الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثلاثية الثقافة وحوار العقل : الذاكرة والكيد والحظ …!

مظهر محمد صالح

2022 / 11 / 11
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


يتشكل العقل الثقافي وتنمو لغة الحوار فيه عبر سلاسل معرفية يتداولها الواقع سواء المسكون منه في التاريخ او الغائب في احلام المستقبل ، ليضع الافكار والاقلام امام حيرة في تسيير لغة العقل وهي تضم في مساهماتها اطراف شتى من المتشككين في المستقبل والمؤمنين في الماضي .انه حراك فكري يحاكي علم النفس المعرفي ، والتنمية المعرفية ، واللغويات في بيئة ثقافية عنوانها وجذرها المستتر هو صراع الفكر والثروة في البلاد .ففي حواراتي الخاصة مع مفكر الامة وقلمها الرافديني حسين العادلي تقف لغة العقل في محطة تبقى ترددات صوتها واقفة على وقع صدى عميق يضم رمزيات ودلالات ووظائف تيسرها مفارقات لغوية ترصد حراك الامة وهي تبحث عن فك لغز الماضي والسكون اليه ، سواء في حضارات قديمة اندثرت او في ولوج جدل الحاضر او التيهان في مجاهيل المستقبل بحثا عن حقيقة جريان الماء في روافده المعرفية قبل ان تفقد قطرات النفط بريقها الداكن في الصراع على الثروة والقوة .
فعندما نتناول شفرة العقل واخاديد الفكر النابضة تطالعنا *الذَّاكِرَة* التي يشرحها المفكر حسين العادلي بالقول :
• (تُرحَم) الذَّاكِرَة بالنِّسيان، كي لا يضَجّ العمر بالأسف!!

• كما يأكُل (الخَرَف) الذَّاكِرَة، يأكُل (النَدَم) الضَمير.

• مَن (يُقيم) بالذَّاكِرَة يَخسر الحاضِر، ومَن (يرتحِل) عن الذَّاكِرَة يخسر المستقبل.

• (يَعتصِر) الذَّاكِرَة ثلاث: المغدور، المُفلِس، والحَقود.

• مُفتقِد الذَّاكِرَة يفتقِد (الإنتماء)، ومُفتقِد الشّرف يفتقِد (الولاء).

• ذَاكِرَة (الذُبابة) تجدها عند ثلاث: الكذّاب، الحَاكِم، والطفل!!

• لا (تَنبِش) الذَّاكِرَة مع المَرأة، و(نقَّب) فيها مع السّياسي.
اما ذاكرتي التي تسير في النصف الاخر من حوار العقل، فترى في فلسفة ( الذاكرة) محاذير اخطرها واهمها حذراً هي ذاكرة الامة (المسكونة )في بنيان الماضي و تمتلك المقدرة على احتضار الحاضر عبر مزيج من (بانورما ) مشبعة بالصدق الساذج الى درجة تسمح التغول في صناعة الاباطيل والخيال في قضايا ميته ، لتستخلص منها دروس معادة تدهش ذاكرة الحاضر دون قيمة في التعاطي مع ذاكرة المستقبل المعطلة .
فالسكون الى ذاكرة الماضي (البانارومية )يعني موت ذاكرة الحاضر وتقويض ذاكرة المستقبل بجعلها عارية بلا جدران . فمثلما تمتلك الامم الحية المقدرة على تفكيك ذاكرة الماضي من خلال ذاكرة الحاضر لتكون عبرة ودرس لذاكرة العصر والمستقبل .فحينما تمتلك الامم المتعثرة ذاكرة حاضرة تنعم بالسكون والموت وتتعاطى بماضوية ،فانها لا ترحم امواتها قبل ان تستقبل احياءها الجدد من اموات حملة ذاكرة الحاضر المسكون بالماضي .

ثم يمضي المفكر العادلي في التصدي الى واحدة من مرارات الامة وهي: *الكَيد* اذا يرى فيها جناساً و طباقاً وتركيباً مستدركاً بالقول:

• إذا (اجتمع) الطموح بالخِسَّة، (قَدَح) الكَيد.

• الكَيد بالفِطنة (يُصاد).

• لا (تقابل) الكَيد بالكَيد، فالمَكِيدَة (فَخ) الكَائد.

• ثلاث (يُوقِعن) بفِخاخ المَكائِد: الثقة بغير محلها، حسن النّيّة، واختلاف الثقافات.

• مَكائِد المُفكرين (الأيديولوجية)، مَكائِد السّاسة (الشِّعارات).

• السّلطة تَكيد بصاحبها، عندما (تخدعه) بوهم القوة.

• (مَن) يأتي بالمُؤَامَرَة، يحكم بالكَيد.

• إذا كان كَيد (المرأة) الرَجل، فكَيد (الرجل) السّلطة!!
اما مذهبي العقلي ومدركاتِه الذاتية فيرى في (الكيد ) هناك شحنةً تدلل :عندما تمتزج (الحيلة ) كسلوك( ظاهر) مع ( الاستدراج ) نحو (الغدر) كسلوك (باطن ) تكون المحصلة هي( الكيد) . فمثلما (المروءة ) تطرق بمطرقة القوة لتظهر معدن (الشجعان) في امتحان (الشهامة ) في سرها قبل علنها ، فان (الكيد )هو من يطرق على معدن (الجبناء) في وسائل (الحيلة) في (العلن )و مسار (الغدر )في (الخفاء) …!! سيبقى الكيد في منتهاه ضلالة شاقة تتعثر بين فراغات الانسانية لتسرق سعادتها وهو مختبئ بين (الغدر) سراً و ( حيلة ) علناً . فما يراه العادلي فكرا ومنطقاً في تناول مفارقة الكيد ياتي مكتشفا كيف تتهاوى مفردة الكيد في نطاقها الحياتي الواسع باحثة عن ضوضاء الظلم و ضلالات الحقيقة المفقودة.

واخيرا ، تبقى مفردة ( الحَظ) مشرط الجراحة الفكرية في تحليل( الطاريء والثابت في الحياة) . اذ يرى حسين العادلي في مفردة *الحَظّ*
مفارقات لاتنفك عن تناول المكان والزمان في حركة تتقلب مفرداتها فوق ثنايا العقل قائلاً:
• مَن أتى به (الحَظّ)، ذهبت به (الشِدَّةٌ).

• يموت الحَظّ بين يَدَي (المتردّد)، كما تموت الفُرصَة بين يَدَي (الغافل).

• الحَظّ (الحَسِن): أن تُولَد بالمكان المناسب، وأن تموت بالزمن المناسب، وأن تحتفظ بشرفك بكل الأزمنة.

• نَاس (الحَظّ) ثلاث: الطارئ، المُقامِر، والوارث دونما كَدّ.

• مَن يبرر (الفشل) بسوء الحَظ ينسى المثابرة، ومَن ينسى المثابرة يفوته الإستعداد.

• ممكن أن (يتكرر) الحَظّ، لكن أن يصبح (قاعدة) فذاك يعني أنّ الدُّنيا لعبة نَرد.

• الحَظّ يجعل الدِّيك (يَبيض)!! وإن شَكَكت فاسأل الصُّدفة عن القادة.

• عندما تغدو السّلطة (ضَربة) حَظّ، تعيش الدولة (سوء) الحَظ!!.
الا ان مفكرتي العقلية ورزنامة ايامها تقول ، لا ادري كم يستغرق النجاح والفوز من زمن للحصول على الفرصة واستثمارها لكي ندرك تماماً ان (الحَظ )ثمرة ايجابية على النجاح او الفوز … ؟؟فاكثر الحظوظ دهشة هي التي تختصر الزمن وتستحيله الى نقطة طارئةً… ما يعني ان كلفة الحظ هي اقرب الى اللاشي وهنا تقترب حالة الحظ من تعريف الطاريء او المقامر في بلوغ الفوز الخالي من الجهد والخالي من الزمن ،واللافت هنا ايضا ان (الحظ ينتزع روح المثابرة) .
للوقت ثمن ،فكلما طال الزمن لبلوغ الحظ تولدت فرصة عنوانها ( النجاح ) .. وهنا تولد (المثابرة )التي (تنتزع الحظ ) انتزاعاً …!!
ختاما ،يبقى ،الكادحون الضاربون على جدران الزمن بمعاول الحياة ينتزعون الحظ بانفسهم لبلوغ (النجاح) و يبقى الطارئون المقامرون هم من -ينتزع الحظ منهم روح المثابرة ليبادلهم فرصة معدومة الزمن اسمها (الفوز ). فبين الفوز والنجاح تتجسد فلسفة اسمها (( الحظ)).
انتهى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التوتر يشتد في الجامعات الأمريكية مع توسع حركة الطلاب المؤيد


.. ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. استمرار تظاهرات الطلاب المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمي


.. وفد مصري إلى إسرائيل.. ومقترحات تمهد لـ-هدنة غزة-




.. بايدن: أوقع قانون حزمة الأمن القومي التي تحمي أمريكا