الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة الموت في المجتمعات العربية

فايز الخواجا

2022 / 9 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


@@@ثقافة اليأس والبؤس وقتل الحياة في بلادنا يعني باختصار شديد جدا ثقافة الموت..،
تلعب المعتقدات التراثية دورا هامة في بناء وصياغة البنية الثقافية للجماعات والمجتمعات في رحلة المجتمعات البشرية والانسانية.. حيث ان مساحات كبيرة من رموز واشارات وصور هذه المعتقدات وروافدها من الآراء ما تشكل بذور هذه الثقافة لهذا المجتمع او ذاك.. وهذا ينطبق على مجتمعاتنا من شرق العراق الى غرب المغرب .. حيث ان ثقافتها بارضيتها هي من انتاج الاسلام المحمدي بالقراءات السلفية الفقهية من قراء ومحدثين واصحاب علم الكلام تحت قاعدة تقديس النقل ورمي العقل تحت النعل كما قال ابن القيم الجوزي.. اي ان بذور ثقافة مجتمعاتنا من هنا وليست من البوذية او الشنتونية او الهندوسية او غيرها من الديانات ذات الطابع الفلسفي التأملي..
هناك نص في التراث الاسلامي يقول وما الحياة الا لهو ولعب ومتاع الغرور.. .. والآخرة خير وابقى..!!! هذا النص هو نص اشكالي للعقول من جهة ولفلسفة رسالة الخلق الالهية حسب النظرية الدينية.. ويقف العقل هنا امام مسألتين هامتين الاولى معنى المفردات ودلالاتها والثانية محاور الاستدلال لهذه المعاني..
فقهيا المعاني تعني ان الحياة قصيرة جدا جدا وهنا خلط بين العمر الفردي للانسان وعمر الانسان كماهية وكنوع.. هذا من جهة ومن جهة اخرى كيف يتمظهر هذا اللهو وما تجليات اللعب ومظاهره؟؟؟؟
وهل الغزوات واجتياح البلدان وهتك اعراض الشعوب الآمنة في اوطانها ليس لهوا وليس لعبا؟؟؟ في حين ان تطوير حياة الانسان وارتقائه العقلي والمعرفي والانساني والاخلاقي كلها لهو ولعب؟؟؟ نعم هناك اشكاليات في تحديد المعاني والمفردات وضبط كل حد من حدودها حتى لا تضيع العقول في اتون الفوضى والبدائية والعشوائية والارتجالية والعبادات فقط مع وجود الاشكالية حول معنى العبادة من جهة وهل المفردة فعلا هي الا ليعبدون او( ليعلمون) كما ورد في الكتاب التراثي الانبياء!!! وعليه يتم زرع بذور ثقافة العدم والهلاك والافلاس والجهل والهزائم المتتالية في الحياة.
لهو ولعب يعني ان الحياة لا تساوي شيء وهنا تضارب وتناقض مع فلسفة رسالة الخلق واكرام الانسان ارقى مخلوقات الله بعقله وهذا العقل من ارقى تجليات الخالق في مخلوقه الانسان..
لكن القراءة السلفية الفقهية والتي اتخذت الطابع الايدولوجي وشكلت سطوة قاتلة على عقل الانسان المسلم حيث منعته من الشك والبحث والمعرفة طيلة التاريخ التراثي الاسلامي الفقهي وما افرزته من بذور
=عدم الاعتراف بالحياةوعدم احترامها وعدم احترام انسانها قد جعل حياة مجتمعاتنا عدمية عبثية تسودها الصراعات والتشققات والتنابذات على جميع مستويات الحياة. حيث البدائية والجهل والفقر المعرفي والعقلي والانحطاطات الاخلاقية والامراض.
=الصراعات والتنابذات مع من هو خارج القبيلة الدينية والفرقة الناجية وزرع بذور الحقد والكره والضغينة وزرع بذور العدوانية والعدائية وبشكل مطلق في تاريخنا وتراثه الذي اسقطت عليه القداسة.. واصبحت الصراعات من اجل السيطرة واقصاء الآخر وصولا الى قتله واجبا مقدسا بل حتى يضاف اليه هذا حكم الله!!! وارادة الله!!! والمحبة بالله!!! والكره بالله!!! والقتل بالله !!!
هذه الصراعات غطت كل شعوبنا على جميع الاصعدة الدينية والمذهبية والقبلية والسياسية والاجتماعية ومن هنا بذرت البذور في تربة ثقافتنا.
=محاربة كل العلوم العلمية البحتة وكل العلوم الاجتماعية والاقتصادية والسيكولوجية على جميع انواعها والسياسية وطرد ام العلوم وهي الفسفة من مناهج التربية والتعليم لتبقى التخاريف والشعوذات والقصص والتفاهات هي وجبة الفطور والغداء والعشاء يوميا. ومن هنا التخلف العقلي والمعرفي والحياتي والتطويري في كل نواحي الحياة في بلادنا ورصدها ومعاينتها لا يحتاج الى عبقرية بل يحتاج الى ترو وشجاعة.
=محاربة العقل والتفكير بكل انواعه حيث ان النقل مقدس وماذا قال السلف هو الاكثر قداسة وصوابية لانهم يملكون الحقيقة المطلقة!!! وهذه كارثة شعوبنا بكل المقاييس والمعايير وعليه فان ما سبق يتمظهر في كل ما يأتي
=امام سلطان السيطرة لا قيمة للانسان ولا لحياته او كرامته او امنه او امانه وحتى لقمة عيشه بل تم التعامل مع انساننا كفرد في قطيع. ويعيش هذا السلطان على حساب الناس بلا مساءلة او قانون او مراقبة ولا حتى اي وازع اخلاقي.
=فتاوي تجار الدين باسم الشريعة والشرع حيث مارسوا في فتاويهم كل انواع السقوط والجرائم بدون حساب او رقابة او مساءلة حيث عنوان من اجتهد واصاب فله اجران ومن اخطأ فله اجر!!! اي عقل يمكن ان يقبل هذا فتاوي تخريب وتدمير بدون محاسبة قانونية هل هذا مقبول؟؟؟ ان العدل والعدالة تحاسبان المجرم ومن حرض على الجريمة اين هذا؟؟
النتائج
-$--$-لا مدارس ولا تعليم ولا جامعات تساير روح العصر اطلاقا بل مراكز لمحو الامية على غرار كتاتيب القرون الوسطى. وانتشرت الامية المعرفية الجادة والمنطومات المعرفية المتنوعة.
-$--$-لا مستشفيات مهنية متقدمة تهتم في صحة الناس لان الامراض من الله والطب عندمايعالج يقف ضد ارادة الله!!! من هذيانات وسخافات الشعراوي وتخريبه لعقول قطاعات واسعة وعريضة من شعوبنا وعندما مرض هرول الى مستشفيات الغرب( الكافر) ليعالج هناك!!! عفوا :هل يوجد اكثر من هكذا صفاقة ووقاحة وبلطجة؟؟
غيض من فيض








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات موجعة للمقاومة الإسلامية في لبنان القطاع الشرقي على ا


.. مداخلة خاصة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت




.. 108-Al-Baqarah


.. مفاوضات غير مباشرة بين جهات روسية ويهود روس في فلسطين المحتل




.. حاخامات يهود يمزقون علم إسرائيل خلال مظاهرة في نيويورك