الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأمة العربية ومصطلح المؤخرة الفكرية

سامي الاخرس

2006 / 9 / 29
المجتمع المدني


الأمة العربية ومصطلح المؤخرة الفكرية *** سامي الأخرس
احتشد كل الزناه على أبواب غرفتها ينتظرون لحظات الافتراس ، يلهثون .. يتسارعون لقذف حمم شهواتهم في ثنايا جسدها .. وهي تستلقي على فراشها لا تملك سوي الآنين والآهات ، فلم تعد تقوي على الصراخ بعدما أفتقدت القدرة عن التعبير وسلبت الإرادة ، مزق البغاه كل ما بجسدها من حياة ، ورسموا عليه شهوانيتهم ولعابهم يسيل ويسيل ،وهي تهيم بعيناها مستغيثة بصمت بعجز بلا قوة وقدرة على الحراك أو الدفاع عن كرامتها ، تتوسل فيزداد الزناة قسوة ويزداد تكاثرهم ، ويستشيط الافتراس هتكاً لما تبقي بأحشائها .
أمتنا العربية وأحوال بلاد العرب ... تكالب عليها كل الزناة البغاه وأفرغوا شهوانيتهم بها ، وهي لا تملك حق الاستغاث .. لا تملك سوي الآنين الذي لا يسمعه إنسٌ أو جان ، تملكها الوهن ، وأحترفت التوسل والإذلال .
أمة عقدنا عليها الأمل بأن تتحرك وتنهض وتشحذ ما تبقي من قوة ، وتسترد عافيتها لتدافع عن ما تبقي من كرامة وشرف ، عقود والأمل يحذونا ويراود أحلامنا بعودة الروح للجسد الذي أنهكته الآهات ... ونجاسة الزناة .
هيهات .. فهيهات أن ينهض العملاق لقد خنع وخضع لشهوات الزناة البغاة الذين استباحوا غشاء بكارتها ومارسوا كل فنون العهر والبغاء بجسدها .
أمة عربية اعتمدت مصطلحات ومفاهيم لغوية تعبر عن حالها فأرتضت الفكر وفق المؤخرة الفكرية ،التي أتخمتها الشعارات حتى اشتكت من مصابها وآلامها ، فلم تعد تقوي لاحتمال مزيدا من الزناة ... فتحول هلال رمضان لهلالان .. والعيد لعيدان ... نتاج المؤخرة الفكرية وما تنتجه من أفكار ....
المؤخرة الفكرية التي أرادت لسوريا الأسد حماية مقاومة لبنان وفلسطين ، وتناست الجولان ، الذي تحول لتكتيك سياسي بِعرف المؤخرة الفكرية .... التي أفرزت لنا إيران كحامية وداعمة للمقاومة واليد الأخري تفتك بلاجئي العراق ، ضمن مسلسل المواجه والالتقاء مع الولايات المتحدة ... المؤخرة الفكرية التي أنتجت لنا هلال سني وأخر شيعي بالعراق ولبنان .
أمة عربية تبكي وتشتكي من الظلم والقهر وتفرز صناديق الاقتراع 80% لصالح الرئيس باليمن في ظل مظاهرات الجوع والبطالة والفساد وغلاء الأسعار ... مؤخرة فكرية تقبل أيدي الملك والمولي المغربي وأفواج العاطلين عن العمل تهدد بالانتحار ... فداك ... فداك .
مؤخرة فكرية أزعجت طالباني من علم العراق ، ولم تزعجة ألاف الجثث الملقاه بشوارع بغداد والعراق أو صرخات المغتصبات ... وهذا تراكم تحرير العراق .
مؤخرة فكرية غزت أذهان شعب فلسطين فيقتل ويدمر ويغتال وطن .. ونُسير المظاهرات المؤيدة والمعارضة لفتح وحماس ، نتوعد بالثأر والانتقام .
مؤخرة فكرية أغرقت السودان ببحر الظلمات ،وقوما يمتلكون المال لشراء السلاح ، ولا يملكون المال لسد رمق الجياع ... مؤخرة فكرية أفرزت صومال ممزق تائه ، وجزائر حبلي بنذير الاقتتال ، وأردن يهرول صوب الغرب والأمريكان ... مؤخرة فكرية اقنعتنا بيسر الحال بمصر والسعودية وقطر والكويت وتونس وموريتانيا والإمارات وباقي النجمات العربية .
زناة زناة سال لعابهم أمام مفاتن الجسد العربي ،فأبدعوا بالتناوب علي مضجعها ، فأبدع ما صور الشاعر المصري نجيب سرور بقصيدة أزاح بها كل معاني الحياء ، فوصف لنا الحال.
أمة عربية تمتلك كل مقومات التطهر والاغتسال من رجس آثامها ، لتتوضأ وتصلي في محراب مجلس الأمن وهيئة الأمم والجامعة العربية ، وتعيد الاستلقاء على ظهرها مستسلمة للبغاة ، استهوت الاستمتاع بالأنين .
أمة عربية فتحت كل الأبواب لاغتصابها وهتك أعراضها ، وتعرية محرماتها ، ولا تفعل سوي العويل والبكاء ... فأُهين شرفها وهُتك عرضها وامتُهنت كرامتها ، ونالوا من معتقداتها ودينها ، ففتحوا المزاد لمن استهواهم الاستمناء علي رائحتها وعطرها ....
أمة رَفعت عاليا شعار المؤخرة الفكرية فتحول علمائها وفقهائها لأبواق تحلل الاغتصاب ، وتكافأ الزناة .. إنه زمن البيع للأخلاق والمعتقدات .
خطابات ومهرجانات ،وأقلام وأمسيات تمتدح وتضلل تعبث بعقولنا وبأخلاقنا ... وتنثر لنا الورد العاري بالفضائيات ، تستلذ وتتمتع بشرف هُدر وكرامه أُمتُهنت ، ولا نملك سوي المبايعه والبكاء علي التاريخ والجغرافيه ...
إنها المؤخرة الفكرية النهج والمنهج ، الشعار الذي أضحي آلية تفكيرنا .. وسبيل للتقويم .
فمن لا يعجبة فليرشدني للصواب .. ويدون منجزا منذ انهيار خلافة العثمانيين للآن ....!
وكل عام وهذه الأمة بخير ... لو إتفقت علي هلال رمضان ... ليس تشائما بقدر ما هو الحال المعاش ..... فما البديل ؟
البديل بِشرع الأمم والشعوب إعادة تأصيل ثقافة التربية ولفظ حالة الخنوع والخضوع ، والنهوض من حالة الركوع والاستلقاء ، والخروج لنور السماء من عتمة الظلمات، تحرر العقول والذهون من البكاء علي الأطلال وتمجيد تاريخ وحضارة لن ترحم وارثيها ، ولن تجدي العيش في حضرتها بدون أن تدور عقارب الزمن وتندفع ماكنة التقدم إلي الأمام ... فلن تجدي عمليات الدفع العكسية للخلف ، ولن ترحمكم الأجيال القادمة التي ملكتموها لكل زناة العصر ......








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موفدة العربية ترصد تطورات التصعيد على الضاحية ومأساة النازحي


.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - ‏الأمم المتحدة تدين العدوان الإسر




.. بتوقيت مصر يناقش رفض مصر للتصعيد في المنطقة أمام الأمم المتح


.. تفاقم معاناة النازحين في لبنان




.. عشرات النازحين يفترشون الأرض في الحدائق ببيروت بعد أن فروا م