الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا تضعوا العصي في دواليب التغيير

صلاح بدرالدين

2022 / 10 / 13
القضية الكردية


الكلام موجه بطبيعة الحال الى المتنفذين من مسؤولي أحزاب طرفي الاستقطاب ( ب ي د – ب د ك – س ) الذين لاهم لهم في السنوات الأخيرة سوى عرقلة أي حوار جاد من اجل حل ازمة الحركة الكردية السورية ، لانهم كما يظهر لايستطيعون البقاء الا في أجواء الازمات للحفاظ على امتيازاتهم ، ومصالحهم الخاصة .
أولا – مرة أخرى في أولويات عملية التغيير :
كثيرون من الحريصين على الحركة الكردية السورية ، والساعين من حيث المبدأ لاعادة بنائها ، وتطويرها ، يدفعهم السهو نحو الدرب الخطأ الأطول زمنا ، والأكثر عناء ، فيطالبون مثلا بتنحي مسؤولي الأحزاب ، أو اجبارهم على ذلك ، ليحل آخرون لشغل مواقعهم ، او حل احزابهم ، او جلب مسؤولين جدد في حال انعقاد مؤتمراتهم ، وكأن طريق حل الازمة ، وإعادة البناء يمر بالضرورة عبر غياب هؤلاء ! ، أو أن التغيير يقتصر على تبديل اشخاص ! .
ثانيا لا أيها السادة : صحيح ان معالجة العامل الذاتي هي مدخل لابد منه لحل الازمة ، ولكن هذا العامل يشمل الى جانب المسؤولين الحزبيين كلا من الهيكل التنظيمي الديموقراطي المنتخب حسب الأصول ، والبرنامج السياسي المتوافق عليه وهو الأهم ، والسياسات الصائبة القومية ، والوطنية ، والكردستانية ، والخارجية الأخرى على قاعدة استقلالية القرار .
ثالثا - هناك غالبية مستقلة ساحقة من معتنقي الوعي القومي الديموقراطي المنفتح من مختلف الطبقات الاجتماعية بالداخل والخارج ، وبينهم مناضلون قدامى ، وأكاديمييون ، و،اختصاصييون ، ومهنييون ، وفئات الشباب من النساء والرجال ، ومبدعون في الفنون ، والثقافة ، والاعلام ، وهؤلاء معا يشكلون الكتلة التاريخية المنقذة .
رابعا – ليس جميع المنتمين الى هذه الفئات ، والشرائح ، المشكلة للكتلة التاريخية ، من جنس ( الملائكة ) او لايخطئ ، او يلتزم بمهام التغيير بحذافيرها ، بل تجد هنا وهناك من هو متردد ، او متلون ، او رمادي ، او يتحين الفرص ، او يبحث عن جاه ، او يطمع بمال ، ومن حسن الحظة يشكل هؤلاء قلة قليلة .
خامسا - وعندما يتم تنظيم صفوف هذه الكتلة او بعبارة ادق عندما تنظم نفسها بنفسها ، وتصيغ مشروعها البرنامجي السياسي الواضح ( وهما امران غير مستحيلان ) بل يمكن ان يكونا في متناول اليد اذا توفرت الإرادة ، أقول الارادة وليس الموجات الموسمية اللفظية ، والشعارات المجردة من العمل والممارسة ، والالتزام ، حينها ستقف الأغلبية الشعبية المنتجة في صف واحد ، ويضطر مسؤولو الأحزاب الى المشاركة في المؤتمر الكردي الجامع من دون اجبار ، او اكراه ، بل خشية انعزالها ، وتقوقعها على هامش الاحداث ، أما اذا كان المسؤولون الحزبييون يبحثون عن السلطة ، والجاه ، او يرفعون آيديولوجيات مغايرة لمشروع الحركة الكردية السورية الموحدة ، او يتبعون لمراكز خارجية ، فهذا شأنهم ، وهم وحدهم يتحملون المسؤولية التاريخية .
سادسا - وتجاوبا مع رغبة قطاعات من القوميين الديموقراطيين الكرد المستقلين في المزيد من التسهيلات في طريق المؤتمر المنشود الذين يرون صعوبة عقده بحسب الصيغة السابقة المطروحة ، ومن اجل توفير الثقة ، وتعزيز المسار ، والانطلاق نحو استكمال خطوات عقد المؤتمر الكردي السوري الجامع ، وعدم تجميد المشروع بسبب أعذار ، وشروط الاحزاب ، وتمسك مسؤوليها با السلطة ، والمنافع ، والمواقع اقترح حراك " بزاف " التالي :
١ – ان يعقد المؤتمر بغالبية مستقلة ، ومشاركة الأحزاب ، باشراف لجنة تحضيرية من ثلثين من االكرد المستقلين ، وثلث من الأحزاب .
٢ – يراعى في تشكيل اللجنة التحضيرية وكذلك في اختيار أعضاء المؤتمر من المستقلين تمثيل المناطق الكردية الثلاث بالتساوي ( الجزيرة – كوباني – عفرين ) وكذلك مشاركة كرد دمشق ، وحلب ، والساحل ، وبلدان الاغتراب ، على ان لاتقل نسبة مشاركة المرأة عن أربعين بالمائة، مع غلبة الاعمار الشبابية .
٣ – ان تكون المهمة الأولى للمؤتمر المنشود ، وبعد صياغة البرنامج السياسي ، وخارطة الطريق واقرارهما ، انتخاب المجلس المسؤول عن الإدارة السياسية العامة بعيدا عن أية سلطات تنفيذية عسكرية ، وأمنية ، وكذلك آيديولوجيا المحاور ، وتناط به في المرحلة الانتقالية ومدتها عام مسؤولية العلاقات ( الوطنية ، والكردستانية ، والخارجية ) فقط من اجل تقييمها من جديد ، ووضع الأسس السليمة لها ، وتمثيل الكرد السوريين على تلك الأصعدة في جميع الحوارات التي ستجري مستقبلا ، على ان تغطى مصاريف اللجنة للفترة الانتقالية من تبرعات ، ومساعدات من الأصدقاء من دون شروط ، أو على شكل قروض من الأحزاب خصوصا التي تتصرف بالمال العام .
٤ – وفي هذه المرحلة الانتقالية تترك الحرية للأحزاب لادارة امورها الخاصة وبينها سلطاتها ، واداراتها ، وصلاتها ان ارادت هي ذلك ،على ان تندمج بعد هذه المرحلة نهائيا في مؤسسات المؤتمر .
٥– بعد عام ، وانتهاء المرحلة الانتقالية ، يعقد مؤتمر الاندماج الكامل بنسخته الثانية ، على قاعدة واضحة ، وباشراف المجلس القيادي المنتخب من الجولة الأولى ، وحسب دراسات ، ووثائق ، وتقرير سياسي تتظيمي تعد من اجل ذلك .
سادسا - من هم المستقلون في الحالة الكردية السورية الراهنة ؟
بسبب المرحلة الانتقالية المتحركة ، وغير المستقرة في كل سوريا وخصوصا بالمناطق الكردية ، وتوزع الكرد عمليا بين عدة احتلالات ، ونفوذ وسلطات امر واقع ، واستمرار عملية الهجرة والتهجير ، والقمع الفكري ، والسياسي ، والحزبي من جانب مختلف مسؤولي ، وأجهزة ، ومؤسسات أحزاب طرفي الاستقطاب وبالأخص من بيده السلطة ، من الصعب جدا التوصل الى نتائج دقيقة في مسألة الفرز السياسي النهائي ، والانتماء الحزبي ، والتوجه المستقل ، فمثل هذا الفرز قد يتحقق في المجتمعات المتقدمة الديموقراطية ، حيث يضمن القانون حرية الفرد ، والجماعات ، ولكن لاوجود لذلك في شرقنا التعيس ، وفي بلدنا الاتعس ,وفي مناطقنا المنكوبة ، ولم يعد سرا الاجماع العالمي لدى المراكز ، والرأي العام على ان الأحزاب ليست من منظمات المجتمع المدني خصوصا التي تتعامل مع السلاح ، وتمارس العنف ، وتعيش على المال السياسي ، ولاتمارس الديموقراطية ، ولاتقبل الاخر المختلف .
لو توفرت حرية الرأي ، والفكر ، لوجدنا الان في ساحتنا الكردية السورية منظمات مدنية ، ومراكز الحوار الفكري ، والسياسي ، وجمعيات ثقافية تنظم الندوات النوعية ، والمناقشات الجادة حول الحاضر ، والمستقبل ، والمشروع القومي والوطني ، ولوجدنا روابط ، واتحادات مهنية ، ونقابات ، ونوادي ، ومنتديات تنمي الابداع ، وفوق كل ذلك وبقوة السلاح ، والمال السياسي ، تحاول الأحزاب بكل السبل بما فيها الملتوية – اصطناع – مجموعات باسم المستقلين لسببين : الأول لاظهار شعبيتها – الافتراضية الواهمة - ، والثاني لقطع الطريق على الحراك المستقل الحقيقي ، لذلك ليس من المستبعد ان نجد هنا وهناك ( مستقلين وحزبيين ) بآن واحد ، و ( مستقلين بشروط ) ، و ( مستقلين – مقنعين ) و ( مستقلين تحت الطلب ) تجدهم ليلا لدى الأحزاب ، ونهارا يغردون على صفحات التواصل الاجتماعي بقدر ماهو مسموح ، حتى التعبيرات الثقافية ، والجمعيات في الخارج متورطة بغالبيتها في لعبة – الغميضة – هذه .
من شروط استقلالية أي حراك كردي سوري الاعتماد على الذات ، وطرح البرنامج السياسي الواضح ، وامتلاك المشروع النضالي بشقيه القومي ، والوطني السوري في مواجهة نظام الاستبداد العدو الرئيسي لشعبنا ولكل السوريين ، من اجل التغيير الديموقراطي ، وإعادة البناء في المراحل المختلفة ، واتخاذ المواقف الصحيحة ، والشجاعة من كل الاحداث ، والتطورات ، خصوصا رفض عسكرة المجتمع ، أو زج المرأة في القتال ، مع الاعتراف بحقها بتبوؤ اعلى المناصب ، والمواقع القيادية ، والإدارية ، والسياسية ، وتوضيح الاليات المتبعة لتحقيق اهداف المشروع ، والايمان بضرورة انقاذ الحركة السياسية كاولوية ، وتوحيدها ، واستعادة شرعيتها بالطرق المدنية الديموقراطية عبر مؤتمر كردي سوري جامع ، وآخيرا وليس آخرا ان تكون نواة أي حراك مستقل مبنية على الشفافية ، والوضوح ، والعلاقات الديموقراطية ، والمشاركة الجماعية ، على قاعدة انتخاب لجان متابعة من اللقاءات التشاورية ، بعيدة عن – السيستيم – الحزبي الآيديولوجي .
سابعا – يجب وبالضرورة ان تكون الإيجابية عنوان المرحلة التي تجتازها حركتنا السياسية ، والتصدي الفكري والثقافي ، والسياسي للمهام القومية ، والوطنية حتى لوتعددت الرؤى ، والقراءات ، ووسائل حل الازمة ، صحيح ان معرفة ، وتقييم ، وتشخيص الازمة واسبابها تشكل المدخل الى عملية التغيير ، ولكن يجب وقف التركيز فقط على هذا الجانب ، ووضع حد لجلد الذات ، والانتقال الى المرحلة المتقدمة وهي صياغة الحلول النظرية البرنامجية ، والعملية للانقاذ ، وحل أزمة الحركة السياسية ، ومناقشتها بصورة نقدية صريحة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخيّمات المهاجرين في تونس: صفاقس.. -كاليه- التونسية؟ • فرانس


.. متظاهرون إسرائيليون يطالبون نتنياهو بإتمام صفقة الأسرى مع حم




.. حماس توافق على مقترح الهدنة المصري القطري.. وقف إطـ ـلاق الن


.. العالم الليلة | المسمار الأخير في نعش استعادة الأسرى.. أصوات




.. شبكات | طرد جندي إسرائيلي شارك في حرب غزة من اعتصام تضامني ب