الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كل شئ في وقته!

ابراهيم شتلو

2022 / 11 / 30
القضية الكردية


رغبة تركيا أردوغان بالهجوم على المناطق الكردية ليست بجديدة، وتحضيراتها الحربية لإحتلال باقي الشمال السوري جارية منذ سنوات، والتوقيت لتنفيذ تلك الرغبة الشريرة كان يأخذ تطورات العلاقات الدولية في المنطقة بعين الإعتبار وجميع الخطوات في منحى تنفيذ الخطة كانت تأتي تباعا وهي اليوم إستمرارلتنفيذ تلك الرغبة.
وعندما حانت الظروف الإقليمية والدولية لمصلحة شن الهجوم العسكري كانت قنبلة شارع الإستقلال في إستانبول بمثابة رنين الجرس في قيادة الأركان التركية لبدء الضربات الجوية والصاروخية والطائرات المسيرة كمقبلات تفتح شهية القيادة التركية للبدء في إلتهام الطبق الرئيسي الذي بشرت به واشنطن عندما كانت أول دول العالم من بين من استنكر العمل الإجرامي في تفجير القنبلة ليلة 13 نوفمبر الحالي في إستانبول وراح ضحيتها ستة من المدنيين وعدد كبيرمن الجرحى.
كانت رسالة الإستنكار الفورية المستعجلة لعملية تفجير القنبلة في إستانبول والتعبير الحارعن العزاء لضحايا هذا العمل الإجرامي السريعة التي وجهتها واشنطن وسبقت جميع دول العالم مع إلحاقها بتعليقات من عدة جهات مسؤولة في البيت الأبيض بما إصطلح على تسميته:
تفهم المخاوف التركية
كان يمثابة الضوء الأخضر للعملية العسكرية البرية التركية القادمة لإحتلال شمال سوريا وكأنت رسالة التعزية الفورية هي الأخرى تعبيرعن التأييد التام للإخراج المسرحي التنكري والمشوه لقنبلة شارع الإستقلال وما سيتبع تلك الحلقة من حلقات جديدة من مسرحية تحمل عنوان: تفهم مخاوف تركيا من الوجود الكوردي في شمال سوريا.
فقد قلما رأينا إعلاما غربيا أوعالميا لم يشكك في صحة الرواية الحكومية في أنقرة عن عملية تفجير القنبلة في شارع الإستقلال ومنفذيها.
وكما نعلم فإن الأجهزة الإستخباراتية في الولايات المتحدة وسائر أنحاء أوربا والعالم على يقين بأن قنبلة إستانبول الأخيرة هي مسرحية من تحضير وتنفيذ وإخراج استخبارات الدولة التركية وجاءت كجرعة إضافية لتبرر الدوافع التركية وراء البدء من جديد لإستكمال قضم الأجزاء الباقية من الشمال السوري ولإقتلاع ماتبقى من الوجود الكوردي هناك.
وإن كان الموقف الحكومي الأمريكي هذه المرة جاء مخيبا للأمال إلا أنه كان متوقعا لأننا إعتدنا على خذلان الدول الكبرى لنا عبر التاريخ الدامي والمريرالذي نخوضه في سبيل أن نعيش في وطننا بحرية وكرامة أسوة بسائر شعوب العالم.
فقد خذلتنا إنكترا وفرنسا قبل وأثناء وبعد الحرب العالمية الأولى عندما كانتا القوتان الكبيرتان اللتان رسمتا خريطة بلدان إمبراطورية الرجل المريض وحددتا مصير تلك الشعوب وفق مصالحهما الإستراتيجية الخاصة بهما فقط,
ثم خذلتا الشعبين الكوردي والأرمني بإلغاء مفعول إتفاقية سيفروبإحلال معاهدة لوزان محلها.
وعندما توافقت مصالح الولايات المتحدة الأمريكية في عهد رئاسة ترومان – الحزب الديمقراطي – مع مصالح حوزيف ستالين سرعان ماتم القضاء على جمهورية كوردستان وإعدام قادتها بكل وحشية في عاصمة الجمهورية الكوردية الفتية
وفي آذار من عام 1975 أعد وهيأ وأكمل وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر إتفاقية الجزائر المشؤومة بين إثنين من أكبر سفاحي الشعوب في العالم شاه إيران رضا بهلوي و صدام حسين وتم القضاء على ثورة الشعب الكوردي وقصفه بالغازات السامة وتدمير مدنه وقراه وإبادته وإقتلاعه من جذوره وتهجيره من وطنه.
وعندما صوت الشعب في جنوب كوردستان على حقه الطبيعي المشروع في تقرير مصيره بالتأييد المطلق تنكرت واشنطن لتلك الشرعية التي نادت بها لائحة حقوق الإنسان وضمتها مبادئ منظمة الأمم المتحدة في أولى فقراتها. بل بقيت تشاهد الخزو الهمجي لعصابات داعش الإرهابية ووتابع جحافل القوى الإرهابية الجهادية والعربية العنصرية والشيعية الحاقدة وهي تحتل أجزاء من كوردستان عقابا على الشعب الكوردي الذي أبدى رأيه حول مصيره.
حملات عسكرية إقتطعت من الإقليم خانقين وكركوك وسنجار وشيخان ووقفت الولايات المتحدة الأمريكية متفرجة على غزو الوحدات الهمجية المسلحة لما سمي بالحشد الشعبي التي يقودها ضباط فيلق القدس، وقامت بتنفيذ إجراءات إنتقامية لمحاصرة الإقليم وإطباق الخناق الإقتصادي عليه.




أما في سوريا، ففي الوقت الذي يقف فيه الخبراء العسكريين الأمريكان إلى جانب قوات وحدات الشعب والإدارة الذاتية في روز آفا يراقبون التطورات الميدانية ويشاهدون بأم أعينهم التضحيات الجسام التي يقدمها الكورد لصد هجمات الإرهابيين والحفاظ على أمن المواطنين في تلك المناطق فإن حكومتهم في واشنطن تغض الطرف عن جميع العمليات العسكرية العدوانية التي يقوم بها الجيش التركي جوا وبرا ضد الوحدات الكوردية المسلحة ومناطق سكن المواطنين العزل والمدنيين وتدمر البنية التحتية للمدن والقرى بل وتقطع عنهم سيل الحياة وتمنع عنهم مياه الشرب وتلوث الأنهار والينابيع في المناطق الشمالية والشرقية من سوريا.
لقد أصبح الوجود العسكري الأمريكي رمزي فقط. وما إدعاءات أمريكا المتكررة بأن وجود بعض جنودها في روز آفا إنماهو للتعاون مع وحدات حماية الشعب في محاربة داعش وتقديم المشورة لها إنما هو تغطية لحجب الرؤية عن حقيقة الأسباب التي تبررالإحتفاظ بعناصر محدودة من قواتها المسلحة.
فهل تخشى الولايات المتحدة تنظيم داعش بالفعل؟
هل ليس باستطاعة أو قدرة الولايات المتحدة الأمريكية من القضاء على تنظيم داعش عسكريا في سوريا أو العراق؟
إن موضوع وجود وخطورة داعش الذي هو إنما هو أداة وعميل لها خلقته الدول الكبرى متعاونة مع بعض الدول الإقليمية التي تدعي محاربته. وكل منها يحتويه ويأويه عند الحاجة ثم يضعه في القفص لريثما يحين الوقت لاستخدامه عندما تستدعي المصلحة الخاصة بنظام الحكم في إحدى البلدان اللاعبة في ساحة البلدان المنكوبة مثل سوريا والعراق وليبيا وغيرها...
إننا، بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية ومعظم الدول الأوربية غربية وشرقية على السواء كغيرنا من شعوب وأنظمة الدول المنكوبة بيننا وحولنا أدوات تحقق لها المنفعة لوقت ما فإذا ما إنقضى الوقت اللازم لمصالحها فإنها تتجه إلى البديل النقيض للمرحلة المقبلة. ومع ذلك فإن الحكمة السياسية للحفاظ على وجودنا في موطننا تحتم علينا إتباع أسلوب التعامل الدبلوماسي مع تلك الدول العظمى والحكومات الإقليمية وفق تكتيك الظروف الآنية دون الإخلال بالهدف الإستراتيجي الذي يحافظ على إتحادنا ووجودنا وجوهرهويتنا القومية.
وسواء نفذ أردوغان تهديده بالهجوم البري وإحتلال بقية الشمال السوري لعمق 30 أو 40 كم خلال الأيام المعدودة القادمة أم أجله لدواعي تفاعلات أو تفاهمات خارجية إقليمية أو دولية أو لم ينفذه فإنه على الكورد أن يتجهوا أولا إلى تقوية جبهتهم الداخلية بكسر المقاطعة الكوردية – الكوردية وتجاوزالخلافات الحزبية والتخلي عن المصالح الشخصية ودفن الأحقاد نتيجة صراعات بينية. لأن الإستمرارفي النضال الإستراتيجي الكوردي هو ضمان لبقائنا جميعا وقد علمنا تاريخنا الدامي المرير أنه لن يركن أعداؤنا إلى الراحة لطالما كان لنا وجود قومي لأنه يحاربنا حتى في إسمنا، ولغتنا، ورموزنا هذه الحالة التي تحتم علينا قادة وزعماء وأحزابا وتكتلات وحركات وعشائر وعائلات يساريون وملالي أن نتحد ونتكاتف فهم يحاربون ويدمرون كل شئ كوردي...حتى الجبال والكهوف والمزارات وأضرحة موتانا لم ولن تنجو من عدوانهم.
فما بالكم بلباسنا الوطني والفولكلوري وعماماتنا فهم يرونها شوكا في عيونهم وسيحاولون إقتلاعها وإن لم يكن اليوم فغدا.
وليفهم من يريد أن يفهم، هذه هي الحقيقة المرة.
كلنا سيعيش معا بكرامة إذا وحدنا صفوفنا أو إذا بقينا نستمرمتناحرين كما نحن عليه الآن – للأسف الشديد - ونقبع كما هو حالنا اليوم في مركب الموت البطئ حيث تتلاعب به أمواج البحرتارة هادئة وأخرى صاخبة تبتلع البعض منا متوهما بعضنا الآخر بأنه في قارب النجاة إلى أن يأتي الموج على المركب المثقوب وبعدها: لله الفاتحة.
ولابد من توعية شعبنا
Kurdish & Islamic studies association








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب العلوم السياسية بفرنسا يتظاهرون دعمًا لغزة


.. علي بركة: في الاتفاق الذي وافقنا عليه لا يوجد أي شرط أو قيود




.. خليل الحية: حققنا في هذا الاتفاق أهداف وقف إطلاق النار وعودة


.. البنتاجون كأنه بيقول لإسرائيل اقتـ.لوهم بس بالراحة..لميس: مو




.. مستشار الرئيس الفلسطيني: المخطط الإسرائيلي يتجاوز مسألة استع