الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موت وميلاد ديونيسوس

سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي

(Saoud Salem)

2022 / 9 / 18
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


أركيولوجيا العدم
العودة المحزنة لبلاد اليونان
٢٧ - موت وميلاد ديونيسوس

بناءً على أوامر هيرا، استولى التيتان - الجبابرة على ديونيسوس وهو طفل ومزقوا جسده إلى أشلاء، ثم وضعوا قطع اللحم هذه لتغلي في مرجل ضخم لإلتهامه في وليمة. ولكن جدته ريا أنقذته من براثن التيتان وأعادت تكوينه. عاد للحياة مرة أخرى وعُهد به إلى بيرسيفوني التي أحضرته إلى الملك أثاماس Athamas وزوجته إينو، اللذان قاما بتربية الطفل والعناية به وإخفاءه في قسم النساء، وألبسوه زي فتاة. لكن من الصعب خداع الآلهة، وبالذات هيرا التي لم تكف عن ملاحقته حتى عندما تخطى مرحلة الطفولة والشباب، وعندما وصل إلى مرحلة الرجولة، تعرفت عليه على أنه ابن زوجها زيوس، على الرغم من هيئته الأنثوية الناتجة عن تربيته وتعليمه متخفيا في زي إمرأة، ولتنتقم منه، دفعت به إلى الجنون وأفقدته عقله، فأصبح تائها يتجول في أصقاع الدنيا، برفقة معلمه Silenus وجيش متوحش من الساتير Satyrs والميناد Maenads، الذين كانت رموزهم وأسلحتهم عبارة عن عصي مزينة بالبلاب وأحيانا أغصان العنب المبروم ذات رأس الصنوبر، والتي تسمى ثيرسوس Thyrsus - θύρσος، وكذلك السيوف والثعابين وأصوات هدير الثيران المرعبة والمثيرة للخوف. الساتير هم رفقاء ديونيسوس في إحتفالاته المجونية، وقد رافقوا آلهة أخرى مثل ريا، جايا، هيرميس، هيفايستوس أو الحوريات. كانوا مرتبطين مع الميناد في مواكب ديونيسوس. يظهر الساتير قليلاً في الروايات الأسطورية، لكن البعض اكتسب شهرة فردية، مثل Marsyas أو Silenus الذي أصبح مربيا ومعلما لديونيسوس. ولا يتحدث هوميروس عنهم ولا ذكر لهم في أشعاره، ومع ذلك، في جزء من النص المنسوب إلى هسيود، وُصِفوا بأنهم لا يصلحون لأي شيء ولا ينفعون في أي عمل، ويقضون وقتهم في مطاردة الحوريات، وإخافة الفلاحين والسكر والعربدة وهم يلعبون الآولوس Αυλός، وهي آلة موسيقية تشبه الناي أو المزمار. هم مثال على حيوية الطبيعة المترفة، وعلى هذا النحو، غالبًا ما يكون لديهم تمثيل فني في الرسم والنحت، حيث يتم تصويرهم غالبا بأرجل الماعز، وآذان طويلة تشبه الحمار وذيل حصان، أما الرأس فهو شبه بشري ذو قرنين ولحية قصيرة. لكن هذا التمثيل تطور مع مرور الوقت، فيفقدون تدريجياً طبيعتهم الحيوانية للأطراف السفلية مع الاحتفاظ بالرأس نفسه، ويقتربون من الصورة الأكثر إنسانية لحيوانات الأساطير الرومانية. أما الميناد Μαινάδες فهن في الأصل مربيات ديونيسوس، ثم أصبح الإسم يعين كل النساء اللائي اتبعن ديونيسوس خلال مسيرته المظفرة من ليديا إلى اليونان، وأصل الإسم باليونانية القديمة يشير إلى فكرة الهلوسة والهذيان. أحيانا يشار إليهن باسم Thyiades عندما يشكلن طقوس موكب إله الكرمة والنبيذ خلال ألأعياد الدويونوسية. غالبًا ما يتم تمثيلهن متوجات بأوراق اللبلاب، يمسكن بأيديهن الصولجان المسمى thyrsus المذكور سابقا، وهو مجرد عصا تنتهي بمخروط ثمرة الصنوبر، ولهن لباس مصنوع من جلد الحيوانات يسمى nebride. والميناد مسؤولة عن موت أوريفيوس نتيجة عدم إهتمامه وإحتقاره لهن، بعد هذه الجريمة حولهن ديونيسوس إلى أشجار.

يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تتحدث عن قواعد اشتباك جديدة مع إسرائيل.. فهل توقف الأم


.. على رأسها أمريكا.. 18 دولة تدعو للإفراج الفوري عن جميع المحت




.. مستوطنون يقتحمون موقعا أثريا ببلدة سبسطية في مدينة نابلس


.. مراسل الجزيرة: معارك ضارية بين فصائل المقاومة وقوات الاحتلال




.. بعد استقالة -غريط- بسبب تصدير الأسلحة لإسرائيل.. باتيل: نواص