الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتقائية المحضة... عند المسلمين

سيلفان سايدو
حقوقي وكاتب صحافي

(Silvan Saydo)

2006 / 10 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في أخر تصريح له، يؤكد الدكتور "يوسف القرضاوي" رئيس هيئة العلماء المسلمين في
العالم، بجزم مطلق، لا لبس فيه، إننا المسلمين، غدونا مرمى للآخرين، وهم
يرموننا باتهامات وصفات نحن منها براء. لكنه وفي خضم قوله ذلك، لم يقل لنا،
الدكتور "القرضاوي" ما هي الأ سباب التي دعت الآخرين لنعتنا بصفات مستقبحة...؟
لذا فقوله هذا وتجاهله للإجابة عليه، يطرح إشكالية فكرية وإجرائية معقدة في
الساحة الإسلامية، التي ولدت استقطاباً حاداً، بين الاتجاهات الفكرية في
الإسلام، بين المتشبثين بالخيار الانتقائي، وبين المتشبثين بضرورة مراجعة
الذات. وبالطبع لهذا الاستقطاب آثار عملية مريبة بيّنة، كشفت وتكشفت عنها،
الأزمات المشتعلة في المنطقة، لاسيما في العراق، وفي ولاية دارفور السودانية.
فحيث لم يغضب أي مسلم حيال ما يمارسه المسلمون، من القتل والتطهير العرقي بحق
أخوتهم مسلمين آخرين في ولاية دارفور السودانية، لا بل مرت عنصرية الحكومة
السودانية المسلمة وبميليشياتها العربية المتعاونة معها، دون إدانة من أية جهة
إسلامية. لأنهم ببساطة منشغلون في إدانة تصريح البابا.. و بعمليات كتلك التي
استهدفت رئيس تحرير جريدة الوفاق السودانية "محمد طه محمد" بعد اختطافه لفترة
وقد قطعت رأسه !!! وباعتقادنا مثلت تلك الأحداث، الامتحان الأكبر للانتقائية
الأخلاقية لدى المسلمين، في جرائم الإبادة الجماعية في دارفور. بتواطوءهم
المنظم والمخطط، لإبادة سكان دارفور العزل، وهي الأكبر في القرن الـ21.
ونتساءل هنا هل كان كلامه منطقياً؟ الجواب هو كلا، وبتاتاً. لأن ثمة مشكلة
حقيقية في تعاليم القرآن فيما يختص بالعنف ضد الكافرين. وهو من التعاليم التي
كانت موجودة حتى القرن الـ14 الميلادي، وهو ما برزت على أرض الواقع عملياً في
أحداث الحادي عشر من أيلول 2001. وهو أيضاً ما يتضمته للأسف الشديد كتاب الله
"القرآن الكريم" على أمر بنشر الإسلام بالسيف. وهو من قول تعالى: "فإذا انسلخ
الاشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم"، صدق الله العظيم. هذا، وإن كانت
هناك من تعدد التفسيرات واختلاف لمناحي للنصوص في القرآن.
ولأن ليس هناك في العالم الآن دين يمارس العنف باسمه، وعلى أن كل هذه الأديان
تحمل إرثاً روحياً وحقيقة فلسفية مهمة، بما فيها الإسلام، بيد أن الدين
الإسلامي مازال هو الدين الوحيد من بين الديانات الرئيسة في العالم، متمسك
بالعنف، الذي يشكل فيه مسألة نقاش عقائدي كبير، وأنّ أية محاولة لفتح باب
النقاش فيه، سيكون مآله مآل بنديكتوس الـ16.
وعدا ذلك أنّ غالبية المسلمين مابرحوا وايمانهم الأعمى، بأن الانتحاريين هم
شهداء عند ربهم، لقيامهم بواجبهم الديني الشرعي. وربما تساءل الغيورون من
المسلمين أن العنف الطائفي بين البروتستانت والكاثوليك في إرلندا لم يتوقف إلا
حديثاً... نقول لهم إنّ الكنائس البروتستانتية والكاثوليكية لم تبارك يوماً ما
تقوم بها معتنقوها من عنف، لا بل كانت تستنكر وعلى مضض، العنف، الذي وقع بين
معتنقي تلك الكنيستين.
ويبدو أن علماء المسلمين الذين لا يتفرغون ولو للحظة واحدة، عن البحث عن أقل
إشارة لمعاداة الإسلام، يبدو أن هؤلاء العلماء أو الزعماء ليس لديهم أدنى
أهتمام بتوجيه انتفاد وتفريع، أو التوقيع على عريضة ضد ما يجري في العراق من
حمام للدم، حيث يقتل المسلم بيد أخيه المسلم، فضلاً عن شناعة الجرائم، وفضاحة
التستر على ما يجري في اقليم دارفور السوداني، الأفظع في القرن الـ 21. تأسيساً
على المعايير المزدوجة لديهم. وحيث حتى الآن لم يقدم أي عالم أو أي زعيم
إسلامي، على الاعتذار عن الأعمال البربرية المريعة والمريبة التي ارتكبت على
امتداد تاريخ الاسلامي، الحافل بالدماء سواء بحق بعضهم بعضاً، أم بحق أغيارهم..
وإلى الآن!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah


.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في




.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج