الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إسلام الأنوار هو طريق الخلاص

أحمد إدريس

2022 / 11 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


« المشكلة الأكبر و الأعمق بالنسبة للعرب و المسلمين هي مشكلة لاهوتية. الفقهاء هم المسؤولون عن إنغلاقاتنا و الفهم القائم على التكفير و الإقصاء، و نحن لا نستطيع العيش في عصر العَولمة مع الشعوب الأخرى و نحن نعتنق فكراً يُكفر أربعة أخماس البشرية. التراث العربي الإسلامي فيه كنوز عظيمة و لكنها مُغيَّبة من قِبَل التيار الظلامي. الإسلام التنويري سوف يستيقظ، و سَيَحُل الإسلام مشكلته و انسداده التاريخي. إسلام الأنوار هو طريق الخلاص لكي يتصالح العرب و المسلمون مع أنفسهم و مع العالَم. » (هاشم صالح، صاحب كتاب "الإنتفاضات العربية على ضوء فلسفة التاريخ"، 2013 ؛ هذا مقطع من حوار معه)

إسلام الأنوار الذي يتحدث عنه هذا المفكر السوري الكبير، أحسن مَن قدَّمه لنا و لكل العالَم أكاديمي سويسري مرموق : مارسيل بوازار. عبر كتابه الفذ "إنسانية الإسلام" :

https://www.amazon.fr/Lhumanisme-lIslam-Marcel-Boisard/dp/2226008004/ref=sr_1_4?Adv-Srch-Books-Submit.x=40&Adv-Srch-Books-Submit.y=8&__mk_fr_FR=%C3%85M%C3%85Z%C3%95%C3%91&dchild=1&qid=1597064894&refinements=p_27%3Amarcel+boisard&s=books&sr=1-4&unfiltered=1
(الطبعة الأصلية بالفرنسية)

https://www.amazon.fr/Humanism-Islam-Boisard-Marcel-October/dp/B01NAOAZS3/ref=sr_1_5?Adv-Srch-Books-Submit.x=40&Adv-Srch-Books-Submit.y=8&__mk_fr_FR=%C3%85M%C3%85Z%C3%95%C3%91&dchild=1&qid=1597064967&refinements=p_27%3Amarcel+boisard&s=books&sr=1-5&unfiltered=1
(الترجمة الأنكليزية)

https://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=lbb8462-8311&search=books
(الترجمة العربية)

المؤلف دبلوماسي أيضاً و قد شغل منصب نائب أمين عام هيئة الأمم المتحدة.

مقطع من تقرير حول كتابه - باللغة العربية - موجود على شبكة الإنترنت : « مؤلف الكتاب مفكر و رجل قانون غربي معاصر، أَوْلى اهتماماً كبيراً لمسألة العلاقات الدولية و حقوق الإنسان، و كتب عدداً من الأبحاث للمؤتمرات و الدوريَّات المعنية بهاتين المسألتين. و يُعد كتابه "إنسانية الإسلام" الذي ينبثق عن الإهتمام نفسه، علامةً مضيئة في مجال الدراسات الغربية للإسلام، بما يتميَّز به من موضوعية، و عُمق، و حِرص على اعتماد المراجع التي لا يَأسِرها التحيُّز و الهوى، فضلاً عن عدم انغلاقه إزاء الكتابات الإسلامية نفسها. و قد عبَّر عن ذلك في أكثر من موقع. و لقد كان الرجل أميناً بحق لهذا المنهج، و لتلك الضرورة، فقدَّم عرضاً للإسلام و تحليلاً لجوانبه كافة، نادراً ما يُقدِّمه أحد من الغربيين بمثل هذا العمق و الشمول. » (الأديب و المؤرخ و المفكر العراقي عماد الدين خليل، https://search.emarefa.net/ar/detail/BIM-10322-قراءة-في-كتاب-إنسانية-الإسلام ؛ يوجد نص هذا التقرير كاملاً في ملف PDF بإمكانكم تحميله مجاناً على الإنترنت)


إضافة هامة و ضرورية :

أقول للذين بالتأكيد سيعترضون على عنوان المقال، لأنهم ما زالوا أسرى وَهم يعتقد بنقاوة أبدية للإسلام : هل تريدون أن يكبر و يتربى أولادكم على هذا "الإسلام" ؟ هل هذا ما ترغبون بأن تعُمَّ بركاته الدنيا و يَعتنِقَه كل العالَم ؟ أقصد ما يلي :
https://www.youtube.com/watch?v=iKHAu-_iWyY
https://www.youtube.com/watch?v=MwSLKesO9NU

يا مَن هيَّجتهم رسوم تافهة و عديمة القيمة من الناحية الفنية بحجة إساءتها للنبي، استمعوا جيِّداً إلى هذه العيِّنة مِما يُقال و يُدرَّس في أماكن العبادة عندنا دون اعتراض من أحد، و لا تتهرَّبوا مِن مواجهة الحقيقة مهما كانت قاسية و إلاَّ فسينطبق عليكم قول الله : « لقد جِئنَاكم بالحق و لكنَّ أكثرَكم للحق كارهون » (قرآن). الأمة التي تستمع إلى هؤلاء المَعاتيه، بدل أن ترميهم بالحجارة أو على الأقل بالأحذية، مُحال أن تُفلح أو تتقدم مثل هذه الأمة.

مِن أين أتى و كيف استقر في الوعي العام و العقل الجَمعي لِمَن يُسَمَّوْن بالمسلمين، هذا الإعتقادُ الوهميُّ بالصفاء التام المطلق لِمَجموع ما وَرِثوه تحت مُسمَّى الإسلام ؟ فلطالما سمِعتُ على لسان الأئمة و الوُعاظ أن النبي تركنا على مَحجَّة بيضاء لَيْلُها كنهارها لا يزيغ عنها إلاَّ هالك، لكِنْ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺘﺄﻣﻞ أﺠﺪ أنهم أوَّلُ مَن حاد عن نهج النبي الذي ما زالوا حتى يومنا هذا ينسبون إليه هذه المقولة المُنكَرة : « مَن بدَّل دينه فاقتلوه ». مقولة تهدِمُ و تنسِفُ كماً هائلاً مِن آيات القرآن البَيِّنات، لَعَلَّ في مقدِّمتها هذه : « لا إكراه في الدين »، و مع ذلك تُنسب حتى اليوم للذي جاءنا بالقرآن الكريم. ماذا لو قرَّر الغرب تطبيق هذا الحديث - الغير نبوي بالتأكيد - بإعدام أبنائه الذين يدخلون في الإسلام ؟ وَضْعُ مثل هذا الكلام على لسان الرسول هو أفظع إساءة له على الإطلاق ! و الله العلي العظيم ما أساء أحد في العالَمين للرسول، كالأمة المحسوبة عليه، و لا سِيَّما طائفة مِمَّن يصفون أنفسَهم بِوَرَثة الرسول…

و بعد ذلك نجد هؤلاء السادة يَصِمون بالكفر كُل مَن يَكفر بالأباطيل التي يَزعُمون أنها تعاليم إلهيَّة. لهؤلاء - الذين بغَّضوا إلى خَلقٍ كثيرين الدينَ و حتَّى الإله - أقول : الكفر بِكُم و بِرُؤاكم و تفسيراتكم السخيفة للدين، المُمِيتة القاتلة لِرُوحه و الجالبة لِلْكَوارث، فرض عَيْنٍ على كل مَن يحترم آدَمِيَّته، حتى لو لم يَكُن مِمَّن فازوا عند الولادة بِلَقب مسلم. فأنتم صُنَّاع نكد لا صُنَّاع أمل. الأمور اسْتَفحلت و ما عاد يُطاق هذا الإنحراف بل الضلال الذي ذهب إلى أبعد الحدود. لم نعُد نستطيع التحمُّل أكثر فالذي يحدث الآن - بل منذ أمد - يُسمع الأصم و يُحيي الموتى و يُنطق الصخر…

أمتنا مريضة للغاية و علينا ألاَّ نغفل أو ننسى أن في جسدها مُضغة، إذا صلَحتْ صلح كِيانها كله، و إذا فسدتْ فسد كِيانها كله، يقيناً و دون أدنى شك فَهمُها و تصوُّرها العام للدين هو هذه المُضغة.


« فلنُفرِّق بين الدين و تأويلاته. و لْنُلاحظ أن تأويله يكون عادة ظلامياً طائفياً في عصور الإنحطاط، و لكنه يصبح مستنيراً عقلانياً في عصور النهوض و الإنفراج. » (هاشم صالح)

« يا مسلمون، استرِدوا دينكم بالوعي الحقيقي و بالإنسانية الحقة. » (عدنان إبراهيم)

« لا بد من إعادة تقديم الدين في أصوله النقية، و بلغة عالَمية عصرية تخاطب الكل في كل مكان، و ليس بلغة طائفية منغلقة متعصِّبة. لا بد من تقديم الدين في روحه و جَوهرِيَّته و ليس في شكلِياته : الدين كتوحيد و خُلق و مسؤولية و عمل بالدرجة الأولى، الدين كَحُب و وعي كَوني و عِلم و تقديس للخير و الجمال. » (مصطفى محمود)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي