الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللامركزيه معالجة الخلل المناطقي بين المركز والاطراف

هاشم حميد الخالدي

2006 / 9 / 30
المجتمع المدني


عاشت في العراق بلاد الرافدين منذ اقدم العصور مكونات عقائديه ومذهبيه عربيه واقليات غير عربيه عيش مشترك وتضامني متداخله قبليا وان مثل هذه الاشكالات ان هي اشكالات حقا, فان معالجاتها بروح الوحده الوطنيه كان جاريا رغم الظروف الشاذه واستبداد السلطه وتفاقم المشاكل جراء الحروب والحصار يحدوهم الامل والتطلع بان تنفرج ازمة العلاقه الشائكه للاستبداد من جهه والامبرياليه من جهه اخرى رغم تفاقمهما , املهم بجهود ابناء وطنهم وقواهم الديموقراطيه والتقدميه فيستانفون السير في بناء الوطن وتحقيق العداله وفق مبادئ الديموقراطيه والقانون ودولة المؤسسات ومبادئ ممارسة الحقوق الثقافيه كاملة ووفق خيارات الوطنيه التامه وليس في خيارات الولاءات والموالي , اذ لا تخلو امه او وطن او دوله من وجود عقائد ومذاهب دينيه,فليس في العراق صراع وتمايز طائفي وكل ما كان من تمايز هو في اطار الطبقات والمركزيه السلطويه ولكل منها جذوره, فالمركزيه التي نشات عليها الدوله العراقيه يعود الى طريقة تاسيسها السلطويه اللامؤسسيه منذ البدايه بفعل خارجي استعماري مما سهل للانقلابات العسكريه في مرحله لاحقه, ثم ما ال اليه جهاز الدوله ومركزه بغداد بعد افبال سكان المنطقه الوسطى والمنا طق القريبه للدخول في الوظائف العسكريه والمدنيه لاسباب ديموغرافيه معروفه وليس لاسباب طائفيه كما يحلو للبعض التذرع به اخذين بنظر الاعتبار تاثير الحكم العسكري واتساع الجيش وبروز اهميته في الاحداث بعد ثورة 1958 فرغم موجات الهجرات الكبيره من الريف العراقي جنوبه وشماله الى المدن الرئيسيه والى العاصمه بالذات الا ان ذلك لم يؤثر على تركيبة المواقع المركزيه في الدوله بسب الطبيعه الفلاحيه للغالبيه العظمى للوافدين وضعف خلفياتها الثقافيه والعلميه بالاضافه الى تشبث الطبقه البيروقراطيه ممن حصل على هذا المكسب من افرادا واسر ومجاميع تلك المناطق,وتعقدت المساله مع اخذ الجيش دور اكبر في الوسط الاجتماعي والسياسي بتاثيرالانقلابات منذ عام 1963على حساب التنظيمات والنخب السياسه والثقافه والعلميه انعكس حتى داخل الاحزاب الانقلابيه التي تاسست اصلا وبدءا بقيادات وكوادر من خارج الفئات المتنفذه في الدوله, وازداد تعاظم هذا الخلل في الحروب التي جاءت بعدها مما زاد من طغيان التركيبه الديموغرافيه لسكان الوسط في القيادات العسكريه وفي اجهزة الدوله المركزيه الاخرى خصوصا عند حصر النشاطات الاقتصاديه بها وانحساردورنشاط البرجوازيه التجاريه في المجتمع و حتى بلغت الوظائف الكبيره حكرا لسكانه فانسحب ذلك على الاقتصاد في مرحله اخرى جرى تراجع الدوله في مرحله لاحقه باتجاه تنشيطها ودعمها دور القطاع الخاص وهو قطاع فاسد ساهم في خلق طبقه برجوازيه غا لبيتها من وسط البلاد وقليل منها خارج تلك المناطق كل ذلك شكل الظرف الموضوعي للمشكله, ولم تكلف السلطه التي ذهبت هي نفسها نحو حكم الاسره مدعوما بالزمرالطبقيه المناطقيه المتنفذه بديلا عن حكم وقيادة الحزب الذي اصبح شكلا بلا مضمون بعد اقصاء وتغييب اكثركوادره و نخبه,لم تكلف نفسها لمعالجة هذا الخلل المناطقي بل العكس, حتى بدى يشكل معظله كبيره لوحدة الوطن والدوله مع ظاهرة المذهب السني السائد في هذه التركيبه الديموغرافيه وبروز الحركات السياسيه الشيعيه المواليه الى ايران الثوره الاسلاميه الشيعيه في ظروف الحرب الطاحنه ومطاردتها ببالغ القسوه والعنف من قبل السلطه الشموليه التي ترفض اساسا الاعتراف بالاخر فضلا عن ايديولوجيتيهما القوميه والدينيه المتصارعتين في المنطقه وفق طبيعتها الشموليه وهذا هو الظرف الذاتي للمشكله,فضلا عن اكثر من عشرون عاما في حروب طاحنه وحصارامبريالي مهلك جعل مدن العراق جميعا في حالة من الخراب والمجتمع في حاله من التفكك ,ودوله بدون برامج اعمارواصلاح وليس تمايز طائفي مزعوم, كل ذلك تتحمل مسؤوليته سياسة السلطه المستبده فهي التي وراء كامل ورطة الوطن العراق , ان تشخيص هذا الخلل المناطقي بين المركز والاطراف في ظرفيه الموضوعي والذاتي يبدد الظلال الكثيف الذي فرضته القوى الظلاميه وتصيدها بالمياه العكره مما ساعد على اختلاط الرؤى لدى عموم المواطنين وتظليلها و ترويج دعاوي وتفسيرات الصراع الطائفي الان, بغية صنع اجواء ملائمه اما ان تبرر بها خيبتها السابقه واما ان تخدم اهداف خاصه وغايات لا وطنيه , لقد مرالشعب العراقي كله وتحمل اقسى المظلوميات بطبقاته العماليه والفلاحيه والكسبه والعاملين الاجراء والمثقفين , ورغم هذا فان ايجاد حلول ومعالجات لتلك المساله مهما صعبت وطالت ما كان يستدعي الاستعانه بالمحتل الامبريالي الذي سيكون اكثر ضرراوايلاما واذى لطبقات الشعب الفقيره والمتوسطه كما نلمسه الان , فما الذي يبرر دعاوي التفتيت او الفدرله, وما الذي يبرر المحاصصات الطائفيه, ان ذلك كله لا يدلل على الا على نظره ضيقه ومتخلفه لا تتلائم ومبادئ الوطنيه او التقدم فان مسالة التقدم والنمو وتحقيق العداله والديموقراطيه ومكافحة العنف والارهاب هولا يستدعي اي من ذلك , فاين معضلة العراق الان, ان معضلة العراق الان هوالاستعانه بالاحتلال وما جلبه الاحتلال ,وان الاستعانه بالامبرياليه وبشكل علني سافر ابتداءا من تداعيات فترة ما بعد غزو الكويت في الحصار الجائر وما تلتها من عدوان وضغوطات الهيمنه يعتبر سابقه خطيره جدا في حل النزاعات وحسم الصراعات داخل الوطن الواحد والمجتمع الواحد, ترتب عليه لجم وتحجيم حركة التغييرالثوري او الديموقراطي الوطني الحقيقي وان تتجرئ بعض الاطراف اللاوطنيه عل تشويه حقيقة التناقضات والاشكالات لمنح مبرر للمحتل الامريكي وان تتربع موقع ليست مؤهلة له او بالمضي في سبيل غايات واهداف ارتزاق خاصه بذرائع معينه لتعويض عجزها وفشلها المفضوح, ان المساله الكورديه مساله لها جذورفي اشكالية الوطننه وحلها الفدرالي له ما يبرره كما ذكرنا في مقال سابق اما المعالجات الاداربه للدوله المركزيه وتشكيلاتها فتحل بتطبيق الاداره اللامركزيه ومؤسساتها عبرالتحرر من جميع الاستلابات الخارجيه والداخليه وعبرالممارسه الديموقراطيه لحقوق المواطنه..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -جبل- من النفايات وسط خيام النازحين في مدينة خان يونس


.. أزمة المياه تهدد حياة اللاجئين السوريين في لبنان




.. حملة لمساعدة اللاجئين السودانيين في بنغازي


.. جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن




.. كل يوم - أحمد الطاهري : موقف جوتيريش منذ بداية الأزمة يصنف ك