الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تشريع النهب

صوت الانتفاضة

2022 / 10 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مذ حط الإسلاميون رحالهم في العراق بعد احداث 2003 وعمليات نهب الثروات قائمة على قدم وساق، شعارهم الوحيد هو "نحو مزيد من النهب"، الاحصائيات التي تشير لها منظمات الشفافية الدولية والبنوك العالمية تقول ان مجموع الأموال التي نهبت قاربت الترليون دولار، في بلد ترتفع فيه نسبة الفقر بشكل متزايد، فالأرقام الدولية تشير الى أن ما يقارب 30 في المئة من السكان هم بالفعل تحت مستوى خط الفقر، بمعنى أن دخلهم اليومي يقل عن 3.2 دولار أميركي أي ما يعادل نحو 4750 دينار عراقي.

الأموال التي تنهب اغلبها تحول الى خارج العراق، فوفق بعض المسؤولين فأن هناك أكثر من 500 مليار دولار سربت الى الخارج، مع ان "هيئة النزاهة" تقول ان "لا ارقام محددة"، فعمليات النهب مستمرة، بل انها في ازدياد وتوحش.

قبل أيام دخلت فضيحة نهب 2.5 مليار دولار على الخط، مجموعة شركات وهمية يقودها مجموعة من المدراء العامين، وبالتعاون مع رؤوس كبيرة في السلطة، تلجأ هذه الشركات وحسب علاقاتها مع البنك المركزي من هيئة الضرائب ساحة لعملية محترفة جدا من نهب أموال الضرائب، 2.5 مليار دولار أي أكثر من 3 ترليون دينار عراقي، انه رقم مخيف، في سلسلة لا تنتهي من سرقات الإسلاميين.

الإسلاميون ليسوا معلقين في الهواء، انهم يعملون وفق أرضية دينية، مجموعة فتاوى وتشريعات تصدر من رجال دين، هؤلاء هم القاعدة التشريعية لهم، هؤلاء يفتون ب "مجهولية المالك"، لهذا لا تجد أي من السراق والناهبين "صغار كبار" يشعر بتأنيب ضمير، بل ان ضمائرهم ترتاح اكثر عندما يقوموا بعمليات نهب.

عندما يقول رجل دين "انت فقير في الدينا، لا يهم" فهذا تشريع بالنهب، عندما يقول رجل دين "فساد موجود، خراب موجود، نهب موجود، ولكن لدينا زيارة الحسين" هذا تشريع بالنهب، عندما تسمع بسرقة 3 مليار دينار بمناسبة المولد النبوي، فهذا تشريع بالنهب، عندما لا ترى على مدى 20 عاما من حكم الإسلاميين أي محاكمة لفاسد او ناهب، فهذا تشريع بالنهب، عندما ترى المؤسسة الدينية تكافئ وزراء النهب والفساد، فهذا تشريع بالنهب.

لقد حول الاسلاميين السرقة والنهب الى جزء من ثقافة المجتمع، "شوف هذا موظف بالضريبة وعنده بيت بشارع فلسطين" "هذا ضابط بالجنسية والجوازات واشتراله بيت بالبنوك" الخ، دخل الفساد لكل مفاصل الحياة وجزيئاتها، صاروا يسرقون الناس بضمير مرتاح، وإذا ما تحدثت عن الفقر في البلد، فيقولوا لك "هاي قسمة الله".

عندما تجلس امام معمم، وانت ناهب وسارق وقاتل، فحتما سيرتاح ضميرك، فهو سيجد لك كل المبررات التي تخرجك من ضيقك:

((سؤال87: هناك شخص يقول أنى سرقت من المصرف مبلغ عشرة ملايين دينار اثناء الاحداث التي تلت سقوط النظام البائد، واشتغلت به في معاملات حلال بيع وشراء والان أصبح المبلغ ثلاثين مليون، وانا نادم جدا فهل ارجع أصل المبلغ ام مع الأرباح؟
الجواب: عليك ان ترجع أصل المبلغ الى الحاكم الشرعي على أساس انه مجهول المالك والارباح لك)).
#طارق_فتحي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع


.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية




.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-


.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها




.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24