الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السرعة بين علامتين

محمد بلمزيان

2022 / 10 / 27
المجتمع المدني


غالبا ما تكون الصور التي يمكن أن ترصدها العين المجردة في الواقع موضوعا للكتابة وتستحق أن تكون موضوعا للنقاش، ليس لكونها جديرة بالكتابة بل لكونها قد تساهم في إعطاء بعض الحلول الممكنة من خلال تقاسمها مع الآخرين وإفساح المجال للمقاربات المختلفة،ذلك أنه في أحيان كثيرة نغط الطرف عن بعض هذه الصور ولا نولي بها أية قيمة، والحال أنها في جوهرها لها ارتباط كبير بمشكل قائم يحتاج الى الدراسة وبالتالي المعالجة قبل فوات الأوان.
ما يثير الإنتباه وأنت مستعملا للطريق متنقلا من مدينة الى أخرى عبر سيارتك أو عبر وسائل النقل الأخرى، وجود انتشار لعلامات تحديد السرعة عبر مختلف المقاطع الطرقية ، وهو إجراء مقبول بل ومطلوب لحماية مستعملي الطرق من الحوادث التي تكون السرعة أحد العوامل الرئيسية في وقوعها، لكن ما يثير الإستغراب حقا هو وجود وتثبيت بعض العلامات بشكل عشوائي وكأنها أفخاخ في وجه السائقين وضبط أكبر عدد ممكن من المخالفين، ذلك أنني شخصيا قد دابت ومنذ مدة طويلة على استعمال المقطع الطرقي الرابط ما بين الحسيمة وفاس، خاصة المقطع الرابط ما بين تازة والحسيمة، تواجد هذه العلامات بكثرة مثيرة للإنتباه بعد شق الطريق السريع في السنوات الأخيرة، بحيث أن العلامات تحديد السرعة ما بين سرعة 60 وسرعة 80 قد لا تجد مسافة طيولة بينها، ويتم تثبيت العلامة بعد بضعة أمتار فقط، الأمر الذي يجهد مستعملي الطريق ويساهم في إرباك حركة المرور أحيانا وإرهاق المحرك علاوة على زيادة في استهلاك الوقود، بالرغم من أنه قد يلاحظ المواطن العادي عدم أهمية وضع بعض العلامات بجوار بعضها بذلك الشكل الشبه العشوائي، علاوة على فسح المجال الى ضبط المخالفات بشكل كبير، لعدم قدرة جميع مستعملي الطريق الى الإنتباه المتكرر والدقيق الى تلك العلاماتين المحددتين للسرعة الأخيرة.وقد خالفت شخصيا هذه (العلامات ) مرارا وسددت مخالفات، لكن ما يثير الإستغراب هو أن موقع تلك العلامات تتواجد في منعرجات أو متوارية خلف بعض الأشجاروالنباتات الأمر الذي يستحيل معه مسايرة ومراقبة حثيثة لتلك العلامات المتقاربة على المسافة والمتباعدة على مستوى السرعة،وقد يولد بعد طول المسار الى إجهاد للعينين ، مع الإشارة الى أن هذه الوضعية قد ولدت لدي انطباع مشروع حول أهمية بعض تلك العلامات المتكررة ، بالرغم من انتفاء السبب الوجيه لوضعها بذلك الشكل المتتابع بحيث أن تخفيض السرعة في مكان تكون فيه الطريق مستقيمة وفي وضعية جيدة يثير تساؤلا حول مغزاها كما أن الرفع من السرعة في منحدر أو مرتفع يطرح سؤالا بنفس الأهمية والدرجة كذلك، وانا في اعتقادي هذا هو السبب الرئيسي الذي يقع فيه مجموعة من السائقين اثناء محاولتهم الإلتزام بالسرعة المحددة في العلامات الموضوعة والتي تخالف حقيقة الطريق ووضعها الى حد معين، ويستشعر مستعمل الطريق بأن ثمة خلل ما أو تسرع في تثبيت تلك اللوحات في تقارب مثير ، وهو ما يؤدي غالبا الى وقوع العديد من مستعملي
الطريق مصيدة في رادار مراقبة السرعة بعين المكان، وسبق لي أن استمعت الى الكثير من الأشخاص لاحظوا نفس الوضع وساورتهم نفس الأفكار التي كانت تخالج مخيلتي ، وبقيت عالقة في ذهني وتجارب مررت بها طيلة سنوات تتكرر كلما شاءت الأقدار أن أقطع تلك المعابر الطرقية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأونروا تحذر من استمرار توقف دخول المساعدات من معبر رفح


.. تونس...منظمة مناهضة التعذيب تحذر من تدهور الوضع الصحي داخل ا




.. الأونروا مصممة على البقاء..والوضع أصبح كارثي بعد غلق معبر رف


.. كلمة أخيرة - الأونروا: رفح أصبحت مخيمات.. والفلسطينيين نزحوا




.. العضوية الكاملة.. آمال فلسطين معقودة على جمعية الأمم المتحدة