الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليهودية ديانة علمانية

كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)

2022 / 11 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


استكمالاً لمقالنا السابق بعنوان "دين هو أم دولة"، والذي خلصنا فيه أن اليهودية دولة أكثر منها ديناً، نقارب الآن طبيعة الديانة اليهودية الداخلية.
فقوام اليهودية الأساسي هو "الوصايا العشر"، وتفصيلها فيما عرف بالشريعة الموسوية.
إذا تأملنا "الوصايا العشر" سنجدها تنقسم لقسمين.
الأول يتعلق بعلاقة الإنسان بالإله. والثاني بعلاقة الإنسان بالمجتمع.
فالوصايا الأربع الأولى تقول:
1- لَا يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي.
2- لَا تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالًا مَنْحُوتًا، وَلَا صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ، وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ. لَا تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلَا تَعْبُدْهُنَّ.
3- لاَ تَنْطِقْ بِاسْمِ الرَّبِّ إِلهِكَ بَاطِلًا، لأَنَّ الرَّبَّ لاَ يُبْرِئُ مَنْ نَطَقَ بِاسْمِهِ بَاطِلًا.
4- اُذْكُرْ يَوْمَ السَّبْتِ لِتُقَدِّسَهُ.
هو الجانب اللاهوتي أو الغيبي أو ما يذهب البعض لتوصيفه بالجانب الروحي. وهو كما نرى غاية في البساطة. ويخلو من التعقيدات اللاهوتية التي نجدها في المسيحية. فالإله يريد فقط أن نعبده وحده بلا شريك أو شبهة شريك مادي. وتبدو وصية حفظ السبت كتذكرة أسبوعية دائمة للمؤمن. أنه ينتمي لذلك الإله.
لا نجد هنا كما في المسيحية "روحاً قدساً" يعمل في حياة الإنسان ويوجهها ويلهمها. وفي مجمل أسفار العهد القديم نجد الإله لا يكاد يتدخل في حياة الإنسان، إلا غضباً ونقمة وعقاباً. إذا ما ترك عبادته وذهب لعبادة "آلهة أخرى".
الوصايا الست الأخرى عالمية أو دنيوية، لتنظيم علاقات الناس داخل المجتمع. هي قانون مدني كقانون حمورابي، وغيره من القوانين التي استنها الإنسان لتنظيم حياته. فنجدها تقول:
1- أكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ لِكَيْ تَطُولَ أَيَّامُكَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ.
2- لَا تَقْتُلْ.
3- لَا تَزْنِ.
4- لَا تَسْرِقْ.
5- لَا تَشْهَدْ شَهَادَةَ زُورٍ.
6- لَا تَشْتَهِ بَيْتَ قَرِيبِكَ. لَا تَشْتَهِ امْرَأَةَ قَرِيبِكَ، وَلَا عَبْدَهُ، وَلَا أَمَتَهُ، وَلَا ثَوْرَهُ، وَلَا حِمَارَهُ، وَلَا شَيْئًا مِمَّا لِقَرِيبِكَ.
وكما نرى هي وصايا أو خطوط عامة. لا تميز الدين أو المجتمع اليهودي عن غيره من المجتمعات الإنسانية. التي لابد أن تذهب بها الفطرة والاحتياج للحياة المشتركة إلى مثل هذه التعاليم.
"الشريعة الموسوية" تنقسم إلى ذات القسمين اللذين تنقسم إليهما "الوصايا العشر":
1- الطقوس التي نسترضي بها الإله المعبود، بتقديم أنواع متعددة من الذبائح كقرابين استرضاء وتكفير عن الذنوب.
2- تفصيلات للعلاقات المجتمعية بين الناس. والتي هي دنيوية محضة.
الذي يرجح النظر لليهودية كديانة علمانية أمران:
الأول هو اختفاء أي ذكر لعالم آخر بعد الحياة الدنيوية، يكافئ أو يعاقب فيه الإله الإنسان على إيمانه أو أعماله.
الثاني كما قلنا هو عدم وجود روح إلهية أو روح قدس تصاحب الإنسان في حياته إلهاماً وتوجيهاً، كذلك الذي نجده في المسيحية.
والكاهن اليهودي يقدم قرابين وتقدمات الإنسان للإله. ولا يستجلب بركات أو روح الإله ليمنحها للبشر، كما هو الأمر في اللاهوت المسيحي.
فالإله اليهودي "يهوه" يكاد في الأغلب لا يعرف تدخلاً في حياة الإنسان سوى الغضب للانصراف عن عبادته، أو التقصير في أداء الطقوس وتقديم القرابين.
هو أشبه بحاكم ديكتاتور لا يعنيه سوى الالتزام الصارم بالولاء له.
ما نسميه روحيات أو غيبيات شبه غائب أو بالغ الضآلة في اليهودية.
لذا فهي أقرب لما نعرفه الآن بالعلمانية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نفس مغالطة فقيدنا العزيز فؤاد النمري
بارباروسا آكيم ( 2022 / 11 / 13 - 00:09 )
و الله لا أعرف من اين ابدأ
و لكن هل حقاً اليهودية ديانة علمانية ؟
في البداية ما معنى علماني ؟
ثانيا : الكاتب ينظر إلى اليهودية بعد مجهود جبار بذله مصلحون من امثال موسى مندلسون و ابراهام گايگر و اسبينوزا الخ الخ و بعد تغيرات زمكانية بعد عام ٧-;-٢-;- م بعد دخول الفيلق المظفر اورشليم
و لكن في الحقيقة حينما نقرأ مؤلفات فلافيوس جوسيفوس فنجد بأن جوسيفوس يعتبر نظام حكم اليهود نظام حكم ( ثيوقراطي )
للملاحظة : جوسيفوس اول من استخدم مصطلح ثيوقراطي _ [و لحد هذه اللحظة يعتبر هو من اخترع هذا المصطلح] _ لتمييز نوع الحكم عند اليهود المستند الى الشريعة عن الحكم الروماني ، و اعتبر الحكم الثيوقراطي افضل من غيره
مشكلة الكاتب إنه يقع في نفس المغالطة التي كان المرحوم فؤاد النمري قد وقع فيها في رده على المرحوم وليد يوسف عطو

https://www.ssrcaw.org/ar/show.art.asp?aid=524055


2 - المشكلة ليست في اللاهوت
جورج حداد ( 2022 / 11 / 14 - 10:47 )
جهد مشكور للكاتب المحترم للتعريف باحد الجوانب اللاهوتية للديانة اليهودية
ولكن المشكلة ليست في اللاهوت والفلسفة والايديولوجيا
المشكلة هي في الواقع الستراتيجي ــ العسكري ــ السياسي ــ الاقتصادي ــ الاجتماعي
اليهود لم يأتوا الى فلسطين للتبشير بالديانة اليهودية
بل اتوا عدة مرات مع الغزاة والمسنعمرين
في القديم اتوا مع الرومان الذين بعد ان هزموا قرطاجة الكنعانية العظيمة ودمروها وقتلوا 300 الف من سكانها واسروا الـ400 الف الباقين ـ وكان اليهود يرافقون الرومان بالاموال والاغلال واشتروا الاسرى القرطاجيين واذلوهم وباعوهم بالمفرق كعبيد وجواري لدى الاسياد الرومان وغير الرومان ثم دخلوا مع الرومان الى فلسطين وشاركوا في اعتقال المسيح وقتله وطلبوا من هيرودوس قطع رأس يوحنا المعمدان مقابل ان تنام معه الفتاة سالومي ابنة هيروديا عشيقة هيرودوس
ثم جاء اليهود الى فلسطين بمرسوم اصدره صلاح الدين الايوبي لموسى بن ميمون وتابعوا الاستيطان اليهودي في فلسطين في عهد المماليك ثم العثمانيين
ولما غزا نابوليون مصر وفلسطين جاؤوا معه
واخيرا جاؤوا مع الاستعمار الحديث ليقتلوا العربي في بيته ويأخذوا ارضه


3 - اين العلمانية
د.لبيب سلطان ( 2022 / 11 / 14 - 12:34 )
سيدي الكاتب
العلمانية هي تحرير العقل والفرد والمجتمع من الشرائع الغيبية فاين هي العلمانية في اليهودية
ومما يميز اليهودية كدين انها لم تكن قائمة على الروحانية او الالهام الالهي الروحاني للانسان الذي اضافته المسيحية وهو قفزة هائلة حولت الاله من روح الانتقام في اليهودية الى روح الرحمة والتسامح في المسيحية وحتى في الاسلام المكي الاول الذي ناضر المسيحية بهما ثم مال لليهودية في يثرب حيث بدأت تشريعات القتل والعقاب تسود تباعا ونسخت ماقبلها. اما تاريخ الوصايا العشرة والتي نسبت لموسى فهي مدونات في بابل بعد الف عام لكاتب التوراة الكاهن المؤسس الثاني لليهودية العزير او عزرا بتأثير القوانين البابلية لحمورابي حيث كل حول اليهودية من عقيدة لاتعترف بملك ارضي بل بملك سماوي أعلى هو يهوا خوفا من بطش نبوخذنصر وحوله من اكثر الملوك بطشا وعقابا الى مشرع متمدن كما هو حمورابي الرافدي ومنه اتت الوصايا العشر التي لم يرد لها ذكرلها قبل العزير في الرواية اليهودية عدا ان لاشاهد حضر ولامناسبة تجعل من يهوى الباطش متمدنا في صحراء سيناء حيث اشهدت انقلاب اتباع
موسى عليه لضعف الهه في الانتقام وليس للتمدن


4 - هل يهوه - رب اليهود الخصوصيّ - علمانيّ ؟!
محمد بن زكري ( 2022 / 11 / 15 - 16:31 )
تقول بإن اليهودية ديانة علمانية ! إذن فلغيرك أن يقول بإن الإسلام ديانة شيوعية ! أيُّ منطق هذا ؟! أين هي العلمانية في مثل هذه الهلوسات المضرجة بالدم ؟ :
«واذا اغواك سرا اخوك ابن امك او ابنك او ابنتك او امرأة حضنك او صاحبك الذي مثل نفسك قائلا نذهب ونعبد آلهة اخرى لم تعرفها انت ولا آباؤك ، من آلهة الشعوب الذين حولك القريبين منك او البعيدين عنك ... ، فلا ترض منه ولا تسمع له ولا تشفق عينك عليه ولا تَرقّ له ولا تستره ، بل قتلا تقتله بيدك ... ، ترجمه بالحجارة حتى يموت لانه التمس ان يطوّحك عن الرب الهك ... ، فيسمع جميع اسرائيل ويخافون ولا يعودون يعملون مثل هذا الامر الشرير في وسطك» تث 13/6 –11
«خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ إِسْحاقَ الَّذِي تُحِبُّهُ وَانْطَلِقْ إِلَى أَرْضِ الْمُرِيَّا وَقَدِّمْهُ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ الْجِبَالِ الَّذِي أَهْدِيكَ إِلَيْه» تك 22/2
إشارة عابرة :
الوصايا المنحولة إلى موسى (الأسطوري) ، مقتبسة من كتاب الموتى الفرعوني (برت إمهرو) . على أن الأصل المصري ، يتميز بحس إنساني عالٍ ، و بأسلوب أدبي شفاف ، خلافا للاقتباس العبري ، بصياغته البدوية الفجة و بنزعته السيكوباثية .


5 - باربوسا اكيم
احمد علي الجندي ( 2023 / 4 / 18 - 06:51 )
وبشكل غريب
ارى نفسي
مجبرا
ان اقول
سلمت يداك
!

اخر الافلام

.. السيدة انتصار السيسى تهنئ الشعب المصري والأمة الإسلامية بحلو


.. تكبيرات العيد في الجامع الازهر في اكبر مائدة إفطار




.. شاهد: في مشهد مهيب.. الحجاج المسلمون يجتمعون على عرفة لأداء


.. 41-An-Nisa




.. 42-An-Nisa