الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رؤية اجتماعية-ثقافية لنشوء الدولة العراقية، القسم الثاني

فراس ناجي
باحث و ناشط مدني

(Firas Naji)

2022 / 9 / 25
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


نحو اطار نظري بديل لنشوء الدولة العراقية

ترى هذه المقالة ان الولايات العراقية الثلاث: بغداد والموصل والبصرة كانت قد بدأت منذ القرن الثامن عشر بتشكيل إقليم العراق العثماني المتميز جغرافيا وسياسيا بما اصبح يمثل نوع من الكيان الوطني للمجتمع العراقي المتعدد قبل تأسيس الدولة العراقية الحديثة. فقد كانت ولاية بغداد منذ حكم حسن باشا في بداية القرن الثامن عشر وطوال عهد المماليك، ترتبط بها معظم مراكز العراق الحديث – ما عدا مدينة الموصل – من البصرة في الجنوب الى عنة وراوة في الغرب الى العمادية (إمارة باهدينان) والسليمانية (إمارة بابان) وراوندوز (إمارة سوران) في الشمال. وحتى الموصل كانت قد أصبحت تحت تأثير والي بغداد منذ عهد المماليك، فيما لم ترتبط كردستان العراق بولاية الموصل إلا بعد عام 1879. وحتى في حينها، كان العراق (بولاياته بغداد والموصل والبصرة) يعدّ اطاراً إدارياً جامعاً شبه مندمج يدعى "خطة العراق" ووحدة أمنية عسكرية بعنوان "جيش العراق" تحت قيادة والي بغداد (نوري، 2018، ص77-93).

لقد عمل ازدياد قوة الحكومة في بغداد وتوطد سلطة الحكومات المحلية خلال عهد المماليك على تقوية مجتمعات المدن الحضرية على حساب المد العشائري الريفي وبالتالي الى تعاظم النشاط المدني، ما أدّى الى البدء في الانتقال من الوعي والانتماء الجماعي الضيق (المحلي والعشائري والطائفي) الى وعي وانتماء مجتمعي أوسع خاصة بالنسبة للنخب المجتمعية. فما ان خضع المجتمع العراقي القديم لعمليات التحديث الأولية مع شروع الدولة العثمانية في سياسة "التنظيمات" ومع ازدياد تدخل القوى الغربية في الشأن العراقي عبر ربط العراق بالسوق الصناعية العالمية في منتصف القرن التاسع عشر، حتى بدأ الوعي الوطني في التشكل والمجتمع العراقي القديم في التحول من المنظومة الثقافية التقليدية الدينية الى الثقافة الوطنية للعصر الحديث.
وعلى الرغم من مقاومة هذا المد في الوعي الوطني عبر الصراع بين القديم (الثقافة البدوية) والجديد (الحضرية)، الا ان مد الوعي الوطني بدء في الانتشار في مدن العراق بعد الانقلاب الدستوري العثماني في 1908، ومن ثم أصبحت له السيادة على الوعي الثقافي التقليدي عبر تحفيز النزعة الوطنية العراقية التي صاحبت مقاومة الغزو البريطاني للعراق وعبر تأسيس الدولة العراقية. فتكون نشأة الدولة العراقية عبر هذا المنظور هي تطور عضوي لإقليم العراق العثماني بصورة متداخلة مع عملية تحديث المجتمع العراقي، فيما يكون تأسيس الدولة في 1921 هي محطة في صيرورة عملية التحديث هذه.

وفي حين ان منظور الصيرورة التاريخية للدولة العراقية كانت قد تبنته دراسات بطاطو والوردي كما تم ايضاحه في هذه المقالة، الا ان تلك الدراسات لم تحلل عملية تحول الانتماءات والوعي للعراقيين على أساس نظريات اجتماعية خاصة بها، بل كجزء من نظريات أوسع مثل الصراع الطبقي أو صراع الحضارة والبداوة. بينما سيتم في هذه المقالة تحليل عملية نشوء الوعي المجتمعي والانتماء الوطني والنزعة الوطنية التي صاحبت الصيرورة التاريخية للدولة العراقية عبر مفاهيم نظرية تمثل ديناميات البناء الوطني في عملية التحول المجتمعي نحو العصر الحديث.
فقد استخدم أميل دوركهايم مفهوم الوعي الجمعي للتمييز بين المجتمعات التقليدية (ما قبل الحديثة) التي يسيطر فيها الضمير العام على عقول الافراد واخلاقياتهم ويسود التضامن الالي، وما بين المجتمعات الحديثة التي يسود فيها التساند والتضامن العضوي وينخفض تأثير الشعور الجمعي (عبد الغني، 2017، ص43). وكذلك طوّر ماكس فيبر مفهوم مقارب اخر هو الجماعة والمجتمع لفيرناند تونيز حيث تكون الروابط في الأنماط الجماعاتية التقليدية تستند أساسا الى قوة التقاليد والنسب والموروثات الثقافية والتماهي الجماعي والانفعالي مع الزعيم الكاريزمي، بينما الأنماط المجتمعية الحديثة تكون تطويعية وتدامجية تتأسس فيها العلاقات على أساس التراضي او على تنسيق مصالح معللة عقليا بوصفها نتيجة او غاية (عبد الغني، 2017، ص47).

من هذا المنظور، يمكن الرجوع الى شواهد متعددة من تاريخ العراق الحديث للدلالة على هذا التحول من الوعي الجماعي التقليدي الآلي والعصبية الضيقة الى الوعي المجتمعي ذو الهوية الأوسع والعلاقات التوافقية. فمع تأسيس مركزية بغداد في بداية القرن الثامن عشر وبدء الاستقرار المجتمعي في العراق بدأت سلطة القبائل على مراكز مدن السلطة العثمانية بالخفوت بينما بدأت مجتمعات المدن الحضرية تتقوى خاصة في عهد المماليك بسبب دور حكومة بغداد في الحد من تهديد العشائر للمراكز الحضرية من جهة وتأسيس نوع من "حكومات المدن" من قبل العوائل المحلية فيها من جهة أخرى. ومن أمثلة حكم هذه العوائل التي كانت تتمتع باستقلال شبه ذاتي في اغلب امورها الخاصة بينما ترتبط بسلطة حكومة بغداد في الشؤون العامة السياسية والعسكرية، امارات بابان وباهدينان وسوران في السليمانية والعمادية وراوندوز، والجليليون في الموصل وآل جليل في الحلة وآل الملالي في النجف والنقباء والسدنة في كربلاء.

ومن مؤشرات نمو التحضر المدني هو تزايد وصعود طبقة علماء الدين، حيث أشار علي الوردي الى دور رجال الدين "الحضري" عبر تسليطه الضوء على التعارض في مدينة النجف بين الملائية (الملالي) والمشاهدة (المسلحين)، فاعتبر ان كلمة العلماء غير مسموعة عند سيادة العصبية الضيقة لأن تفكير العلماء عقلاني وثقافتهم الاجتماعية مبنية على أساس المنطق والأخلاق والمصلحة العامة مما لا يتوافق مع الثقافة القبلية (الوردي، 1974، ص407-410). فكان فيهم المدرسون في المدارس الدينية والأئمة في الجوامع أو المفتين والقضاة واستطاع عدد منهم التقرب الى الحكام المماليك وخاصة في عهد داود باشا حيث بلغ العلماء ذروة نفوذهم الاجتماعي والسياسي وصار لهم صلات وثيقة بطبقة المماليك والاسر المحلية الحاكمة (رؤوف، 1976، ص141-146). كما نمت وازدهرت طبقة التجار، حيث ارتبطت وثيقا بطبقة المماليك والحكام المحليين وتمتعوا بثروات كبيرة أسهموا من خلالها في الحياة الاجتماعية والثقافية والمجالات الاقتصادية عبر تشييد الجوامع والمدارس بالإضافة الى تأمين القروض للحكومة لتوفير السيولة المالية على نحو لم يكن له نظير سابقا (رؤوف، 1976، ص154-169). ومن مظاهر هذا النمو تولي اسرة الجليليين التجارية حكم ولاية الموصل في 1726 وتمثيلها لمصالح سكان المدينة من التجار والحرفيين حيث احتكرت الحكم المحلي طوال عهد المماليك.

وانعكست هذه التغييرات بصورة كبيرة على تطور الوعي الاجتماعي لعامة الأهالي والذي تجلى في ازدياد مشاركتهم في الاحداث السياسية في تلك الفترة. ففي بغداد شارك الأهالي في اضطرابات عام 1778 بعد وفاة الوزير عبد الله باشا، حيث انقسم الأهالي الى جماعة تؤيد قائد المماليك الكتخدا السابق اسماعيل كهية ضمت محلات باب الشيخ ورأس القرية والشورجة ضد مجموعة أخرى دعمت ممثل الباب العالي سليم أفندي، ثم تفاقمت الاضطرابات بانضمام العشائر والقوات المحلية الى هذا النزاع (الكركوكلي، ص160-168). أمّا في عام 1831، فقد تعاضدت طبقات اجتماعية مختلفة في بغداد من أجل هدف سياسي مشترك هو الدفاع عن بغداد ضد جيش السلطان الاتي لإنهاء حكم المماليك، حيث نشأت جبهة عريضة ضمت قوات منظمة من جيش المماليك (بقيادة صالح بك والفرنسي دوه) مع الاهالي ووجهاء بغداد. وكان من اللافت هو انضمام مقاتلين من عشيرة عقيل الى قوات الدفاع عن بغداد ضد مقاتلين اخرين من نفس العشيرة كانوا تحت قيادة سليمان الشاوي مع جيش السلطان (فائق بك، ص109)، ما يدل على تجاوز العصبية القبلية التقليدية الى هوية اجتماعية-سياسية أوسع. ومما يزيد من دلالة هذه التطورات على صعود الوعي المجتمعي على أساس التوافقية والتضامن وليس الانفعال الجماعي، ان الجبهة البغدادية الواسعة المعارضة لانهاء حكم المماليك توافقت على ترشيح صالح بك ابن سليمان باشا الكبير ليكون وزير العراق الجديد ودفع كل مستحقات الدولة العثمانية لأجراء هذا الامر، حيث بعثوا الى الباب العالي "بأن الاهلين كافة يتكافلون ويتضامنون في دفع هذه المبالغ" (فائق بك، ص100). وكان الدور الفعال لعلماء الدين لافتا في هذه التطورات عبر قيادة الأهالي لاهداف سياسية مثل دور عبد الرحمن السويدي بقيادة أهالي الكرخ خلال اضطرابات 1778 (Fattah, 2009, p.207)ودور النقيب محمود أفندي في حماية داود باشا في 1831 وتكوينه للنواة التي التفت حولها الجبهة المعارضة لانهاء حكم المماليك (فائق بك، ص96).

كذلك لعب رجال الدين دورا مهما في انخراط العامة في الشؤون السياسية في مدينة النجف، بعد ضعف أداء عائلة الملالي الحاكمة في الدفاع عن المدينة ضد الحملات الوهابية في 1802 – 1810. حيث ألّف عالم نجفي بارز هو السيد جعفر كاشف الغطاء حزبا مسلحا من العامة لتحمل المسؤولية في المقاومة والدفاع عن الأهالي ضد الغزو الخارجي، عُرف بجماعة الزِقِرْتْ برئاسة عباس الحداد. غير ان عائلة الملالي شكلت جماعة مسلحة مناوئة للزقرت تُدعى بجماعة الشِمِرْتْ اثر مقتل الملا محمد طاهر حاكم النجف من الملالي (رؤوف، 1976، ص180-183). ومع ان الصراع بين الجماعتين كان سياسي في البدء للسيطرة على الحكم في مدينة النجف، الا انه تطور بشكل قبلي فوضوي حيث انقسمت محلات النجف بين الفريقين على أساس ولاءات العصبية الضيقة والوعي الجماعي الانفعالي (الوردي، 1996، ص178-181). غير ان هذه الولاءات بدأت تضعف مع تنامي السلطة الحكومية في مدينة النجف وتطور الوعي المجتمعي فيها، حيث ذكر الشيخ جعفر محبوبة ان من أواخر الحوادث بين الزقرت والشمرت والتي شاهدها بعينه كانت في 1905 واسفرت عن قتل شخص وأعمال نهب. وعلى الرغم من ان الانقسام المجتمعي بين الفريقين كان لايزال قائما في وقت تدوين كتاب الشيخ جعفر في منتصف الثلاثينات، الا انه أشار الى عدم تجاسر أحد "على ايقاد نار الفتنة" وانها في حينه كانت "نسيا منسيا" (آل محبوبة، 1986، ص339).
ان هذه الوقائع تدعم تحليل علي الوردي في ان صراع القيم بين الواقع المدني الجديد في مدينة النجف منذ حكم المماليك – عبر الحد من سلطة القبائل - والارث الثقافي البدوي للمجتمع النجفي – بدلالة بقاء قيم العصبية الضيقة - يمكن ان يمتد الى فترة طويلة، ويبقى كامنا حتى اذا انقطعت حوادث الصراعات الداخلية.

من جهة أخرى، أدّى تطور المدن هذا مع الاستقرار السياسي النسبي لحكم المماليك الى بداية تصاعد استقرار بعض القبائل في مراكز الأرياف وتأسيس تجمعات قبلية فيها تحولت الى مدن لاحقا مثل مدينة الحي والكوت والسماوة والعمارة وغيرها، بالإضافة الى نمو الأسواق التجارية وتحول بعضها الى مدن مثل مدينة سوق الشيوخ. حيث أدّى هذا الى زيادة تفاعل شيوخ القبائل في الشأن السياسي في العراق وتحولهم من متمردين يطالبون بعدم تدخل الحكومة في مناطق سيطرتهم الى فاعلين مشاركين في حسم الصراع على الحكم. فعلى سبيل المثال لجأ سعيد بك (ابن الوالي المملوكي سليمان الكبير) في 1812 الى شيخ المنتفق حمود الثامر هرباً من الوالي عبد الله باشا، حيث هُزم جيش الوالي عندما التقى بجيش العشائر وزحف بعدها سعيد بك للسيطرة على بغداد ونصّب نفسه وزير على العراق بعد موافقة السلطان العثماني. كذلك تحالف شيخ المنتفق ثويني العبدالله في 1789 مع متسلم البصرة مصطفى آغا الذي اتفق مع أمير بابان في السليمانية عثمان باشا على التمرد ضد حكومة بغداد. إلا أن وزير العراق سليمان باشا الكبير كسب عثمان باشا الى صفه وهاجم البصرة بعساكر الكرد وأنهى التمرد فيها، بينما فر ثويني.

لقد استمرت قوة القبائل العراقية في الضعف منذ عهد المماليك اذ بدأ حكام العراق بالتدخل في تعيين زعامات القبائل، كما بدأ بعض هذه الزعامات في ترك حياة البداوة، حيث يمكن اعتبار آل السعدون كمثال لتطويع بعض العشائر العراقية وادماجهم في المؤسسات الحكومية العثمانية. فقد استقر آل السعدون في مدينة سوق الشيوخ التي بدأت كسوق موسمي في عهد المماليك لبيع انتاج الأراضي الزراعية وتبادل البضائع، ثم أصبح شيوخهم يُعينون كموظفين بأوامر من والي بغداد وانصرفوا الى زراعة الأرض بعد ان حولتها الحكومة الى مركز لقائمقامية المنتفق – بعد الغاء المشيخة - وأسست فيها موقع عسكري (سركيس، 1948، ص74). أما في فترة حكم مدحت باشا، فأصبح آل السعدون عبر سياسية تفويض الأراضي الميرية من كبار ملّاك الأرض في المنتفق وخاصة شيخهم ناصر السعدون، الذي عينه مدحت باشا متصرف لمدينة الناصرية الحديثة – على اسم ناصر السعدون – التي أصبحت مركز لواء المنتفق بدلا من مدينة سوق الشيوخ عاصمة المنتفق التقليدية. كذلك أدخل آل السعدون ابناءهم في مدرسة العشائر في إسطنبول التي كانت تهدف الى دمج المجتمعات العشائرية في الولايات العثمانية في الحياة السياسية للدولة، فتخرج منها عبد المحسن السعدون الذي أصبح لاحقا نائبا عن المنتفق في مجلس المبعوثان (البرلمان) العثماني وبعدها من أهم رؤساء حكومات المملكة العراقية بعد تأسيس الدولة.

لقد صاحب هذا التطور في بناء الوعي المجتمعي التوافقي الأوسع كبديل للوعي الجماعي الانفعالي الضيق، عملية تحديث شملت دخول الأفكار الاوربية الحديثة بالإضافة الى النمو الاقتصادي نتيجة ارتباط العراق بالنظام الرأسمالي الصناعي العالمي وبدء انتشار المخترعات الحديثة في النقل والاتصالات ووسائل الإنتاج. وبهذا شرع العراقيين في الدخول الى عصر الدولة القومية بمفاهيمها السياسية الجديدة مثل الدستور والمواطنة والأمة والانتماء الوطني، حيث يمكن اعتبار عملية التحول هذه في المنظومة الثقافية للمجتمع العراقي القديم أحد ديناميات البناء في عملية نشوء النزعة الوطنية والتأسيس للدولة العراقية الحديثة عبر مفهوم الجماعات المتخيلة لبنيدكت أندرسن الذي يُعتبر من المنظرين التحديثيين ولكن غير التقليديين.

يرى أندرسن الأمة كجماعة ضمن حدود ثابتة ومعينة تربطهم نوع من العلاقة الرفاقية العميقة والافقية تعمل على تعزيز الشعور بالانتماء للأفراد ما يدفعهم الى التضحية بارواحهم للدفاع عن امتهم على الرغم من اللامساواة والاستغلال فيها (أندرسن، 2009، ص53-55). لقد ربط أندرسن بزوغ عصر القومية في المجتمع بالتحول في منظوماته الثقافية الكبرى، فالمجتمع القديم – السابق للقومية – كان مُتخيّل دينيا ومحكوم سياسيا بملكية سلالية تستمد شرعيتها من السماء على رعاياها وبسيادات متداخلة، في حين أصبح المجتمع الحديث – مجتمع القومية – مُتخيل كأمّة مدنية بحكم دستوري يستمد شرعيته من الشعب الذين يُعتبر افراده مواطنين متساوين في الحقوق والواجبات وتمتد سيادة الدولة على ارض الوطن بحدود مُعّرفة (أندرسن، 2009، ص61-63). لقد أشار أندرسن الى الدور المهم لرأسمالية الطباعة واللغة المحلية في نشر الوعي القومي الذي انتج النزعة القومية والدولة القومية، حيث كانت قراءة الجريدة قد شكلت أحد طقوس الانتماء الى الأمة عبر توفير محتوى للاخبار المشتركة تقوم الامة بتداولها والنقاش حولها، بينما كانت قراءة الروايات المتداولة عبر رأسمالية الطباعة احدى الطرق للتخيل التي عملت على دعم اندماج الفرد بالأمة (أندرسن، 2009، ص63-71).

من هذا المنطلق، يمكن مقارنة مستوى نضج الانتماء الوطني للطبقة الفاعلة من المجتمع العراقي في مختلف الحقب الزمنية عبر فحص الإنتاج الثقافي للمثقفين العراقيين في كل حقبة. ففي منتصف القرن الثامن عشر أشار المؤرخين العراقيين الى العراق كوحدة جغرافية اجتماعية موسعة مثل محمد الرحبي الذي دعا أحمد باشا "حارس العراق" و "والي العراق"، كما تضمن كتابه تراجم لعلماء كرد من أربيل واخرين من الموصل ما يدل على توسع مفهوم العراق الجغرافي في ذلك الوقت (الرحبي، ص40 وص52). في حين أشار عبد الرحمن السويدي الى العراق كمفهوم جغرافي في مواضع عديدة واستخدم عبارات دالة مثل "قطر العراق" و"أهل العراق" (البغدادي، 2003، ص97).

أما في كتب مؤرخي النصف الثاني من القرن التاسع عشر، فقد تطور المفهوم الوطني الأولي للعراق ليتضمن دلالات سياسية تعكس تطور الوعي الوطني للعراقيين نتيجة احتكاكهم بالاوربيين والبدء في الدخول الى العصر الحديث ومفاهيمه السياسية. فقد عدّ سليمان فائق ان حكم المماليك كان حكم ذاتي للعراق أسسه حسن باشا، حيث أشار الى حقبة حكمهم بعبارة "دولة المماليك" ونوّه الى عراقية سليمان باشا مؤسس حكم المماليك بأنه " نشأ وترعرع في العراق وقضى فيها أيام رفه" (فائق بك، 1961، ص20). كما عدّ زوال حكمهم انتزاع "المُلك من أيدي العراقيين" وحرمانهم "من الامتيازات التي كانوا يتمتعون بها قبل ذلك" (فائق بك، ص124). لقد أستخدم سليمان فائق أيضا مصطلحات ذات مفاهيم حديثة مثل المواطنة وتمثيل الحكومة للشعب والاستقلال، فوصف سياسة داود باشا انه "سعى جاهدا في سبيل تقدم البلاد والمواطنين" وان سياسة من بعده من غير المماليك أدت الى انتشار التعسف والظلم، "الأمر الذي باعد الشقة بين الشعب وبين الحكومة وكثر التمرد على الامراء وعلى القانون والنظام، ثم راح السكان يفكرون في الانفصال والاستقلال" (فائق بك، ص179). وعلى نفس هذا النسق، استخدم أمين الحلواني في كتابه عام 1876 مفاهيم حديثة وتفسيرات تعكس الوعي السياسي لعصره، فذكر عن الوالي داود باشا " واطاعه جميع العراق الحضر والبدو، وفيها عصى على السلطان واستبد وطلب الاستقلال، أي بان يكون ملكا مستقلا على العراق وضرب السكة باسمه وعمل سائر أسباب الاستقلال" كما قارن الحلواني بين حكم داود باشا وحكم محمد علي في مصر "لكن داود باشا لم تساعده المقادير كما ساعدت محمد علي باشا والي مصر" (الحلواني، ص254).

في حين أضحى الإنتاج الثقافي للعراقيين في بداية القرن العشرين بعد الانقلاب الدستوري في 1908 أكثر نضجا وحداثة في التعبير عن الانتماء الى العراق كأمة لها ذاكرتها التاريخية ومواطنيها. ويمكن اعتبار مجلة لغة العرب لصاحبها الأب أنستاس الكرملي والتي عمل فيها مثقفون عراقيون من مختلف الأطياف، انموذج للخطاب الوطني العراقي الحداثي حيث أشارت في مقالها الافتتاحي في 1911 الى الغاية من انشاء المجلة هي "ان نعرّف العراق وأهله ومشاهيره" ... و"ننقل الى وطنيينا العراقيين" ... و"ليدخل العراق في مصاف الربوع المعروفة بين الامم المتمدنة المتحضرة". وكان لها قسم ثابت في كل عدد بعنوان "تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره". كما تضمنت المجلة مقالات عرّفت العراقيين بتاريخهم الحديث عن فترة المماليك وبتاريخهم القديم عن العباسيين والكلدانيين وبآثار بلادهم الشاخصة مثل سامراء وبابل ودعتهم الى اللحاق بمجد أجدادهم.

لقد صاحب عملية التحديث وتطور الانتماء الوطني الى العراق نمو وعي العراقيين السياسي الحديث، أولا عبر الجدال بين الاستبداد والمشروطية الذي بدأ في ايران وانتقل الى علماء النجف، فانقسموا الى فريقين متعاديين لهم انصارهم من مختلف الطبقات، ما أدّى الى نمو الوعي الشعبي بالمفاهيم الوطنية الحديثة مثل الدستور ومجلس النواب المُنتخب. ولاحقا عبر الممارسة السياسية بعد الانقلاب الدستوري العثماني في 1908 حيث دخل العراقيون في التنافس بين حزبي الاتحاد والترقي مقابل الحرية والائتلاف، اذ مثّل العراق 31 نائب في مجلس 1914 مع تأسيس أحزاب وحركات محلية تطالب بالحكم الذاتي أو الاستقلال للعراق مثل جمعية البصرة الإصلاحية والنادي الوطني العلمي بالإضافة الى حزب العهد السري ذو الميول القومية العربية. ومن اللافت هنا ان بعض هذه الأحزاب المحلية سعت الى نشر مبادئها في مختلف الأنحاء فدخل فيها مثلا بعض زعماء عشائر الفرات الأوسط مثل مبدر الفرعون وعلوان الياسري (البصير، 1923، ص42). كما حصل نمو كبير في الطباعة والصحافة والمجالس الأدبية في العراق، حيث وصل عدد الصحف في العراق الى 61 صحيفة و16 مجلة بين 1909 و1913 (الشلال، 2015، ص255)، بالإضافة الى زيادة اعداد المدارس الحديثة سواء الحكومية منها مثل الرشدية والصناعية والعسكرية ودار المعلمين وكلية الحقوق وكذلك الاهلية المسيحية واليهودية، فوصلت أعدادها الى المئات على طول العراق قسم منها مخصصة للإناث. أما إداريا، فقد ساهم العراقيون الى حد كبير في إدارة مؤسسات الحكومة العثمانية في ولايات العراق خاصة بعد تأسيس المدارس الحديثة فيها، اذ كان بأيديهم سبعون في المائة من الخدمة التنفيذية المدنية، في حين كان العراقيون يمثلون ستين في المائة من ضباط جيش العراق وخمسة وتسعين في المائة من مراتبه الأخرى (فوستر، 2009، ص169).

وهكذا يتبين ان الوعي السياسي لنخبة واسعة من الفاعلين العراقيين كان قد تحول بالفعل قبل الدخول الى الحرب العالمية الأولى من المنظومة الثقافية التقليدية على أساس الحكم السلالي الديني والحقوق الرعوية نحو المنظومة الثقافية للعصر الحديث المستندة على الفكرة القومية والهوية الوطنية الأوسع ومفاهيم الدولة المدنية الدستورية والاستقلال. لذلك، ما ان شرعت بريطانيا في غزوها للعراق في نهاية 1914 حتى تسارع العراقيون الى الدفاع عن وطنهم ضد الغزو البريطاني للبصرة عبر تكوين قوة قُدّرت بأكثر من ثلاثين ألف "مجاهد" من العرب والكرد والتركمان يضمون أبناء العشائر وسكان المدن وبقيادة علماء الدين وزعماء القبائل للقتال مع قوات الجيش العثماني. لقد كان هذا الدفاع بحافز وطني على الرغم من ظاهره الديني، حيث كان ذهاب العراقيين الطوعي الى هذه الحرب سابقة فريدة في ظل كرههم الشديد المعروف للخدمة العسكرية في الجيش العثماني (فائق بك، ص182). كذلك فقد أشار هبة الدين الشهرستاني – الذي كان حلقة الوصل بين شيوخ القبائل والقيادة العثمانية - في مخطوطه المكتوب في 1915 الى ان السبب الأساسي وراء حركة الجهاد هذه هو صد البريطانيين "عن استملاك العراق ومشاهد أئمتنا المحترمة" (الشهرستاني، 2015، ص43).

لقد كانت أولى التجليات للنزعة الوطنية العراقية مرتبطة بالشعور القومي العربي بعد الانقلاب الدستوري العثماني في 1908، بسبب انتشارها في المجتمع العراقي تحت قيادة شبان عراقيين درسوا في الاستانة وتعرفوا عن قرب بالصعود القوي للقومية التركية وبشعورهم بالدونية المصاحب لذلك بسبب عدم احترام الشبان الترك لهم. فتجلّت أولا في برامج الاحزاب والجمعيات العلنية عبر السعي الى الحكم الذاتي اللامركزي للولايات العربية واعتبار العربية لغة رسمية فيها، ثم تطورت عند تأسيس حزب العهد السري في نهاية 1913 لتسعى الى الاستقلال الداخلي للبلاد العربية عبر نوع من الاتحاد مع الحكومة العثمانية (البصير، 1923، ص33).

أما بعد نشوب الحرب العالمية الأولى وقيام الثورة العربية في الحجاز وخسارة الدولة العثمانية للحرب مع وعود البريطانيين بتحقيق أماني العراقيين القومية، فقد نما وانتشر وعي العراقيين السياسي كثيرا ونمت بدورها نزعتهم الوطنية فأضحت في 1919 تتضمن الاستقلال الكامل للعراق بحدوده "من شمالي الموصل الى خليج فارس" يرأسه أحد أنجال الحسين ملك الحجاز ويكون مقيّد بمجلس تشريعي وطني (البصير، 1923، ص84-86). واستمرت مطالب النزعة الوطنية العراقية هذه خلال ثورة العشرين، حيث كان أغلب ناشطوها - من الذين عملوا على تنضيج مطالب الثورة - هم أنفسهم الذين كانوا قد شاركوا في حركة الجهاد لصد الغزو البريطاني مثل جعفر أبو التمن وهبة الدين الشهرستاني ومحمد رضا الشبيبي بالاضافة الى رؤساء العشائر مثل عبد الواحد سكر ومبدر الفرعون ومحسن أبو طبيخ ونور الياسري.
يمكن اعتبار الصلة الوثيقة بين ثورة العشرين وتأسيس الدولة العراقية أحد أهم المحاور في مقاربة الصيرورة التاريخية للدولة العراقية، فبالإضافة الى مطالب الثورة الجلية باستقلال العراق تحت قيادة ملك من أبناء الحسين بن علي فإن عدد من قادة الثورة كانوا قد لجئوا إلى الحجاز ثم عادوا إلى العراق مع الأمير فيصل عند تتويجه. كذلك أقرت الوثائق البريطانية بأن ثورة العشرين وخسائر البريطانيين المكلفة فيها كانت السبب الرئيس في تكليف برسي كوكس أن يمضي قدماً في إنشاء حكومة وطنية في العراق تمهد الطريق لتأسيس الدولة العراقية برئاسة الملك فيصل، فيما كان ويلسون حاكم العراق البريطاني قبل الثورة يسعى لأن تحكم بريطانيا العراق بصورة مباشرة على الطريقة الهندية (فوستر، 2009، ص185-187).

خاتمة

لقد أوضحت هذه المقالة عبر التحليل النقدي لأدبيات نشوء الدولة العراقية ومقارباتها النظرية ان المحاولة الغير نقدية لمحاكاة الأطر النظرية التقليدية الناتجة عن التجربة الغربية، غالبا ما تنتج تحليلات مبسطة ومختزلة لواقع العراق الحديث خاصة بالنسبة لتفسير الصراع الهوياتي المحتدم منذ 2003. وضمن هذا السياق يتبنى المنظور المكوناتي للمجتمع العراقي فرضية الدولة المصطنعة حيث يعتبر الهويات التقليدية جوهرية في المجتمع العراقي وتنازع هذه الهويات كعامل دائمي وسبب بنيوي في عدم استقرار المجتمع العراقي الحديث.
في حين تقدم فرضية الصيرورة التاريخية لنشوء الدولة العراقية – التي تتبناها هذه المقالة – منظورا جامعا للمجتمع العراقي تتفاعل فيه فئات المجتمع المتعددة عبر ديناميات مختلفة يعمل قسم منها على بناء اللحمة الوطنية عبر تطور الوعي المجتمعي والوطني، بينما يعمل القسم الاخر على تفكيك هذه اللحمة عبر تضارب القيم والمصالح والنزاعات. في هذا المنظور الجامع، يمكن ان تكون الهويات الطائفية والاثنية عبارة عن هويات اجتماعية تتغير حسب الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي يمر فيها المجتمع حينها، لكن هذا لا يمنع نشوء نزعات قومية مثل النزعتين العروبية والكردية يكون لها هويتها الوطنية ورؤيتها السياسية الخاصة بها.

ومن هذا المنطلق، عرضت هذه المقالة اطار نظري بديل لنشوء الدولة العراقية عبر جدلية البناء والتفكك في الصيرورة التاريخية لدخول المجتمع العراقي في العصر الحديث، يكون فيه إقليم العراق العثماني منذ بداية القرن الثامن عشر هو العمق الجغرافي والتاريخي لمفهوم العراق الحديث الذي شكّل الأساس للدولة العراقية. فقدمت المقالة الدلائل التاريخية على تطور الوعي المجتمعي الحديث للعراقيين خلال هذه الحقبة عبر مفاهيم دوركهايم وفيبر الخاصة بالتحول في الوعي الجمعي، وعلى تطور الوعي والانتماء الوطني نحو الدخول في عصر الأمم والدولة القومية حسب مفهوم الجماعات المتخيلة لأندرسن.

لقد قدمت المقالة أيضا الدلائل على ان نشوء الدولة العراقية كان عبر تطور تاريخي عضوي للنزعة الوطنية العراقية بدأت في النصف الثاني للقرن التاسع عشر كتعاطف مع حكم المماليك كحكم ذاتي للعراقيين، ثم تطورت الى المطالبة بالحكم الذاتي اللامركزي بعد الانقلاب الدستوري في 1908، ثم الى الاستقلال التام لولايات العراق الثلاث وفق حكم ملكي دستوري لأحد أبناء ملك الحجاز الحسين بن علي في 1919. كذلك كان مسار تطور النزعة الوطنية للعراقيين مرتبط بالكفاح المسلح أولا عن طريق الدفاع عن الوطن العراقي ضد الغزو البريطاني عبر حركة الجهاد في 1914-1915، ولاحقا عبر ثورة العشرين التحررية التي سعت لتحقيق المطالب الوطنية العراقية ونجحت في إجبار البريطانيين على تحقيق مطالب الثورة في تأسيس الدولة العراقية ولو من دون تحقيق مطلب الاستقلال الكامل.
ان الدلائل التاريخية التي قدمتها المقالة بمجموعها تبيّن ان تأسيس الدولة العراقية لم يتأتى عبر قرار اتخذته بريطانيا كدولة مُستعمِرة في مؤتمر القاهرة في 1921 واختارت فيه فيصل ابن الحسين ملكا على العراق كما يجادل متبنيي فرضية الدولة المصطنعة، بل كان كمحطة واقعية ضمن الصيرورة التاريخية لنشوء الدولة كتطور عضوي منذ تأسيس إقليم العراق العثماني في بداية القرن الثامن عشر.

وحيث ان هذه المقالة اقتصرت في تحليلها على الصيرورة التاريخية لنشوء الدولة العراقية من دون الخوض في تفاصيل عمليتي انشاء الدولة وبناء الأمة بعد التأسيس الرسمي للدولة العراقية في 1921، الا ان الاطار النظري البديل الذي قدمته هذه المقالة والمستند على جدلية البناء والتفكك للبنى الاجتماعية والسياسية للمجتمع العراقي يمكن ان يُستخدم لتحليل التغيرات الاجتماعية وتأثيراتها السياسية لحقب أخرى من تاريخ العراق الحديث والمعاصر، خاصة بالنسبة لتفسير ظواهر اجتماعية-سياسية متزامنة لكنها ذات معنى متناقض.

فمن هذا المنطلق يمكن فهم لماذا كان العراق أول بلد عربي حصل على استقلاله – حتى قبل مصر بعمقها التاريخي الأكبر لدولتها وممارستها الوطنية – وشهد له المؤرخين البريطانيين بكفاءة جهازه الإداري (لونكريك، 1988، ص269-272)، ولكن في نفس الوقت ما ان استقل العراق حتى دخل في صراعات دموية مع مجاميع من أبناء شعبه مثل الكرد والاشوريين والعشائر الشيعية في جنوب العراق. كذلك يمكن استخدام هذه المقاربة لتفسير بعض تجليات الصراع الطائفي في منتصف القرن العشرين، في حين كان الوعي الوطني الجامع فيها سائدا، أو في تحليل مراحل التغير في الثقافة المجتمعية السائدة وتجلياتها السياسية مثل الفترة الراهنة التي تشهد عملية بزوغ ونمو في الهوية الوطنية الجامعة مقابل فتور ووهن في الهويات المكوناتية.

حيث تعمل مثل هذه المقاربات المركبة بالتالي على تحليل المشهد الاجتماعي-السياسي لحقبة معينة بصورة أقرب الى الواقع العراقي المعقد، وأدق بكثير من المقاربات السطحية التي تعتمد المحاكاة غير النقدية للأطر النظرية الغربية وما تنتجه من تفسيرات مبسطة ومختزلة للواقع العراقي.

المراجع

اندرسن، بندكت (2009). الجماعات المتخيلة: تأملات في اصل القومية وانتشارها. بيروت: شركة قدمس للنشر والتوزيع.

البصير، محمد مهدي (1923). تاريخ القضية العراقية. بغداد: مطبعة الفلاح.

بطاطو، حنا (1995). العراق: الطبقات الاجتماعية والحركات الثورية، الكتاب الأول. بيروت: مؤسسة الأبحاث العربية.

بطاطو، حنا (1999). العراق: الشيوعيون والبعثيون والضباط الاحرار، الكتاب الثالث. بيروت: مؤسسة الأبحاث العربية.

البغدادي، عبد الرحمن بن عبد الله السويدي (2003). حديقة الزوراء في سيرة الوزراء. تحقيق عماد عبد السلام رؤوف. بغداد: منشورات المجمع العلمي.

جبر، لؤي خزعل (2008) الهوية الوطنية العراقية: دراسة ميدانية. بغداد: المركز العراقي للمعلومات والدراسات.

الحلواني، أمين (بدون تأريخ). مطالع السعود بأخبار الوالي داود. تأليف الشيخ عثمان بن محمد بن أحمد بن سند البصري. اختصار أمين الحلواني. نسخة مقتطعة من كتاب خزانة التواريخ النجدية جمع وترتيب الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البسام.

الرحبي، أبي بركات محمد (بدون تأريخ). نزهة المشتاق في علماء العراق. مخطوطة.

رؤوف، عماد عبد السلام (1976) الحياة الاجتماعية في العراق في عهد المماليك 1749-1831. رسالة غير مطبوعة لنيل درجة الدكتوراه. جامعة القاهرة: كلية الاداب: قسم التاريخ.

سركيس، يعقوب (1948). مباحث عراقية في الجغرافية والتاريخ والاثار وخطط بغداد الخ. بغداد: شركة التجارة والطباعة المحدودة.

السويدي البغدادي، عبد الرحمن بن عبد الله (2003). حديقة الزوراء في سيرة الوزراء. تحقيق عماد عبد السلام رؤوف. بغداد: منشورات المجمع العلمي.

الشلال، عمر إبراهيم (2015). التطورات الثقافية في العراق في العهد العثماني الأخير 1869-1914.

Ondokuz Mayıs Üniversitesi. İlahiyat Fakültesi Dergisi, 2015, sayı: 38, ss. 251�. doi: 10.17120/omuifd.72065

الشهرستاني، هبة الدين الحسيني (2015). معركة الشعيبة 1914-1915: أسرار الخيبة من فتح الشعيبة. دراسة وتحقيق علاء حسين الرهيمي وإسماعيل طه الجابري. مؤسسة السيد هبة الدين الشهرستاني للطباعة والنشر.

عبد الجبار، فالح (2010). العمامة والافندي: سوسيولوجيا خطاب وحركات الاحتجاج الديني. بيروت: منشورات الجمل.

عبد الجبار، فالح (2017) دولة الخلافة: التقدم الى الماضي: داعش والمجتمع المحلي في العراق. بيروت: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.

عماد، عبد الغني (2017) سوسيولوجيا الهوية: جدليات الوعي والتفكك وإعادة البناء. بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية.

فائق بك، سليمان (بدون تأريخ). تاريخ بغداد. ترجمة موسى كاظم نورس.

فائق بك، سليمان (1961). تاريخ المماليك الكوله مند في بغداد. بغداد: المكتبة العصرية.

فوستر، هنري (2009). نشأة العراق الحديث. عمّان: الأهلية للنشر والتوزيع.

الكركوكلي، الشيخ رسول (بدون تأريخ). دوحة الوزراء في تاريخ وقائع بغداد الزوراء. ترجمة موسى كاظم نورس. بغداد: مكتبة النهضة.

لونكريك، ستيفن همسلي (1988). العراق الحديث من سنة 1900 الى سنة 1950: تاريخ سياسي، اجتماعي واقتصادي. الجزء الأول. بغداد: مطبعة حسام.

آل محبوبة، جعفر الشيخ باقر (1986). ماضي النجف وحاضرها. بيروت: دار الأضواء.

نوري، نهار محمد (2018). العراق ليس مصطنَعًا: النزعات العراقوية ودحض فرضية الدولة المصطنَعة، مجلة أسطور، العدد 8.

الوردي، علي (1969) لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث - الجزء الأول. بغداد.

الوردي، علي (1974) لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث - الجزء الرابع. بغداد.

الوردي، علي (1994). منطق ابن خلدون. لندن: دار كوفان.

الوردي، علي (1996) دراسة في طبيعة المجتمع العراقي: محاولة تمهيدية لدراسة المجتمع العربي الأكبر في ضوء علم الاجتماع الحديث. قم: المكتبة الحيدرية.

الوردي، علي (2005) لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث - الجزء السادس القسم الأول. دار الكتاب الإسلامي.

Atiyya, G. R. (1973). Iraq: 1908-1921: A Socio-Political Study. The Arab Institute of Research and Publishing.

Bashkin, O. (2009). The Other Iraq: Pluralism and Culture in Hashemite Iraq. Stanford University Press.

Davis, E. (2005). Memories of State: Politics, History and Collective Identity in Modern Iraq. University of California Press.

Fattah, H. (2009). Identity and difference in the work of Sunni historians of eighteenth and nineteenth century Iraq. International Journal of Contemporary Iraqi Studies. Volume 3, # 2 (205-216).

Gellner, E. (1983). Nations and Nationalism. Oxford: Blackwell.

Kirmanj, S. (2013). Identity and Nation in Iraq. Lynne Rienner.

Lukitz, L. (1995). Iraq: the search for National Identity. Frank Cass.

Osman, K. (2012). The Hissing Sectarian Snake: Sectarianism and the Making of State and Nation in Modern Iraq. Unpublished PhD thesis to the University of Exeter.

Smith, A. (1991). National Identity, Penguin Books.

Teti, A. & Abbott, P. (2016). The Relative Importance of Religion and Region in Explaining Differences in Political Economic and Social Attitudes in Iraq in 2014: Findings from the Arab Transformations Public Opinion Survey, The Arab Transformations Working Paper Series, Number 1.

Visser, R. (2009). Proto-political concepts of ‘Iraq’ in late Ottoman times. International Journal of Contemporary Iraqi Studies. Volume 3, # 2 (143-154).

Wing, Joel (2008). Iraq Center for Research & Strategic Studies’ Survey Of Iraqis, Musings on Iraq, Sunday, October 26, 2008, http://musingsoniraq.blogspot.com.au/2008/10/iraq-center-for-research-strategic.html

Zubaida, S. (2006). The Rise and Fall of Civil Society in Iraq. In Gulalp, H. (Ed). Citizenship and Ethnic Conflict: Challenging the nation-state. Routledge.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما الذي تستهدفه الطائرات الحربية الإسرائيلية في ضاحية بيروت


.. مسيرة بمدينة نيويورك الأمريكية في ذكرى مرور عام على حرب إسرا




.. مشاهد تظهر حركة نزوح واسعة من مخيم -صبرا وشاتيلا- بعد الغارا


.. مشاهد توثق موجة نزوح كثيفة من مخيم صبرا وشاتيلا بعد الغارات




.. سقوط أكثر من 25 غارة إسرائيلية ليلية على الضاحية الجنوبية لب