الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


واقع المؤسسات الغير حكومية في فلسطين إلى أين

رائد حماد

2006 / 10 / 2
المجتمع المدني


لعبت المنظمات والمؤسسات الغير حكومية الفلسطينية خلال العقدين الماضين دورا مهما في توفير خدمات واسعة في ظل الاحتلال الإسرائيلي شملت مجالات الحياة الميدانية فبعد أن اكمل الاحتلال سيطرته على مناطق غزة والضفة بدا المجتمع الفلسطيني في تشكيل اليات الدفاع عن الوجود بشكل اكثر فعالية فقد اتسعت خدماتها التطوعية الجماهيرية في أنحاء الضفة والقطاع ولقد أدى قيام السلطة الوطنية الفلسطينية إلى خلق واقع سياسي واقتصادي جديد وهو ما ساهم في بروز مجالات عمل جديدة وانحسار مجالات أخرى اصبح بعضها من مهام السلطة الوطنية وفي هذا السياق ظهر شكلان من العلاقة بين المنظمات الغير حكومية والجمعيات الخيرية من جهة والسلطة الوطنية من جهة أخرى .

تمثل الشكل الأول بالعلاقة التنافسية على هذا الدور وعلى تقديم الخدمات سببها الرئيسي الصراع على التمويل وتمثل الشكل الثاني بعلاقة شراكه وتنسيق ذات طابع قطاعي وغالبا ما تتم مع المنظمات ذات الإمكانيات الكبيرة.

إن التغيير السياسي الذي حصل على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وما ترتب عليه من اتفاقيات أدت إلى قيام السلطة الوطنية الفلسطينية على جزء من فلسطين قد فرض تغييرات عدة في الدور والمجال الذي لعبته المنظمات الغير حكومية في ذاك الوقت لاسيما في مجال رسم السياسات والخطط التنموية وتنفيذها ولكن هناك مؤسسات قاعدية ناشئة والملاحظ في بعض الدراسات عن المنظمات الغير حكومية أظهرت أن نسبة 70 % من المنظمات الغير حكومية تتوفر لديها هيئة أو جمعية عمومية ولكن البقية لا يوجد لها ولديها نقص في الكفاءات والمهارات البشرية الذي تعاني منها لحتى الآن.

وأيضا محدودية التمويل لتنفيذ برامجها يرجع ذلك كله إلى عدم معرفة هذه الجمعيات والمؤسسات إلى تحديد احتياجاتها وعدم معرفتها الكافية في كتابة وتصميم المشاريع وعدم معرفتها الكافية بالمانحين وليس لديها قاعدة بيانات منظمة وسليمة وان عدم تحديد احتياجات المجتمع أدى الى تراجعها وركودها ولا يمكن لها أن تنجح دون حصر الاحتياجات الأساسية للمجتمع واعداد دراسات تتناول نواحي الحياة كلها وعدم تحديد احتياجاتها أدي إلى عدم استفادتها من حصة الممولين وعدم إشراكها في المشاريع التنموية

وان بعض هذه المؤسسات القاعدية يغلب عليها الطابع التقليدي لكي تبحث عن مصالحها الخاصة من وراء المؤسسة و عدم بناء هذه المؤسسات وفقا لنظم إدارية محكمة وفاعلة ينعكس على قدرتها في تلبية احتياجات المجتمع ولا يسهم في إيجاد موارد للتمويل ولا يساهم في رفع درجة التعاون والتنسيق والتكامل والتشبيك بينها وبين المنظمات الغير حكومية وبينها وبين السلطة الوطنية وبينها وبين الجهات الممولة وبينها وبين المجتمع المحلي هذا كله أدي إلى الازدواجية في الأهداف وعدم تفنيين البرامج بما يتلاءم مع احتياجات المجتمع ولقد أدى عدم توفر قاعدة بيانات لهذه المنظمات إلى نقص شديد في تحديد ملامح وإمكانيات واحتياجات المجتمع والملاحظ أن اغلب هذه المؤسسات والجمعيات متشابه في برامجها وتتنافس فيما بينها بما يعطل العملية التنموية والكل يبحث منها على مصالحه الخاصة .

كل هذا يستدعي أن تحدد هذه المؤسسات ماذا تريد وان تنطلق من تحديد أولوياتها من أولويات المجتمع مع عدم تغيبها لأهمية الوعي للبيئة المحيطة بها على الصعيدين السياسي والمجتمعي ويتطلب تمكين وتطوير هذه المؤسسات من تحديد القطاعات الأكثر حاجة وتحديد المناطق والتجمعات السكانية الأكثر حاجة كما يتطلب وضع خطط واستراتيجيات محكمة تساهم في رقيها واستدامتها وان تستفيد من تجارب الآخرين إن هذه المؤسسات بحاجة ماسة إلى من يخرجها من سباتها العميق ومن موقعها الهامشي على الخريطة التنموية الفلسطينية من خلال الكفاءات المهنية المدربة وحاجتها إلى إقامة شبكة من العلاقات العامة القادرة على مساعدتها من خلال التشبيك .

كما أن هناك معوقات وهو عدم وجود خطة تنموية ومجتمعية واضحة ومتفق عليها بين هذه المؤسسات وضعف التنسيق المنظم فيما بينها لهذا فان عليها أن تقف مع نفسها لماذا هي قائمة وما هو هدفها وما هي احتياجاتها لكي تخدم المجتمع الذي تعيش فيه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ساري عرابي: السياسة الحربية الإسرائيلية أدت لمعاناة الأسرى ا


.. عائلات الأسرى الإسرائيليين تعلق على إعلان أبو عبيدة




.. كيربي: الأنباء بشأن اتهام إسرائيل بإساءة معاملة المعتقلين مث


.. الآلاف يتظاهرون تضامنا مع غزة في مدينة مدريد الإسبانية




.. ما مكاسب فلسطين من قرار الأمم المتحدة بتأييد عضويتها؟