الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقيقة غزوات العرب - كما جاء في المصادر غير الأسلامية -

نافع شابو

2022 / 12 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ملاحظة هذا البحث هو بالتعاون مع صديقي الباحث عادل حناالله

يقول المؤرخ الألماني "ليوبولد فون رانك ":
"التاريخ يُصنع من وثائق وكل فكرة أو فعل لا يَخلُف أثرا مباشرا أو غير مباشر أو طُمِست معالمه هو امرٌ ضاعَ على التاريخ، كأنه لم يكن أبدا. فلا بديل عن الوثائق وحيث لا وثائق فلا تاريخ".
مقدمة
المؤرخ العراقي المشهور "جواد علي" في كتابه (المفصل في تاريخ العرب الجزء الرابع)يقول:
"قد يكونوا المؤرخين المسلمين تعمّدوا بطمس التاريخ ما قبل ألأسلام, وأعتمدوا على اساطير وخرافات وقصص الأولين بعد دخولهم ألأسلام, فلم يعتمدوا على الأسس العلمية لكتابة التاريخ الاّ في وقتٍ لاحقٍ بعد ألأسلام بمائتين سنة..... وبعد القرن التاسع عشر أستنتج المؤرخون المستشرقون أنّ هناك فجوات وأخطاء في التاريخ ما قبل ألأسلام .
ويضيف فيقول:
انَّ المصادر اليونانية والرومانية والسريانية هي ألأصح، وقد كتبوا عن الجزيرة العربية قبل ألأسلام لانتشار النصارى فيها, وبهذا هم الذين فتحوا الباب للوصول الى التاريخ الجاهلي الصحيح". ويضيف (ج5 ص434) قائلا: “فالدعوة الكتابية “اليهودية "والنصرانية "كانت مسيطرة على الجزيرة العربية كُلَّها وعلى الحجاز نفسه..." (1)
جاء في كتاب " تاريخ الكنيسة "(الغربية) للمؤلف "أندرو ملر" ص 233 ما يلي :
"...ظهر قراصنة أتوا من الأصقاع الشمالية لأوربا من شواطئ بحر البلطيق في الدانمارك والسويد والنرويج ، كانوا مزيجا من الغوط والدانماركيين والسويديين والنرويجيين ، ومع أنّهم كانوا خليطا من قبائل متعدّدة إلّا أنهم اتفقوا في الغاية الرئيسيّة وهي النهب والقتل وكان ملوكهم وأمراؤهم أمهر القراصنة وأجرأ من غزا شواطئها المسيحية الغربية .
أبحرت اساطيل القراصنة من جزائر اسكندنافيا، وكانت سفنهم قويّة ... ورسوا على شواطئ اوربا ،ولم يسلم شبر من مفاجأة هؤلاء المتوحشين القساة ولوكان في قلب البلاد (الأوربية )... وكانوا يُلقّبون "بعربان البحر" [لأنَّ العرب لُقّبوا ب"عربان الصحراء"].
ويضيف فيقول : "كان اهدافهم السلب والنهب فما كانوا يفرّقون بين القصر والدير ، ولا بين ألأسقف والأمير ، ما دام يوجد هناك غنيمة وافرة..
لم يكن عصر في تاريخ الكنيسة (حسب قول الكاتب ) ، بل رُبّما في اي تاريخ كان لايّ بلد من البلاد أشدُّ ظلاما من أواخر القرن العاشر ، على اوربا المسيحية ، بكثرة الأعداء الأقوياء ..فضلا عن ذلك ، قام المسلمون في الشرق، والشماليون الوثنيّون في الغرب، وكان هناك عدو جديد ايضا هم المجريون . وفي لغة التاريخ القاسية يُعبّر عن هؤلاء بقطعان من المتوحّشين أو الحيوانات المفترسة أُطلقت على البشرية. وكان منبع ورودهم غير معلوم بينما كانت اعدادهم لا تُحصى ولا تُعد. القتل والذبح من غير استثناء ، فكانوا وبالا على الجنس البشري عامة "انتهى الاقتباس".(2)
يقول احمد رسمي في مقدّمة كتابه " الحقبة المظلمة في تاريخ الأسلام" :
"ألأسلام ..هذا الدين الذي يتبعه أكثر من مليار شخص على كوكب ألأرض وترتكب افظع جرائم القتل باسمه منذ اكثر من 1400 عام . واليوم نشهد جرائم داعش والقاعدة وبوكوحرام والأخوان المسلمين وغيرهم من اتباع هذا الدين الدموي.(انتهى الاقتباس). (3)

امّا الباحثة "باتريشيا كرون " تقول في كتابها "الهاجريون":
"لقد أدّت رداد الفعل التفاعلية للتاريخ الأوربي الى خلق حداثة طوَّقت العالم . أمّا ردَّة فعل الأسلام
التوحيدية فقد أدَّت الى خلق وهابية في البريّة الواقعة في قلب شبه جزيرة العرب
وتُفسِّر " باتريشيا كرون " اسباب الغزوات العربية فتقول:
في كُلِّ مراحل التاريخ سوف نكتشف أنَّ هناك أسباب كثيرة للغزوات ضد الحضارات المدنيّة في العالم ومن اهم هذه الأسباب هي: اقتصادية سياسية طبيعية (زلازل -امراض – فيضانات ). وبسبب هذه الظروف تضعف الحضارات فيستغلها المتوحشون والبرابرة للانقضاض على تلك الحضارات والأمثلة كثيرة :
1 – البرابرة الهون وغزوهم الرومان 2- المغول والتتار 3 – وغزو القبائل العربية الصحراوية على الحضارات لوادي الرافدين ومصر والفرس والرومان"[ ونُضيف 4 - آخر هذه الغزوات كانت دولة الخلافة الأسلامية "داعش" المعاصرة ، عندما استغلّ الإرهابيون الفراغ الأمني - بعدما سقط نظام الحكم في العراق بقيادة صدام حسين وانهيار نظام الحكم في سوريا - ، فاستغلت داعش هذا الفراغ لغزو مناطق واسعة من العراق وسوريا لأعاده ما سُمي " الخلافة الأسلامية" ]
عندما تقوم هذه الغزوات لابد ان يكون لها أسس وحجج وقادة محنكين وعوامل لجذب الناس لمشاركتهم في الحصول على الغنيمة .
ومن ألأفضل أن يكون مبررات هذه الغزوات هي دينية وعقائدية مستندة الى حجج (حتى لو كانت تلك الحجج وهمية ) .
هكذا تصبح تلك الغزوات مقدّسة وهذا ما ينطبق على الغزوات العربية التي انطلقت من الشام والعراق وشمال غرب شبه الجزيرة العربية [ وهناك دراسات حديثة تقول بانها انطلقت اول مرة من مرو والقوقاز ]، مستغلة ضعف الفرس والبيزنطيين وتململ الشعوب المحتلة من قبل هاتين الإمبراطوريتين ، لابل كان جزء من هؤلاء الغزوات يعانون من هذا الاحتلال الذي كان يرهقهم فتركوا حتى معتقداتهم الدينية ومبادئهم "ألأخلاقية" ليشاركوا في هذه الغزوات ويصبحوا هم أيضا محتلين وغزات للحضارات والبلدان الأخرى وتبرير ذلك كلُّه بالرجوع الى التشريع السماوي لشرعنة عملياتهم البربرية والهمجية ".(4).
جاء في كتاب " الفتوحات العربية في رواية المغلوبين للكاتب "حسام حيتاني "عما كتبه المؤرخون (غير العرب) عن بدايات الغزوات العربية ما يلي :
"يجزم صاحب تاريخ الإمبراطورية البيزنطية "الكسندر فاسيلييف" A A :Vasiliev " أنّ البدو الذين شكَّلوا الأكثرية الساحقة من جنود الفتوحات (العربية) لم يكن همَّ لهم سوى الأسلاب والنهب ، فيما كانت معرفتهم بالأسلام معرفة سماعية فقط ، مُشدِّدا على غياب العامل الديني في الفتوحات (الغزوات) ، ما يُذكِّر بالنتائج التي توصل "كايتاني" اليها عن ضآلة موارد الجزيرة العربية وعدم قدرتها على تلبية احتياجات السكان ، من دون التبني الكامل لها .
ويستنتج برنارد لويس" Bernard Lewis " استنتاجا مشابها بقوله إنّ الفتوحات العربية هي توسُّع للأمة العربية وليس للأسلام ، بسبب الاكتظاظ الديموغرافي، وإنها من طينة الهجرات التي حملت الساميين مرات تلو المرات الى الهلال الخصيب وما بعده . وقد حصلت في القرنين السادس والسابع حالات تمدُّد عربية الى مناطق الهلال الخصيب في حين أنَّ العديد من المدن مثل بُصرى ( في سوريا) وغزة (في فلسطين ) كانت تضم نسبة مهمة من سكانها من العرب . وساعد في نجاح الفتوحات أنَّ السدّين الفارسي والبيزنطي اللذين أمكنهما التصدي لموجات الفتوحات والهجرات العربية ، كانا ضعيفين، وهذا الضعف (كما اشارت اليه باتريشا كرون ايضا ) هو تحديدا ما يدين العرب بانتصاراتهم له . بحسب "غيبون " Gibbon " الذي يرى أنّه لو وُلِد "مُحمّد" في أيّأم القيصرين "تراجان" او "قسطنطين " أو الملك "شارلمان " لكان هؤلاء تمكنوا من صد هجمات السراسنة العُراة ولكانت الحماسة الدينية قد ضاعت في رمال الصحراء". أي أنَّ القول بأولوية الدافع الديني ألأسلامي ليست كافية لتفسير الانتصارات، إذ إنَّ ضعف الطرف المقابل هو الأساس وفق النظرة تلك ...بالأضافة الى الأسباب الأقتصادية والدينية توجد بلا ريب بحسب "دونر" وعدد من المستشرقين الآخرين ، دوافع سياسية – استراتيجية وضعت سوريا في رأس أولويات "محمد" والخلفاء ، خاصة بعد الانكسار الفارسي وبعد تفكيك الأمبراطور الساساني خسروا برويز (خسروا الثاني 590-628 م) لمملكة الحيرة العربية ( في العراق) قبل إندلاع الجولة الأخيرة من الحروب البيزنطية – الفارسية التي أطاحت أيضا ببقايا مملكة الغساسنة (العرب في الشام).
ويجوز الاعتقاد بأن الصدام العربي (ألأسلامي) – البيزنطي وقع نتيجة سعي الجانبين الى التمدد في
المنطقة ذاتها من شمال شبه الجزيرة العربية (بعد انهيار الإمبراطورية الساسانية)..
يبدو انّ الروم وقعوا ضحية مفاجأة تاريخية وان كانت غير كاملة ، بالتزامن مع ازمة الخلافة البيزنطية في القسطنطينية التي نشبت عام 638م ونشوب الصراع بين أبناء هيراكليوس من زوجتيه ، وخصوصا منذ تنصيب هيراكلوناس "أغسطس" الى حين تسمية "كونستانس" الثاني حفيد "هيراكليوس "من ابنه "هيراكليوس قسطنطين" لهذا المنصب . وقد فاقمتها وفاة الإمبراطور عام 641 ، ما حوّل انتباه كبار القادة العسكريين والبيروقراطيين عما يجري خارج القصر الملكي .بالأضافة الى كل هذه الأسباب حدث
انقسام بين قادة الجيش البيزنطي. في لحظة الأنشغال بالصراعات الداخلية هذه ، وقعت معركة اليرموك الحاسمة التي قررت مصير سوريا ومهدت الطريق امام فتح مصر".(5)
انتصار الروم البيزنطيين على الساسانيين
في عام 626م استطاع الإمبراطور "هرقل" صد الهجوم الفارسي على القسطنطينية وهزيمه الساسانيين، ومكَّن ،هذا الانتصار هرقل من القيام بهجومه المضاد ضدهم ، والذي انتهي بخلع الإمبراطور كسرى الثاني وقتله على يد ابنه شيرويه Sheroe / Siroe فى الثامن والعشرون من فبراير عام 628م، ثم طلب الإمبراطور شيرويه عقد معاهدة سلام مع الإمبراطور البيزنطي هرقل؛ فقبل الأخير السلام بشروط، وهي: إعادة الحدود إلى ما كانت عليه فى عام 591، وإطلاق سراح جميع الأسري، وإرجاع الصليب المقدس؛ فقبل شرويه، وأمر القائد شهرباراز(والد معاوية) بالانسحاب من الأراضي البيزنطية والعودة إلى فارس، واختتم هرقل انتصاراته بإعادة الصليب المقدس إلى القدس في الحادي والعشرون من مارس عام 630 م.( سقوط القدس في ايدى الفرس سنة 614 م ، للراهب أنطيوخس استراتيجوس) .
ولكن باستقراء أحداث التاريخ وسيطرة هرقل على مستعمراته السابقة في الشام وفلسطين ولّى من القواد العرب الذين ساعدوه في حربه ضد الفرس. فولى "معاوية " على الشام و"محمد "على منطقة البتراء، على ان يدينوا بالولاء له ويرسلوا الضرائب السنوية الى بيزنطة.
سحب هرقل جيشه الى القسطنطينية، محتفظا فقط بحاميات ضعيفة في مصر وفلسطين بعد ان ترك لمعاوية ومحمد الحكم الذاتي.
حدث فيما بعد اتفاقا بين عرب محمد واليهود والنصارى لاحتلال القدس مكونين ائتلاف ضد بيزنطة كما سياتي شرحة، بسبب رغبة اليهود في الاستيلاء على القدس، وبناء هيكلهم المقدس استعدادا لمجيئ المسيح الذى ينتظرونه حسب نبواتهم. وكان ذلك فرصة ل"محمد " ليفرض سيطرته الكاملة على تلك الأراضي.
بعد المعاهدة ، بين الفرس والبيزنطيين ، كانت بيزنطة مستنزفة، وحيث ان الائتلاف كوَّن جيشا قويا، لم يكتفي بالاستيلاء على القدس وفلسطين، بل استمر في احتلال بقية المستعمرات البيزنطية في الوقت الذى توفى فيه هرقل عام 641 م فكان هناك نزاع على السلطة بين أبناء هرقل (كما ذكرنا أعلاه )، مما شغلهم عن الاهتمام بالغزو العربي الى حد كبير.
في عام 636 أتمت قوات بيزنطة انسحابها الكامل من بلاد الشام. لم تبقى في البلاد سوى بضع حاميات من رجال القبائل المحلية، فتلاشت سلطة بيزنطة مما شجع القواد المحليين على الاستقلال وتولي الحكم.
المصادر الأسلامية تخبرنا بأن فتوحات الشام والعراق كانت بعد وفاة النبي "محمد" سنة 632 م إلّا أنَّ المصادر ألأجنبية تؤكد العكس تماما حيث يذكر بعضها انَّ "محمد" ،رسول "ألأسلام " كان على قيد الحياة وكان يقود جيوش العرب التي فتحت بلاد فارس والعراق والشام ومصر ، وان حروب الردة حدثت في عهده وليس في عهد أبو بكر كما جاء في التراث الأسلامي .(هذا ما تذكره وثاق الشعوب المحتلة من قبل العرب وسناتي الى هذه الأدلة ).
يذكر المؤرخ البيزنطي ميخائيل بسيلوس (1018-1078) في "التاريخ الموجز" أن الإمبراطور هرقل أثناء عودته من حربه مع الفرس قابل النبي محمد، ويقول: "في طريق عودته مظفراً إلى الوطن قابل الإمبراطور [هرقل] محمداً، زعيم قبائل السراكنة (العرب)، الذي جاء من يثرب ( العراق؟). وقد طلب هذا الرجل الحصول على امتياز لتأسيس مستعمرة وقد أذن له بذلك. وكان هو (أي محمد) أيضاً ذلك الشخص الذي بعد أن صار ثرياً بفضل زوجته [خديجة] شرع في تضليل قومه. فقد تزود بالمقاتلين، ونهب أولاً سوريا ثم شرع بتدمير الأراضي الرومية. ويكفي هذا الحديث عنه".
وثمة إشارات قرآنية أهمها في سورة الروم تدلّ على النظرة الإيجابية للروم البيزنطيين. ويذكر الكاتب اللبناني حسام عيتاني في كتابه "الفتوحات العربية في روايات المغلوبين" أن بداية الاحتكاك بين العرب والروم بدأت مبكراً قبل الفتوحات.هذا فضلاً عن تحميل مراجع غربية’ فشل الصداقة هذه إلى تغذيه "الإسلام " للعرب بروح الفتح(الغزو).
في الأجزاء المتبقية من حولية زيقونين السريانية ..... يذكر الكاتب حملة تنصير اليهود قسراً بأمر من الإمبراطور البيزنطي، ويذكر في أحداث عام 932 يونانية [620/621] ميلادية ما يلي: "غزا العرب أرض فلسطين والأراضي حتى نهر الفرات العظيم. وهرب الروم وعبروا إلى الضفة الشرقية من الفرات، حيث فرض العرب عليهم سيطرتهم. وكان أول ملك من بينهم رجل يدعى محمداً، وأطلقوا عليه تسمية "نبي" كذلك لأنه حوّلهم عن عباداتهم الوثنية وعلمهم أنه لا يوجد سوى إله واحد، إله الكون....كما شرّع لهم كذلك بعض التشريعات لأنهم كانوا منغمسين في عبادة الشياطين والأوثان، ولا سيما عبادة الأشجار. وقد دعوه نبياً ورسول الله لأن محمداً بيّن لهم أن الله واحد، وبفضل توجيهاته غلبوا الروم في الحرب، كما أنه شرّع لهم تشريعات تلبي رغبتهم. هذه الأمة فاسقة وشهوانية جداً. ويحتقرون ويرفضون كل تشريع شرعه لهم محمد أو أي شخص آخر يتقي الله، إذا لم يلبِّ متعهم الشهوانية. بل يقبلون التشريع الذي يحقق رغباتهم وأمانيهم، حتى لو لم يشرعه لهم أحد ويقولون ‘لقد شرعه النبي رسول الله. بل وهو سنة متبعة منه بأمر من الله!’. وقد حكمهم محمد لمدة سبع سنوات".
ويذكر مار ميخائيل السرياني الكبير (1166-1199) في تاريخه: "سنة 933 [يونانية]، والثانية عشرة لهرقل، والـ33 لكسرى، ابتدأت مملكة العرب (المسلمين) عندما ظهر في منطقة "يثرب "[مدين في الأردن حاليا ]ٍشخص يدعى محمد من قبيلة قريش، وقال إنه نبي، ويُدعى اتباعه ‘مسلمين’ أو ‘إسماعيليين أو هاجريين’... وأخذ يرسل وفوداً إلى فلسطين علهم يسمعون ما يشجعهم على تصديقه والاعتراف به، وقد ذهب هو عدة مرات دون أن يلحق به أذى، وغنم وعاد محملاً فتأكدوا مما قال، لميلهم إلى المال الذي جعل من القضية عادة، حيث أخذوا يصعدون إلى هناك بما فيهم الذين لم يطيعوه بعد، وينهبون لأنهم رأوا أن أتباعه قد أثروا، فتبعوه هم الآخرون.
امّأ المؤرخ البيزنطي ثيوفان المعرف (752-818) في تاريخه عن حياة النبي محمد قبيل النبوة يقول: "عندما ذهب "محمد" إلى فلسطين عاش مع اليهود والمسيحيين، وتقصى عن كتابات معيّنة بينهم. وقد كان مصاباً بنوبات صرع، وعندما لاحظت زوجته (خديجة)هذا صارت غاية في التعاسة، لأنها كانت من سراة القوم واقترنت برجل ليس بائساً فقط، بل ومصروعاً كذلك. فشرع يسترضيها قائلاً: ‘إنني أرى ملاكاً يسمى جبريل، وإنني يُغشى علي لأنني لا أستطيع تحمل رؤيته’. وكان لديها صديق راهب مشلوح (مطرود من الكنيسة الرسمية ) لفساد عقيدته يعيش هناك منفياً، فأخبرته [خديجة] بكل شيء، حتى اسم الملاك. فأراد أن يطمئنها، فقال لها: ‘لقد نطق بالصدق، لأن هذا الملاك أُرسل لجميع الأنبياء’"(6)
من اين جاءت تسمية السراسين ؟
المصطلح اللاتيني Saraceni له معنى أصلي غير معروف ؛ ومع ذلك ، فمن المحتمل أن يأتي من اليونانية ، Sarakēnḗ (اليونانية القديمة: Σαρακηνή). هناك ادعاءات بأنها مشتقة من الجذر السامي ثلاثي الحروف srq "للسرقة والسرقة والنهب" ، وربما بشكل أكثر تحديدا من الاسم sāriq (العربية: سارق)، سارقين، وتعني "اللص، اللصوص، الناهبين".
كان السراسنة أساسا من البدو والقبائل البدائية من المتوحشين الذين يعيشون في الصحراء العربية، ولم يكن لديهم تعليم، أو ثقافة، أو حضارة، أو معرفة بالعالم المتقدم للغاية كالبيزنطيين، الذين كانوا يسيطرون على المنطقة. لقد بدأوا، ما يسمونه "الفتح الإسلامي" وهي تسمية لاحقة في العصر العباسي، والأصح "الغزوات العربية المحمدية"، ليس كجيش نظامي، ولكن كمجموعة من قطاع الطرق الذين روّعوا ودمروا المدن والقرى التي كانت في طريقهم. لقد نهبوا ودمروا وسرقوا واغتصبوا وسيطروا على البلدان بالسيف وباعوا الأطفال كعبيد وسبوا النساء .
وخلال انتشارهم الكارثي والعنيف الأولي إلى فينيقيا وكولونيا وإيليا كابيتولينا وسوريا (ما يعرف اليوم بلبنان وإسرائيل/فلسطين وسوريا) ومناطق أخرى. لدينا تقارير شهود عيان عن الدمار الذي جلبوه إلى الأراضي التي احتلوها. سجل التاريخ روايات شهود عيان عن حجم الدمار الذي تسببوا به في الأراضي التي صادفوها. روايات شهود عيان عن المعاناة التي أمطرها "المسلمون " العرب بأغلبية ساحقة على أعدائهم من جميع الأديان.
يصف عمل بطليموس في القرن الثاني جغرافيا السراقين كمنطقة في شمال شبه جزيرة سيناء. ويذكر أيضا شعبا يسمى Sarakēnoí (اليونانية القديمة: οἱ Σαρακηνοί) يعيش في سيناء، الشمال الغربي لشبه الجزيرة العربية. يروي يوسابيوس في تاريخه الكنسي رواية يذكر فيها البابا ديونيسيوس الأسكندري الساراسين في رسالة بينما يصف اضطهاد المسيحيين من قبل الإمبراطور الروماني ديسيوس قائلا: "كان الكثيرون في الجبل العربي مستعبدين من قبل "ساركينوي" البربرية".
كما يشير التاريخ الأوغسطيني أيضا إلى هجوم قام به سراسين على جيش بيسينيوس النيجر في مصر عام 193م، لكنه لا يقدم سوى القليل من المعلومات حول التعرف عليهم. وقد صنفهم الرومان على أنهم برابرة.
يبدو أن استنتاج التحليل اللغوي أعلاه يشير بوضوح إلى أن الساراسين كانوا غزاة بربريين ، كما كان يطلق عليهم معاصروهم. وقد وثَّق ذلك الناس من جميع الأديان: اليهود والمسيحيين والأقباط والزرادشتيين والسامريين وغيرهم ممن تعرضوا للمضايقة من قبلهم قبل أن يحكمهم العرب ويضطهدون بعضهم حتى الانقراض.
كما جاء عن السراسين في بعض المصادر :
السارسان (أو السارسن / الساركن) هو تعبير أو مصطلح كان يُطلق في المُراسلات البيزنطية والفارسية. وفي مخطوطات الرهبان الذين عاشوا في أديرة العراق وسوريا وفلسطين في القرن السابع الميلادي في فترة ظهور "المحمدّيين الأوائل " في هذه البلاد (وليس في الحجاز بحسب الرواية الإسلامية العباسية المزورة) في وصفهم لظهور بدعة أو عقيدة لمجموعة من أبناء إسماعيل أو المهمتيين / المحمديين (أتباع النبي مهمت / محمد).
و(السراسنة) بالأصل لفظ أطلقه اليونانيون القدماء على العرب وفيه شيء من التحقير(قد يكون لكونهم أبناء الجارية هاجر المصرية) أو أنه كان يحمل معنى التّوحش والبدائية. كما أطلق الرومان إسم (البرابرة) على القبائل البدائية الهمجية التي هاجمتهم من شمال وشرق أوروبا بقيادة أتيلا والتي قضت على الإمبراطورية الرومانيّة الغربية فهم كانوا في البدائية والتوحش متشابهين تماما" مع السارسان أو السراسنة العرب أبناء إسماعيل أتباع "النبي "(مهمت) أو محمد والذين كانوا يناوشون الإمبراطوريّة الرومانية الشرقية التي سقطت في النهاية لقبائل (الترك) العثمانيين الذين أتوا وهاجموها من أواسط آسيا.
وفاق الترك كلا البرابرة و السراسنة في الهمجية و التوحش إلا أنهم اتبعوا عقيدة و ديانة السراسنة بينما انقرض أتيلا واتباعه من البرابرة بسبب عدم امتلاكهم لدين او عقيدة روحانية كما كان ل (النبي) مهمت او محمد وأتباعه السارسن العرب ثم اتباعه الأتراك العثمانيين . (7)

المصادر
(1)
المؤرخ العراقي المشهور "جواد علي" في كتابه (المفصل في تاريخ العرب الجزء الرابع)
(2)
راجع تاريخ الكنيسة للكاتب "اندرو ملر"
(3)
احمد رسمي في مقدّمة كتابه " الحقبة المظلمة في تاريخ الأسلام" :
(4)
باتريشيا كرون كتاب "الهاجريون"
(5)
راجع (ص 80-82 ) كتاب الفتوحات العربية في روايات المغلوبين للكاتب "حسام عيتاني "
(6)
راجع الكاتب "محمد وهبة"، مقال بعنوان ، ملك العرب او النبي محمد التاريخي ماذا قالت المصادر السريانية والبيزنطية والأرمنية عن الرسول؟
(7)
عليا ذو الفقار/محمد أبو تراب/ الفاروق / اياس بن قبيصة ملك المناذرة "
راجع مقال للكاتب
لأسلام ألأول كان طائفة -نصرانية- ج7، نافع شابو، الحوار المتمدين، 2017.
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=636576








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي