الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
النساء .. لماذا يتجملن ويرتدين الأزياء الفاخرة والمجوهرات والكعوب العالية ؟؟؟
منى نوال حلمى
2022 / 11 / 21الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع

النساء .. لماذا يتجملن ويرتدين الأزياء الفاخرة والمجوهرات والكعوب العالية ؟؟
-----------------------------------------------------------------------------
النساء ، يتحملن الجهد والعناء والضغط ، نفسيا وماديا ، لكى يظهرن دائما ، وقد أخفين بصمات الزمن بعمليات التجميل ، وارتداء الأزياء الفاخرة ، والكعوب العالية ، والمجوهرات الغالية ، والعطور ، والمكياج من الرأس حتى القدمين .
النساء فى العالم ، لهن عقلية متشابهة . والا لِم أصبحت صناعة مستحضرات التجميل ، وتصميمات الأزياء العالمية ، وجراحات شد الوجه والجسم ، من أربح
الصناعات الرأسمالية ، مع تجارة السلاح .
اذن ليس من مصلحة الحضارة الرأسمالية العالمية السائدة ، القضاء على تجميل النساء ، والقضاء على الارهاب الدينى .
المشهد التجميلى النسائى ، صنعته الثقافة الذكورية ، ويرسخه الاعلام الذكورى ، والمرأة تدعمه دائما ، ولا تدرك أنه ضد الجمال الحقيقى ،
وضد نفسها .
ان المرأة الحرة ، ترفض أن يعولها رجل اقتصاديا ، وأن يعولها المجتمع فكريا وثقافيا وأخلاقيا .
ان تعبير " سن اليأس " ، يحدد مصير النساء ، ومفاهيم الجمال والأنوثة ، بالقدرة على الانجاب .
وهذا منطق شديد الظُلم ، والتخلف ، والجهل ، و الضحالة .
أولاً ، لأن الخصوبة البيولوجية ، زمنها قصير جدا ، ً مقارنة بحياة المرأة .
ثانياً ، ان " الجمال " ، لا علاقة له ، بقدرة المرأة على الإنجاب ، أو بمدى إتباعها نصائح التجميل ، لترضى أذواق وأمزجة رجال الفكر الذكورى .
إن " الجمال " ، ليس له سن ، لأنه قيمة " داخلية " ، نابعة من عقل ، وقلب المرأة ، وبالتالى هو " غير مشروط " ، بالحمل والإنجاب ، أو بالعناصر الخارجية ، الزائلة .
الجمال الحقيقى ، لا يُرى ، وانما يتكشف تدريجيا ، بطيئا ، ويشع هادئا ، يتسلل الينا سلسا مثل شمس الخريف ، يدهشنا بأسئلة جديدة ، ويحفز على مشاعر غير مألوفة ، ويثير حيرتنا ، ورغبتنا غير المبررة فى الاقتراب منه ، والتعلق به ، وادراك أسراره ، ومن أين يأتينا .
تنبع حقيقة " الجمال " ، من ثقة المرأة بنفسها ، واعتزازها بشخصيتها ، المتفردة المستقلة ، التى لا تشبه الا ذاتها ، وشغلها النافع لتغيير نفسها ومجتمعها ، من ابداعها المختلف ، وشجاعتها وصدقها في مواجهه العالم بوجه مغسول ، وأن تحب تقدمها فى العمر، بكل بصماته ، علي الملامح والجسد ، بل تعتبر الكبر ، محطة النضج ، والحكمة ، والسخرية من المقاييس المختلة المزيفة ؟؟.
نجمات السينما عندما يتقدمن فى العمر ، يهملن ، لأنهن أصبحن " قبيحات " وفقا للجمال الذكورى المزيف . ويجبرن اما على الاعتزال والاكتئاب ، أو الدخول فى متاهة وسباق عمليات التجميل والأناقة الخارجية ، الذى يستعبدها ويستهلكها .
العكس ، لا يحدث مع النجوم الرجال ، لهم العمر ذاته ، والتجاعيد والكرمشات والخطوط والترهل نفسه .
ولا يخفي الرجل عمره الحقيقى . بينما المرأة ، تخفيه ، كأنها " جريمة " ،
يجب ازالة بصماتها أولا بأول ، أو " بلاء " ، لابد من ستره . فكيف تتجرأ على الكبر تكبر ؟؟. ويا لسخافة المقولة وثقل دمها الأخلاقى والحضارى : " لا تسأل المرأة عن عمرها ".
نسمع عن أخبار عمليات التجميل الخاطئة ، هنا وهناك ، والتى أدت الى تشوه جزئى أو كلى للملامح ، وهناك فتيات ونساء فارقن الحياة أثناء عمليات تغيير مسار المعدة أو تضييقها ، أو كن ضحية آثار جانبية مستديمة . ومع ذلك ، تبقى الذكورية واعلامها أقوى ، فى غسيل وتوجيه العقول والفلوس . حتى المرأة
الفقيرة أو التى " على قد حالها " ، قد تستقطع من القوت الضرورى ، أو تستدين لشراء أحمر شفاه مستورد ، أو لتركيب عدسات ملونة .
مستورد ، أو لتركيب عدسات ملونة .
التيار السائد فى جميع أشكال الفن ، ترى المرأة " سلعة " لابد أن تتزوق لارضاء الزبون ، وهى " ديكور " يجب أن يواكب أحدث موضات التصميم ، لجذب العميل .
وأيضا التقاليد كلها متخمة بالاساءة المتهكمة المتنمرة على " المرأة العجوز القبيحة ". بينما الرجل العجوز القبيح ، يظل يستمتع بوقاره وبملذات الدنيا ، الشرعى منها وغير الشرعى ، ومن أولها بالطبع ، النساء " الزغاليل " ، وليس النساء " العتاقى ".
يفسرون أزمة الفن أو السينما ، بفقر الامكانيات . والسبب الحقيقى هو فقر التفكير المتمرد . ماذا ننتظر من ثقافة تقيم شرف وأخلاق المرأة بغشاء البكارة ،
وتسميه " أعز ما تملك " ؟؟. أهناك خير يُرتجى ، من عقلية تحدد جمال النساء ، بالخِلفة ؟.
نغفر للمرأة أن تكون عاطلة وكاذبة ومرتشية ومنافقة ، وساذجة ، ولا نغفر أن تكون قبيحة ، أو عجوز ، وتطرد نهائيا من الاحترام والاهتمام ، لو جمعت بين الصفتين .
في فيلم "معبودي الخائن" ، عن حياة الأديب الأمريكي ، " فرانسيس سكوت
فيتزجيرالد" ، بطولة نجمي المفضل ، جريجورى بيك ، مع ديبورا كير ، وأخرجه هنرى كينج ، عام 1959 ، هناك جملة لا أنساها .
كان "سكوت فيتز جيرالد " ، يحب شيلا جراهام ، و كانت تخاف مرور الزمن ، وفقد جمالها ، واعترفت له بذلك . رد عليها برقة : " الجمال في الشباب هبة الطبيعة ، أما في العمر المتقدم ، فنحن الذين نصنعه ، إن أجمل امرأة رأيتها في حياتي ، كانت في الثمانين من العمر" .
الكاتب والشاعر الساخر والفيلسوف "هنرى تشارلز بوكوفسكى " ١٦ أغسطس ١٩٢٠ ٩ مارس ١٩٩٤ ، كتب:
" عندما تكف النساء عن حمل المرايا أينما ذهبن ، ربما أصدق حينئذ حديثهن عن الحرية " . واحدى قصائده الشهيرة اسمها " Style " أى أسلوب ، والتى رسم لوحة الحياة فى جميع تفاصيلها ، بأنها " أسلوب " .
وهل الجمال ، شئ آخر ، غير " الأسلوب " لا يشبه أحدا ، ولا يقلد أحدا ؟؟.
أما " نزار قبانى " 21 مارس 1923 - 30 أبريل 1998 فقال : " ماكياج المرأة حتى أحبها لابد أن يكون ماكياجا ثقافيا .. لا استطيع أن احتمل امرأة جميلة وغبية ".
-----------------------------------------------------------------------
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. مقتل سائح ألماني وإصابة شخصين آخرين جراء هجوم بسكين في باريس

.. تواصل قصف الجيش الإسرائيلي لغزة • فرانس 24 / FRANCE 24

.. نزيه خياط: إسرائيل أعلنت بوضوح رغبتها بفرض الهيمنة على غزة

.. قصف إسرائيلي متواصل على مواقع في قطاع غزة | #عاجل

.. عرض لمجندي جماعة ا?نصار الله الحوثيين لمساندة غزة
