الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل فعلاً يمكن أن يتفق النظامين السوري والتركي؟

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2022 / 9 / 14
المجتمع المدني


أورد موقع "الحدث السوري" ونقلاً عن صحيفة "إزفستيا" الروسية الخبر التالي؛ أن رئيس لجنة العلاقات الدولية في "مجلس الشعب" التابع للنظام السوري بطرس المرجان، قال "إنه من أجل التقارب (مع تركيا) يجب على أنقرة إنهاء وجودها العسكري في شمال سوريا، إضافة إلى سحب دعمها للتشكيلات العسكرية الموجودة هناك (في إشارة إلى فصائل الجيش الوطني).

إن الخبر المذكور مع ما نشرها وكالة سبوتنيك الروسية من أن أنقرة طلبت من أعضاء الإئتلاف الوطني الغير حاصلين على الجنسية التركية مغادرة البلاد قبل نهاية العام الحالي، وبالرغم من نفي رئيس الإئتلاف؛ "سالم المسلط" وتكذيبه للخبر اليوم، إلا أن ذلك يكشف عن حقيقة بأن الروس يمارسون ضغطهم على الطرفين؛ السوري والتركي للوصول إلى اتفاق ما تريحهم في الجبهة السورية وتعطيهم بعض الزخم -ولو سياسياً- ليقولوا للداخل الروسي ولحلفائهم الإقليميين بفاعلية الدور الروسي وخاصةً مع أنباء خسائرهم على الجبهة الأوكرانية.

لكن هل يمكن فعلاً تحقيق ذاك الشرطين واللذين يطالب به النظام الأتراك الالتزام به وتنفيذه، باعتقادي من الصعب -إن لم نقل من الاستحالة- تطبيقهما على الأرضي الظروف الحالية ودون ضمانات أو بالأحرى صفقات ومكاسب سياسية لتركيا وهي الأحوج لها مع ما ينتظر أردوغان وحكومة العدالة والتنمية من استحقاق انتخابي حيث إعطاء النظام السوري تلك المستحقات يعني سقوط مزري لتركيا ومشروعها الإخواني وبالتالي خسارة كل شيء وهذا مرفوض سياسياً فتركيا أردوغان بحاجة لأي انتصار سياسي أو عسكري "أمني" أو على الأقل اقتصادي ليقنع الناخب التركي أن يجدد العهد له.

وبالتالي لا نعتقد أن يكون هناك تحقيق تقارب سريع بين النظامين التركي والسوري، إلا في حالة واحدة؛ ألا وهي موافقة الأمريكان على مشروع يضمن لهم مصالحهم بالمنطقة وذلك من خلال الاتفاق على حل سياسي برعاية دولية إقليمية وهذه قلناها عشرات المرات، إذا حقاً تريدون الوصول لحل نهائي وجذري، فما عليكم إلا أن تجمعوا الأطراف والقوى الثلاث والتي تتحكم بمناطق نفوذ على الأرض -ونقصد النظام والمعارضة والإدارة الذاتية- والتوافق على مشروع يخدم مصالحهم ومصالح من يرعاهم من قوى إقليمية ودولية.

باختصار شديد نقول؛ بأن لا تركيا سوف تطرد المعارضة، كما نشر مؤخراً ولا الروس والإيرانيين سوف يتخلون عن النظام ولا الأمريكان سيتركون المنطقة ويتخلون عن قسد، فهؤلاء جميعاً لهم مصالحهم بالإبقاء على تلك "الشراكات" ولذلك ولكي نضع حقاً نهاية للمقتلة والكارثة السورية، ليس علينا إلا القبول بالشراكة الوطنية والتي تحقق توازناً وطنياً بين كل مكونات سوريا ودون ذلك يعني المزيد من الحروب والأزمات والصراعات الداخلية والإقليمية.

بالمناسبة وبالرغم من كل الحكي السابق عن أن "الأنظمة الغاصبة لكردستان يمكن أن يختلفوا على كل شيء ألا في الملف الكردي يتفقون" وهو صحيح بالعموم، لكن حتى في هذه النقطة لا يمكن للنظامين السوري والتركي أن يتفقا، ليس لأن السوري يدعم الكردستاني كما يحاول البعض تسويقه لأسبابهم الخاصة، بل لأن الأمريكان يقفون عائقاً في طريق ذاك الاتفاق بين أنقرة ودمشق حيث لها مصالحها -أمريكا- لاعطاء الكرد دور سياسي وذلك على غرار ما فعل الإنكليز مع العرب إبان الحربين العالميتين في بدايات القرن السابق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقرير: شبكات إجرامية تجبر -معتقلين- على الاحتيال عبر الإنترن


.. عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة: إما عقد صفقة تبادل مع حما




.. للحد من الهجرة.. مساعدات أوروبية بقيمة مليار يورو للبنان


.. حرارة الجو ..أزمة جديدة تفاقم معاناة النازحين بغزة| #مراسلو_




.. ميقاتي: نرفض أن يتحول لبنان إلى وطن بديل ونطالب بمعالجة ملف