الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لأننا لِسنا أحرار..سبع مسائل إنسانية تبحث عن إجابة !!

عدنان سلمان النصيري

2022 / 11 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لعل من أخطر التساؤلات الموجهة إلينا من رب العزةِ والاجلال، وكما وردت علينا من القرآن الكريم، وطال شرحها بالاحاديث والسنّةِ وفي أكثر من موضع ومناسبة: { يا أيها الإنسان ما غرَّك بربك الكريم}؟ الذي خلقك فسواك فَعدلَّك؟ ..
هذا السؤال الذي لم يجد له أي صدىً لدى اغلب البشر الموصوم بالغباء منذ بدء الخليقة، سوى الصلف والغرور والتباهي، بعد ان سُكَّتْ مُعتقداتنا بقوالب أكل داخلها الصدأ، وتكلست من خلالها عجينتنا المسكوكة بعد مرحلة الصبا ومن دون رجاء الا ما ندر.
وكنتيجة طبيعية بعدم قدرة الاخصاب العالي في عملية إستلهام العقول المغيَّبة ،حتى غدوّنا نركب التيار ونشجع على اكتساح الفكرالاخر من فوق ارض الواقع الذي نعيشه، وصرنا نجد بأنفسنا نغوص من وحلة إلى أخرى، مثيرين حول آدميتنا المنقوصة شفقة ذكاء الحيوان، ونحن الذين ندعي التكريم الإلهي بكل تبجح في عملية الخلق، ولنكتشف في نهاية المطاف بأننا المدانين والماثلين حضورياً بالترافع أمام ضمائرنا في قفص الاتهام، وبمحاكمة انسانية لاترحم وفق نواميس الضمير، من بعد ما دُوِّنَ علينا في مذكرات التاريخ بما لنا، وما علينا للأجيال اللاحقة..(بعيدا عن فرضية حساب القبر بمنكر ونكير التي يدحضها البعض كاسطورة وخرافة)، و خصوصا بعد توجيه العديد من الأسئلة المتداولة بلوائح اتهاماتنا.. ولنتفق بان الحاكم المُعَّول عليه في نطق الحكم، سيكون ارجحنا عقلا وحكمة ووجداناً..

*المسألة الثانية:
على اي شيئ نفاخر؟.. ونحن الذين افتقدنا حرية اختيارنا لاسماءنا من الاساس، بعد ان وسمونا الآخرون، ومنذ اليوم الأول لولادتنا، بصالحها وطالحها كوسم العبيد، وقد نعني بالاخرين هم أباءنا أو باقي المتحكمين حولنا ؟؟ بعد ان اعتمدوا التقليد لاشاعة خير الأسماء ما عُبِّد وحُمِّد، لتسلك تلك القاعدة طريقا فضفاضا مترهلا ويصبح العبد لله عبداً للصنم وللبشر، فلا فرق بتحول التقديس المتبادل كما في صرعة التحول بجماعة (الايمو)، وان لم يكن عبداً خلوصاً للشيطان، ومن يشذذ عن القاعدة، صار يلجأ للطلاسم بتحدي القدر، واختيار اسماء ما انزل الله بها من سلطان.. والتملق بالارتزاق لاولياءه من أصحاب التسلط بالسفاهة والطغيان.

*المسألة الثالثة :
هل نحنُ لَبِسنا معتقداتنا الدينية بكامل حريتنا وعن سابق رؤية بالاكتشاف والتمحيص قبل التيّقُّن، أم تم تلبيسها علينا؛؟؟ .. كما هي العادة في ممارسة احتفالية الهمس بأذنيّ النعجة (العقيقة) قبل الذبح، وبطريقة التأذين بالأذن اليمنى وبالإقامة في اليسرى. وبممارسة افساد إطلاق عنفوان الصرخة الانسانية الأولى، التي يبتغيها الوليد بشكل عفوي للتعبير الرمزي والمعنوي في امتلاك ثقة كاريزما التحدي لواقع الحياة الجديدة، وبعيدا عن اية تبعية مُشَرذِمَة ً لأبعاد ودلالات هيبة الصورة الشخصية للمستقبل الانساني المهدد بالانتقاص.
وخصوصا بعد التأقلم المحدود الأجل في بطون امهاتنا كمتطفلين، ولم نكن نسلم من الارتهان المقيَّد بطبيعة ارهاصات مؤقتة في عالم مخنوق كان مهيئا اصلا لطبيعة الأرتزاق المكبل ولمبدء ألحرية التي يتوق إليها الإنسان السامي، ولم يكن يخلو من التاثيرات الوراثية الجينية وهي مشحونة بالسالب والموجب، قبل تهيئة عوامل الانفتاح بالسلوك على فكر العالم الآخر المختلف والحر خارج الارحام.
ولم نسلم من مقدار طبيعة عوقنا الذهني بمقدار نسبة اول ارتزاق، قبل أن نُخضِع عقولنا لفلترة جديدة بمراحل متأخرة بعد الولادة ، وبمنأى عن أي تدخل احمق ينسجم مع طبيعة متطلبات تنشئة العقل السليم والشخصية المتوازنة، وبشكل اكثر وثوقا بالأمل و بالمستقبل، ومن دون الشعور بالمؤاربة والانتهازية والعقوق، التي تساهم بمجملها في تكوين أخطر العقد كما في (عقدة الذنب أو عذاب الضمير) .؟؟ وقبل ان نكون محكومين بشكل مطبق، تحت ميثاق الولاء إلى عقيدة جديدة مكتسبة، لم نتيقنها باختبارالإيمان، ومثلما كانوا يمارسون الادلجة على المؤلفة قلوبهم، في فرض سياسة العبودية عليهم كسبايا حروب وغزوات في صدر الإسلام والحقبات المظلمة التي تلتها، وغالبا مايطلق عليها الكثير من الاغبياء بالعصورالذهبية!.

*المسألة الرابعة:
هل نحن اخترنا مذاهبنا في العقيدة و الدين؟ ..
الجواب: كلا والف كلا.. فقد استلهمنا ذلك من مخزون اللاوعي المتسرب بخطورته، ونحن لم نزل ننطف من صدور إمهاتنا، قبل أن نسمع بمفردات الاختلاف بعد مرحلة الفطام والصبا.

*المسألة الخامسة :
ياترى هل نحن امتلكنا الحقيقة المطلقة؟
الجواب كلا لا أظن بالمرة.. لأننا لانملكها الا بمقدارها النسبي، من خلال تقاليد وعادات اجتماعية بوهيمية متوارثة، تُحَرِم ما أُحِلَّ لغيرنا، وتُحَلِّل مايُحَرِمه علينا الآخرون.

*المسألة السادسة :
هل نرى في غيرنا حق امتلاك حرية التعبير؟ واداء طقوسهم بدون مضض منا على أقل تقدير؟ إن لم نكن عليهم مُكَفِّرون، ونتمنى نحرهم وحرمانهم من حق الحياة، الّا ان يُعلنوا توبتهم ويدخلون في ديننا ومذهبنا صاغرين؟؟؟.
الجواب : لا يظن كل عاقل حصيف، اننا سنكون بهذه الاريحية والوسامة والشفافية، حين اتقنّا فن المهرجين، وطريقة التمادِ بنرجسية اجحافنا و تفاخرنا على الآخرين، وبعد ان آلينا على أنفسنا وفقاً لمفهوم ثقافاتنا المغلقة ان لا ندعهم يتنشقون هواء حريتنا، الا من نتانة زفيرنا، ولا نُمَتِعُهم الا من جِيَّف نفاياتنا، وبطريقة فرض عصا الطاعة عليهم بالولاء.

*المسألة السابعة (ولم تكن الاخيرة) ..
هل سنؤمن بحظنا المقدَّر لو استبدله علينا الآخرون؟.. ونحن الذين نتفاخر بكل أنفةٍ وغرور بطبيعة نرجسية عنوايننا: كخير أمة أخرجت للناس، أو بمصاف شعب الله المختار، أو كملائكة من ذوات الدماء الزرقاء ؟؟؟
الجواب: من المستحيل ان نقبل بهذا الافتراض ولا بغيره، مادمنا نتمسَّك بغيِّنا وحصر نظراتنا عبر ثقوب إقفال الأبواب..
وعندما نبتغي ممارسة نهج شامل للتبديل في طريقة انتقاء المفاهيم الصحيحة، يجب امتلاك النوايا السليمة قبل استخدام الرؤية المتسرعة بالمعالجة، وانطلاقا من الادراك الصادق، والاقتران الدائم بالحكمة، والنضج المجرد من كل تأثير جمعي أو فردي عاطفي حميمي أو مصلحي من حوالينا.. وكذلك بالتبرؤ من لَمَم الهواجس في قعر اللاوعي المدفون بعقولنا، والذي بات وبكل اسف صرحا مشيدا بالتعبُّد والتقديس ، و بعدما أصبحنا نُعَبِّر عنه بشكل غاشم بـ(الضمير الإيماني أو الحي).. وكذلك متى امتلكنا الجرأة والصراحة مع انفسنا بان نخوض المعترك الواعد بالخير والمحبة والانفتاح، ونسمو بانسانيتنا المعطاءة بعيدا عن انتهاج سلوكية الببغاوات بالتلقين، أو ممارسة حب البقاء كالقرود النزقة، التي تتحدى غباءها في الشقلبه والمشاغبة..
وحينئذ يحق لنا القول: بأننا نستحق ان نتقلد وسام المجد والحياة والسمو الانساني. وبعكسه فلا.
ررررررررررررر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا


.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است




.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب