الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هَلْ اَلْعَدَالَةُ أَهَمَّ مِنْ اَلْأَدْيَانِ ؟ ج 1

علي جواد

2022 / 11 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هل استعمال الدين لوحده يعطينا القدرة على تحقيق العدالة الاجتماعية المطلوبة لحفظ كرامة الإنسان؟
العدالة مفردة إنسانية يطمح كل دين ومجتمع وحكومة الفوز بشرف تحقيقها وتجسيدها حتى وإن كانت زائفة أو عدالة إعلامية لغرض الشهرة والسمعة "العدل" من أهم أسباب التقدم وهو أساس بناء كل حضارة وقاعدة ارتكاز إي حكومة في إي وقت أو مكان بل إن العدالة هي هيكل بناء المجتمع في العوائل والأفراد والجماعات والمؤسسات
عاش الإنسان في الأرض منذ آلاف السنين وكون حضارات وأمم وممالك وشعوب وقبائل وحكام وأباطرة وإمبراطوريات، وأنبياء وأديان ورسل ومبشرين ومنذرين، وحكماء وفلاسفة وعلماء، بالتالي امتلك الإنسان لنفسه الكثير من المعرفة والنظريات وأنظمة لإدارة الحياة وأنشأ المجتمعات والدول، والنتيجة الواقعية التي توصل إليها البشر الآن والمحصلة النهائية للأسف هي فشل كل ما توصلت له النظريات السياسية وهدرت مساعي كل الفلاسفة والحكماء في تحقيق معيشة الناس تحت حكم دولة العدالة التي تضمن كرامة الإنسان، وتحطمت كل هذه الآمال أمام جبروت شهوة الأنانية وجنون العظمة والتكبر للطغاة الذين حكموا سابقا وحاليا إذ إن الصراع هو نفسه منذ فجر البشرية وليومنا هذا بين فئة المظلومين وبين أصحاب السلطة والنفوذ
ولم يكن ألاسلام في يوم من الايام هو الحل الوحيد لتحقيق العدالة والدليل هو نجاح الدول غير الاسلامية في صناعة بيئة يشاهد فيها نسبة عالية من العدالة المتقدمة جدا على المجتمعات في البلدان الاسلامية
عندما نتصفح التاريخ ونقرأ عن صراعات الأمم والحضارات السابقة ونشاهد الحكومات في عصرنا الحالي ونستعرض كلام المؤرخين يظهر لنا عاملا مشتركا بين كل هذه الأحداث وهو ما عليه الحال منذ فجر البشرية وليومنا هذا نرى مشتركات عند جميع المتخاصمين ينادون بالحقوق ويرفعون راية المظلومية وشعارات رفض الظلم وتعتبر هذه النقطة هي بداية مشاكل البشرية منذ الأزل.
عُرف عن المدارس الفكرية فرضها تطبيق ما تؤمن به من قناعات وهذا شائع وطاغ في مدارس الفكر الإنساني وبألاخص الفكر الإسلامي والذي يمتاز بالتعصب ويقدم منهجه على أنه الطريق الوحيد لتحقيق العدالة! وغيره من المناهج هي عبارة عن ظلالات وانحرافات، وبشكل عام أن العقيدة المشتركة للأديان هي الإيمان ويمثل الدين الخط المستقيم بين السماء والأرض الذي يجب أن يمر عبرَ قُبَب القداسة التي يسكنها أحياء أو أموات وممثلو الأديان لديهم تخويلا من الرب لرسم خارطة الهيكل الاجتماعي ومن يقع عليه الظلم يواسونه ويطمئنونه بأن حقوقه محفوظة ليوم العدل الإلهي وفي يوم الحساب في الآخرة وهذا لكي يستغني وييأس الإنسان المظلوم عن حقوقه لتحقيق العدالة الاجتماعية في الدنيا ويكتفي المظلوم بالدعاء على ظالمه والانتصار في الآخرة، واكتفاء سكان القُبب المقدسة بالتعاطف معهم!!!!
وأما العلمانيون ودعاة الديموقراطية يطرحون أفكارهم على أنها هي الحل الوحيد أمام الشعوب لتحقيق العدالة وفي هذه النقطة نرى حلقات الجدل ونقاشات فكرية وصراعات مادية قد تصل غالبا إلى العنف بين من يمتلكون السلطة وبين المعترضين.
بعد مرور عقود من الجدل والصراع نسى الجميع الغاية والهدف وما تسعى الأديان لتحقيقه وما ينادي به العلمانيون لتطبيقه وهو الوصول لحكومة تضمن العدالة وحفظ كرامة الإنسان، لذا طرحنا في هذا المقال أصل الفكرة وثم نأخذ ثمرة تجارب الشعوب وأخطائهم ونحاول إيجاد الإجابة لمسألة هل الدين ضروري للحياة أكثر من العدالة؟ وهل يمكن إقامة دين واستمراره بغياب العدالة الاجتماعية؟

بداية يجب أن نُعرف المصطلحات لكي نفهم المعنى المقصود وحدود المساحة التي نتكلم عنها وضمن أي تصنيف
الدين/ هو مفهوم قائم على النصوص والروحانيات والتراث المنقول وتختلف هنا الجماعات الدينية مع بعضها البعض في نطاق العقائد الآتية من تأويل النص الديني أو عن طريق آلية النقل المتوارث وترتب من ذلك حصولنا على كمّ من التراث الفقهي أو التاريخي وتحوله إلى أطوار مختلفة من القدسية التي أصبحت قناعات فكرية يؤمن بها الناس ويدافعون عنها بشكل معنوي أو مادي وغالبا ما قد يصل الاختلاف إلى الاقتتال

العدالة/ أول من وضع تعريف للعدالة هو أرسطو وتكلم عن أهمية وضع نقطة انطلاق في المجتمع وميز أرسطو بين العقاب الذي يوضع على من يخطأ وسماه بالعدل الإصلاحي وفرقه عن العدل الاجتماعي بشكل عام، وذكر أفلاطون في كتاب الجمهورية تعريف العدالة على لسان سقراط وهي: التزام كل شيء عمله الخاص، وعدم التدخل في شؤون غيره ويقسم سقراط العدالة في الدولة لثلاث طبقات وهم الحكام، الجيش، الصناع أو العمال والدولة العادلة هي التي يقوم كل فرد فيها بعمله الخاص به الحاكم يحكم، الجندي يحمي، العامل يشتغل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي


.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ




.. المسيحيون الأرثوذوكس يحيون عيد الفصح وسط احتفالات طغت عليها


.. فتوى تثير الجدل حول استخدام بصمة المتوفى لفتح هاتفه النقال




.. المسيحيون الأرثوذكس يحتفلون بعيد الفصح في غزة