الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العواقب الإجتماعية للسياسة

محمد قاسم علي
كاتب و رسام

(“syd A. Dilbat”)

2022 / 9 / 19
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


النِفاق و الدجل السياسي
مالذي يأتي الى ذهن من يسمع إسم حزب الدعوة ؟ ، حزب لص أعضائه متورطين بنهب الدولة ؟ ، حزب يمارس الإرهاب قولاً و فعلاً ؟ ، حزب قاد أفشل مرحلة في تأريخ العراق الحديث ؟ ، أذا كان هذا ما يتبادر الى ذهنك فأنت مٌحق ، أصبت في تفكيرك .
في التاريخ المصادف 18-9-2022 خرجت علينا حنان الفتلاوي في تغريدة لها " رغم اختلافي مع بعض سياسات الحزب الديموقراطي الكردستاني لكن ما يحسب لهم تجاه المرأة ان رئيسة الكتلة النيابية سيدة و المتحدثة باسم الكتلة سيدة .. و المتحدثة باسم البرزاني سيدة .. ثلاث سيدات من أديان مٌختلفة .. عسى ان تحذو حذوهم باقي الأحزاب .." . مٌثير للإهتمام ، حنان الفتلاوي تٌطالب بحقوق المرأة ، لكن أي مرأة؟ . ألا تعلم حنان الفتلاوي بأن الحزب الذي تنتمي له هو يقف بالضد من أعطاء اي حق للمرأة و أي كرامة لها كإنسان ، يبدو أنها تناست أيضاً إيديولوجية الحزب المتخندقة في خندق الطائفية ، نحن نتحدث عن حزب الدعو الإسلامي الذي حكم العراق بعد عام 2003 لكن دون أي تغيير يٌذكر بالإتجاه الإيجابي بألنسبة لحقوق المرأة ، بل كانت كُل توجهاتهم بالضد من المدنية التي كانت ممكن في ظلها أن يٌصاغ دستور بعيداً عن الدولة الإسلامية ، كما نعلم أن شريعة الإسلام تٌعارض بالضرورة أي حق من حقوق المرأة .
ثلاث أديان مٌختلفة تنتمي لحزب واحد ، هذا ضرب من ضروب الخيال بالنسبة لحزب الدعوة و الأحزاب الإسلامية الأخرى . لنسأل حنان هل يقبل حزب الدعوة عضوية شخص من طائفة أخرى لنفس الدين . قطعاً لا . إذاً ما هذا الدجل أيتها (المُحنكة) ، حنان ( 7X7 ) . بما ان حنان تتحدث عن إعطاء دور للمرأة ، و جب إيضاح دور المرأة في المجتمع القبلي الذي يٌفسر الشريعة الإسلامية حسب رغبات الذكور .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المرأة في المٌجتمع العراقي
الصورة النمطية للمرأة في المجتمع العراقي ، نظراً للإضطرابات السياسية التي خلفت عواقب إجتماعية وخيمة ، خاصتاً لما شهده العراق من حروب مٌستعرة ، في العقود الخمسة الأخيرة ، تكونت في ذهنية الفرد العراقي صورة نمطية عن المرأة ، حينما ذهب الشباب و الرجال الى التجنيد الإلزامي في بداية الثمانينيات من القرن الماضي ، في رحلة الذاهبين بلا عودة ، تعاظمت الأحمال على كاهل المرأة ، كانت دائماً على أهبة الإستعداد لتلقي الصدمات ، أنها كانت ستفقد أخ أو زوج او اب أو حبيب تنتظره ، في حال كانت تلك المرأة ام فأن زوجها الذي تبتلعه الخنادق الأمامية من جبهات القتال ، قد خلف وراءه ايتاماً ، بالضرورة سيكونون حملاً ثقيلاً على كاهل المرأة التي يجب أن ترعاهم لبقية حياتها ، مُرتضية بذلك أن تكون ارملة لبقية حياتها ، هذا في غالب الاحيان . لك ان تتخيل ثِقل هذه المسؤلية. أحمال هذه السنين سرعان ما تمتص طاقتها ، لتكون عجوز ترتدي رداءاً أسود قد يكون رافقها منذ فاجعتها الاولى لا تتخلى عنه لأجل فرحة عابرة ، مٌسلمة تماماً للحزن و شدة الأهوال . فعل القبيلة و الأعراف العشائرية و الشريعة الإسلامية (التي تُطبق بحذافيرها على النساء) ، كانت ساحة المرأة هي الأمتار القليلة في المطبخ ، لا تستطيع ممارسة اي هواية ذات حركات فيزيائية . ممكن أن تٌخفف بها عن الهم و ثِقل الحياة الذي يكاد ان يبطش بها . هل تعلم من يقف وراء كٌل هذه المآسي ، أنه ذلك الغول المُشوه (الشريعة و أحكامها) إضافة الى القزم المقيت (العُرف العشائري).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أخلاق القبيلة عابرة للقارات
في اقصى شمال الكُرة الأرضية في الدولة التي تمر بها الدائرة القطبية ، تحديداً في السويد يٌناقش موضوع جرائم الشرف بين الاحزاب البرلمانية ، و أصبحت هذه احدى أهم القضايا أثارة للجدل ، نعم ، أنها أخلاق القبيلة العابرة للقارات ، يا تٌرى من وضع طوق الكلب (قانون الشريعة) في رقبة المرأة ، انه المٌجتمع الذكوري الذي يستمد قوته و يتم تغذيته من قِبل ، أخلاق الصحراء المٌشرعنة في الدين الإسلامي . هذه هي المأساة ، لذا وجب ترويض رجال الدين و إخضاعهم لسلطة القوانين المدنية ، على أن هذه الأمر صعب تحقيقه في العراق سيما ان التشريعات القانونية يجب ان لا تتعارض مع الشريعة الغسلامية ، إذا على هذا المنوال نحن ندور في حلقة مٌفرغة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"الشعوب المقهورة تسوء أخلاقها و كلما طال تهميش إنسانها يصبح كالبهيمة لا يهمه سوى لقمة العيش و الغريزة" ــ أبن خلدون . هذه المقولة مٌمكن ان تكون القاعدة الإساسية لتحليل المشاكل الإجتماعية ، بالنسبة للدارسين عِلم الإجتماع . إن القهر هو من همش الإنسان العراقي و المرأة نالت النصيب الأكبر ، يا تٌرى هل كان حزب حنان الفتلاوي كفيلاً بأن يرفع القهر عن المواطن ، هل إمتلك حزب الدعوة أفكار ثورية لخلق آفاق لمجتمع رغيد بإعتدال ، لا لم يكن أي من ذلك . إذا تدوينتها عبارة عن شعوذة سياسية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | مستشارة أسرية تشرح كيف تؤثر علاقة -الأنتيم- ع


.. حديث السوشال | تفاصيل مقتل ملكة جمال الإكوادور.. وأمطار غزير




.. سكرتيرة الحريات بنقابة الصحفيين السودانيين إيمان فضل السيد


.. الحسكة في يومهم العالمي على العمالات الانضمام للنقابات وا




.. الصحفية المستقلة حواء رحمة