الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محركات الربيع العربي من منظور منطلقات الامن الانساني (4)

عاهد جمعة الخطيب
باحث علمي في الطب والفلسفة وعلم الاجتماع

(Ahed Jumah Khatib)

2022 / 10 / 28
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


إنّ ترتيب " الاحتلال "، باعتباره عاملاً مهدداً لأمن الإنسان العربي، جاء الأخير في التقرير الذي عرض تقييماً للأضرار الناجمة عن الانتهاكات التي ترتكب ضد حقوق الإنسان، مع التركيز على آثار " التدخل " الأمريكي في العراق، واستمرار " السيطرة " الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك " الحملة " الأخيرة على غزة.
وأشار التقرير إلى تقصير كبير لدى الدول العربية، على صعيد أداء الدولة في ضمان أمن الإنسان. واعتمد التقييم أربعة معايير لتحديد ذلك هي " مدى قبول المواطنين لدولتهم، والتزام الدولة بالعهود الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، وكيفية إدارتها لاحتكار حق استخدام القوة والإكراه، ومدى قدرة الرقابة المتبادلة بين المؤسسات على الحد من إساءة استخدام السلطة ".
وكما جرت العادة سابقا، فقد رافقت إصدار التقرير زوبعة من الاعتراضات والتحليلات الناقدة، والجديد في هذا التقرير أنّ من كان يفترض أن يكون " المحرر الرئيسي " له، الدكتور مصطفى كامل السيد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أعلن إخلاء مسؤوليته عنه وعما يرد فيه وما يقال عنه. وبرر انسحابه بإسقاط الفصل المتعلق بصراعات الهوية، إضافة إلى التقليل من أهمية الاحتلال الأجنبي على أمن الإنسان العربي. كما شنت جامعة الدول العربية هجوماً على التقرير، حيث انتقده الأمين العام المساعد للجامعة عبد الرحمن الصلح في حفل إطلاق التقرير لأنه " يقلل بل يتجاهل تأثير الاحتلال الإسرائيلي على مسيرة التنمية في المنطقة العربية وعلى الأمن البشري لسكانها، ناهيك عن تقليل التقرير من أهمية تأثير التدخلات الأجنبية على الأمن البشري لمواطني العراق والسودان والصومال ". ورأى بعض الخبراء العرب أنّ التقرير لم يتعرض، بما يكفي من الجدية، لجدلية العلاقة بين الداخل والخارج في ما يتعلق بالمسؤولية عن الانكشاف الحالي لأمن الإنسان العربي.
وفي الواقع، لم يهمل التقرير مسألة الاحتلال والتدخل الأجنبي ولم يسقطه من اهتماماته، وقد اعتبر أنّ العديد من التهديدات لأمن الإنسان العربي مرتبطة بحالات الاحتلال والصراعات المسلحة في العراق وفلسطين والصومال، على اعتبار أنّ الاحتلال لا يتسبب في انتهاك القانون الدولي وحقوق الإنسان فقط، ولكن أيضا في ظهور حركات المقاومة وانتشار العنف والعنف المضاد. لعل أبرز الدروس التي يجدر بنا استيعابها للتعاطي المجدي مع التحديات التي طرحها التقرير: التأكيد على أنّ التحديات الخارجية تفترض أصلا إصلاح أنظمة الحكم ومحاربة الفساد، وإعلاء شأن المواطنين في دولة القانون، وإعادة صياغة توجهات ومسار التنمية العربية بما يساعدها على الاستفادة المتبادلة من الإمكانيات والموارد المتوفرة لديها ككتلة إقليمية قادرة على الاستمرار والتواصل، وتطوير التعليم التكنولوجي وتضييق الهوة ما بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل وفقا للتطور العلمي، وهذا يتطلب توفير بيئة سياسية وأمنية مناسبة مستقرة، تحمي الطبقات الفقيرة وتحفظ حقوق الإنسان الأساسية وتلتزم بقيم العدل والمساواة، وتحفظ استقلال الوطن وأمنه وتؤمن مستقبله ومستقبل أجياله (التركماني, 2009).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات جامعة إيموري.. كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة الأم


.. كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في افتتاح المهرجان التضا




.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ


.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب




.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام