الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شيوخ الأسلام و - الكهنوت -

يوسف يوسف

2022 / 11 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


المقدمة :
الكهنوت مصطلح مرجعيته هما العقائد اليهودية والمسيحية ( وهو التقليد المتوارث منذ أيام العهد الجديد . ولقد نصّت التوراة صراحة على نظام كهنوتي دقيق ، غير أن المسيح وفق العقائد المسيحية قد ألغاه ، وكما ينصّ العهد الجديد فإن المسيح قد غدا "الكاهن الوحيد" أي الوسيط الوحيد بين الله والبشر . وقد أقام المسيح اثني عشر "مساعدًا له" وأوصاهم أعمال التدبير والإدارة والتقديس والتعليم والوعظ .. غير أن هذه الإقامة ليست بقوتهم الشخصية بل بتفويض المسيح ، وهو أساس سر الكهنوت إلى اليوم / نقل من موقعي الويكيبديا وكنيسة يسوع المسيح ) . بمعنى ان المسيح هو الوسيط الوحيد بين الله والبشر - لا غيره ، والنقطة المركزية هو أن خلفاء تلامذة المسيح الأثنى عشر/ رجال الدين ، أوغلوا أضافة لواجباتهم الدينية - بتدخلات سياسية دنيوية ، وهو ما حدث في القرون الوسطى .. أما الأن فرجال الدين المسيحي ، رجعوا للأهتمام بالشؤون الدينية الأخروية دون السياسية ، مؤسسين لحديث المسيح لتلامذته بموقعة صلبه ( مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هذَا الْعَالَمِ / أنجيل يوحنا ) ، والمسيح أيضا ، بذات الوقت ، قد فرق بين الدين والحكم والسلطة ، بقوله ( أَعْطُوا مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا لِلّهِ لِلّهِ .. / أنجيل مرقس ) ، لذا أتبع رجال الدين المسيحي ما نهجه المسيح ، في ترك مغريات الحياة الدنيا ، بما في ذلك التدخلات السياسية .. خلاصة الأمر : ووفق ما جاء بانجيل يوحنا بأن المسيح هو " الطريق والحق والحياة " .

الموضوع :
رجال الأسلام / من أئمة و فقهاء ومفسرين وشيوخ ودعاة ومفتون / جمع مفتي ، و .. ، الأن قد أتخذوا مقام كهنة المسيحية في القرون الوسطى ، دورا ومهاما وسلطة ، دون أي تفويض ، بل أنهم منحوا لأنفسهم سلطة الرسول والله معا ، فهم الآمر والناهي دنيويا وأخرويا معا ، وعقائديا وسياسيا أيضا ! ويمكن تسمية شيوخ الأسلام ، نتيجة لتدخلاتهم ب " الكهنة " ، كما أنهم أختلقوا أحاديث وفتاوى بما يخدم أستمرارهم النفعي بمهام الكهانة .

1. قد تمادت المؤسسة الدينية للأسلام ، بكهنتها / رجال الأسلام ، كل الأفق وكل التوقعات في تملكها لحياة المسلمين ، فهم يحددون مقتربات وتقاطعات حياتهم ، من قبل الولادة الى الممات ، بل والى بعد الممات ، فيتدخلون مثلا : بكيفية دخول العريس لغرفة عروسه - وبأي رجل يبدأ ، وحتى بطريقة ممارسته للعملية الجنسية / معتمدين على أحاديث نبوية ( أمرنا النبي ألا نأتي النساء كالبهائم ، وقال : اجعلوا بينكم وبينهن رسولاً .. كالقُبلة . هذا الهدي النبوي يعلمنا أن العلاقة الزوجية يجب أن تكون منظمة وقائمة على المودة والهدوء والتمهيد للجماع . / نقل من موقع أسرار الأعجاز العلمي ) . وقد تمادى رجال الدين أكثر من ذلك ، بعرض تفاصيل العملية الحميمية ، فالداعية السعودي : بن العثيمين / 1929 – 2001 ، عالم فقيه ومفسّر ، وخطيب وأستاذ جامعي ، عضو سابق في هيئة كبار العلماء ، يقول ( وقد أباحت الشّريعة الإسلاميّة للزّوج أن يستمتع بكافّة الوسائل المُمكنة بزوجته .. وقد نهت الشّريعة عن : الوطء ، وهو الجماع في الدُّبُر ، وكذلك نهت أن يُجامع الرّجل زوجته وهي في حال الحيض، ومصّ الأعضاء أو تقبيلها لم يرد في تحريمه شيء/ نقل من موقع محتويات) .

2 . بالنسبة لموضوعة الزكاة ، والتي وثقت بنص قرآني ( خذ من أموالهم صدقة تطهّرهم وتزكيهم بها .. / 103 سورة التوبة ) ، ولكن كهنة الأسلام ربطوا تقبل الصلاة بأعطاء الزكاة - لأغراضهم المادية / وفق حديث الرسول ( أيّها المسلمون زكّوا أموالكم تقبل صلاتكم ) ! ، وذلك حتى يجبروا المسلمين على دفع الزكاة .. ولكن المعلومة الأهم ، أين تذهب أموال الزكاة ! ، أتذهب هذه الأموال للفقراء والأيتام والمساكين وللأعمال الخيرية للمسلمين ! ، أم تذهب معظمها لكهنة الأسلام ولمصالحهم الخاصة ! .

3 . وكان لكهنة الأسلام دورا كبيرا في السياسة أيضا ، وأكبر مثال على ذلك : دور الأخوان المسلمين ومؤسسها حسن البنا في تقويض الحكومة المصرية بواسطة الأغتيالات السياسية ، الدور التكفيري للمجتمع وأسقاط الدولة المصرية لسيد قطب ، الدور السلفي في مساندة الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي العياط - وبرز من هولاء محمد حسان ومحمد يعقوب وأسحق الحويني ، كذلك تدخلات المرجعية الشيعية في النجف / العراق ، بالعملية السياسية ، ودور الكثير من رجال الدين العراقيين في العملية السياسية - كالسيد مقتدى الصدر وجلال الدين الصغير ، أما الدور الأبرز والمحوري ، والذي أسس لنظرية عقائدية شيعية جديدة هو أية الله الخميني ، وذلك في تبنيه لولاية الفقيه ، ودوره في تصدير الثورة الأيرانية للعالم ، والتي في تداعياتها المستقبلية تمثل في سيطرة النخب الأيرانية للسياسيين و العملية السياسية ككل في العراق ..

خاتمة :
ليس بجديد أن قلنا أن رجال الأسلام / كهنة الأسلام ، مكانهم ودورهم يجب أن يكون في الجامع أو الحسينية فقط ، وليس دورهم في أروقة السياسة بخدعها ولعبها ، حيث أن رجل الدين المفروض به أن يكون مستقيما صادقا ، ولكن عند دخوله معترك السياسة ، الوضع يتطلب منه أن يكون لعوبا ومراوغا .. ومن جانب أخر ، على رجل الدين أن يكون خادما لربه ، عونا لرعيته ، في الشدة والعوز ، أمينا في خدمته الدينية لأتباعه - في حدود العبادات ، وأن لا يكون وصيا على العباد ، بل أن يكون واعظا وناصحا لهم ، وأن لا يكون مصادرا لحريتهم أو مستعبدا لهم ، وأن لا يسطح أو يجهل عقولهم . أخيرا : رجل الدين يجب أن يكون القدوة لرعيته في الحياة الدنيا ، ومن الضروري أيضا أن يحجم دور كهنة الأسلام العقائدي ، كذلك أن لا يلعبوا دورا سياسيا مشبوها طمعا بالمنافع المادية أو المالية ، وأن لا يزكوا أدوار الأخرين ، من رجال السلطة والحكم .. أي أن يكونوا رجال دين ، رجال دين فقط !! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اغتيال ضابط بالحرس الثوري في قلب إيران لعلاقته بهجوم المركز


.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية




.. الخلود بين الدين والعلم


.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل




.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي