الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سياسة.. وراء طبول الحرب الدينية

عبدالمنعم الاعسم

2006 / 9 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مطالعات بابا الفاتيكان بنيديكت السادس عشر بصدد العنف والاسلام ليست مقبولة، ولها خلفيات سياسية يمينة، حتى مع تصويبات الكردينال تارسيشيو بيرتوني، وهي، الى جانب ذلك، الوجه الآخر لمطالعات مشايخ مسلمين مثل الامام الباكستاني محمد يوسف قريشي الذي دعا الى الحرب ضد الفاتيكان أومرشد الاخوان المسلمين في مصر محمد مهدي عاكف الذي افتى بمقاطعة العرب والمسلمين لكاثوليك، او مثل جمعيات وهيئات اسلامية في الخليج وفلسطين وشمال افريقيا وتركيا دعت الى وقف منح اجازات بناء الكنائس في العالم الاسلامي عقابا للفاتيكان.

ولم تكن صحيفة الاهرام المصرية قد بالغت في افتتاحيتها ليوم الاثنين الماضي حين حذرت من ان “ثمة جهات معينة تنتظر مثل هذه اللحظات المتوترة، وغالبا ما نخرج نحن المسلمين خاسرين فيها لتلعب في الخفاء وتصطاد في الماء العكر” كما لم تكن صيحات التكفير النكراء التي انطلقت من عواصم ومساجد ومخاوير عديدة ضد الديانة المسيحية ودعوات التجييش ضد”التهديدات الصليبية” غير الوجه الآخر من معادلة التطرف التي شارك فيها بابا الفاتيكان في مطالعته، ربما من دون ان يقدر نتائج هذه المطالعة.

وفي خلال الضجة المفتعلة على خلفية مطالعة البابا مثار الجدل، امتشقت “الفرق الناجية من النار” الاكثر تطرفا سيوفها، وصارت تلوح بها لـ “رقاب الكفار” ليس فقط من اتباع الديانات الاخرى، بل وايضا من اتباع الديانة الاسلامية الذين التزموا الرحمة والتسامح وشجاعة الاعتدال، وقد رصد الكاتب الكويتي د. سليمان العسكري هذا الحال بالقول” والغريب في امر هذه الامة المسلمة الحالي، ان المراجعة اليوم باتت اصعب، واكثر حرجا مما كانت عليه منذ عقود كثيرة، وكأننا نمضي بظهورنا معصوبي العيون الى الوراء”.

والحق ان نزعة الغلو والتكفير قديمة قدم الجهالة، كما ان نزعة الاعتدال والمراجعة هي الاخرى قديمة وكانت تبرز بين المصلحين من علماء المسلمين كرد على انتشار الخرافة والتأويلات العبثية وطبول الحرب، ويعتقد بان افضل من عالج موجبات المراجعة والتصويب في نهج الدعاة الاسلاميين هو الشيخ محمد عبده منذ قرن مضى، وقد صاغ موضوعة الاكراه في الدين في استطلاع باهر قائلا ان”هذه المسألة الصقت بالسياسة، لأن الايمان، وهو اصل الدين وجوهره، عبارة عن اذعان النفس، ويستحيل ان يكون الاذعان بالالزام والاكراه، وانما يكون بالبيان والبرهان” ويشرح بتفصيل ادق: “ما كان بعد ذلك من الفتوحات الاسلامية اقتضته طبيعة المُلك، ولم يكن موافقا لاحكام الدين، فان من طبيعة الكون ان يبسط القوي نفوذه على جاره الضعيف” ويستبعد الشيخ عبده الدواعي الدينية للحروب الداخلية “وهذه الحروب لم يكن مثيرها الخلاف في العقائد، وانما اشعلتها الاراء السياسية في طريقة حكم الامة”.

ونصيحة المصلح الاسلامي الكبير محمد عبده هنا، وجيزة: ابحث عن السياسة وراء طبول الحرب الدينية.

ـــــــــــــــــ

..وكلام مفيد

ـــــــــــــــــ

“النفس الانسانية هي اشرف النفوس جميعا”.

الامام الرازي









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المواخير الآسنة
الحارث العبودي ( 2011 / 1 / 24 - 11:58 )
ان صيحات التكفير النكراء التي تنطلق من عواصم ومواخير عديدة لم ولن تغير من مسيرة الشعب التونسي وماهي الا زوبعة في فنجان ...تحيتي لك على هذا المقال الساخن والمؤثر وشكرآ.

اخر الافلام

.. لمن سيصوت يهود أميركا في الانتخابات الرئاسية؟


.. لماذا| ما أثر قانون -مكافحة الانفصالية الإسلامية- على المسلم




.. -السيد رئيسي قال أنه في حال استمرار الإبادة في غزة فإن على ا


.. 251-Al-Baqarah




.. 252-Al-Baqarah