الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كليات الطب الأهلية

صالح مهدي عباس المنديل

2022 / 11 / 10
المجتمع المدني


يدور حوار و جدل بين اطباء العراق بما يخص افتتاح كلية طب اهليّة تحت اشراف جهة غير حكومية. وردت عدة مخاوف و تساؤلات عن صلاحية هذا الأمر و عدالته و منافعه و مضاره للمجتمع و كذلك للأطباء انفسهم.
و لابد هنا من ذكر تجربة مر بها العراق على نطاق ظيق و هي البعثات و الدراسة الخاصة في دول اوربا الشرقية، بلغاريا و رومانيا بالذات. معظمهم بعثوا لأنتمائهم الى حزب البعث المنحل او لأنهم ام يتمكنوا علميا بل تمكنوا مادياً. و عندما نشبت الحرب مع ايران قام بعضهم بالتطوع الى الحرب لذلك تم نقلهم الى كليات الطب العراقية ، و القسم الآخر اكملوا الدراسة و حصلوا على البكالوريوس و اصبح بأمكانهم ان يضعوا امام اسمائهم كلمة دكتور. اما المجموعة الأولى جاؤوا عادة في المرحلة الثانية او الثالثة، و هؤلاء عرفتهم كلية الطب و عرفوها جيدا كما عرفتهم اجيال كثيرة من الأطباء لأنهم احتاجوا اربع سنوات لكل مرحلة من المراحل و فد وصل عمر تعليم بعضهم الى 14 عام. كانت لغتهم الأنگليزية ضعيفة، نشيطين في الفعاليات الحزبية و لم ينجحوا في امتحان دون عدة محاولات. بالتأكيد و جدتهم من خبرتي الشخصية غير مستعدين للفهم او التعليم مهما حاولت معهم كانما عقولهم اقفلت و ضاع مفتاحها، نعم كلية الطب صعبة في دراستها و لكن كل من لديه بعض الأدراك بأمكانه ان يخوض الدراسة و ينجح لكن هؤلاء كانوا يريدون كلمة دكتور بدون اداء المجهود وكذلك هم غير مؤهلين لذلك بسبب مستواهم العلمي.
اما المجموعة التي اكملت الدراسة فقد طلبت منه وزارة التعليم العالي امتحان المعادلة. و كان ذلك مأزق و عقبة ليست مثلها عقبة في الحياة. طلب مني احدهم عندما كنت مقيم في مدينة الطب ان اساعده بالدراسة. فبدئنا اولا بطريق الفحص السريري للقلب حيث تلكأ و استغرب من المصطلحات كما لو كنت اتكلم معه باللغة الصينية. و كلما تقدم الأمر وجدت انه غشيم يتفاجأ بكل ما اقوله و عندما حاولت شرح اصوات اغلاق الصمامات القلبية قلت له نصف الصوت الأول و الثاني و نحاول نسمع اذا كان هناك صوت ثالث و هذه مسألة روتينية، فتعجب صاحبي و اندهش لأنه يسمع هذا الكلام لأول مرة، فقدت صبري ثم قلت اذا اردتني ان ابقى صديق ارجوك ان تجد احد غيري للتعليم و انطوى الموضوع لاني ادركت ان صاحبي لا يرجى منه خير و ليس فيه مشروع طبيب.
من ناحية العدالة بما يخص الطلبة الراغبين في دراسة الطب كيف يصح للغني الذي معدل درجاته 75 ان يدخل كلية الطب الأهلية و يحرم من هذه الفرصة من معدل درجاته 98 ، بالتأكيد هذه ليست عدالة. لكن مسؤولية الحكومة و المجتمع ان تنتبه لهذا الأمر بتحديد المعايير و الضوابط لقبول الطالب و منها ان يكون درجاتهم تقل بقليل جدا( 1-5٪) عن الحد الأدنى للمقبولين في كليات الطب الأخرى. و كذلك يجب مقابلة الطالب شخصيا و اختبار ذكائه الأجتماعي و الرياضي للتأكد من صلاحيته لدراسة الطب.
من المسائل الأخرى من ناحية العدالة على الكليات الأهلية ان تقبل (بدون اجور كل عام ما يقارب 5٪ من طلبتها)، تخصص للطلبة المتفوقين الذين ام يحالفهم الحض في القطاع العام و كانت معدلاتهم تقل بنصف درجة عن الحد الأدنى. في هذه الحالة لابد من ايجاد ضوابط اخرى لتمييز الطلبات بمقابلة شخصية للطالب اضافة الى معدله.
كذلك اشراك ممثليين من عامة الشعب للمشاركة في الأدارة و بصفة مراقبين للتمويل بصورة خاصة و القبول و الألتزام بضوابط كل مرحلة. اود ان اشير هنا الى ان بعض الدول ناقشت انهاء التعليم الخاص لانه لا يحقق تساوي الفرص للطلاب. من الصعب جدا في مكان ما احلال المساواة و لكن العدالة وعدم التحيز هو اقرب الى المنشود.
الموضوع الآخر المثير للجدل هو الخوف من كثرة الخريجين و عدم توافر فرص العمل بعد التخرج و هو امر مشروع ، لكن في المجتمع الذي يتبنى حرية السوق و التسويق ستجد انه نفس مسألة العرض و الطلب و هذا ما يمكن تركه الى سوق العمل لأحلال التوازن المطلوب. كذلك في العراق هجرة غير مسبوقة للأطباء بسبب الظروف السياسية لذلك لم يزل هناك من نقص و سوء توزيع بحاجة الى وضع حلول مناسبة.
اما بالنسبة للنوعية اي كفاءة الأطباء الخريجين فهذا من اسهل الأمور لان وزارة التعليم العالي ستقوم بالتاكيد بفرض الشروط المطلوبة التي تشمل عدد المقبولين، وجود مستشفى في جميع الاختصاصات و اخصائين مؤهلين للتعليم، و توافر المختبرات و مستلزماتها للمراحل الأولية بما يضاهي الكليات الأخرى. كذلك وجود رقابة مستمرة و تقييم لكل مرحلة من قبل وزارة التعليم العالي ، يكون نفس الأمتحان حيث ترتبط الكلية بإحدى نظيراتها في البلد. و كذلك تكون السنة الأولى لعمل الطبيب سنة تجريبة يقم فيها الأداء قبل ان يحصل الطبيب على عضوية النقابة و لا يحق له العمل في القطاع الخاص بدون الحصول على ذلك التسجيل.
الخلاصة ان الأمر يستحق المزيد من النقاش و لكن لا ارى داعي للتشنج او الهلع لان سوق العمل يجب ان يكون حر و لابد للقطاع الخاص ان يأخذ دوره ما دام الأمر يخضع للمراقبة و التدقيق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Students in the USA are protesting in support of Palestinia


.. إسرائيليون يتظاهرون قرب منزل بيني غانتس لعقد صفقة تبادل أسرى




.. برنامج الغذاء العالمي يحذر من المجاعة في شمال قطاع غزة... فك


.. مظاهرات واعتقالات في الولايات المتحدة الأمريكية.. حراك جامعي




.. الأمم المتحدة: هناك جماعات معرضة لخطر المجاعة في كل أنحاء ال