الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سُويْدُ السُّويداء

علي الجنابي
كاتب

(Ali . El-ganabi)

2022 / 11 / 23
المجتمع المدني


المقالةُ إرتِدادٌ لهُجومٍ (سُوَيديٍّ) كاسِحٍ وَواضحٍ بجَلاء، على أطفالِنا من أسَر مُسلمي المَهجَر التُعَساء
ولستُ فيما هاهنا ناوٍ لأجَاملَ فيها خِلّاً هناكَ بالغمِّ مغترباً، ولا صَاحباً هنا بالهَمِّ مَكتئباً، ولا عَابرَ سَبيلٍ بالجنبِ مُضطرباً، لن أفعلَها ولن أشَاء.
ولستُ هنا عاوٍ بخِطابٍ بِهجاء، بل وَجَبَ علىَّ وكلِّ مسلمٍ واعٍ للخَطبِ بنَقاء، ألا يَشتَطَّ قلمُهُ بل يَخُطُّ ل (شَرطةِ السُّويدِ) تقديراً عَالٍ وثَناء، لتفَانيهمُ بِحفظِ أمانِ بَلَدِهم من (مُستودعاتِ رعبٍ موقوتةٍ وعثاء)!
أجل، هي مستودعاتُ موقوتةُ وشعواء، ولودةٌ مُخيفَةٌ مُرعبةٌ، وهكذا هو ظَنُّ حُكومةُ السُوَيدَ، وهكذا يكونُ هوَ الذَّكاء.
وإذ تَدارَسَ أولو الحَلِّ والعَقد السويديينَ بينهمُ أمرَ مُهاجري المُسلمين بفَطنَةٍ وبِذكاء، حالَ فتيةٍ لأسرٍ مُسلمة (ولو بالهَوية)، وتَفَرَّسوا بدهاء، مآلَهم بعدَ بضعِ سنينَ في أزقةِ مدنِهمُ وفي الأنحاء. أطفالٌ مُسلِمةٌ تعيشُ اليومَ برغدٍ على ترابِ بلدهم وبرَخاء. لكنَّها ستَنقلِبُ بعدَ حينٍ قريبٍ الى طعناتٍ في الظَّهر مَلساء، لذلكَ أمرَ اهلُ الحلِّ والعقدِ بِ(وأدِ) كلِّ بذرةٍ لإرهاب في مِهدها وأدَاً عَلناً دونَ خَفاء، ولا على إستحياء، وذلكَ بِسَلخِ كلَّ فتىً مريبٍ من بينِ أحضانِ أبويهِ بسلامٍ، أو قسراً بعدَ عَناء، بُغيةَ تربيةِ الفتى تربيةً سويديةً (ديمقراطيةً سَمحاء).
وإذاً...
فذلكَ حقٌّ لهمُ في بلدِهمْ فيماهُمُ فيهِ يُفكّرونَ بإسترخاء، ومِمَّا همُ منهُ يَتوجَسُونَ من قادمِ سنينَ بإتِّقاء،
ولا يَحقُّ لمنصفٍ منَّا أن يواسيَ تلكَ الأسرِ المنكوبةِ ببناتِها والأبناء، أو أن يكتبَ بتَعاطفٍ أجوفٍ قطعةً من رثَاء،
كما لا حقَّ لمُهاجرٍ هنالكَ أن يتَباكى بلطمٍ وبعَزاء، أو أن يَعبسَ بتَجَهُّمٍ لأجراءاتِهم بإستِياء، أو أن يتَشاكى فيستغيثَ بنداءٍ على سَواء، لأنَّ شَرطيَّ السُويد سيَردَّ عليهِ موبِّخاً بجَفاء:
[قد أفضَيتَ لنا بأنَّ بلدَانكم بلادَ العُربِ ضرّاء نَكراء غبراء عرجاء، ورعناء، فزَجَرتَ عيشَها متأفِّفاً بازدراء، مِمَّا فيها من ظُلماتٍ وإبتلاء، وظُلمٍ وبَلاء، لتعتكفَ في زيزفونِ إسكندنافيٍّ وما حَوى من بَهاء، وما ضَوى من ماءٍ و(نتٍّ) وكُهرباء، وما زَوى من خُضرةٍ نضرةٍ ومن هناء. ولقد علِمنا أن السويدَ هي لقلبِكَ ك(السويداء)، فإرتضيتَ أن تُفارقَ لأجلِها طوعاً لمَسَاتِ الطُّهر الى حيث البِغاء، وهَجرتَ همَساتِ “حَجي بُرهان” ورَسماتِ هلالِ “رمضان” والبَهاء، لتلاحقَ نَسَماتِ ألواحِ تزلّجٍ على ثلوجٍ في شِتاء، ولترافقَ بَسَماتِ دلوعةٍ ذاتِ عيونٍ زرقاء، وتواثقَ جلساتِ سَمَرٍ شَقراء حينَ المَساء، وتعانقَ كأساً في ليالٍ حَمراء. وإذاً يا (لاجئ)، فأتلِفْ وتآلفْ مع قانونِنا برِضاء، وعِشْ معنا عيشَ الخُلطاء. ولكأنّي بكَ لم تعلم أنّ دُهورَنا وأحقابَنا وأعَقابَنا كانت كلُّها ضِدّاً ونِدّاً لما وَصَّى به رُسُلٌ وأنبياء؟ وإذاً فالمَنطقُ يقولُ؛
(ألّا حقَّ لأحدٍ في ديارِ قومٍ إن كانَ فيها من الغُرباء، أن يعترضَ سبلَ عيشٍ إرتضَوْهُ، وهو فيهمُ لاجئٌ من النُّزلاء). ونحنُ ما خدعناكَ -يا لافيَ- بعيشِنا، وما صدعناكَ-يا حافيَ- بطَيشِنا، وبأنَّنا تقاةٌ أولياء. هو ذا العيشُ عيشُنا وكما ابتغيتَ أنتَ مُفصّلاً لعيشِ السُّعداء، وعليكَ أن تنسَى وذريتُك قانونَكمُ المُنزَل ذات فجرٍ من السماء؛ {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ} عن أهليهم وعن عهدِهم والوفاء؟ ودعْنا نُرَبّي وغدانَكَ كما نريدُ نحنُ ونَشاء، بفكرِنا وبذِكرِنا لا بِفكرِ وذِكرِ مُحَمَّدٍ بنِ عَبدِالله (صلى الله عليه وسلم) في الصَّحراء، وسوفَ نُعلِّمُهم حينَ الشُّروقِ بلا مَللٍ، وحينَ الغروبِ بلا كَللٍ حُبَّ الحياةِ، وسنُلّقِنُهم معانيَ الولاء، ولاخيارَ لكَ إلا أن تَمكُثَ سَرِيَّاً بأنينِكَ في دروبِنا والبقاء، ولا ضيرَ أن تبعثَ لعُربانِكَ بزُخرفِ صورٍ توحي بعيشِ الأمراء، بينما أنتَ هاهنا مَجمَعٌ من أشلاء، مَدمعٌ في هَباء، ومَقطعٌ من بُؤسٍ لأرذلِ البُؤساء. وذاكَ -لعَمري- هوَ الشَّقاءُ في بطنِ الشقاء، وهو العَواءُ في وطن الغُثاء. و...{ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ اللّاجئُ المُتَحَضِّرُ الحَكيم}

قد كفيتَ ووفيتَ أيُّها الشَّرطيُّ ذو القبعةِ الصفراء.
وذلكَ هو لنا نحنُ العَربِ وللمُغتربينَ خسرانٌ كبيرٌ مبين، وحُقَّ لكلينا الوَجعُ والبُكاء. ألا ليتَهم فكَّروا وكَرُّوا عَودَاً الى أحضانِ الضاد وكَيْفِهِ والسَّناء.
ألا ليتهم فَرُّوا ونَفَروا من قَعرِ الوباء وزَيْفِهِ والهَراء، ويَنهَضوا فيَنفِضوا عنهمُ لباسَ كلَّ كَربٍ وإبتِلاء.
ألا ليتَ ديارَ قومي هاهنا تعلمُ بثمنٍ باهظٍ يدفعُهُ كلُّ غريبِ دارٍ بصمتٍ وخفاء، ودون شكوىً منهُ ولا نِداء ولا جدوىً من إستياء، ولو أنَّهم علموا لما هَجَرَ مواطنٌ موطنَهُ، لا علماؤه منهم ولا الجُهلاء، بل ولا حتّى الأغبياء.
وجهةُ نظرٍ شخصيةٍ جداً وحسب، وعَلَمِيَ من قَلَمِي بَرَاء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العالم الليلة | الآلاف يتظاهرون في جورجيا ضد مشروع قانون -ال


.. اعتقال طالبة أمريكية قيدت نفسها بسلاسل دعما لغزة في جامعة ني




.. العالم الليلة | الأغذية العالمي: 5 بالمئة من السودانيين فقط


.. خالد أبو بكر يرد على مقال بـ -فورين بوليسي-يتهم مصر بالتضييق




.. جامعة كولومبيا: فض اعتصام الطلبة بالقوة واعتقال نحو 300 متظا