الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين العقل ومناهج الأيمان ..

مسَلم الكساسبة

2022 / 9 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تقوم الأديان كلها على التصديق القلبي .. وغالبا هي تنشأ عن ادعاء رجل ان الله اختاره واسرّ اليه برسالة بينهما يسمونها وحي .. وكلفه معها وضمنها بمهمة .. وهو على اتصال به ومكلف من قبله ان يدعو الناس اليه .. واحيانا يمتد الزعم الى انه مامور من الإله ان يقاتل ويقتل من لا يصدقونه ويتبعونه ..

وهنا ندخل في عدة اشكاليات عقلية منطقية منها :

هل يمكن لله ان يضطر لهكذا اسلوب لتعريف الناس به ..؟

هل عقلا هو قابل للتصديق ان الله بما هو المجترح لهذا الكون الهايل المعجز مضطر كي يعرّف الناس به ان يفوض انسانا هكذا في السر مخلواني لهذه المهمة ويأذن له بقتل الناس ان لم يصدقوه ..؟!

كيف خلق واجترح هذا الكون المعجز ثم حينما جاء عند معضلة اخبار الناس بذلك لم يجد الا هذا الاسلوب الملتوي وغير المقنع ؟؟

ما موقفه ممن لم يصدقوا هذه الدعوى مع انه من حقهم ان لا يصدقوا عقلا ..؟!

ما موقفه ممن لم يؤمنوا الا بواسطة الغزو والسبي والقهر .. ؟! ومن ورثوا الامر عن هؤلاء المغصوبين وراثة بالتالي؟!

لماذا توقفت او واختصرت قدرته على هذا النوع من الرسايل للتعريف بنفسه ..؟!

ثم اشكالية اخرى اهم .. هل يمكن له ان يواخذ من لم يصدقوا هذه الدعوى مع ان عدم تصديقها يبدو منطقيا واقرب للعقل من تصديقها ..؟

ان كل ذلك يقودنا بالتالي الى ان الأديان كلها بلا استثناء معادية للعقل والمنطق .. لا لانها تقصد ذلك بالضرورة بلةلأن محتواها يحتاج لتنويم العقل اولا ثم زرعها فيه .. اما تخويفا بالارعاب والتهديد او بالاغراء او باي سبيل آخر لتنويم وتحييد العقل..

وهي - اي الاديان - ليس بالضرورة تقصد هذا العداء مع العقل قصدا مسبقا قلنا .. لكنه عداء ضمني على الاقل ينتجه منهجها ذاته .. من حيث هو مناقض للمنهج العقلي .. كونه منهج يقوم على التصديق المطلق بلا مناقشة .. او التصديق القلبي القبلي .. ويسمى ايمانا .. بمعنى ان تثق ابتداء ان الله اختار ذلك الشخص المعين وانه يرسل له رسايل خاصة بينهما سرا .. وبلغة الدين يقولون يوحي اليه ..
بالتالي تصدق كل ما يقوله ذلك الشخص في دعواه تلك ما دمت صدقت ابتداءا انه متصل بالله .

هذا هو كل ما في المنهج الديني . ايمان وثقة مسبقة على بياض لشخص ادعى ان الله اختاره وانه يكلمه ويراسله سرا بينهما ..؟!
مع ان صدق حصول ذلك الاتصال فعلا او عدمه متروك لذلك الشخص المدعي وحده هو وذمته وضميره .. او صحوه ومرضه او يقينه وتهيؤاته .. بالتالي نحن امام مقامرة وقفزة في المجهول هنا ..

وهكذا فالدين من حيث المنهج المعرفي فمنهجه غير عقلي اساسا بل ايماني بالمطلق .. اي هو تسليم بالكامل وثقة على بياض بشخص ما وبكل ما يدعيه وينقله عن الوحي المزعوم .

وعليه فكل ما تقوله الاديان عن احترامها للعقل هو مناف للعقل التداءا .. لانه مناف لمنهجها ذاته اساسا والذي يقوم على التصديق القلبي والقبلي والثقة المطلقة العمياء .

والا لما وجدنا من يعبد فأرا او بقرة او حجرا او نهرا او انسانا ينسب له صفات الالوهية والقدرة والعصمة والتنزيه لو كان الامر بالعقل والمنطق... الخ.

الى حد يبدو واضحا ان بعض الاديان والمذاهب وطقوسها تبدو وهي نوع من الجنون والذهانات والمرض النفسي .. من مثل ما يقوم به بعض اتباع الاديان من ضرب لأنفسهم بالشيش والسيوف واللطم حتى اراقة الدم والنواح والعويل والصراخ . او التعبد باللعن والشتايم .. او التصديق ان انسانا له خوارق كالاله .. او ان آخر دخل مغارة من قرون طوال ولا زال حيا بها يراقب سلوكهم وايمانهم به ويؤازرهم .. او ان آخر هو الله متجسد بهيئة بشر ليعبر لهم عن حبه .. الخ .. لماذا يحتاج الاله لهذا الاسلوب ولماذا علينا ان نصدق كل ذلك الذي هو مفارق للعقلةوالمنطق..؟! الخ

فهي كلها امور لا يمكن لو اردت ان تُحكّم العقل بها ان تصدقها فضلا عن ان تفعلها وتقوم بها ..ولا يمكن وصفها الا بانها نوع من الذهانات والمرض النفسي ..

وبشكل عام فمتاهج الدين ومقولاته بعامة هي من عهد الاسطورة ... وهو عهد مرت وعاشت به البشرية في حقبة من حياتها العقلية ووعيها الساذج الطفولي الفج .. حينما لم يكن هناك علم ولا معرفة بحثية .. لكنه ظل مستمرا مع البشر ملتصقا بعقولهم لم يغادر حياتهم لبضعة اسباب :

منها اسباب سيكولوجية نفسية تتعلق بميل الانسان نفسيا للتمسك بطقوسه وعاداته ومعتقداته حتى لو تبين له خطؤها ..
ومنها اشتغاله على عاملي الخوف والطمع .. الخوف من الطرد والحرمان من الملكوت او الجنة او الرحمة والطمع بدخولها بالايمان ..
ومنها اسباب معرفية لأن الامور التي يتحدث عنها الدين مغرقة في غيبيتها .. (الخالق .. الجنة .. النار .. اليوم الاخر الجن .. والملايكة ...الخ) .. و لا زال العلم غير قادر ان يبت بشأنها ويجيب عليها .. والدين يشتغل في تلك المنطقة المعرفية التي يغيب فيها شغل العلم وسيطرته ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر


.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي




.. إسرائيل تقرر إدخال 70 ألف عامل فلسطيني عبر مرحلتين بعد عيد ا


.. الجيش الإسرائيلي يدمر أغلب المساجد في القطاع ويحرم الفلسطيني




.. مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح