الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أفكارٌ بَسيطةٌ غيرَ مُلزمَة لأحَد ..( 15)

زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)

2022 / 9 / 19
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


من وحي كتاب " حياة يسوع" للفيلسوف "هيغل"
------------------------------------------
انتهيت للتو من قراءة كتاب " حياة يسوع " للفيلسوف هيغل ، للمرة الثالثة، وهي المرة التي دعمتها بمعرفتي الجيدة للغة الهولندية، والتي ساعدتني جداً ، في فهم كثير من مفردات ومصطلحات اللغة الألمانية، التي اعتمد عليها فيلسوف شتوتغارت.
يمكن للمرء اعتبار هذا الكتاب من كتابات المراحل المبكرة لهذا الفيلسوف الألماني، فهو يعبر عن الحياة الداخلية للانفعالات الصوفية الثرية له، والتي لم يفارقها القلق العقلي بكل تأكيد.
كما يُمكن النظر الى هذا الكتاب المميّز، على أنّه منطلق أساسي و هام، نحو معرفة الأسس البعيدة، التي جاءت منها أصول فلسفته لاحقاً.
و ربما التعرّف أكثر على الينابيع المتعددة، التي رشفت منها روح هيغل سلسبيلها المعرفي..
بدءاً من دراسته المُكثفة للفكر اليوناني و اللاتيني..مروراً بمعرفته العميقة بجذور الفكر الشرقي، ومن ثم وصولاً إلى ما كتب وأنجز من دراسات كثيرة، عن الفكر اللاهوتي بالذات .
الأمر الذي أضاف لعبقريته الفذة، كثيراً من ثراء الرؤية، واتساع البصيرة في عملية الفهم لديه. و التي قدمت بفكر كوني شامل ، و منفتح إلى أبعد الحدود ..
وهذا ليس تلخيصاً للكتاب، بل هو تعليق لفهم أولي على هديه وحسب:
انا اعتبر أنّ النظر في بدء ظهور ( الفكرة او الكلمة ) المُتجسدة رمزاً في السيد المسيح، هي بمثابة تعبير عن ارتقاء ما للروح الكلية،GEIST
و أخال هذا الارتقاء لها، كان تمرداً سامٍ ومتقدم للفهم العام، وقد جاء في لحظة تاريخية ما، كي يُعبّر عن وجه من وجوه التحرّر من تلك الثيوقراطية اليهودية الصارمة، التي دأبتْ على اخضاع الفهم الانساني لسجون الطقس و قساوة الشكل.
وأمّا الحديث عن ظهور أديان جديدة حينذاك، وما تلاها من عقائد..فهو ليس بأكثر من بدعة نكوص للفهم الانساني الكلي، أو لنقل بالمعنى الجدلي، هي مرحلة مهادنة مؤقته، لتركيبة جديدة، تتسق مع مكر التاريخ الخفي لمسار العقل الكلي نحو الحرية..
المكر الذي يقذف بتلك العقائد اللاحقة، لتكون بمثابة ركن ضروري في ثلاثية جدل الوجود برمته، كي تكتمل أركان التناقض ، ومن ثم لتتخلق تالياً الحركة المطلوبة واللازمة لأي تقدم في ظهور العقل الكلي .....
لا ننسى أنّ "هيغل" يرى أنّ كل ما في الوجود من نظم فكريّة أو بشريّة أو ظواهر ماديّة أو طبيعيّة ما هي في النّهاية إلاّ مظهراً من مظاهر الرّوح المطلق التي يحكمها قانون الجدل ( الديالكتيك ) و الذي قوامه الصيرورة الدائمة.
فغاية الرّوح الكلية تلك هي أن تعي نفسها، ووسيلتها في بلوغ هذا الوعيّ الدّين والفنّ والفلسفة.
بتعبير آخر :
إن اكثر تلك العقائد تأثيرا، ما هو في واقع الأمر إلا شكلا من أشكال استمرار الصرامة اليهودية، لكون ان لا شيء يفنى، أو لنقل ان هذا الجديد - المُتمظهر في مجيء هذه العقيدة أو تلك - ما هو إلا حيلة مُتقنة ومُعقدة، تندرج ضمن نتائج طبيعية من قبل حركة التاريخ، بهدف العودة إلى تلك الصرامة الماضية، والقضاء على التحرر النسبي المحدث، الذي أعطاه هذا الوجود والتمظهر الجديد للروح الكلية فيها ..
أو بتعبير أبسط وأدق للقصد :
الاقتراب أكثر من فهم أهمية وضرورة ظهور مرموزية فكرة ( مجيء السيد المسيح- يا - سوع ( الرب المخلص) للوجود العياني .
للحديث بقية
zakariakurdi








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس: تلقينا رد إسرائيل على موقفنا حول وقف إطلاق النار وسندر


.. كارثة غزة بالأرقام.. ورفع الأنقاض سيستغرق 14 عاما | #سوشال_س




.. قوات النيتو تنفذ مناورات عسكرية متعددة الجنسيات في سلوفاكيا


.. طلاب جامعة كاليفورنيا الأمريكية يقيمون مخيم اعتصام داخل حرم




.. رئيس سابق للموساد: حماس متمسكة بمطالبها ومواقفها ?نها تحررت