منك أن تعيش فقط لحياتك بصورة أحمل وأنفع وأن لا تتجاوز حدود ما يجب أن يمنحك الحياة.
لم يقدم الدين لنا عبر تاريخه سوى الوجه الأخر من الفائدة التي يجب أن تقدم للإنسان، فأول ما قدمت لنا العبودية وسلب الحرية الطبيعية وقادنا جميعا لحفرة الموت دفاعا عن وهم سماه الإيمان، بعيدا عن الله هكذا أنطلق الدين وبعيدا عن الإنسان سار من بعد يسحق برحلته وجودنا فردا فردا، مرة بلون وراية وفكرة وعقيدة، حتى يخرج لنا دين أخر ينازعه على أشلائنا وأرواحنا ونحن الأغبياء، منا من صدق الأول ومنا من صدق الثاني دون أن نسأل صاحب الدين وكهنة معبده، لماذا تتصارعون وتتذابحون بنا وكلكم يقول أنه ساعي بريد الله لنا؟ فهاتوا لنا ربكم لنسمع منه، أو تذهبوا أنتم له وتتقاضوا أمامه وتأتون لنا بأخر قرار حكم منه، موقع عليه ومختوم بختم جلالته ودعونا نكمل مسيرة الحياة بسلام، من المؤكد لن يفعلوا لأنهم لا يؤمنون بوجود رب يتكلم ويرسل سعاة البريد إلينا.
نعود لمأساة الشيعة كجزء من مأساة الإنسان مع الدين القاتل، عندنا طبقة من نواب الله ومن أبناء الملائكة ومن كبار ملاكي الجنة الذين ورثوها عن أبائهم وأجدادهم يقولون بسند نصي، ووصية خاصة لهم كتبها جبرائيل بيده وسلمها لأسلافهم وقال هيهات من أن يراها أحد لأن الرب سيزعل ويخاصمكم، فال لنا هؤلاء الأباطرة الأكاسرة الفراعنة على كل شيعي أن يعيش مظلوما أبد الدهر، فالشعور بالمظلمة درجة لا ينالها إلا المخلصون وهي أفضل لك عند ربهم طبعا من أن تشعر بالعدل وتنتمي للسلام الروحي، السؤال لماذا علينا أن نعيش مظلومين أبد الآبدين؟ الجواب لأن الصالحين في كل الدهور مظلومين والمصلحين قتلهم المفسدون بسيوف الباطل، لذا لا يحق لك أيها الشيعي أن تشعر بإنسانيتك حتى تكون مصلحا وصالحا!!!!!.
هذه هي مأساة الشيعة التي تكمن في المنطق المغالط بدل أن تنصر مبادئ المصلح وهدف الإصلاح عليك أن تتحمل ذنب الفاسد والمفسد وأن تعيش تأنيب الضمير حتى يخرج الوهم من السراب، ويتحول عندها جيش الشيعة إلى جيش من القتلة والسفاحين الذين يعيثون فسادا بالأرض طلبا لدم المصلحين من ناس لم ترى ولم اعرف من القاتل ومن المقتول، هذه المنظومة التي يجري تغذية أفكار الناس عليها يسمونها دولة العدل الإلهي التي ستقوم في أخر الزمان وباسم الدين، با عجبي عدل إلهي لا يقوم إلا بالدم مرة أخرى بعد أن كانت دولة الباطل الإلهي قد شبعت من دم الإنسان، أسمحوا لي أيها الخنازير الذين تنتمون إلى طائفة شياطين المعبد أن أقول طز بدولتكم بباطلها وعدلها وظلمها وجورها، وظز بدينكم بأصوله وفروعه وفقهه وعقائده وبرواياتكم ومجالسكم طالما كلها تكذب على الله، وتكذب على الإنسان وتمارس هواية المضاجعة مع إبليس صباحا ومساء لتحما لنا سفاحا أفكار ونظريات وكتب ليس فيها غير كلمة الموت، وأنتم في قلاعكم التي تحميكم من الفقر والجوع والمرض والحاجة لكل شيء تنهشون المال نهشا لا تشبعون بطونا تعودت على شرب دم أنصارها وتتنعم بلحوم الفقراء والمساكين نصرة لدين لا أظن حتى إبليس يرضى أن ينشره بين الناس لأنه يخاف الله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي


.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال




.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر


.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي




.. إسرائيل تقرر إدخال 70 ألف عامل فلسطيني عبر مرحلتين بعد عيد ا