الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مذبحة بورسعيد الإندونيسية! ؟

حسن مدبولى

2022 / 10 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


دولة إندونيسيا عدد سكانها يقترب من ثلاثمائة مليون نسمة الأغلبية الساحقة منهم يعتنقون الدين الإسلامى، وقد عاشوا فترات طويلة تحت الاحتلال البرتغالي والهولندى ثم استولى القادة العسكريون المحليون على الحكم بعد الاستقلال واستخدموا حزبا سياسيا قمعيا لإدارة شئون البلاد،
لكن الأمور تغيرت شكليا فى عام 1998 حيث إضطر الجنرال سوهارتو إلى الاستقالة والتنازل عن الحكم لبعض الوارثين الجدد الذين قدموا أوراق اعتمادهم للإستعمار الغربى عام 1999 فور إمساكهم بالسلطة عبر التفريط فى السيادة الوطنية بالسماح لسكان جزيرة تيمور الشرقية بالتصويت على الإنفصال عن إندونيسيا ، ليكتمل ذلك الانفصال عام 2002 برعاية امريكية ووسط احتفال أوروبى صاخب ، وسرعان ما إلتحقت تيمور الشرقية( المستقلة) بتحالف مشين مع إستراليا العدو الرئيسى لإندونيسيا؟

من ناحية أخرى وعلى الرغم من أن اندونيسيا تعتبر دولة غنية بالموارد الطبيعية إلا أنها تعد من أكبر دول العالم فقرا ، ولا ينافسها فى هذا الشرف سوى نيجيريا الغنية بالموارد أيضا والمصابة بالفقر فى آن واحد ، حيث تبلغ نسبة مستوى الفقر بين السكان فى أندونيسيا حوالى 60% ، كما تعتبر أندونيسيا دولة متخلفة على المستوى التكنولوجي، فهى لا تزال تعتمد بشكل رئيسى على الزراعة وتصدير المواد الأولية الخام لدول أوروبا ، مع وجود مجموعة من الصناعات الاستهلاكية التى يديرها رجال أعمال موالون للغرب، وهو تخلف يتناقض مع التقدم الذى تشهده الدول الأسيوية الأخرى مثل الهند وماليزيا وكوريا واليابان وسنغافورة واستراليا وغيرها،
الغريب أن شيئا واحدا فقط هو الذى وفر له النظام السياسى الإندونيسي فرص الانتشار والتقدم الشكلى وهو نشاط كرة القدم التى أصبحت اللعبة الشعبية الاولى بعد أن كانت رياضة هامشية هناك، حتى أن معظم الناس كانت تتحمس لمصارعة الديكة أكثر من الإهتمام بكرة القدم العالمية ،
ومع ذلك لم يتم نشر كرة القدم بوجهها الرياضى الصحيح، فلم تنتشر معها الروح الرياضية أوثقافة تقبل الهزيمة ، بل ساهمت كرة القدم هناك فى تقسيم الناس إلى أحزاب كروية متناحرة لزوم التغييب عن قضايا التقدم والتنمية ( نفس السياسات المتبعة فى كل الدول المتخلفة ) فتعددت الديربيات المصطنعة التى تزكى الصراع وتعمق الكراهية، وكان من بينها الصراع الطويل و المحتدم بين مشجعى فريق " بيرسيبايا سورابيا " ونظرائهم من أنصار فريق " أريما إف سي " الذى كان مشجعوه مصابون بداء العظمة ولا يقبلون أو يتصورون ان فريقهم فريق طبيعى مثل غيره من الممكن هزيمته أو التغلب عليه ، وكان الموقف على أرض الواقع يساعد هؤلاء المغيبين ويزيدهم تغفيلا، فقد ظل فريقهم (أريما إف سي) يفوز لمدة عشرين عاما متوالية على فريق بيرسيبايا حتى جاء موعد مباراة الأحد 2 أكتوبر 2022 بين الفريقين حيث وقعت المفاجئة والفاجعة الكبرى وخسر فريق أريما بنتيجة 3-2 لصالح بيرسيبايا وذلك لأول مرة منذ عشرين عاما فكانت الطامة الكبرى ، حيث جن جنون المتعصبين الذين لا يعرفون معنى الرياضة فدخل مشجعون لـنادى "أريما إف سي" إلى أرض ملعب (كانجوروهان )في مدينة( مالانغ) بعد خسارة فريقهم ، واندلعت أعمال عنف وقتل ومطاردات ، وتدخلت قوات الجيش وبدأ تدافع الآلاف وسقط مايقرب من مائتى قتيل بسبب الغباء والتخلف والإستغلال السياسى، وهى كارثة تذكرنا تماما بكارثة بورسعيد التى شهدت معركة مخزية بين أبناء الوطن الواحد لذات الدوافع والعوامل و الأسباب !!؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قميص -بركان- .. جدل بين المغاربة والجزائريين


.. مراد منتظمي يقدم الفن العربي الحديث في أهم متاحف باريس • فرا




.. وزير الخارجية الأردني: يجب منع الجيش الإسرائيلي من شن هجوم ع


.. أ ف ب: إيران تقلص وجودها العسكري في سوريا بعد الضربات الإسرا




.. توقعات بأن يدفع بلينكن خلال زيارته للرياض بمسار التطبيع السع