الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أخبرني الخيميائي: الزئبق... القاتلُ الصامت

فاطمة ناعوت

2022 / 10 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تفعيلاً للشعار الذي أطلقه الرئيس "عبد الفتاح السيسي": "جمهورية جديدة خالية من الأمراض"، والتي بدأت بمبادرة "١٠٠ مليون صحة" التي قضت على فيروسc وغيره من الفيروسات، أستأذنُ القارئَ العزيز بأن أبدأ سلسلةً من المقالات، تتخلّل مقالاتي المعتادة يومي: "الاثنين-الخميس" بجريدة "المصري اليوم"، تحمل عنوان: “أخبرني الخيميائي"، أتناولُ في كل مقال أحدَ السموم القاتلة التي تغزو أجسامنا في غفلة منّا، خلال بعض المأكولات الُمصنّعة التي "تبدو بريئة للغاية"، وهي في الواقع غزوٌ مخيفٌ من المعادن الثقيلة المهلكة لأجسادنا. خلال رحلة علاجي الراهنة لنجلي الجميل: "عمر" المصاب بطيف التوحّد: "متلازمة أسبرجرAsperger s Syndrome"؛ سوف أنقلُ لكم ما أتعلمه من أخصائي الكيمياء الحيوية" المصري/الكندي بروفيسور "رامز سعد"، المستشار العلمى لشركات الوقاية الصحية وتحليل الشَّعر بكندا، والمتخصص في دراسة المعادن وأثرها على صحة الإنسان، والمعتمد من جمعية المهنة الكيميائية أونتاريو/ كندا. وهو أحد المشرفين على علاج ابني مع مجموعة من الأطباء المتخصصين في "طيف التوحد” Autism. عن طريق تحليل خُصلة من شَعر ابني، في معامل كندا، اكتشف الكيميائيُّ مجموعةً من المعادن الثقيلة الخطيرة في جسمه. لأن الشَّعرَ حاشدٌ بالخلايا الجذعية التي تعطي مؤشرًا دقيقًا عن نسب المعادن (المفيدة والسامّة) بالجسم البشري. وتؤثرُ المعادنُ السامة سلبًا على قدرات طفل التوحّد الإنمائية وتفاعله الاجتماعي. وأنشرُ لكم خبراتي مع علاج ابني، علّها تفيد بقية الأمهات اللواتي أهداهنّ اللهُ طفلا متوحدًا. وأما "الخيميائي"Alchemist، فهو عنوان إحدى أشهر روايات الكاتب البرازيلي "باولو كويلو" Paulo Coelho. و"الخيمياء" علمٌ قديم ارتبط بعلوم الكيمياء والفيزياء وعلم المعادن والطب والتحليل الفلسفي، وهي أصل علم "الكيمياء". لهذا اخترتُ هذه الكلمة عنوانًا لسلسة مقالاتي التي أطلُّ عليكم بها بين الحين والآخر، مع كل اكتشاف جديد في رحلتي الشيقة الشاقة مع علاج نجلي “عمر”.
أبدأ سلسلة: "أخبرَني الخيميائي" بأحد أخطر أعداء الجسم البشري وهو "الزئبق" الذي أظهرت نتائجُ تحليل الشَّعر لدى نجلي تمركزه في المخ بنسبة 3.6 وهي نسبة خطيرة جدًّا تُسبب سحابة ضبابية على المخ البشري؛ تعطِّل تفاعله الاجتماعي، وتسد القنوات بين الجهاز الهضمي والعصبي. يتسرّب هذا القاتلُ إلى أجسامنا بسبب تناول مُعلبات "التونة"، بكل أسف. وخلال أسبوع واحد فقط من توقف ابني عن تناول التونة، لاحظنا تحسنًا كبيرًا في صحته العامة ومستوى تفاعله مع المجتمع.
منظمة الصحة العالمية WHO تضعُ "الزئبق" كأحد المواد الكيميائية المقلقة في للصحة العامة. الزئبقُ عنصرٌ طبيعي موجود في قشرة الأرض، ويتحرّر في البيئة بفعل الأنشطة البركانية وتعرية الصخور، وكذلك النشاط البشري الذي يمثل السبب الرئيسي لإطلاق الزئبق إلى البيئة، وخاصة من محطات توليد الطاقة العاملة بالفحم وحرق الفحم في المنازل لأغراض التدفئة والطهو والأنشطة الصناعية ومحارق النفايات، ونتيجة تعدين الزئبق والذهب والمعادن الأخرى. وبمجرد انطلاق الزئبق إلى البيئة، تحوّله البكتيريا إلى "ميثيل الزئبق" الذي يتراكم بعدئذ بيولوجيًّا في نسيج الأسماك وحيوانات المحار. يحدثُ التراكم البيولوجي عندما يحتوي كائنٌ حيٌّ على الزئبق بتركيز أعلى من تركيزه في البيئة المحيطة. ومن المرجّح احتواء الأسماك المفترسة وأسماك التونة على كميات عالية من الزئبق؛ نتيجة تناولها للأسماك الصغيرة التي تكتسب الزئبق لتناولها العوالق البحرية والأعشاب والطحالب. والزئبق نوعان: ١ إيثيل الزئبق، (ويستخدم كمادة حافظة لبعض اللقاحات ولا يشكل خطرًا على الصحة)، ٢ ميثيل الزئبق، وهو المجرم المدمر لصحة الإنسان. ويسبب التسمم بالزئبق خطرًا على الجنين فيعطل نماءه. ويتكون داخل الرَّحِم بسبب تناول الحامل التونة وحيوانات المحار، ويمكن أن يؤثر سلبًا على نمو دماغ الجنين وجهازه العصبي. لذا فإن قدرات التفكير المعرفية ومهارات الذاكرة والانتباه واللغة والتناغم الحركي البصري، قد تتأثر لدى الأطفال الذين يتعرّضون لميثيل الزئبق وهم أجنّة في بطون أمهاتهم. وكذلك إصابة الأطفال بطيف التوحد؛ لاستقرار الزئبق في أنسجة المخ تحديدًا. وقد يتعرض الكبار لجرعات سامة من الزئبق بسبب حشوات الأسنان المصنوعة من "الأمالجم”. وعملية "الملجمة" هي خلط المعادن مع الزئبق؛ وهو معدن شرس له القدرة علي حلّ المعادن. والملجمة في حشو الأسنان هي حلّ الفضّة في الزئبق. كذلك يتعرض الإنسانُ لبخار الزئبق المنبعث من اللمبات الموفرة، حال انكسارها. لذا يجب اتخاذ أقصي درجات الحذر عند انكسار المصابيح الموفرة بفتح المكان للتهوية لمدة نصف ساعة لتخفيف بخار الزئبق والأرجون السام؛ باستخدام الكمامات والقفازات الطبية علي الوجه واليدين، وجمع شظايا الزجاج بفوطة مبللة، ووضعها في كيس قمامة مغلق. حمانا الله من كل خطر، ونحو جمهورية جديدة بلا أمراض بإذن الله. وللحديث بقية.

               ***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تمنع مقدسيين مسيحيين من الوصول ا?لى كنيسة القي


.. وزيرة الهجرة السابقة نبيلة مكرم تصل لقداس عيد القيامة بكاتدر




.. المسيحيون الأرثوذكس يحتفلون بمراسم -النار المقدسة- في كنيسة


.. ما سبب الاختلاف بين الطوائف المسيحية في الاحتفال بعيد الفصح؟




.. نشطاء يهود يهتفون ضد إسرائيل خلال مظاهرة بنيويورك في أمريكا