الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


**سردية واقعية: -وحيد البنغلاديش - ( récit réaliste) Le solitaire du bangladesh

لخضر خلفاوي
(Lakhdar Khelfaoui)

2022 / 10 / 21
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


ـ كتبها : لخضر خلفاوي*

**
وحيد" النادل و العامل البنغلاديشي خلوق و هادئ جدا يشتغل عند التركي الكردي صاحب ( المقهى-المطعم)، صاحب جدارية ( الكردية الضاحكة أبدًا ) على ذقن المنافي و الضياع في -مصارين و أحشاء الغربة- !.
-عند دخولي هذا الصباح سألته قهوتي الصباحية المُعتادة ( المُلفْزَزَة):
-Wahid ! Tu es tout seul , où sont les autres collègues?! ( ، أين بقية زملاءك ؟، هل أنت تشتغل لوحدك يا وحيد).
فأجابني إجابة غير متوقعة من شخص لا يُتقِن التعامل باللغة الفرنسية كما هو لدى السكان الأصليين أو كمعظم المغاربة و الأفارقة ( أبناء المُستعمرات القديمة لفرنسا ). لعلمكم؛ مخطئ من يعتقد أن الاستعمار من القارة السمراء و غيرها من القارات قد اختفى !
-"وحيد"، أمزح معه باستمرار و كنتُ أقول له دائما عليك أن تفخر باسمك المميز يا صديقي ، فالوحيد يعني l’unique ، أي الفريد و ليس فقط ( الوحيد ) المتصل بالوحدة و المُغيّب عن الجذور … فابق يا عزيزي وحيدا كما أنتَ.
-"وحيد" بنغلداش فخورٌ به جدا كعامل أجنبي هامَ و ساحَ على وجه القدر في بلدان كثيرة آسيوية قبل أن يستقر في فرنسا ، بضواحي باريس .. آخر بلد و محطة عبورية ( منفاوية ) قسرية مكث فيها لسنوات معتبرة هي ( تُركيا ).. يتقنُ "وحيدي" اللغة ( التركية ) و يحادث الزبائن الأتراك بسلاسة أيّ باللغة التركية حتى أنه يحدث أنه يُبهر العنصر التركي بسيطرته التامة على اللغة و اللهجة التركية ( الصعبة )!.. من تعلّم لغة قوم آمنَ شرّهم ، فلا تعتقدوا أن الخيرَ عملة مرغوبة في عالمنا هذا الممسوخ !. تمكنه من اللغة التركية جعله يثري معجمه و لسانه الشخصي إلى جنب لغته الأم و اللغة " الإنجليزية " ، ها هو ( الوحيد) متعددّ اللغات رغم أنف الفقر و الحاجة و التهجير القسري ؛ مستمرّ في محاولاته أثناء معاشرته للمجتمع الفرنسي ليجعل من الفرنسية سلاحا إضافيا لسانيا يعتمد عليه في ملاسنة عن جدارة غياهب البعاد و الانشطار و يؤمّن قوته و قوت الذين تركهم و رحل لأجلهم حبه هناااااك والديه و أخواته !.
- ابتسم كعادته ابتسامة التسامح و حبّ حياته كما هيَ ، و يقول لي ضاحكا ساخرا :
- Oui! Je suis “tout seul, il ne faut pas s’étonner cher monsieur, tu as oublié que je m’appelle Wahid !?
-نعم ! إني لوحدي ، لا تعجب من ذلك ، أَوَ نسيتَ أني أُدعَى " وحيد !".
-أسرني هذا الشاب بهذا الرد و العبارة القاتلة و التي ترقص إبداعًا إدراكي و ترميز مهول بكل بساطة و سذاجة الموقف، و تفاهة هذا العالم المفروض علينا عند سقوطنا من السماء!.
—- باريس الكُبرى جنوبا
٢٠ أكتوبر ٢٠٢٢








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذير دولي من كارثة إنسانية في مدينة الفاشر في السودان


.. أوكرانيا تنفذ أكبر هجوم بالمسيرات على مناطق روسية مختلفة




.. -نحن ممتنون لكم-.. سيناتور أسترالي يعلن دعم احتجاج الطلاب نص


.. ما قواعد المعركة التي رسخها الناطق باسم القسام في خطابه الأخ




.. صور أقمار صناعية تظهر تمهيد طرق إمداد لوجستي إسرائيلية لمعبر