الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


20 - مدخل . . إلى العقل المتصنم / 21- يتبع(ج) الثابت والمتحرك بين ( التغير والتغيير ، التطور والتطوير ، الجمود وإعادة إنتاج الجمود ) / 1) التحرك والجمود في مسار التاريخ

أمين أحمد ثابت

2022 / 10 / 15
المجتمع المدني


كما أسلفنا في الحلقتين الأخيرتين السابقتين بأن الوجود – بكل ما يحتويه من أشياء وظواهر وآليات وعلاقات مادية – وأيضا ما ينتج عنه من مكوناته تلك من ظواهر وأمور ومسائل غير ملموسة في ذاتها بالنسبة لنا ماديا – ولكن نلمس آثار فعلها . . كالوعي والنفس . . الخ – مبني على الحركة ، فما يظهر آلاف من السنين – فهو تجسد – وفي غيره الروحي تجليا – لطبيعة الحركة النوعية الداخلية للجزيئات المكونة لذلك التجسد و . . المعطية له ذلك الشكل الثابت الذي نراه ، وعليه وفق منهجنا العلمي والتفلسفي ، بلا وجود جوهري لمسمى الثبات أو الثابت في ذاته – وهو عكس ما توهمنا حواسنا الإدراكية وتخدع عقولنا – كونهما لا يعدان من الجوهر المضموني الرئيسي الذي يبنى عليه الوجود ، ومثل ذلك بتوضيح تقريبي للفهم ، أن أية ظاهرة أصيلة بجوهرها تقف تجسداتها أو تجلياتها بأبعادها الأربعة ( العام ، الخاص ، الفردي والمطلق ) ، والثابت أو الثبات لا وجود لسمة المطلق فيهما – كالحركة – والذي عليه نجزم ( في محدودية المعرفة العقلية التي وصلنا إليها ) . . نقول بوجود اصطلاح مفهومي لمسمى ( الثابت النسبي ، والثبات النسبي ) ، كونهما ملتقطان لإدراكاتنا الحسية والاستقرائية المنطقية للأمور غير المادية في ذاتها .

ومثل ما ينطبق ما تقدم على كل ما هو مادي وغير مادي ، فإنه ينطبق على الإنسان ، المجتمع والوعي ، فالثبات يقصد فيهم بألفاظ لغوية ومنها اصطلاحية مفاهيمية أخرى ، كلفظة التوقف ، البقاء والجمود و . . وذلك بمحمول تاريخي الدلالة لحركة المسار المعلم من خلال بعدي ( الزمن والمكان ) ، حيث تبنى تلك الألفاظ المرادفة للثابت أو الثبات في المجتمع والإنسان والوعي ، بأن ما يتجلى أو ينكشف عن أي منهم أو عنهم جميعا بشكل محسوس أو ملموس مدرك بالنسبة لنا ، بأن مسار الانتقال التاريخي الزمني والمكاني لهذا الإنسان او مجتمعه او وعي كل منهما لم يكن سوى حركة انتقال فيزيائية مفرغة المضمون ، حيث نجد جيلهم البشري بعد مرور آلاف من السنين مسجونا جوهرا بمنظومة القيم والاعتقادات والعلاقات القديمة ، تلك التي كانت تحكم أجدادهم قبل مئات من القرون الماضية . . رغم الوجود الحديث والمعاصر لهذا الجيل – لهذا تطلق التوصيفات ( متخلف ، رجعي ، جامد ، جمود . . الخ ) على أي منهم ، باستدلال استقرائي على ثبات تلك القيم كحاكمة رغم مرور الزمن ووجود الإنسان نفسه وسط مجتمع عالمي محكوم بقيم أخرى تعرف بالعصرية .

سؤال بالتأكيد يطرح نفسه : ألم يتغير هذا المجتمع أو إنسانه أو وعيهما . . بعد مرور ذلك الزمن الطويل من العمر ؟ ، كما وهناك تساؤل استهجاني – من نخبة هذا البلد العاطفيين – محملا بالعدائية : ألسنا نعيش اليوم بإيقاع العصر الذي نحن فيه . . من كافة الجوانب ؟ - للإنسان الاعتيادي العاقل ومثله النخبوي . . يجيب مباشرة ب ( نعم ) – ونحن يستحيل أن نجيب بعكس إجابتهم ، ولكن لفظة نعم غير كافية لأصل حقيقتهم – فنعم تأكيدا على وجود جيل بشري آخر تماما عن أجداده القدماء ، ونعم بأن حياتهم بعيشهم ومعارفهم وعلاقاتهم مختلفة تماما عن تلك القديمة جدا – أيكفي هذا لنقف مع هؤلاء العاطفيين بأن ما نطلقه من أحكام على إنساننا ومجتمعاتنا وعقولنا بالتخلف والجمود ليست سوى إحكاما تعسفية ظالمة تضمر الكره المرضي في دواتنا . . كما يحبون محاكمتنا به – بالطبع لا ، فنعم ليس أكثر من ذلك الانتقال الحركي الفيزيائي والعضوي الحيوي لفئة الجنس البشري – الزمني والمكاني - تاريخيا ، وللخاصية الطبيعية العامة – للإنسان والكائنات الحية – المجتمعية ، الوجود التفاعلي الحي مع ما هو عام مشترك بين المجتمعات البشرية – رغم الخصوصية البيئية الموطنية لكل منها على حدة – هذه القاعدة للمخلوق الحي ، تجعل من خاصية ذلك التفاعل الوجودي شيوع الاكتساب ما هو عام بدلالة الوجود العصري الواحد – ولكنه يكون هناك فرقا يقينيا بين ما هو مكتسب عصري عام ( أصيلا أم لا بالنسبة لنا ) – بالطبع عصريتنا غير أصيلة ، كونها غير مخلقة من ذواتنا ولكن نتطبع بها ( تقليدا وإتباعا وانقيادا ) لا أكثر ، ولذا فمظهرنا العصري ( الزائف ) خال من القيم الفعلية التي يقف عليها العصر الحديث ويحكم من خلالها ، حيث تكون مكتسباتنا العصرية ليست ابعد من الاستهلاك والحقيقة الوضعية بانقياديتنا الطوعية كملحقين بحضارة بشرية ينتجها الغير ولا نشارك فيها ، ومن هنا فحقيقتنا الوجودية محنطة أو متصنمة في القديم ، فمنذ مئات وآلاف السنين نعاني من انعدام الاستقرار المجتمعي والعيش في حروب اقتتالية داخلية في كل بلد من بلداننا أو خارجية بين بلداننا او مع بلدان أخرى غيرنا ، وأصل جوهر فقدان الاستقرار والعيش الآمن يرجع إلى جوهر القيم القديمة القابضة علينا وحياتنا ، والتي هي مطبوعة بسمتها الواقعية آنذاك – في الزمن الغارب – الحروب هي قاعدة وجوب الحياة والعيش – وليس السلام ، التعايش ، وإنتاج العمل وليس الاستهلاك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا.. تقرير أميركي يشيد بجهود البلاد في محاربة الاتجار


.. اللاجئون السوريون -يواجهون- أردوغان! | #التاسعة




.. الاعتداءات على اللاجئين السوريين في قيصري بتركيا .. لماذا ال


.. الاعتداءات على اللاجئين السوريين في قيصري بتركيا .. لماذا ال




.. الحكم بالإعدام على الناشطة الإيرانية شريفة محمدي بتهمة الخيا