الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التعليم الديني في العراق ..المشاكل والحلول

ماجد ايوب القيسي

2022 / 9 / 26
التربية والتعليم والبحث العلمي


أ.م.د ماجد أيوب القيسي
جامعة ديالى/ كلية التربية للعلوم الصرفة






المقدمة :
تقوم فلسفة التربية الحديثة على التطوير والتحسين في كل عناصر الانظمة التربوية، وهي المعلم والمتعلم والمنهج ، ولا يمكن ان نرتقي بالتعليم الديني الا بالدراسات المستمرة لواقعه والوقوف على المشاكل التي يعاني منها واقتراح الحلول لمواجهتها مستهدفين جعل المدرسة الدينية جاذبة لأفضل مستويات الطلبة داعمة لهم ماديا ومعنويا أثناء دراستهم ، وتعمل على تأهيلهم التأهيل الكامل ، وتهيئة فرص عمل لهم ، وهذه الدراسة تتضمن تشخيص المشاكل التي يعاني منها التعليم الديني ، واقتراح الحلول المناسبة لها، والله ولي الهداية والتوفيق:
هدف الدراسة :
تشخيص المشاكل التي يعاني منها التعليم الديني، واقتراح الحلول المناسبة لها.
أولا: المشاكل التي يعاني منها التعليم الديني :
تشير الدراسات الكثيرة ، ويشهد الواقع المعاش بوجود ضعف في مستوى التعليم عامة ، وضعف في مستوى مخرجاته المختلفة من الطبيب الى المهندس والمدرس والامام والخطيب وغيرهم ، ولا يقتصر الضعف على الجانب المعرفي بل تعداه الى الجوانب المهارية في العمل لكل اختصاص والى الجوانب الوجدانية والقيمية والسلوكية واخلاق المهنة في كل اختصاص كذلك ،ولاشك ان الهدف من انشاء التعليم الديني كبير والآمال المعلقة عليه أكبر، لكن واقع الحال يبين:
1- أن هذا التعليم يستقطب أضعف الطلبة في المستوى العلمي ، وهو ملجأ للطلبة الفاشلين في التعليم العام .
2- ضعف الطموح عند طلبة التعليم الديني بسبب تحديد قبول الخريجين منهم على كليات الشريعة، وعدم قبولهم في الكليات الأخرى.
3- ضعف المستوى العلمي لطلبة كليات الشريعة كونها تقبل أضعف الطلبة علميا وهي في ذيل قائمة معدلات القبول للكليات والمعاهد .
4- فتح الدراسات المسائية للطلبة الأكثر ضعفا ، مما يؤدي الى انحدار آخر في المستوى العلمي للطلبة.
5- ظهور الضعف في المستوى العلمي والثقافي واحيانا الإيماني والالتزام الوظيفي للخريجين في الوقت الذي يعمل الكثير منهم كقادة في المجتمع، وموجهين له في المساجد، ومجالس العشائر وفي كافة الفعاليات الاجتماعية المختلفة .
وهذا الخلل يدعونا لدراسة برامجنا التربوية واعادة النظر في كثير منها حيث نرجو ونأمل من مؤسساتنا التعليمية عامة والتعليم الديني خاصة النهوض بالمجتمع العراقي، و التعامل مع قضاياه المصيرية ومشكلاته الكثيرة ، ولابد من تظافر جهود المخلصين في هذا المجال لإصلاح المؤسسات التربوية لتتمكن من القيام بمهامها على أحسن وجه ، خدمة لديننا ووطننا وامتنا.
أهمية الدراسة :
تأتي أهمية هذه الدراسة من أهمية مخرجات التعليم الديني في المجتمع كونه يعمل على اعداد الأئمة والخطباء وهم وجهاء المجتمع وقادته في الفكر والشريعة والحياة ، الذين يتقدمون الصفوف في الصلاة وفي المناسبات العامة والخاصة، ولهم مكانتهم الاجتماعية ودورهم الخطير في المجتمع، فطالب التعليم الديني مدرس الغد وامام وخطيب واستاذ في الشريعة وشيخ العشيرة والمنطقة ، يستمع الناس اليه ويسيرون خلفه ويشاوروه بأمورهم العامة والخاصة، وعليه فان الخلل في اعداده يشكل خللا كبير في بناء المجتمع ، والاعداد الجيد له يمثل سبيل اصلاح المجتمع وتقدمه ، واذا كان المعلم في المدرسة أو الأستاذ في الجامعة يتعامل مع شريحة محددة بالعمر والمستوى الثقافي وله منهجه الذي يسير عليه ، فان مهمة الامام والخطيب اكبر من ذلك بكثير فهو يتعامل مع كل طبقات المجتمع وكل الاعمار ومختلف المستويات الثقافية وليس له المنهج المحدد الذي يسير عليه كما انه يختلط بالمجتمع ويمارس مهامه وواجباته كل يوم ليلا ونهارا صيفا وشتاء، وكل ذلك يتطلب اعدادا يناسب هذه المهمة الكبيرة، ويوجب علينا الاهتمام بهذا الموضوع اهتماما كبيرا ووضع الدراسات والخطط اللازمة لذلك.
الاطار النظري للدراسة :-
ان التطوير التربوي عملية مستمرة بسبب التغير في المعرفة والحاجات المختلفة وينبغي ان يشمل جميع عناصر العملية التربوية وهي :-
المعلّم ,المتعلّم ، والمنهج التربوي ، وتتبعها طرائق التدريس والبيئة الدراسيّة والأهداف التعليميّة.( )
وقد حدَّدت منظمة اليونسكو مشكلةَ التعليم في الوطن العربي من خلال برنامج (التعليم في العالَم العربي) لدى منظمةِ الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ، بالنقاط الآتية:
1- طغيان الطابعِ النظري والمناهج النظرية في المنظومات التعليمية.
2- أن الأساليب المستخدمة في التطبيق بدائية جدًّا وتقليدية.
3- عدمُ قدرةِ الطلبة على الاستفادة من المحتوى التعليمي المقدَّم لهم، ويتم تخريجهم وهم ليسوا على درايةٍ بما يجب أن يفعلوه بعد التخرُّج،
4- عدم وجود فرص عمل مناسبة للخريجين.
5- تكدُّس في المناهج التعليمية والاعتماد على التلقين المستمر.
6- إهمال جانب التطبيق العملي لتلك المناهج.
7- عدم الاهتمام بدور الكتب والمختبرات العلمية والمكتبات، وأن عددها غيرُ كافٍ لكل الطلبة الموجودين في المدرسة.
ومن جانب آخر أصدرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة إحصاءاتٍ تُؤكِّدُ أن الدول العربية تُنفِقُ أقل من 2٪ فقط من ناتجِها المحلي على التعليم والبحث العلمي، وهذا يعد رقمًا ضئيلاً جدًّا بجانب ما تنفقه الدول المتقدمة التي تنفق حوالي 10٪، وتُؤكِّد هذه الأرقام الفجوةَ الكبيرة بين الدول العربية والأوروبية، ويظهر أثرُ ذلك في انخفاض نسبة التعليم وجودته في الدول العربية.
وتشير الدراسات لضرورة ان يبدا التعليم في الوطن العربي من الأسرة فتغرس في أبنائها أهميةَ المدرسة والتعليم، وأكدت على أهمية تشديد الرَّقابةِ على المدرِّسين بالمتابعة المستمرة ومكافأة ذوي الكفاءة منهم ، والاهتمام بالمناهج التعليمية وتحويلِها من مناهجَ نظريةٍ إلى مناهج عملية وتوفير المختبرات العلمية والمكتبات، وجعلها متاحة لكل الطلبة ، وتخصيص ميزانيةٍ كافية للمؤسسات التعليمية ، وتوفير العمل المناسب في الدولة للحاصلين على شهادات عالية ، ودفع حالة الاحباط من التعليم والاستهانة به، والاتجاه إلى العمل في سن مبكرة وترك التعليم، ودعت مسؤولي وضعِ المناهج الدراسية أن يبتعدوا عن المناهج الصعبة والمعقَّدة واقرار المناهج التي تعتمد على مشاركة الطلبة، والابتعاد عن اسلوب التلقين والحفظ ، والغش في الامتحانات ، وتشديد الرقابة فيها ، لينجح مَن يستحق النجاح ولكي يحصل التمييز بين المُجد وغيره ، وأكدت على أهمية اجراء اختبارات دورية للمعلمين( ).
ثانيا : الحلول المقترحة:
يقترح الباحث الحلول الآتية:
مشروع تطوير المدرسة الى مؤسسة تربوية :-
لقد شهد العالم تطورا سريعا وملحوظا في مختلف جوانب الحياة كالمسكن والمطعم والملابس ووسائل المواصلات والاتصالات خصوصا خلال الخمسين عاما الماضية ، ولم يرافق ذلك تطورا في النظام التربوي لدينا، فلازال طالبنا يجلس على رحلة من الخشب والمعلم واقف امام سبورة يلقي دروسه ليحفظها طلبته ، وفي الوقت الذي تزداد فيه المعرفة العلمية زيادة هائلة واصبحت تتضاعف كل عشر سنين وذلك من اخطر التحديات التي تواجه واضعي المناهج والمربين، ففي الفترة الزمنية بين دخول التلميذ المرحلة الابتدائية والتخرج من المتوسطة تكون المعرفة قد تضاعفت وربما أكثر من مرة ، مما يوجب الاهتمام بقدرة الطلبة على التفكير كهدف أساسي للتعليم ومواجهة المشكلات بعقل متفتح وموضوعية بعيدة عن التعصب والتحيز وهو الأساس الذي يمكن ان نزود به طلبتنا لمواجهة مشكلات الحاضر والمستقبل( ).
وعليه اصبح من الأولويات الاهتمام بالحاجات الكبيرة والمتزايدة للطلبة ، لذا ينبغي تحويل المدرسة الى مؤسسة تربوية أشمل تعنى بالاهتمام بالجوانب النفسية والثقافية والدعوية والابداعية للطلبة وتمارس فيها مختلف الانشطة الثقافية والدعوية والترفيهية.
والمدرسة المستهدفة اذن هي المدرسة التي تهتم ببناء كل جوانب الشخصية للمتعلم الجسمية والعقلية والروحية والنفسية والمهارية والوجدانية والتي تهتم بمشاعر المتعلم وميوله واتجاهاته ورغباته ، لذا فعملية التطوير لها جوانب متعددة منها ما يتعلق بالمناهج، ومنها ما يتعلق بالمدرسين حيث يظهر جليا ضعف مستوى الكثير منهم من الناحية العلمية أو الخبرة العملية في التعليم ، أو ما يتعلق بالوسائل التعليمية المناسبة ، أو المباني المدرسية، والإدارة، أو التمويل المادي لإقامة الانشطة الضرورية والبحث العلمي وكل ذلك يصب في خدمة المجتمع.
وأول الخطوات العملية في ذلك هي عملية تحديد الأهداف:-
الاهتمام بتحديد الأهداف :
ان من اساسيات اي عمل ناجح ان تكون هناك اهداف واضحة ومحددة توجه العمل والوقت والجهد المطلوب ، ومهارة تحديد الاهداف من المهارات المهمة التي تستخدم لكسب الوقت وضبط العمل وتوجيهه، وهذه الأهداف يجب ان تكون مكتوبة ومقسمة الى مستويات ليسهل الاطلاع عليها واستعراضها وتذَكر الاولويات وتكون اكثر الزاما عندما تكون مكتوبة( )
كما ان تحديد الأهداف مهم لتحديد أنواع الخبرات المناسبة ، بعد ان اتسعت المعرفة الإنسانية وتشعبت بصورة تجعل من المستحيل أن يلم الإنسان بكل تفاصيل وجوانب النشاط الإنساني ومن هنا كان لابد من الاختيار، واصبحت المدرسة مطالبة بأن تختار من خبرات الماضي التي استغرقت من عمر الإنسانية آلاف السنين لتقدمها لتلاميذها في سنوات معدودة ، والاختيار لا يمكن أن يكون بصورة عشوائية بل يجب أن يتبع خطة مرسومة ومدروسة، كما ان تحديد الأهداف ضروري لاختيار اوجه النشاط التعليمي المناسبة ، وضروي أيضا لتقويم الأداء السليم بدقة( ) .
وغالبا يتم وضع الأهداف على ثلاث مديات وهو من نقترحه للتعليم الديني كما يأتي:-
1- : أهداف تربوية بعيدة المدى: تضعها لجنة من الخبراء المتخصصين تبين الغايات المرجوة من التعليم الديني بكافة مراحله .
2- : أهداف تعليمية متوسطة المدى: وتضعها كذلك لجنة الخبراء تحدد المواد التعليمية والأنشطة والفاعليات التي تدخل ضمن المناهج الدراسية .
3- أهداف سلوكية قصيرة المدى: وتسمى الأهداف السلوكية لأنها تهدف الى تغيير سلوك الطلبة بالاتجاه المرغوب ، وتظهر النتاجات السلوكية عند الطالب على شكل : معلومات ومعارف وطرق تفكير وعادات ومهارات جديدة تلاحظ في سلوكه ، وهذه الأهداف يضعها المعلم أو المدرس او الأستاذ الجامعي وتوصف بانها اهداف اجرائية ، ويمكن تحقيقها وملاحظتها وقياسها في الحصة الدراسية الواحدة أو المحاضرة الواحدة ( ).
وقد وضعت تصانيف عديدة لطبيعة هذه الأهداف ، وطبيعة العمليات العقلية التي يوجه الطلبة للقيام بها ، ومن أشهر هذه التصنيفات تصنيف وضعه العالم الأمريكي (سيجموند بلوم) في خمسينات القرن الماضي ونال شهرة واسعة وتطبيق كبير، وقد وضع التصنيف كدليل لمساعدة المربين والمعلمين في تخطيط الأهداف والخبرات التعليمية المدرسية وبنود الاختبارات بصورة هرمية متدرجة الصعوبة، وقد برزت أهمية تصنيف بلوم في مجال تخطيط المناهج الاثرائية للطلبة الموهوبين والمتفوقين، عن طريق التركيز على المستويات الثلاث العليا من مهارات التفكير التي تضم التحليل والتركيب والتقويم، والتي نادراً ما تحظى باهتمام كاف في التعليم.( )
وجاء تصنيف ( بلوم ) للأهداف السلوكية في ثلاث مجالات كبرى هي :
أ – المجال المعرفي :
يشمل هذا المجال كل ما يتوقع أن يعرفه الطالب من حقائق ومفاهيم ومبادئ ونظريات ، وتتدرج المعرفة لدى المتعلم إلى ست مستويات تمثل العمليات العقلية التي يتم بها التعامل مع المعرفة وهي: ( التذكر – الفهم – التطبيق – التحليل – التركيب – التقويم )
ب – المجال الوجداني :
يشمل هذا المجال الجوانب الانفعالية والعاطفية والشعورية التي ترتبط بالقيم والميول والاتجاهات والعادات والأحاسيس والمشاعر والتذوق والتقدير وهي ذات أثر كبير في بناء شخصية الطالب وفكره وعقيدته ، وتوجيهها الوجهة السليمة ،وبناء منظومة القيم التي تحكم سلوكه ، وتعتبر هذه المهمة من أهم واجبات التربية والمربين ، فمشاعر الإنسان ترق عند الخشوع، وتسمو عواطفه عند سماع البطولات الرائعة والذين يحضرون تمثيل الروايات المثيرة يعيشون جو القصة المفتعلة فيضحكون ويبكون ويهدئون ويضجون ، فكيف لو وجهت مشاعرهم لآيات الله في الأنفس والآفاق، ترى وتدرك عظمة الخالق ، وهي تقرأ صفاته العلية ورحمته على عباده في كتابه العزيز، وكيف لو وجهوا لاتباع النبي الكريم صاحب الخلق العظيم , الذي يتفجر من جوانبه الطهر ، ويتفجر من جوانبه الكمال ، فستزرع في نفوسهم الخير ، وتدفع بها الى الامام ويتم تقويم هذا السلوك غالباً بالملاحظة والمتابعة .( )
جـ - المجال المهاري :
وترتبط الأهداف في هذا المجال بتطوير المهارة وتعلمها ، وتعرف المهارة بأنها : إنجاز عمل ما بدقة وسرعة ، وقد تكون هذه المهارة حركية كالطباعة والخياطة والسياقة والكتابة والرسم ، وقد تكون اجتماعية كحب الاجتماع والتحدث والاستماع ، أو عقلية كمهارات حل المشكلات، و الربط والتفكير والتحليل والقدرة على الوصول إلى الحقائق وغير ذلك . ( )
مشروع المدرسة المبدعة :-
ان التعليم هو أساس نهضة الأمم وسر تقدمها وذلك يوجب علينا مواكبة مستجدات العصر والعمل على تطويره بما يلبي احتياجات المرحلة التي نمر بها ، لذا فإننا نسعى لنرتقي بمدارسنا لنجعلها متطورة مبدعة توفر بيئة تعليمية تشجع على الابتكار وتنقل الطالب من مستويات الإدراك الدنيا إلى العليا ، تزوده بمهارات الفهم والتطبيق و تحليل المشكلات والحكم على الأشياء وصولا إلى الإبداع والابتكار(2).
وبالتالي الخروج من الصف التقليدي ، الذي تدرس فيه كل المواد الى مرافق متعددة لكل منها دوره المهم ، ويمكن تصور المدرسة الحديثة بالمرافق المهمة الآتية :-
1- قاعات دراسية.
2- مسجد.
3- مختبرات علمية ووسائل ايضاح.
4- مقهى انترنت.
5- مرسم.
6- ملاعب رياضية.
7- مكتبة.
8- مطعم.
9- قسم داخلي.
الدروس والمحاضرات :-
تقوم الدروس والمحاضرات على التخطيط والذي يحدد لكل درس الأهداف السلوكية السالفة الذكر وهي المعرفية والمهارية والوجدانية، ويحدد النشاط الذي يحقق تلك الأهداف، فيمكن أداء الدرس في قاعة الصف أو المكتبة أو المختبر العملي ، أو في حديقة عامة ، أو من خلال عرض أفلام أو زيارة أستاذ أو عالم ...وغير ذلك.
المناهج الدراسية :
المنهج: هو الطريق البين الواضح ،و استنهج الطريق : صار نهجا . و في حديث العباس : لم يمت رسول الله – صلى الله عليه و سلم – حتى ترككم على طريق ناهجة أي واضحة بينة .. و فلان يستنهج سبيل فلان أي يسلك نهجه . و النهج الطريق المستقيم ( ).
قال الله تعالى (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا)(المائدة:48)
وهو الطريق الذي يسير عليه الانسان للوصول لنهاية محددة ,ولهدف محدد ولغاية محددة، وفي الحياة مناهج متعددة منها المنهج التربوي، والثقافي، والاقتصادي وغيرها ، والمنهج التربوي يتمثل بمجموع الخبرات التربوية الثقافية والاجتماعية والرياضية والفنية التي تهيؤها المدرسة لتلاميذها داخلها وخارجها بقصد مساعدتهم على النمو الشامل من جميع النواحي وتعديل سلوكهم طبقا لفلسفتها التربوية( ).
ولابد من التطوير المستمر للمنهج الذي يعني الارتقاء بمستواه الى افضل صورة ممكنة في ضوء الامكانات المادية والبشرية المتاحة لمسايرة التغيرات الحادثة في جميع مجالات الحياة العلمية والسياسية والاجتماعية، وهي عملية مستمرة وشاملة لكل جوانبه ولها مبرراتها الكثيرة ( ).
وينبغي اعادة تصميم المناهج التربوية في جميع مراحل التعليم بطريقة تتكامل فيها العلوم الشرعية (التي تشكل محورا ثابتا) مع العلوم الانسانية والكونية ، كما تتكامل كل هذه العلوم مع طبيعة المتعلمين في كل مرحلة تعليمية من حيث مطالبهم وحاجاتهم ونوعية المشكلات التي تواجه حياتهم( ).
فالقران الكريم يأمرنا في العديد من آياته بالنظر والتفكر في الكون ، قال تعالى :-
(سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53)(فصلت)
فالمنهج يشمل آيات الله في الأنفس والآفاق...بكل مسمياتها الفيزياء والكيمياء والرياضيات والتاريخ والجغرافية ، وآيات الله تعالى تبين بكل دقة ووضوح ان القوانين الطبيعية في الكون والقيم الايمانية التي جاء بها القران الكريم كلها سنن الهية لا يجوز الفصل بينها فهي في حقيقتها غير منفصلة ونتائجها مرتبطة ومتداخلة فالقيم الايمانية سنن الله في الكون كالقوانين الطبيعية سواء بسواء ولا ينبغي لطالب علم يقرا القران ويرى ما كشفه الانسان من القوى والقوانين الطبيعية وما حققه من انجازات في عالم المادة ان يؤدي ذلك الى الفصل بين القوى الطبيعية والقيم الايمانية وأثرها الواقعي في الكون وفي الحياة ويجعل لكل منهما مجالا ويحسب ان القوانين الطبيعية تسير في طريقها غير متأثرة بالقيم الايمانية( ).
وان العلوم الطبيعية كلها علم واحد يمكن تسميته علم سنن الله في الكون مجاله عالمي الغيب والشهادة ومصادر دراسته الوحي والكون وانواع علومه نوعان نقلية ثابتة تتناقلها الاجيال جيلا بعد جيل وعقلية تتبنى البحث والملاحظة والتجريب والوصول الى النتائج والتحقق من صحتها واهدافه تكاملية تستهدف تنمية الشخصية الانسانية بكل جوانبها الروحية والعقلية والجسمية والنفسية والاخلاقية لإعداد المتعلم لمواجهة الحياة بشقيها الدنيوية والاخروية ويسعد بلقاء ربه في سعادة ابدية( ).
وآيات القرآن الكريم الكونية لا يمكن فهمها فهما كاملا في اطار اللغة العربية وحدها ، بل لابد من توظيف الحقائق العلمية الثابتة من أجل ذلك( ).
فتقدم الانسان مبني على فهمه لقوانين الكون ، والكون لا يستجيب للإنسان بغير قوانينه التي أودعها الله تعالى وبثها فيه ، مثله في ذلك مثل السيارة التي لا تتحرك الا مع من يعرف قوانين قيادتها ، وكل الآلات لا تتحرك للإنسان الذي يجهل قوانين قيادتها وتحريكها ، وكذا الزرع والشجر فانه يزداد عطائه بمعرفة قوانين زرعه والحيوان يزداد عطائه بمعرفة قوانين تدجينه وكل عنصر في الكون لا يفتح اسراره ولا يعطي ثمرات استعماله الا لمن وقف على قوانينه ، وعليه فنحن بحاجة الى منهج يمثل نظاما متكاملا من الحقائق والمعايير والقيم الثابتة والخبرات والمعارف والمهارات الانسانية المتغيرة بهدف تحقيق الأهداف المنشودة.( )
ويمكن تقسيم المنهج الدراسي المقترح الى الكتب المقررة والأنشطة ، والقيم المراد تطبيقها، والوسائل التربوية اللازمة :-
1- الكتب المقررة :-
ويمكن تطبيق مناهج التربية بفرعيها العلمي أو الأدبي كاملة مع اضافة مواد اختصاص يحددها خبراء الاختصاص كما هو معمول به في المعاهد الأزهرية في جمهورية مصر العربية واليمن حيث يتم التوسع بمواد الشريعة الاسلامية (القرآن الكريم وتفسيره، الحديث وعلومه، الفقه وأصوله، السيرة النبوية) واللغة العربية (النحو، الصرف، البلاغة، الأدب) ، ولهذا المنهج مبررات مهمة منها :
- استقطاب الطلبة المتفوقين دراسيا وان كانوا قلة بدل الطلبة الضعفاء.
- تزويد الطالب بالمعلومات والمعارف التي تعينه على مواكبة العصر.
- تمكن الطالب المتفوق ان ينافس على جميع الكليات العلمية والانسانية.
- تمكن الطالب الانتقال الى مدارس التعليم العام لو اضطر الى ذلك دون خسارة تذكر.
- يرتقي بالمستوى العلمي والثقافي للإمام والخطيب ويعينه في عمله ودعوته ويشكل عاملا يدعم شخصيته ومكانته.
2- تحديد منظومة قيم : لا شك اننا بحاجة للتأكيد على منظومة قيم ،يتذكرها الطالب ويسير على هديها وتمثل هدفا وشعارا، تشمل جوانب الفكر والسلوك ويتم تطبيقها عمليا بكل الدروس والأنشطة ، والحث عليها، ويتم مراقبة ذلك التطبيق داخل وخارج المدرسة، واقترح على سبيل المثال منظومة نسميها (الاتقان وحسن الخلق). فيتم توجيه الطلبة على هذين العنصرين اللذين يجمعان الخير في بناء الشخصية وسلوكها.
3- الوسائل التعليمية :
الوسائل التعليمية من أهم مكونات العملية التعليمية فهي ضرورية في توصيل المعلومة للطالب بشكل صحيح وتسهل عملية الفهم و الاستيعاب و تساعد على التفاعل مع المعلم وتعينه في مهمته فتسهم في مساعدة الطالب على اكتساب معلومة جديدة و تجذب انتباه الطلبة وتوفر الجهد و تتيح فرصة الاستمتاع بالعملية التعليمية ودفع الملل ، وزيادة الرغبة في التفاعل و الاستمرار في التعليم ، وتكسب الطلبة المزيد من الخبرة التي تقودهم إلى التأهل لمواجهة تحديات الحياة ومشاكلها المتنوعة فتفتح لعقولهم باب التخيل ،و التفكير وتصور ما يعرض أمامهم أو ما يستمعون إليه ، و كأنه يجسد على أرض الواقع ، كما أنها تنمي قدرتهم على الحوار و المناقشة و الاستنتاج ، وتساعد على بقاء المعلومة في ذهن الطالب لفترة طويلة .
وهي كثيرة ومتعددة ،: منها وسائل بصرية و سمعية ، والأجهزة اللوحية و أجهزة الحاسب الآلي التي زاد الاعتماد عليها مؤخراً ، و كذلك الزيارات الميدانية ،و حضور المناقشات ، والندوات و غيرها، ( ).
4- الأنشطة :-
ان التطبيق غاية العلم والمعرفة وان منهج التربية الرشيد لا توجد فيه الفجوة المعهودة بين العلم والعمل او بين المثال والواقع او بين النظرية والتطبيق ، فلابد ان تكون المناهج نظرية وعملية معا حيث ترتبط مناهج الرجال بالورش والمصانع والمزارع وترتبط مناهج البنات بإدارة البيوت ومدارس البنات ورياض الاطفال ومستشفيات وامراض النساء وبذلك يتعلم الجميع حيث يعملون ويعملون حيث يتعلمون( ).
تهدف الانشطة الى بناء قوة الارادة والمضاء في الامر والعزم والاقدام والصبر والثبات والاناة ورباطة الجأش وتحمل الشدائد والهمة والشجاعة والبسالة والنشاط والشدة والبأس والولوع بالغاية والاستعداد للتضحية بكل شيء في سبيل تحقيقها والحزم والحيطة وادراك العواقب والقدرة على العمل المنظم والشعور بالواجب والاحساس بالمسؤولية والقدرة على تقدير المواقف المختلفة وان يملك عواطفه ورغباته ونزعاته النفسية والقدرة على استمالة اهواء الناس والاخذ بمجاميع قلوبهم وتحبيب نفسه اليهم ثم التحلي بالشمائل الكريمة التي تضمن للإنسان الوقار والثقة مثل السخاء وسعة القلب والصدق والامانة والوفاء بالعهد وضبط النفس والذهن، وهذه كلها أخلاق انسانية فإذا أضيف اليها الأخلاق الإسلامية المتمثلة بالإيمان والتقوى والإحسان وهي متممة ومكملة للأخلاق الإنسانية.( )
لقد أصبحت هذه الأنشطة من أهم الوسائل التي يعتمد عليها بشكل جوهري لتنمية مهارات ،و قدرات الطلاب ،و اكتسابهم للمزيد من الخبرات ، وتوصيل المعلومات ، وزيادة شعورهم بالراحة النفسية ، ففي الذهاب للمكتبة للبحث عن معلومة ما تفتح أمام الطالب فرصة للحصول على كم كبير من المعلومات ،وفرصة لتعلم البحث عن المعلومة وكتابة البحث.
وفي هذه المدرسة ينتقل الطالب من نشاط الى اخر ويحدد لكل نشاط مجموعة الأهداف التي يمكن تحقيقها فالنظام واجب يبدا من ترتيب الافكار الى العادات والافعال الخاصة بالنشاط الى اساليب التعامل ، ففي الملعب يتم بناء الجسم السليم وتعليم الأخلاق والنظام والدقة واحترام الوقت واحترام الآخرين ، ويتم باستمرار متابعة وملاحظة مدى تحقق هذه الأهداف ، وهكذا بقية الأنشطة والدروس، وفي هذه المدرسة يتفرغ الطالب بشكل كامل لطلب العلم والأنشطة المختلفة ، وبالتالي يعيش في جو من الرفاهية والمرح والتعلم ، يجعل المدرسة جاذبة للطلبة خصوصا ان توفر الدعم المادي للطالب والقسم الداخلي والمطعم والرفقة الطيبة من زملائه الطلبة ومدرسيه وادارة المدرسة.
ويمكن تحديد مجموعة أنشطة علمية ترفيهية ثقافية من خلال المرافق العامة في المدرسة وخارج المدرسة كذلك وعلى سبيل المثال:-
أ‌- أنشطة تعليم النظام والالتزام ( من خلال المحاضرات والمطعم والنشاطات) المختلفة .
ب‌- أنشطة علمية :
ومنها كتابة البحوث ، واجراء التجارب المختلفة ، وتعليم مهارات التفكير واساليب العلماء في ذلك ، وكيفية الدراسة الصحيحة ، وتعلم عمليات العلم وكيفية انتاج المعرفة واكتشافها وليس مجرد استهلاكها وتحويل الطالب الى باحث بتعليمه طرائق العلماء بالدراسة والبحث كالملاحظة والقياس ، والتدريب على استخدام العمليات العقلية والارتقاء بها من التذكر والفهم والتطبيق الى المستويات الأعلى ، ودراسة الأنظمة الكونية كثقافة علمية ضرورية مثل المجموعات الشمسية وتجمعات النجوم والظواهر الكونية بأفلام و فديوهات وغيرها.
ت‌- أنشطة لغوية :
كبرامج عملية لتعليم القراءة الصحيحة والكتابة التي تشهد ضعفا عاما لدى الكثير من الطلبة ، وتعليم مهارات اللغة كالحوار والخطابة وكتابة النصوص (التعبير)، وغيرها.
ث‌- أنشطة دعوية :
ج‌- أنشطة ترفيهية :
ح‌- أنشطة مبادرات علمية وتعاونية :
خ‌- أنشطة التركيز على الجوانب القيمية والأخلاقية كعلاقة الطالب بوالديه واسرته وارحامه ثم مجتمعه .
د‌- ومن الأنشطة التي تستثمر في التدريس للمواد المنهجية الرحلات العلمية وزيارة المعارض والمتاحف، واقامة المعارض، وزيارة الجمعيات والنوادي العلمية، وهناك أنشطة تأتي على شكل ألعاب كاللعبة المسماة بالصندوق الأسود، ولعب الأدوار وتقمص الشخصيات، وغيرها( )
طرائق التدريس :
ان التدريس نشاط هادف يرمي الى احداث تغيير في شخصية التلميذ وانه وسيلة ، واما الغاية فهي التعلم وتعديل السلوك تعديلا يساعد على نموه المتكامل، ويمكن تقسيم هذه العملية الى ثلاثة مراحل رئيسة وهي :-
1- مرحلة التخطيط.
2- مرحلة التنفيذ.
3- مرحلة التقويم او المتابعة( ).
ولكل مرحلة اصولها وكيفية اجراءها ، وكل ذلك من عمل المعلم أو المدرس الذي يتفاعل مع طلبته ، وطريقة التدريس عنصر مهم من عناصر المنهج لها اهميتها الكبيرة ، والطريقة سلسلة من الفعاليات المنظمة يديرها المعلم او المدرس في الصف ليوجه انتباه طلابه اليه بكل وسيلة ويشاركهم في هذه الفعاليات لتؤدي بهم الى التعلم ويتعين سلوكه وتتحدد مواقفه وميوله واتجاهاته على ضوء ما تنطوي عليه المادة التي يدرسها وما تتضمنه من معاني وامكانيات في كسب المعرفة والمهارة فهي خطة ترسم قبل الدخول الى الدرس ويتم العمل على تطبيقها داخل الصف ( ).
وكان الاعتماد على طريقة المحاضرة والإلقاء من أجل حفظ المعلومات وتلقينها وتذكرها اثناء اداء الامتحان هي الطريقة الشائعة ، وهذه الطريقة تعتمد على المعلم أو المدرس كمحور للعملية التربوية والطالب مجرد متلقي وغالبا ما تتعرض المعلومات للنسيان لذا ينبغي التحول الى الطرائق الحديثة التي تقوم على فاعلية المتعلم وتفكيره وجهده ،وتجعل منه محور العملية التربوية ، وهناك كثير من الطرائق الحديثة التي تستهدف مراعاة الجوانب النفسية والجسمية للطلبة وتراعي تسلل الملل والسأم الى نفوسهم منها طريقة التعلم باللعب وطريقة الاكتشاف وحل المشكلات والمناقشة والاستقراء، وطريقة المشروع والتعليم المبرمج والتعلم الفردي والتعلم الجماعي.( ).
من أساليب التدريس :-
وهناك أساليب كثيرة للتدريس الفعال منها :-
-العصف الذهني : حيث يقوم المعلم بطرح أسئلة معينة على الطلبة ،و يتيح لهم الفرصة للتفكير في الإجابات المناسبة وتقبل كل ما يطرح بعملية تسمى استمطار الأفكار ، ثم مناقشتها جميعا وبيان المناسب من غيره، وهذا الأسلوب يعزز قدرة الطلاب على التفكير بأساليب مبتكرة غير تقليدية ،و يزيد قدرتهم على الإبداع ،و يتيح لهم الفرصة للتعبير عن آرائهم بحرية تامة .
– التدريب الميداني للطلبة : ان الأساليب النظرية وحدها لا تكفي لحصول الطالب على المعلومات المناسبة ،و اكتساب الخبرات ،و المهارات المناسبة التي تؤهله فيما بعد للخروج لسوق العمل ،لذلك يتم الاعتماد بشكل جوهري على أساليب التدريب العملي مما يتيح للطلبة فرص لتطبيق المعلومات التي تمت دراستها .
مستويات الطلبة :
ان الطلبة هم محور العلميّة التعليميّة، والذي تُوجَّه له عمليّة التعليم، وكما أنّ للمعلّم شروطٌ، فلا بُدّ أن تتوفر شروط في الطالب المتعلم، ومنها: النضج: ويقصد به بلوغ مرحلة من النّمو العقلي، والمعرفي، والاجتماعي ، والاستعداد تشير الى مدى قابليّة الطّالب للتّعلم، ومدى قدرته على اكتساب المهارات والسلوكيّات المختلفة، وهو عاملٌ نفسي مهم في العمليّة التعليمية( ) ، واقترح العمل على استقطاب افضل مستويات الطلبة بما يتناسب والمهمة التي تنتظرهم ، وذلك بدراسة سير الطلبة قبل التحاقهم بالمدارس الدينية ، وزرع ثقة المجتمع بهذه المدارس بجعلها مشوقة لطلبتها ومربية لهم وتعمل على اعدادهم الاعداد الكافي والمتميز علميا وأخلاقيا ، ومن الضروري أن يتبنى التعليم الديني طلبته فيقبل المتخرجون بالكليات التابعة للتعليم الديني ، ويتيح فرصة الدراسات العليا للمتفوقين ، وتعيين المتخرجين في الوقف السني ومدارسه ، وذلك يسهم في اعدادهم ورفع مستوى التعليم كونه يشكل حافزا كبيرا وسمعة طيبة للمدرسة الدينية ويمكنها من استقطاب أفضل المستويات .
المعلم :-
ان للعظماء إشعاع يغمر البيئة التي يظهرون فيها وكما يقترب المصباح الخامد من المصباح المشتعل فيضيء منه تقترب النفوس المعتادة من الفرد الممتاز فتنطوي في مجاله ، وتمشي في آثاره، وقد التف حول النبي الكريم محمد(صلى الله عليه وسلم) فريق من الربانيين الأنقياء كانوا له تلاميذ مخلصين فزكت بصحبته نفوسهم وشفت طباعهم حتى اشرق عليها من أنوار الالهام ما جعلها تنطق بالحكمة وفصل الخطاب.( )
يقوم المعلّم بدور فعال في العمليّة التّعليمية، فمن خلال خبراته وكفاءته يستطيع أن يُحدّد نوعية المادّة الدراسية وتبسيطها للمتعلّم، ولكن دوره لا يقتصر فقط على حشو المعلومات في ذهن المتعلم بل إعداده لمستقبل إعداداً صحيحاً وسليماً؛ لذا لا بدّ أن تتوفّر فيه بعض الشروط ومنها: أن يتخصّص بكل مفاهيم ونظريات التدريس مُستخدماً الطّريقة والاستراتيجية المناسبة، وأيضاً أن يتقمّص دوراً قياديّاً مسؤولاً في سير الحصّة الصّفية ، وأن يوفر الجو المناسب للتدريس من خلال تكوين العلاقات الاجتماعية للكشف عن ميول واتجاهات المُتعلّم بأسهل طريقة. أن يكون قادراً على التّوضيح، والتّعبير، والاستماع، والقدرة على التعرّف على المصطلحات والكلمات التي تدل على فهم التلميذ أو عدمه. القدرة على وعي وإدراك الفروقات بين الطلاب. القدرة على طرح الأسئلة، ومنح الطالب الوقت الكافي للتفكير، وفي النهاية فإنّ المعلّم الناجح هو الذي ينطلق من منطلق أنّه مسؤولٌ يؤدي رسالته بكل أمانة وإخلاص.( )
المصادر:
القرآن الكريم .
1- ابن منظور(1999) : لسان العرب , دار احياء التراث العربي، ط (3) . باب النون : مادة نهج : الجزء : 14 بيروت، لبنان.
2- آل ياسين، محمد حسين (د.ت)، المبادئ الأساسية في طرق التدريس العامة، دار القلم ، بيروت، لبنان.
3- اسامة ، أمين (2011)، رياض الأطفال في أوروبا : هنا تصنع الأمم أجيالها القادمة)، بحث منشور على الانترنت على موقع المعرفة .
4- بول كيفن (2008)، ادرس بذكاء وليس بجهد ، ط4 ،ترجمة مكتبة جرير ، جدة ، المملكة العربية السعودية.
5- جودة، حسن (د.ت)، من أخلاق المؤمنين، دار الرائد، بغداد.
6- الحلايقة، غادة(2016)، مشكلات التعليم في المملكة الأردنية، مقال منشور على الانترنت.
7- الديب، فتحي(د.ت)، الاتجاه المعاصر في تدريس العلوم، دار القلم ، الكويت.
8- سالم ، أحمد جمال(2013)، التعليم في العالم العربي .. مشكلة تبحث عن حل، مقال منشور على الانترنت.
9- سرحان و كامل، الدمرداش و منير(1966)، المناهج ، المكتبة المركزية ، جامعة بغداد ، العراق .
10- سليمان ،سمر حسن(2016)،عناصر العملية التربوية ،مقال منشور على الانترنت.
11- زاير و عبد الجبار ، سعد علي و محمد عبد الوهاب (2015)، رؤية في مناهج تدريس اللغة العربية، مكتبة نور الحسن ، بغداد.
12- عريفيج وسليمان، سامي سلطي، ونايف أحمد (2010)، طرق تدريس الرياضيات والعلوم، ط1 ، دار صفاء للنشر والتوزيع، عمان ، الأردن
13- عميرة و الديب ، ابراهيم بسيوني، وفتحي(1994)، تدريس العلوم والتربية العملية، ط13، دار المعارف، القاهرة، مصر.
14- الغزالي، محمد(2008)، فقه السيرة ، دار الدعوة ، الاسكندرية، مصر.
15- قطب، سيد (2004)، في ظلال القرآن، مطبعة الشروق، القاهرة
16- القرزعي، عبد الله بن علي (د.ت)، تصنيف الأهداف التربوية عند بلوم، بحث منشور على الانترنت ، تحت الرابط
17- كردي، احمد السيد(د.ت)، الاستثمار في رأس المال البشري والعائد من التعليم.موقع كلية التجارة جامعة الازهر :
18- الكيلاني، ماجد عرسان(1998)، فلسفة التربية الإسلامية، مؤسسة الريان، بيروت، لبنان
19- مدكور، علي احمد (1998)، مناهج التربية اسسها وتطبيقاتها، ط1، دار الفكر العربي، القاهرة.
20- نبهان، يحيى محمد(2008)،الأساليب الحديثة في التعليم والتعلم، دار اليازوري، عمان، الأردن.
21- النجار، زغلول (2007)، تفسير الآيات الكونية في القرآن الكريم، ط1 .مطبعة الشروق الدولية، القاهرة. مصر.
المواقع الالكترونية على الانترنت :
http://www.almarefh.net/show_content_sub.php?CUV=390&SubModel=138&ID=13
http://mawdoo3.com
http://www.alukah.net/culture/0/64169/#ixzz59jX2q1mL
http://mawdoo3.com.
: http://child-trng.blogspot.com/2010/12/blog
http://w ww.hrdiscussion.com/hr6872.htm








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أب فلسطيني يفجع عند رؤية طفله شهيدا في مستشفى المعمداني


.. الشرطة السويدية تعنف متظاهرة في مسيرة داعمة لفلسطين




.. الحكومة الإيرانية: نرحب بأي مقترحات للسلام ومستعدون للعب دور


.. واشنطن تطالب بتعزيز المساعدات خلال 30 يوما في غزة




.. الغارات الإسرائيلية تعود لاستهداف ضاحية بيروت الجنوبية وتحدي