الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القرآن محاولة لقراءة مغايرة 131

ضياء الشكرجي

2022 / 11 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا يَحِلُّ لَكُم أَن تَرِثُوا النِّساءَ كَرهًا وَّلا تَعضُلوهُنَّ لِتَذهَبوا بِبَعضِ ما آتَيتُموهُنَّ إِلّا أَن يَّأتينَ بِفاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَّعاشِروهُنَّ بِالمَعروفِ فَإِن كَرِهتُموهُنَّ فَعَسى أَن تَكرَهوا شَيئًا وَّيَجعَلَ اللهُ فيهِ خَيرًا كَثيرًا (19)
ثم تقفز هذه الآية وما بعدها إلى موضوع آخر. هنا نسأل، عندما تشتمل السور الطوال على مواضيع متعددة، فلماذا لم يجعل مؤلف القرآن كل موضوع في سورة مستقلة، بينما جعل سورتين قصيرتين ذاتي وحدة موضوع في سورتين متتابعتين، بينما تستوجب وحدة الموضوع أن تكون السورتان سورة واحدة؟ وأعني الضحى والشرح. فجاءتا كالآتي:
بِاسمِ اللهِ الرَّحمانِ الرَّحيمِ
وَالضُّحى (1) وَاللَّيلِ إِذا سَجى (2) ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى (3) وَلَلآخِرَةُ خَيرٌ لَّكَ مِنَ الأولى (4) وَلَسَوفَ يُعطيكَ رَبُّكَ فَتَرضى (5) أَلَم يَجِدكَ يَتيمًا فَآوى (6) وَوَجَدَكَ ضالًّا فَهَدى (7) وَوَجَدَكَ عائِلا فَأَغنى (8) فَأَمَّا اليَتيمَ فَلا تَقهَر (9) وَأَمَّا السّائِلَ فَلا تَنهَر (10) وَأَمّا بِنِعمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّث (11)
بِاسمِ اللهِ الرَّحمانِ الرَّحيمِ
أَلَم نَشرَح لَكَ صَدرَكَ (1) وَوَضَعنا عَنكَ وِزرَكَ (2) الَّذي أَنقَضَ ظَهرَكَ (3) وَرَفَعنا لَكَ ذِكرَكَ (4) فَإِنَّ مَعَ العُسرِ يُسرًا (5) إِنَّ مَعَ العُسرِ يُسرًا (6) فَإِذا فَرَغتَ فَانصَب (7) وَإِلى رَبِّكَ فَارغَب (8)
بينما كان الأنسب أن تأتيا كسورة واحدة، كالآتي:
بِاسمِ اللهِ الرَّحمانِ الرَّحيمِ
وَالضُّحى (1) وَاللَّيلِ إِذا سَجى (2) ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى (3) وَلَلآخِرَةُ خَيرٌ لَّكَ مِنَ الأولى (4) وَلَسَوفَ يُعطيكَ رَبُّكَ فَتَرضى (5) أَلَم يَجِدكَ يَتيمًا فَآوى (6) وَوَجَدَكَ ضالًّا فَهَدى (7) وَوَجَدَكَ عائِلا فَأَغنى (8) فَأَمَّا اليَتيمَ فَلا تَقهَر (9) وَأَمَّا السّائِلَ فَلا تَنهَر (10) وَأَمّا بِنِعمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّث (11) أَلَم نَشرَح لَكَ صَدرَكَ (12) وَوَضَعنا عَنكَ وِزرَكَ (13) الَّذي أَنقَضَ ظَهرَكَ (14) وَرَفَعنا لَكَ ذِكرَكَ (15) فَإِنَّ مَعَ العُسرِ يُسرًا (16) إِنَّ مَعَ العُسرِ يُسرًا (17) فَإِذا فَرَغتَ فَانصَب (18) وَإِلى رَبِّكَ فَارغَب (19)
وأما البسملة فيما بينهما، التي ينبغي أن تلغى، ومن أجل ألا ينقص عدد البسملات في القرآن، فمكانها في سورة الشمس، التي يجب أن تكون سورتين، حيث تنهي الأولى عند آية «وَقَد خابَ مَن دَسّاها»، لتبدأ السورة التي بعدها بآية «كَذَّبَت ثَمودُ بِطَغواها»، لكن تبقى المشكلة في السور الطوال ذات المواضيع المختلفة، والمستقلة عن بعضها البعض.
فلنعد إلى الآية، فهي تلغي عرفا كان سائدا عند العرب فحرمه الإسلام، وهو إن توفي رجل متزوج، فأولياؤه أحق بها، فمن شاء منهم أن يتزوجها، بما في ذلك أحد أولاد المتوفى من امرأة أخرى، أو حتى أبوه، فيتزوجها أو يزوجها من غير صداق، أو يمنعها من الزواج، والذي يكون له الحق من أولياء الزوج المتوفى هو من يكون الأول الذي يرمي ثوبه عليها، فتكون له. فحرم الإسلام هذا التقليد، وهو تحريم لصالح المرأة، رغم إن الإسلام لم ينصف المرأة في أغلب الأحيان، إلا أنه رفع عنها بعض الحيف الذي كان واقعا عليها من قبل بعض أقوام عرب الجزيرة العربية.
وَإِن أَرَدتُّمُ استِبدالَ زَوجٍ مَّكانَ زَوجٍ وَّآتَيتُم إِحداهُنَّ قِنطارًا فَلا تَأخُذوا مِنهُ شَيئًا أَتَأخُذونَهُ بُهتانًا وَّإِثمًا مُّبينًا (٢٠) وَكَيفَ تَأخُذونَهُ وَقَد أَفضى بَعضُكُم إِلى بَعضٍ وَّأَخَذنَ مِنكُم مّيثاقًا غَليظًا (21)
للرجل ضمن القرآن كل التسهيلات لفعل ما يريد، متى ما يريد، فيما يتعلق بالزواج والطلاق، فهو الذي يمنح حق تعدد الزوجات، وهو الذي يطلق، متى ما شاء، وهنا تذكر الآية حقه في استبدال زوجته أو إحدى زوجاته بأخرى، متى ما شاء، لكن مع هذا أرادت الآية أن تحفظ للمرأة المطلقة التي يريد زوجها استبدالها بأخرى، حيث تنهى الزوج المستبدِل بها غيرها عن أخذ شيء منها مما منحه إياها من صداق أو ما سوى ذلك. وتذكر الآية بالمواثيق التي قطعها الزوجان لأحدهما الآخر، ووجوب الالتزام بها، لاسيما من قبل الزوج، كونه دائما هو الطرف الأقوى، علاوة على أنه هو صاحب القرار في الأغلب الأعم من الأمور.
وَلا تَنكِحوا ما نَكَحَ آباؤُكُم مِّنَ النِّساءِ إِلّا ما قَد سَلَفَ إِنَّهُ كانَ فَاحِشَةً وَّمَقتًا وَّساءَ سَبيلًا (22) حُرِّمَت عَلَيكُم أُمَّهاتُكُم وَبَناتُكُم وَأَخَواتُكُم وَعَمّاتُكُم وَخالاتُكُم وَبَناتُ الأَخِ وَبَناتُ الأُختِ وَأُمَّهاتُكُمُ اللّاتي أَرضَعنَكُم وَأَخَواتُكُم مِّنَ الرَّضاعَةِ وَأُمَّهاتُ نِسائِكُم وَرَبائِبُكُمُ اللّاتي في حُجورِكُم مِّن نِّسائِكُمُ اللّاتي دَخَلتُم بِهِنَّ فَإِن لَّم تَكونوا دَخَلتُم بِهِنَّ فَلا جُناحَ عَلَيكُم وَحَلائِلُ أَبنائِكُمُ الَّذينَ مِن أَصلابِكُم وَأَن تَجمَعوا بَينَ الأُختَينِ إِلّا ما قَد سَلَفَ إِنَّ اللهَ كانَ غَفورًا رَّحيمًا (23)
هنا تعداد للنساء اللاتي لا يسمح للرجل الزواج بهن حسب الشريعة الإسلامية، وليس من حاجة حسب هدف هذه القراءة المغايرة للقرآن إلى تناولها بالتفسير أو التعليق أو التقويم بالثناء أو بالنقد.
وَالمُحصَناتُ مِنَ النِّساءِ إِلّا ما مَلَكَت أَيمانُكُم كِتابَ اللهِ عَلَيكُم وَأُحِلَّ لَكُم مّا وَراءَ ذالِكُم أَن تَبتَغوا بِأَموالِكُم مُّحصِنينَ غَيرَ مُسافِحينَ فَمَا استَمتَعتُم بِهِ مِنهُنَّ فَآتوهُنَّ أُجورَهُنَّ فَريضَةً وَّلا جُناحَ عَلَيكُم فيما تَراضَيتُم بِهِ مِن بَعدِ الفَريضَةِ إِنَّ اللهَ كانَ عَليمًا حَكيمًا (24)
وفي سياق تعداد أنواع النساء غير الجائز الزواج بهن، تضاف «المُحصَناتُ مِنَ النِّساءِ»، أي المتزوجات، وهذا أمر طبيعي، لكن الإسلام يجعل استثناءً لحرمة الزواج بالمتزوجات، بقول «إِلّا ما مَلَكَت أَيمانُكُم»، فالأمة التي سبيت في الحروب والغزوات، يجوز لمالكها بالسبي أو الشراء أن ينكحها، حتى لو كانت متزوجة، فزوجها إن بقي على قيد الحياة وأسر، فيستعبد كخادم لسيده ومالكه، الذي يمكن أن يحتفظ بملكيته إلى جانب ملكيته لزوجته. والغريب إن القرآن يتعامل مع الزواج والذي يسميه بالنكاح، مختزلا إياه بذلك بالممارسة الجنسية كمعاملة تجارية، كالبيع والشراء أو الاستئجار، فتعطى المرأة المنكوحة من ناكحها الرجل أجرا على النكاح، كما تكون الممارسة في البغاء، فالعلاقة علاقة نكاح من ناكح بمنكوحته، وقضية متعة للرجل يدفع للمُتَمَتَّع بها أجر متعته أو أجر نكاحه لها. وهذا في الواقع إهانة عظيمة لكرامة المرأة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah


.. 104-Al-Baqarah




.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في