الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وقفة تأمل في رحاب العلم والتكنولوجيا

داخل حسن جريو
أكاديمي

(Dakhil Hassan Jerew)

2022 / 11 / 8
التربية والتعليم والبحث العلمي


مقدمة
أولى الدين الإسلامي الحنيف العلم والعلماء مكانة خاصة , بقوله تعالى : "هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون " , وقوله تعالى "يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات". ويصف الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم , العلماء بقوله : "العلماء ورثة الأنبياء" وذلك إبرازا لمكانتهم الاعتبارية، كما يصف عطاءهم بقوله صلى الله عليه وسلم : "يوزن يوم القيامة مداد العلماء بدم الشهداء". وامتنا العربية كما هو معروف عنها عبر تاريخها المجيد أمة قيم وحضارة .. أمة علم وأخلاق , حرصت دائما على رعاية العلماء والمفكرين والمبدعين في شتى صنوف المعرفة , وتأمين كل أسباب الرعاية والعناية الفائقة بهم وابراز مكانتهم الإجتماعية , إذ كان علماء المسلمين يتصدرون دواوين الخلفاء ومجالسهم وكانوا موضع اعتزازهم وتقديرهم . وتقديرا لمكانة العلماء العراقيين الذين أسهموا ببناء صروح العراق العلمية التي أخافت الأعداء وأذهلت الأصدقاء , فقد صدر قانون رعاية العلماء ذي الرقم ( 1 ) لسنة 1993 الذي جاء بمادته الأولى :
" يهدف القانون الى رعاية العلماء ممن اثبتوا كفاءة عالية وقدموا ابحاثا ومساهمات علمية متميزة في بناء العراق العظيم او تعزيز ورفع مكانة وشأن الامة العربية ومنحهم الامتيازات المادية والمعنوية بما يعزز عطاءهم لخدمة وطنهم وأمتهم ليكونا في الموقع المتميز بين الشعوب والامم وذلك من خلال تصنيف العلماء الى درجتين ( أ ) و ( ب ) على وفق المعايير والضوابط والاجراءات المحددة في هذا القانون" .
وقد نفذ القانون على الرغم من ظروف العراق القاسية يومذاك , جراء الحصار الظالم الذي فرض على العراق دون وجه حق . وقد كان لي شرف الشمول بهذا القانون ضمن كوكبة خيرة من علماء العراق .
نبذة تاريخية
يعود تاريخ العلوم والتكنولوجيا الى نحو ثمانية الاف سنة في اسيا وافريقيا, كما تؤكد ذلك التحريات الاثرية في بلاد وادي الرافدين ووادي النيل التي دلت على اعمال هندسة معمارية ومنظومات ري مياه وطرق تخطيط مدن متطورة لقدماء العراقيين . وفي وادي النيل استطاع قدماء المصريين تحقيق انجازات هندسية وتكنولوجية رائعة خلال الحقبة من ثلاثة الاف سنة قبل الميلاد وحتى سنة الفين قبل الميلاد. وقد تمثلت هذه الانجازات ببناء الاهرامات. وبتدهور الحضارة المصرية وحضارة وادي الرافدين انتقلت النهضة العلمية الى بلاد الاغريق بحدود عام 1400 قبل الميلاد. ولعل اعظم ما حققه علماء الاغريق هو اكتشافهم ان الطبيعة تحكمها قوانين , إنتقلت بعدها النهضة التكنولوجية إلى بلاد الرومان ,حيث برع المهندسون الرومان في شق الطرق والانهر وبناء الجسور وانشاء الموانئ وتصميم منظومات مياه الشرب ومنظومات صرف المياه وتشييد المباني. وبسقوط الامبراطورية الرومانية انتقلت الحضارة ثانية الى بلاد العرب حيث حقق العرب انجازات علمية مهمة منها تطوير علوم الكيمياء والبصريات وانشاء معامل الورق والسكر والصابون والعطور التي اصبحت جزءا من حضارة ذلك العصر .وبتدهور الحضارة العربية الإسلامية انتقلت العلوم والمعارف ثانية الى اوربا بحلول ما يعرف بعهد النهضة اذ برز علماء ومهندسون بارعون منهم غاليلو وبويل وهوك ونيوتن وغيرهم. لقد تحققت خلال هذه الفترة انجازات مهمة في منظومات الاتصالات والنقل والري والموانئ وبناء السفن والنقل البحري .
وبحلول القرن العشرين ازدادت الاختراعات والمبتكرات الحديثة في اوربا واقطار امريكا الشمالية التي‘حتلت موقع الصدارة في سلم التقدم العلمي والتكنولوجي , حتى يومنا هذا بين دول العالم (باستثناء اليابان والصين وبعض دول جنوبي شرقي آسيا ). وتسعى دول العالم المختلفة بوسائل شتى لامتلاك ناصية العلم والتكنولوجيا بهدف تحسين مستويات المعيشة لشعوبها وتحقيق امنها واغلاق الفجوة التكنولوجية بينها وبين الدول الاكثر تقدماً .
وتلعب الجامعات والمراكز البحثية دورا مهما في استنبات العلوم والمعارف ونقل التكنولوجيا وتوطينها في بيئات مناسبة. لذا اولتها الدول في عصرنا الراهن اهتماما كبيرا لما لها من دور كبير في تطور المجتمع وتقدمه ورقيه ,بوصفها مراكز للبحث العلمي واعداد الملاكات العالية التاهيل التي يحتاج اليها المجتمع في شتى التخصصات العلمية والتكنولوجية, والحفاظ على الثقافة والتراث والهوية الوطنية وخدمة المجتمع في مجالات الحياة المختلفة .
مفهوم التكنولوجيا
تعرف دائرة المعارف البريطانية, التكنولوجيا على انها دراسة التقنيات لفعل الاشياء. وقد استعمل هذا المصطلح اول مرة باللغة الانكليزية في القرن السابع عشر الميلادي، وقد كان يقصد به دراسة الفنون التطبيقية فقط ليتوسع القصد فيما بعد في مطلع القرن العشرين ليشتمل الوسائل والعمليات والافكار والمعدات والالات .وفي النصف الثاني من القرن العشرين بات المصطلح يعني الفعاليات التي يقوم بها البشر للتحكم ببيئتهم. وما زال المصطلح موضوع نقاش في الاوساط العلمية حتى يومنا هذا. ففي الولايات المتحدة الامريكية مثلا عرفت الموسوعة الامريكية التكنولوجيا على انها مجموعة المباديء والعمليات والمصطلحات العلمية.
مفهوم العلوم
قسم الفيلسوف اليوناني ارسطو طاليس في العصرالأغريقي قبل 330 سنة قبل الميلاد المعرفة العلمية الى ثلاثة اقسام هـي :
العلوم الصرفة.1
العلوم العملية.2
العلوم المنتجة.3
ولعل العلوم المنتجة وهي الاقرب الى مفهوم التكنولوجيا او التقانة المتداول في ايامنا هذه.
تاريخيا يمكننا تمييز مفهومين للتكنولوجيا، المفهوم الاول هو مفهوم التكنولوجيا المستندة الى المهارات والفنون، والمفهوم الثاني مفهوم التكنولوجيا المستندة الــى العلوم. وبرغم ان التكنولوجيا تستند الى العلوم، الاّ انها تركيب فكري منفرد، فهي ليست علوم تطبيقية، ولا هي تقانة مشابهة للعلوم محكومة بقوانين الطبيعة .
يرى الفيلسوف العالم الرياضي برتراند رسل ان العلوم العملية هي ليست العلوم التطبيقية، ويرى ان العلوم التطبيقية في نظر العلماء هي ادنى شأناً من العلوم الصرفة او العلوم النظرية. ويرى رسل ان العلوم التطبيقية او التكنولوجيا هي ليست علوم قليلة الشأن، بل مفهوم تكنولوجي للعلوم .
اكتسبت العلوم العملية اهميتها في الحياة البشرية لما لها من اهمية في حل الكثير من المعضلات التي يواجهها الانسان وازدادت اهميتها بمرور الوقت في ضوء النتائج التي حققتها والتي اسهمت بتحسين حياة الناس لدرجة تفوقها على العلوم النظرية في الاهمية في نظر الكثير من الناس لاسيما صانعي القرارات وراسمي السياسات ومخططي البحوث العلمية في الكثير من البلدان .
ترابط العلوم والتكنولوجيا
ومن هذا المنطلق اقتربت العلوم والتكنولوجيا بعضها من بعض، ذلك ان التكنولوجيا عندما تستند الى العلوم، فأنها تفضي الى نتائج ذات مردودات إنسانية اكبر في جميع المجالات، وكذا الحال فيما يتعلق بالعلوم، فأنها كلما إتجهت إتجاهات علمية ذات قاعدة فكرية كلما لقيت اهتماماً ورعاية من متخذي القرارات العلمية، مما يسهم بتحقيق تقدم علمي وتقني في جميع المجالات. ومنذ فجر التاريخ والتكنولوجيا تشهد تطورات لاحدود لها في جميع المجالات، ذلك ان التكنولوجيا هي المحرك الاساس لكل تقدم انساني، وهي احد اهم عناصر القوة في كل زمان ومكان.ومنذ اواخر القرن العشرين باتت التكنولوجيا تعني توظيف نتائج البحث العلمي لحل المعضلات التي تواجهها المؤسسات الانتاجية المختلفة .
تقسم التكنولوجيا في عصرنا الراهن على تكنولوجيا تقليدية مثل الصناعات النسيجية وصناعات الحديد والصلب والصناعات الكيميائية ومعدات توليد القدرة الكهربائية ونقلها وصناعات الالات والمعدات الكهربائية الثقيلة، وتكنولوجيا متقدمة تستند الى العلوم والمعارف الحديثة مثل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتكنولوجيا الاحيائية وتكنولوجيا الحاسوب وبرمجياته وتكنولوجيا المواد الجديدة وتكنولوجيا الفضاء، والالياف البصرية وتكنولوجيا الليزر وتكنولوجيا الالكترونيات الدقيقة .
أما العلوم فهي الانشطة الفكرية المتعلقة بالطبيعة وظواهرها المختلفة بهدف سبر غور حقيقتها واكتشاف القوانين التي تتحكم بها عن طريق الدراسة الموضوعية للظواهر وجميع المعارف الناتجة عن ذلك بصورة منهجية واستخدام النتائج المحققة في ذلك لمصلحة الحياة البشرية .
ترتبط العلوم والتكنولوجيا بعضها ببعض ارتباطا وثيقا، فالبحوث العلمية الاساسية مثلاً تقود الى البحوث العلمية التطبيقية ومن ثم الى الانجازات التكنولوجية على وفق هذا السياق,الا انه يلاحظ احياناً ان بعض الانجازات التكنولوجية تسبق فهم قوانينها العلمية، وهو امر يتطلب البحث لايجاد التفسير العلمي لها. وخير مثال لهذه الحالة اكتشاف جيمس واط الاسكتلندي ماكينة البخار عام 1765 وذلك قبل ولادة عالم الديناميك الحراري نكولس بثلاثين عاماً، وكذلك نجاح روبرت فلتون بصناعة الباخرة البخارية في مطلع القرن التاسع عشر اعتمادا على تجاربه الخاصة مما دفع العلماء لبذل الجهود في مجال ميكانيك الموائع، وكذا الحال في صناعة الطائرات في الثلث الاول من القرن التاسع عشر اذ حقق فنسنتي نتائج جيدة في هذا المجال بتغيير طرائق الانتاج ليس بالاعتماد على برنامج بحثي معين.
ومن هذه الامثلة نخلص الى القول ان بامكان بعض المبدعين والموهوبين تحقيق انجازات تكنولوجية مهمة دون الاستناد الى المعارف العلمية بصورة تفصيلية, وان نجاحهم يدفع العلماء والباحثين لتفسير القوانين التي تفسر حقيقة ما توصلوا اليه واكتشافها، فالتكنولوجيا اذن، ليست مجرد علوم تطبيقية فحسب, انما هي خلق وابداع وابتكار في بيئات علمية متطورة, وهذا يتطلب رعاية المبدعين وذوي المواهب والسعي الدؤوب لاكتشافهم وتهيئة أسباب تقدمهم ورعايتهم بكل الوسائل الممكنة . وفي هذا المجال أولى العراق في عقد التسعينيات من القرن المنصرم أبان فترة الحصار الظالم , المبدعين والموهوبين رعاية خاصة حيث تشكلت لجنة لرعاية المبدعين والموهوبين في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي, لدراسة الأعمال الإبداعية التي ترفعها إليها الجامعات , لتقيمها وصرف مكافئات لأصحابها بحسب درجة تقييمها بموجب تعليمات خاصة , وإقتراح رفع الأعمال المتميزة الواعدة منها إلى ديوان رئاسة الجمهورية لتكريم مبدعيها بما تراه مناسبا . وقد كان لي شرف تولي رئاستها لبعض الوقت مع نخبة من علماء العراق وأساتذة الجامعات .
يشهد العصر الحديث تطورات تكنولوجية مهمة جدا وذات تاثيرات كبيرة جدا في الحياة البشرية. وتشمل هذه التطورات الإنجازات المتحققة في محطات القدرة النووية والحاسوب الرقمي والملاحة الفضائية والإلكترونيات الدقيقة وغيرها . ومن هذا المنطلق اقتربت العلوم والتكنولوجيا بعضها من بعض، ذلك ان التكنولوجيا عندما تستند الى العلوم، فأنها تفضي الى نتائج ذات مردودات إنسانية اكبر في جميع المجالات، وكذا الحال فيما يتعلق بالعلوم، فأنها كلما إتجهت إتجاهات عملية ذات قاعدة فكرية كلما لقيت اهتماماً ورعاية من متخذي القرارات العلمية، مما يسهم بتحقيق تقدم علمي وتقني في جميع المجالات .
النشاط العلمي والتكنولوجي في العراق
شهد العراق نهضة علمية وتكنولوجية واسعة في عقدي السبعينيات والثمانينيات من القرن المنصرم , كادت أن تنقله إلى مصاف الدول المتقدمة لو قدر لها أن تستمر , إلاّ أن ثمة عوامل داخلية وخارجية أودت بهذا الوليد قبل أن يشتد ساعده ويقوى عوده على النهوض والمواجهة . تمثلت هذه النهضة بإنشاء وتطوير صروح علمية وتكنولوجية ومراكز بحوث متميزة , أبرزها منظمة الطاقة النووية ومجلس البحث العلمي وهيئة التصنيع العسكري واللجنة الوطنية لنقل وتوطين التكنولوجيا ومركز إباء للبحوث الزراعية . كما أصبح التعليم متاحا مجانا بجميع مراحله لجميع طالبيه ,بدءا برياض الأطفال وإنتهاءا بمرحلة دراسات الدكتوراه , وإلزاميا لمرحلة الدراسة الإبتدائية بحيث تمكن العراق من القضاء نهائيا على الأمية ونال بذلك تقدير على اليونسكو.
أعيد النظر بتنظيم الحياة الجامعية بموجب قانون الخدمة الجامعية المعدل ذي الرقم (142 ) لسنة 1976 الذي جاء في أسبابه الموجبة : ان أعداد القوى البشرية اللازمة، وخاصة عالية المستوى، تتطلب قاعدة علمية وفنية واسعة جدا تتمثل في الجامعات والمعاهد الفنية العالية والتي بدأت تنتشر على عموم القطر، ولضمان توفير الجو العلمي والنفسي المناسب لاعضاء الهيئات التدريسية الذين تتطلبهم العملية التعليمية وتمكينهم من أداء واجباتهم التربوية والبحث العلمي والاستشارة الفنية، سواء كان ذلك ضمن أطار العمل الجامعي أو في مؤسسات الدولة، ولضمان الموازنة بين مستويات العاملين في الدولة والقطاع الاشتراكي على أسس علمية دقيقة، ومن أجل توثيق الصلات بين المجتمع والجامعات وزيادة التفاعل بين المؤسسات التعليمية وباقي مؤسسات الدولة. فقد شرع هذا القانون . وصدرت بموجب هذا القانون المكاتب الإستشارية الهندسية والعلمية الجامعية بمختلف التخصصات التي أثبتت جدارتها في سوق العمل ومنافستها للمكاتب الإستشارية الأخرى بكل قوة ومهنية عالية . وعقدت عدة مؤتمرات علمية للنهوض بقطاع التعليم العالي والبحث العلمي شارك فيها رئيس الجمهورية وبعض الوزراء ممن لهم علاقة مباشرة بهذا القطاع.
كما أرسل آلاف العراقيين في بعثات دراسية مدفوعة التكاليف للحصول على شهادات الدكتوراه من أرقى الجامعات العالمية , فضلا عن ترصين الحالة العلمية في الجامعات العراقية التي إنتشرت كلياتها في جميع المحافظات , عبر برامج العمل التي تنفذ في برامج الأتفاقات العلمية والثقافية المعقودة مع مختلف دول العالم , من منطلق أن النهضة لا تستكمل ما لم ينهض قطاع التعليم برمته . وبذلك أسس العراق قاعدة علمية وتكنولوجية صلبة للنهوض العلمي والتكنولوجي وسد حاجته من الكوادر العلمية والتكنولوجية التي أثبتت جدارتها في بناء العراق القوي المقتدر.

آفاق المستقبل
يتوقع أن يشهد العالم تسارعاً متواصلاً للاتجاهات التكنولوجية الجديدة التي ستغير كثيراً من أوجه الاقتصادات العالمية، وستؤثر في شكل الأعمال وبيئتها وإنتاجيتها وفرص العمل فيها. حيث يتوقع أن يشهد العالم زخماً متجدداً في مجالات الذكاء الاصطناعي، والجيل الخامس والذكاء الاصطناعي المؤتمت، والجيل الجديد من إدارة المواهب، والتكنولوجيا الداعمة للاستدامة , حيث يتوقع المنتدى الاقتصادي العالمي أن توصل شبكة الهاتف المحمول من الجيل الخامس إلى ناتج اقتصادي عالمي يبلغ (13.2 ) تريليون دولار، وأن تولد( 22.3) مليون وظيفة بحلول العام 2035، وذلك من خلال فتح عالم جديد من الإمكانيات التكنولوجية،
ومن المتوقع أيضاً أن تعزز شبكات الجيل الخامس الصناعات التحويلية بقدرات رقمية جديدة قادرة على تلبية متطلبات الطاقة لملايين الاتصالات للتطبيقات كثيفة البيانات، وبصورةٍ أسرع بما يصل إلى مئة مرة من شبكات الجيل الرابع ، ما يجعل من الممكن مشاركة البيانات بسرعة كبيرة، وتضمن أن أنظمة المصانع يمكن أن تتفاعل في الوقت المناسب .وتؤمّن تقنيات الجيل الخامس لمستخدمها (في المجال الصناعي) الاتصال المستقر والثابت بالشبكة في أي وقت، وفي أي مكان في المصنع، ما يضمن التنفيذ المستمر من دون عوائق للمهام الحيوية للأعمال. كما يمكنها أن تبشر بعصر مدهش من التواصل بين الآلات .
تعمل التطبيقات الطبية الحديثة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي على التعرف إلى الصور لتحديد ما إذا كان الجرح بسيطاً أو ملتهباً، الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض كبير في الاستخدام غير الضروري للمضادات الحيوية، وتقليص وقت التئام الجروح التي يصعب التئامها من شهور إلى سنوات أحيانا .يمكن أن يؤدي استخدام التكنولوجيا لتقليل الهدر في كميات الأطعمة التي يتم التخلص منها من قبل تجار التجزئة والشركات، وتوفير الأمن الغذائي، والتخفيف من معاناة مئات الملايين من الناس الفقراء .
يتوقع الخبراء أن نرى حركة قوية في العديد من قطاعات علوم الحياة بما في ذلك الأبحاث المتقدمة وتطبيق تكنولوجيا الروبوتات، وأدوات الذكاء الاصطناعي، واستخدام تكنولوجيا السحابة وتحسن سرعة اختبارات الأدوية، وتكامل المعلومات الجينية، بالإضافة إلى تطورات الطب العادي من خلال تكنولوجيا علوم الوراثة. يتوقع الخبراء زيادة استخدام الحوسبة عالية الأداء في قطاعات تراوح بين أبحاث السرطان إلى استكشاف الفضاء. وسوف يستمر الاتجاه السائد بتحول الأجهزة المنزلية إلى "ذكية" وقادرة على التواصل مع العالم ومع بعضها البعض, والذي يتم تطويره بالتعاون بين شركات أبل وجوجل وأمازون , بهدف خلق بيئة تشغيل قياسية للأجهزة المتصلة بالمنزل .
هذا غيض من فيض فهناك المزيد من الفتوحات العلمية والتكنولوجية على مختلف الأصعدة وفي شتى المجالات العلمية والتكنولوجية التي يشهدها عالمنا المعاصر .

الخاتمة
يشهد عالم اليوم تطورات علمية وتكنولوجية متسارعة جدا , بينما تشهد بلادنا حاليا تقهقرا علميا مخيفا جعلته في أسفل سلم التطور العلمي والتكنولوجي , حيث أصبحت الجامعات خارج سلم التصنيفات المتدولة عالميا , وتوقفت مصانع العراق ومعامله وتعطلت الزراعة فيه , لدرجة أن العراق بات يعتمد في قوته اليومي على ما يستورده من مأكل وملبس من الدول الأجنبية , وهي البلاد التي تزخر بالقدرات العلمية المميزة وبالموارد الطبيعية التي تمكنها من العيش الكريم وجعلها دولة مصدرة بدلا من أن تكون دولة مستوردة . والغريب أن العراق بلد النفط والغاز بات يستورد مشتقات النفط من إيران , وعاجز عن تأمين حاجته من الطاقة الكهربائية حتى يومنا هذا على الرغم من موازناته المليارية الدولارية , وتخريجه آلاف المهندسين الباحثين عن فرص عمل . وها هي التغيرات المناخية تجفف مياهه وتصحر أراضيه دون أن يحرك أحدا ساكنا . فلله درك يا عراق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف قطاع الطائرات المسيرة


.. ماكرون يدعو لبناء قدرات دفاعية أوروبية في المجالين العسكري و




.. البيت الأبيض: نرعب في رؤية تحقيق بشأن المقابر الجماعية في قط


.. متظاهرون يقتحمون معهد التكنلوجيا في نيويورك تضامنا مع جامعة




.. إصابة 11 جنديا إسرائيليا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة ا