الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بلى ولكن!

فارس الكيخوه
(Fares Al Kehwa)

2022 / 9 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


" يتعود الإنسان أن يستعمل عقله في كل الأمور الحياتية ،إلا في الأديان والعقائد فهو متعود أن يعطل ويصادرالعقل ليعتمد على العاطفة وليدافع عن نصوص غاية في السذاجة ".......الكاتب.
هل دخل الشك يوما في حقيقية السرد الديني إلى قلبك ؟ لماذا ؟ وكيف كانت البداية ؟ وماذا كانت النتيجة وإلى أي طريق ؟ ام أن الشك لم يداهمك بعد ؟ لما لا ؟ وكيف تيقنت أن السرد الديني خط أحمر وحقيقية مطلقة ؟ هل فعلا أنه حقيقية مطلقة ؟ ما الدليل ؟….
بلى ولكن ..الذي يقرأ هاتان الكلمتان يستنتج قطعا أنه ذلك الشك..لا يوجد" بلى" ثم "ولكن" بدون أن نستنتج أن الشك واضح وضوح الشمس هنا…
بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي…قالها ابراهيم لربه الذي قال له " أولم تؤمن "!!!!!!!
لا نعرف كيف ظهر ذلك الإله لإبراهيم..هل بالوحي ؟ بالصورة والصوت؟ بالصوت فقط ؟ لا يهم .ولكن المهم إن ابراهيم لم يؤمن بهذا الإله إلا بعد التجربة المزعومة…رغم أن قصة إبراهيم هي قصة أسطورية من أولها إلى آخرها.رغم أن هناك مليون سؤال حول شخصية إبراهيم ولماذا هاجر من أرض الخير والحضارات إلى أرض لا يعرف عنها أي شيء وثم تلك المجاعة .ورغم أن التوراة تزعم أنها موحاة من الله نفسه إلا أنها بحاجة إلى دروس في الرياضيات وكيف أصبح عمر إبراهيم 75 سنة عندما خرج من حاران باتجاه أرض كنعان . من أين جاء الله بهذا الرقم ؟ كيف طرح وقسم ؟ لا يهم…نرجع إلى إبراهيم في الأسطورة القرانية ونراه غير مؤمن وكأنه يريد أن يجرب الله! وكأنه يريد أن يمتحن الله ! وفعلا، الله انصاع إلى طلب إبراهيم الذي أراد أن يجربه " رب أرني كيف تحيي الموتى"! ...وعلى فكرة نحن تعلمنا في المدارس أن نكتب ربي هكذا " ربي" لا أعلم لماذا في القرآن جاءت " رب".فهل هو غلط النساخ أيضا ام أن الله بحاجة إلى دروس في الإملاء؟؟؟ لا يهم..نرجع الى صلب الموضوع..الشك…أنا امؤمن أن الشك هو أول الدرجات ومفتاح الدخول إلى معرفة حقيقة السرديات الدينية الخرافية..تلك السرديات التي تربينا بينها عاشت فينا وعشنا فيها..لازمتنا منذ صغرنا واختلطت في دمائنا وأصبحت جزء من كياننا .كنا نصدق كل شئ فيها.كل شي ،حتى تلك التي لا تدخل عقولنا ولا ضمائرنا ولا انسانيتنا.لانها قد داهمت دفاعاتنا العاطفية الضعيفة منذ صغرنا قبل أن نتحصن بالعقل والعلم ،فأصبحت عواطفنا تتحكم بنا لا عقولنا....
الشك الإيجابي هو الذي يجعلنا نعيد حساباتنا وافكارنا السابقة ويعبد لنا الطريق للدخول في مسارات جديدة وعالم آخر لم تكن معروفة لدينا ..أن الشك في السردية الدينية التي وصلتنا، سيعبد قبل كل شئ الطريق لاستعمال ذلك الذي في رؤوسنا والذي يسمى العقل وبعدها تاكد أنك في الطريق الصحيح ولا تحتاج حتى إلى GPS,ما دام العقل هو الذي يقود الطريق وليس العاطفة…ذلك الطريق الذي سيقودك إلى محطات كثيرة في سبيل البحث عن الحقيقة، تلك المحطات التي ستتوقف عندها وتبحث وتستنتج بنفسك من هي محطات تنويرية ومن هي تخديرية..من هي منطقية في الطرح ومن هي لف ودوران وكلام فارغ ،من هي التي تحترم عقولنا ومن التي تستخف به…هل من يتابع د.خزعل الماجدي مثلا سيقول هذا يستخف بعقول البشر أم من يتابع الشيخ العريفي ؟ أنا أعرف الجواب واعرفه جيدا ،ولكنني اريد انت من تبحث وتستنتج…انت من يجب عليك البحث عن الحقيقة ،لأن الحقيقة لا تبحث عنك…فلا تجعل الشك يأكل احشائك و يعكر صفو أفكارك،ولا تجعل دماغك يتارجح بين متناقضين اثنين.انت من يجب عليك النهوض وفض الصراع في داخلك…تعلمنا منذ صغرنا أن لا نسأل في العقيدة وإن سألنا قالوا لنا لا تسال لأن الشيطان يريد ضياعك عن طريق الرب وهكذا أرادوا إسكات أفواهنا البريئة في حقنا في التساؤل،وحتى إن جاوبوا على أسئلتنا ،فهي من نفس المصدر ونفس الكتاب ونفس الجواب ،وعليك أن تسكت بعدها ..ويبدأ الشك من جديد ويزيد التساؤل ويبدأ طريق البحث…أن الشك في العقائد يا اصدقائي ليس عيبا ولا تقصيرا ولا ضياعا في مملكة المسكين الذي سموه الشيطان بل أنا أعتبره العكس تماماً..الشك هو التمهيد والبداية لتقبل الفكر المنطقي والعقلاني في معالجة الأمور لا الغيبي منه،الشك هو التمهيد والبداية لتقبل الفكر المعاكس والمخالف للذي تلقنته...فإذا قال بروفيسور يهودي في الآثار بأنه لا وجود لهجرة المصريين من مصر الى فلسطين ولا وجود لأي أثر للنبي موسى ،وقد بحثنا في كل شبر ولمدة أكثر من ثلاثين عاماً..
فهل تصدق العلم أم السرد الديني ؟ إلا يشعل فيك هذا ولو شرارة صغيرة جدا من الشك ؟؟
أيعقل أن لا تشك ولو بقدر حبة حنطة في أيامنا هذه لقصة كقصة الخلق والتي جاءت في حضارات أخرى سابقة وبصيغة متقاربة جدأ كما في الحضارة الأوغاريتية ؟والغريب أن في اللواح الأوغاريتية أن اول تمرد على الخالق لم يحدث من البشر بل من عالم الالهة والاغرب اسم ادمو كان حاضرا في اللوح الأوغاريتي…
أيعقل أن لا تشك ولو بقدر حبة حنطة في أيامنا هذه لقصة كقصة طوفان نوح والتي جاءت أيضا مقاربة جداً في الحضارة السومرية ،والعلم يفند غرق الأرض بالكامل جملة وتفصيلا ؟؟
أيعقل أن لا تشك ولو بقدر حبة حنطة في أيامنا هذه لقصة كقصة خروج موسى مع قومه والضربات العشر ،وشق البحر؟؟؟ أيعقل أن لا تشك ولو بقدر حبة حنطة في أيامنا هذه لقصة كقصة سليمان والهدهد ؟
أيعقل أن لا تشك ولو بقدر حبة حنطة في أيامنا هذه لقصة كقصة اسراء محمد إلى السموات السبع على ظهر البراق ؟ أيعقل أن لا تشك لقصة كقصة ابتلاع حوت ليونان لثلاثة أيام ،رغم علمنا أن العبرانيين كانوا أسرى ومذلولين عند الآشوريين بعد تدمير مملكتهم ،فكيف يخرج أحد من العبرانيين ويجرؤ على رد ملك الآشوريين وشعبه عن عباداتهم وفي أرض آشور؟؟؟؟؟
أيعقل أن لا تشك ولو بقدر حبة حنطة في أيامنا هذه وأنت الذي دخلت المدارس وذقت أصناف العلم والمعرفة أن لا تشك في قصص الكتب المسمات السماوية وهي تخالف كل ما تعلمته ؟؟ ألم يحن الوقت لتواجه نفسك وتتسلح بالمعرفة ؟ ألم يحن الوقت لكي تتيقن أن الأديان من إنتاج الوعي والفكر البشري ؟ ألم يحن الوقت لكي تعرف أن الله وإن وجد فهو أسمى وأعلى من أن يكون فراشا أو مخبر أمني أو سفاحا أو مختل العقل أو فاشيا أو قوادا في أكبر دعارة في العالم !!!!
أيعقل أن يكون عقلك مجمدا إلى هذه الدرجة بحيث أن كل المصادر الحرارية الناتجة من العلم والفكر التنويري لا تستطيع ذوبان ذلك الانجماد ؟؟
ما الذي يدفعنا نحن البشر إلى الشك وهل الشك يقود الإنسان إلى أشياء ايجابية ؟؟؟انا أقول لكم..
أنه نفس السبب الذي دفع إسحاق نيوتن إلى وضع قوانين الحركة والجاذبية…كيف؟
عندما سقطت التفاحة قال الجميع سقطت تفاحة إلا واحد قال ،لماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تحياتي.
عندما تبحث في الحضارات وتلاقحها مع بعضها البعض تدرك بالحال بأن الأديان بشرية الصنع والاستيراد والتصدير….








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تصحيح
فارس الكيخوه ( 2022 / 9 / 18 - 18:00 )
جاء سهوا- لا وجود لهجرة المصريين من مصر الى فلسطين- والصحيح هو - لا وجود لهجرة العبرانيين من مصر الى فلسطين-..اعتذر عن الخطأ..


2 - شكرا على المرور والتعليق..
فارس الكيخوه ( 2022 / 9 / 19 - 01:56 )
السيد دانيال اشكرك على المرور والتعليق..انت فعلا تعجبني ،غيور على دينك ،ترقع وتدافع عن دينك بأي ثمن كما يفعل الآخرين من إلاديان الأخرى.انا الهي هو نفس إلهك والفرق بيني وبينك انك لا تفكر بالعقل بل بالعاطفة وهذه المقالة ممتازة لك..يسوع المسيح جاء خير ومحبة لا شك في هذا ولكن اليس هو الذي نقض شريعة موسى من عقر ابيها ؟ من من المسيحيين اليوم يشتري شريعة موسى بدولار واحد ؟ أليست من نفس الاله ؟ ثم لماذا سميت بالعهد القديم ؟فهل أفهم أن الانجيل نسخ التناخ وأصبح كالقران ناسخ ومنسوخ ؟راجع التوراة بعقلية اليوم وستكتشف أنه كتاب في قمة السذاجة...أما بالنسبة إلى د.خزعل الماجدي فهو لم يعاصر إبراهيم لا يعرفه، لكن هل انت عاصرت إبراهيم وتعرفه حق المعرفة ؟


3 - الحقيقه
على سالم ( 2022 / 9 / 19 - 16:19 )
كل الاديان منتوج بشرى خالص , لاعلاقه لله بكل هذا الكم من الاديان المختلفه المضحكه


4 - تعليق
فارس الكيخوه ( 2022 / 9 / 19 - 18:25 )
شكرا للسيد دانيال على المرور والتعليق... دعني أسألك بعض الأسئلة لنستفيد من منابع المعرفة التي تتبناها..متى خلق الله الملائكة ؟ هل قبل خلق الكون أم بعده ؟ ومن ماذا ؟ الشيطان هذا كيف تكاثر وأصبحت شياطين ؟ هل تزوج شيطانة مثلا ؟ ام آدمية من جنس البشر ؟ وكيف توصلت إلى هذه الحقائق ؟


5 - شكرا للسيد علي سالم على المرور والتعليق.
فارس الكيخوه ( 2022 / 9 / 19 - 20:34 )
اشكرك سيدي الكريم علي سالم على المرور والتعليق..نعم وبالضبط لا بد للإنسان أن يستنتج اليوم إن الأديان بتنوعها وأدعائها بأنها تملك الحقيقة المطلقة لابد أن يكون مصدرها واحد وهو الإنسان لا غيره...ولا بد أن تكون من إنتاج الفكر البشري لا غيره...هكذا تستقيم الأمور افضل ..صدقوني..تحياتي لك السيد علي سالم.

اخر الافلام

.. الآلاف يشيعون جـــــ ثمــــ ان عروس الجنة بمطوبس ضـــــ حية


.. الأقباط يفطرون على الخل اليوم ..صلوات الجمعة العظيمة من الكا




.. إليكم مواعيد القداسات في أسبوع الآلام للمسيحيين الذين يتّبعو


.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم




.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله