الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


روسيا الحديثة 7 الإمبراطور نيكولاي الأول

محمد زكريا توفيق

2022 / 10 / 24
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


الفصل السابع

الإمبراطور نيكولاي الأول

سببت وفاة الإمبراطور ألكسندر، في ديسمبر 1825، منافسة غريبة بين شقيقيه. سارع كل منهما بأداء يمين الولاء للآخر، ورفض كل منهما كرسي العرش.

كان قسطنطين، هو الأكبر سنا، والوريث الشرعي. لكن، بسبب رغبته في الزواج من سيدة بولندية، تخلى عن زوجته، ووعد الإمبراطور سرا بالتخلي عن حقه في الخلافة لصالح أخيه نيكولاي.

استغلت الجمعيات السرية الأزمة. كانت "جمعية الشمال" تتألف من الجنود العائدين من الغرب، بأفكار جديدة، ومن شباب بحماس وقلوب سخية، يشعرون بنير العبودية.

العديد من أعضاء هذه الجمعية، كانوا يعملون في الحكومة، وعلى علم بما يدور في دهاليز القصر. وعندما عُلم أن أعضاء مجلس الشيوخ سيختارون نيكولاي، تعهد قادة الجمعية بأنهم لن يسمحوا بذلك أبدا.

ثم نما إلى علم الجنود المتآمرين شائعة سجن قسطنطين في وارسو، وأن نيكولاي على وشك اغتصاب العرش. فاحتشدت أفواج الناس حول تمثال بيتر الأكبر، تبكي وتهتف: "يعيش الإمبراطور قسطنطين". وانضم لهم الغوغاء الجاهلة.

عندما علم نيكولاي أن الدماء بدأت تسفك بالفعل، ذهب مع بعض الحرس الخاص الفنلندي إلى البوابة الرئيسية، للقصر الشتوي، وقام بهدوء بإخبار الحشد بانضمامه لجمعية الشمال. فبدأ المواطنون يتفرقون ببطء.

في الوقت نفسه، انضم العديد من الشركات، التي تخدم الجيش والبحرية، إلى المتمردين. الحاكم العام للمدينة، عندما حاول إعادتهم إلى الخدمة، أطلقوا عليه الرصاص وأصابوه في مقتل. المطران الذي تحدث إليهم، نجا من الموت بأعجوبة.

أعطاهم نيكولاي فرصة أخرى للعفو، إلا أنهم رفضوا وتجمعوا في ميدان كبير. بعد ذلك، في نهاية يوم شتاء قصير، أمر مدافعه بإخلاء الميدان. في لحظات قليلة كان المتمردون يفرون في كل اتجاه. وتم القبض على 500 منهم.

في تلك الليلة، تم القبض أيضا على ثلاثة عشر عضوا في جمعية "دائرة الجنوب". بعد أيام قليلة، تم تفريق جماعة "السلاف المتحدون"، وكذلك عمال عدة شركات، عندما قاموا بمسيرة نحو مدينة كييف.

لقد تم سحق الثورة، ومحاكمة 121 من القادة والنخبة، ووجدوا مذنبين. "كنت أعرف مسبقا"، قال شاعرهم، ريليف: "أن هذه الثورة ستفشل. لكنني لم أعد قادرا على تحمل رؤية بلدي، يحكمها حاكم مستبد. البذرة التي نغرسها اليوم، سوف تنبثق وتنمو في الغد، وتأتي بالثمار المرجوة".

كان نيكولاي يعرف جيدا أن البذور تحتاج إلى النور، ولا تنمو أثناء الليل. هذا الذي يعتبر نفسه "وصي على الأخلاق التي وضعها الرب"، ظل لمدة ثلاثين عاما، من 1825 إلى 1855، شاهرا سلاحه، ومستخدما البوليس السري وأجهزة القمع، لكي يحارب المعارضة ويفرض الرقابة ويكمم الأفواه.

لمدة ثلاثين عاما، "العسكري المتوج والجالس على العرش"، "سجان روسيا"، استخدم قبضته الحديدية ضد الحريات، وحارب المعرفة، والتقدم. الجامعات، التي كانت بؤرات الثورات ومراكز تفريخ الأبطال، تم تقليصها واستبدالها بالمدارس العسكرية.

الفلسفة، أم التطرف والإلحاد: يجب منع تدريسها. الواجب تدريس فقط الكتاب المقدس. أوروبا، موطن الأفكار الليبرالية: تم إغلاق أبواب الإمبراطورية أمام المسافرين إليها.

كل كاتب، هو مجرد دب مفترس، يجب أن يبقى مقيدا بالسلاسل. لذلك، تم تكميم أفواه الصحافة. عدد قليل من الكتب، هي التي أمكن تهريبها كالمخدرات إلى داخل البلاد. لذلك، عزت الأصالة، وكادت تجف ينابيعها العذبة.

مع تفشي الفساد وتكميم الأفواه والجهل، أصبح نظام نيكولاي، هو "نظام الصمت والعزلة والضحالة". ومع ذلك، كان نيكولاي يعلن أنه الرجل الصادق الوحيد في روسيا.

وبات من المستحيل تحقيق العدالة. مليونان وثماني مائة وخمسون ألف دعوى قضائية، كانت تنتظر دورها في المحاكم. خمسة عشر ألف صفحة من القانون والدستور، تحولت بقدرة قادر إلى نفايات وقراطيس لب وترمس، بإعلان الإمبراطور أنه فوق القانون.

قيل حقا، إن المادة الوحيدة المفعلة في الدستور الروسي، هي السوط. "كانت الحياة مؤلمة جدا في ذلك الوقت"، كما يقول الأديب تورجينيف. "شباب اليوم، أرجو ألا يمروا بتجربة مثل هذه أبدا".

أول عمل عسكري، في عهد الإمبراطور الجديد، كان ضد بلاد فارس. فقد أعلن الشاه الحرب، وأرسل ابنه ليحتل تفليس. باسكيوفيتش مع عشرة آلاف جندي روسي، في عام 1826، هزم عباس ميرزا على رأس جيش قوامه 44 ألف جندي.

في عام 1828، عبر القائد الروسي أراكس، وأخذ إيريفان عنوة، ودخل تاوريس، ثم بدأ في الزحف صوب عاصمة الفرس. أصيب الشاه بحالة ذعر، وتنازل عن مقاطعة إريفان حتى أراكس، ودفع جزية قدرها عشرين مليون روبل.

ثم اندلعت حرب الاستقلال اليونانية ضد تركيا. فاتحد نيكولاي مع إنجلترا وفرنسا، ضد تركيا. وقامت أساطيل الحلفاء الثلاثة عام 1827، بتدمير الأسطول التركي في ميناء نافارينو.

وقام الفرنسيون بطرد الأتراك من الموره. الروس، الذين كانوا يبغون الإنتقام بسبب مشاكل الكنيسة اليونانية، عبروا نهر الدانوب، وأخذوا فارنا وبرايلوف.

في آسيا، هاجم القائد الروسي باسكيوفيتش مدينة كارس القديمة. إنجلترا والنمسا، أصابهما القلق. روسيا بدعم من فرنسا، كانت حرة لمزيد من الغزو.

في الحملة التالية، قام باسكيوفيتش بالاستلاء على أرضروم في أرمينيا. وقام الروس تحت قيادة الجنرال ديبيتش، بعبور البلقان، ودخول أدريانوبل. فاضطر السلطان إلى الاستسلام. وتم إعلان استقلال اليونان عام 1829.

ثم استولت روسيا على جزر دلتا الدانوب، والعديد من المناطق الهامة في آسيا، وفرضت جزية مقدارها 24 مليون دولار. وسمح للتجارة الروسية بالوصول إلى مضايق البوسفور والدردنيل.

أعطى نيكولاي، عدو الحرية، الحرية لليونان. لم يكن أحد أقل صدمة من "ثوار يوليو" في باريس، الذين تسببوا في سقوط تشالز العاشر. تلا ذلك، الثورات البلجيكية والإيطالية، في تتابع سريع. وكان الوطنيون الشباب في بولندا متحمسين للغاية وهم يراقبون هذه التغييرات الهامة.


الثورة البولندية

الجمعيات السرية، فرسان المعبد والنادي الوطني، عقدوا العزم على العمل. وتم إبلاغ قسطنطين، أخو نيكولاي وحاكم بولندا، في وارسو بالمؤامرة، لكنه اعتقد بأنها مجرد تحريض من "محامين بدون موكلين، وأطباء بدون مرضى، وضباط صغار، غير راضين".

فجأة جاء الانفجار عام 1830. خطة مثيرة للإعجاب، تم وضعها للهجوم. إحدى مجموعات المتآمرين، قررت التجمع في حديقة لازينسكي، والقبض على الدوق الأكبر.

الثمانية آلاف جندي روسي المنتشرين في وارسو، سوف يحاصرون ويتم نزع سلاحهم. ثم يتم الإستيلاء على ترسانة الأسلحة والجسور. ثم تنهض باقي المقاطعات.

بسبب التسرع وسوء الفهم، لم تنجح الخطة. لو لم يكن قسطنطين مرتبك تماما بسبب انتشار الثورة، لأمكنه إخمادها في المهد.

على العكس من ذلك، هرب من المدينة ووضع ثقته كلها في جيشه البولندي. لكن خاب أمله، وانضم جميع الضباط والرجال دون استثناء إلى المتمردين. ولم يبذل البولنديون أي جهود لمنع الدوق الأكبر من مغادر البلاد.

كان هذا أول خطأ لهم. الخطأ الثاني، هو الافتقار إلى الوحدة في الخطة. اعتقد الشباب أن أملهم الوحيد في استعادة استقلال بولندا، وعودة المقاطعات المفقودة، هو الوحدة والحرب الوطنية.

طالما كان قسطنطين على قيد الحياة، لم يكن لدى الحزب الأرستقراطي أي رغبة في اتباع حماس المتطرفين الشباب في الحرب مع روسيا.

كان من الممكن كسب رضاهم ببعض الإصلاحات، التي كان قسطنطين مستعد لعملها. لكنهم رأوا أن لا نجاة لبولندا إلا بالمصالحة مع نيكولاي.

فتم إرسال، في عام 1830، مندوب للتشاور مع الإمبراطور. لكنه رفض التعامل مع الرعايا المتمردين، قبل أن يلقوا أسلحتهم دون قيد أو شرط. ثم أعلن أنه إذا سارت الأمة ضد سلطته، فستوجه المدافع البولندية ضد بولندا.

بالرغم من كل جهود الحزب الأرستقراطي، وكلوبيتسكي، الذي جعل نفسه ديكتاتورا، واستخدم نفوذه مع الجيش لمنع انفجار الموقف، كان للمنادين بالحرب اليد العليا.

في عام 1831، أقر البرلمان استقلال بولندا. وهذا يعني التخلص من حكم عائلة رحمانوف، وتحرير الولايات البولندية التي ضمتها روسيا سابقا لأراضيها.

كان الوطنيون ممتلئين بالحماس، واثقين بالوعود الفرنسية والتعاطف الإنجليزي. وأخيرا جاء الصراع. عبر الكونت ديبيتش، بطل البلقان، الحدود مع مائة وعشرين ألف جندي و400 مدفع، في فبراير 1831.

كان لدى البولنديين على الأكثر تسعون ألف رجل، ومائة مدفع. وكانوا تحت قيادة الجنرال الضعيف غير الكفء، رادزيفيل. وكان المجال كله مفتوحا أمام الروس. في البداية، كان السبق للبولنديين، ولكن انقلب الوضع.

في هذه الأثناء، توفي الجنرال ديبيتش والدوق الأكبر قسطنطين بسبب الكوليرا التي كانت منشرة في كلا الجيشين. لكن نجح باسكيوفيتش، الذي خلف ديبيتش، في حصار وارسو.

مرة أخرى، اندلع الخلاف بين المتمردين. القوى الغربية التي أعربت عن قدر كبير من التعاطف من قبل، تنحت جانبا. ومدت بروسيا مساعداتها الودية للروس.

كتب باسكيوفيتش رسالة لنيكولاي يقول: "سيدي، وارسو جاثية عند قدميك. في امتثال عام وكامل". بعد ذلك، عامل نيكولاي المتمردين بقسوة بالغة. إلى جانب العقوبة التي فرضت على قادة الثورة، تم نفي خمسة آلاف عائلة بولندية وإرسالها إلى قفار القوقاز.

وتم مصادرة ما قيمته أكثر من سبعة وستين مليون دولار، من ممتلكات البولنديين. وسحب الدستور الممنوح لبولندا من قبل ألكسندر.

وتم شغل جميع الوظائف العامة بالروس، ودمج الجيش البولندي بكامله في الجيش الروسي. وفرض النظام الروسي للضرائب والعملات المعدنية والقانون على البولنديين.

كما تم استبدال النظام المتري للأوزان والمقاييس، بالنظام الروسي. وأخيرا، منع تدريس اللغة البولندية في المدارس، وقمعت طلبة جامعة وارسو. وتمت أيضا فرض عقوبات مماثلة على ليتوانيا.

في نهاية عام 1831، أخذ محمد علي باشا حاكم مصر، التي كانت ظاهرياً ولاية عثمانية، جيشه ضد السلطان، محمود الثاني، طلباً زيادة سلطاته وسيطرته على فلسطين، وبلاد الشام وشبه الجزيرة العربية وكريت.

انتصر جيش محمد على باشا بقيادة ابنه إبراهيم باشا بسهولة على القوات التركية، وهدد القسطنطينية (إستانبول) نفسها. وبينما كانت بريطانيا وفرنسا متعاطفتين مع محمد على، أرسل نيكولاي جيشاً روسياً لمساعدة الأتراك.

دخل الأسطول الروسي مضيق البوسفور. أربعة وعشرون ألفا عبروا نهر بروث. في نظير تعهد تركيا بقفل مضيق البسفور في وجه السفن المعادية لروسيا.

بالرغم من أن الامبراطورية الألمانية، كانت قد أرسلت مئات الخبراء العسكريين لتدريب الجيش التركي، إلا أن التدخل الروسي، هو الذي دفع محمد على لتوقيع معاهدة سلام في كوتاهية في مايو 1833، والتي بمقتضاها، تركت محمد علي مسيطراً على كل من بلاد الشام وجزيرة العرب وكريت.

بعد ست سنوات، وفي شهر يونية عام 1839، توفي السلطان محمود، ومرة أخرى ثار محمد على، وأرسل الجيش المصري بقيادة ابراهيم باشا وخمسون ألف جندي، لكي يهزم الجيش العثماني بقيادة حافظ عثمان، وخمسة وستين ألف جندي تركي، في معركة نسيب جنوب تركيا. وبات يهدد القسطنطينية من جديد.

كانت خسائر الجيش المصري، ثلاثة آلاف جندي، وخسائر الجيش التركي، سبعة آلاف قتيل و12 ألف ماتوا غرقا في نهر الفرات، و15 ألف أسير تركي. للمرة الثانية تصرف نيكولاي بدور حامي تركيا.

أعطت ثورة عام 1848، نيكولاي فرصته العظيمة الأخيرة لتحقيق "مهمته المقدسة"، لكي يلعب دور "القديس جورج" الذي قتل التنين. التنين هنا يمثل ثورات التحرر والقومية الأوروبية.

كان نيكولاي قد اتحد بالفعل مع بروسيا والنمسا لقمع جمهورية مدينة كراكوف الحرة عام 1846، التي كانت توفر ملجأ للهاربين البولنديين. الآن قد اهتزت أوروبا حتى أساسها، فقد أعلنت فرنسا الجمهورية.

تخلت المقاطعات النمساوية في إيطاليا عن ولائها. وهرب الإمبراطور فرديناند من فيينا، وتنازل عن العرش لصالح ابن أخيه، فرانسيس جوزيف. وغطت روح الحرية وجه القارة. وأعلن الألمان أن "ألمانيا موجودة أينما يتم التحدث بالألمانية".

اجتمع السلاف في براغ واقترحوا تشكيل جمهورية سلافية. إمارات الدانوب تزيح حكامها، وتستعد لتشكيل دولة رومانية. وتنهض المجر بناء على دعوة من لويس كوسوث، وتقوم بهزيمة النمساويين. ثم تأخذ بودا، وتعلن استقلالها. بولندا وروسيا تشعران بالنبض من بعيد، وهما ترتجفان إثارة.

في عام 1849، ينهض نيكولاي، ويمنع الملك فريدريك ويليام الرابع من قبول العرش الإمبراطوري لألمانيا. ثم تعبر جيوشه إلى فالاخيا ومولدافيا، وبالتالي، وللمرة الثالثة، يقوم بحماية تركيا كدولة.

"بحماس بالغ، وبأكثر الطرق ليبرالية"، ساعد نيكولاي فرانسيس جوزيف في المجر، حيث قام "الخونة البولنديون، جنبا إلى جنب مع اللاجئين والمنفيين من دول أخرى، باغتصاب السلطة".

القائد باسكيوفيتش، فاتح بولندا، مع 190 ألف روسي، قاموا بسحق الجيش الوطني عام 1849. وبفضل تدخل نيكولاي، رفرف علم النمسا ذو الألوان الثلاثة كرمز للحرية.

ثم عاقب فرنسيس جوزيف المجر بقسوة، أكبر من عقاب نيكولاي لبولندا. خلال كل هذه السنوات، كانت روسيا خلسة تعدي بثبات على آسيا وتنهب أراضيها وتضمها إليها.

أرض القوقاز الجنوبية المنحدرة بكاملها، أصبحت الآن أرض روسية. الحصون والبؤر الاستيطانية، أصبحت تدافع عن الوديان الآسيوية على الجانب الشمالي.

على مسافة بعيدة، تقف روسيا والصين وجها لوجه. لكن هذا الصمت، ليس سلميا تماما، ولم يكن خاليا من القلاقل. متسلقي الجبال الشجعان في قلاعهم العالية، كانوا يبدون مقاومة مستمرة.

شميل، الجندي-الكاهن الشركسي، لمدة خمسة وعشرين عاما، ظل يتحدى أفضل الجنرالات الروس. خان الخوارزم في عالمه الصحراوي، تجرأ على سلطة الإمبراطورية، ولا يزال كل عام يبيع ما يقرب من مائتي روسي في أسواق عاصمة بلده.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فخر المطعم اليوناني.. هذه أسرار لفة الجيرو ! | يوروماكس


.. السليمانية.. قتلى ومصابين في الهجوم على حقل كورمور الغازي




.. طالب يؤدي الصلاة مكبل اليدين في كاليفورنيا


.. غارات إسرائيلية شمال وشرق مخيم النصيرات




.. نائب بالكونغرس ينضم للحراك الطلابي المؤيد لغزة