الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكاية -القندرة -العراقية

واصف شنون

2006 / 10 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كنت عند حبل الغسيل أنشر ملابس أطفالي وملابسي ،حين رن تلفوني النقال ،قلت ُ من يريدني الأن ؟ ،فأهملت الرنين ،مستمرا ً بنشر غسيلي ،لكن هاتف البيت أصبح يرن ُ أيضا ً ،فأهملته حتى أتم ُ نشر غسيلي ،لكن الهاتف النقال أخذ بالرنين مجددا ً ..والأمر يعني إلحاحا ً على الرد ،تركت الغسيل ونشره وأجبت ُ ..

بادرني صوت الصديق :- هل سمعت ماقاله هذا "... القندرة " ؟
- ومن هو هذا ،وماقال ؟
- هذا المشهداني رئيس البرلمان ...
- أي برلمان ..الأسترالي ...أسف ..
- يمعود المشهداني رئيس البرلمان العراقي ..يقول كل مايتعارض مع نصوص الإسلام سوف نضربه بالقندرة ....وبالبرلمان...
- إنظر ليس كل ما تسمعه أو تقرأه صحيح ..
- روح على الأنترنيت وشوف ..
- شكرا ً حبيبي ..دير بالك على نفسك ..هسه يامشهداني ..يا (.....)

*****
القندرة والقنادر وهي الحذاء والأحذية ،وأترك لعلماء اللغويات في البحث عن أصولهما ،لكن الشتيمة العراقية تمركزت كثيرا ً حول "القندرة " وكذلك حول الكلب والقحبة (المومس ) ،فحين يتم شتم العراقي بـ (ابن القندرة ) لايتوانى بعدها مطلق الشتيمة أن يتبعها بـ (ابن الكلب ) و (ابن القحبة ) ..

*****
لكن أولاد القنادر والكلاب والقحاب يتبادلون مصطلحاتهم هذه من الشتائم في شوارعهم وحاراتهم وأزقتهم وأحيانا ً في بيوتهم الواطئة أو العالية ،وتجري الأمور فيطلق الأصدقاء بعضهم على بعض الشتائم ..مثل ما ذكرت ..
لكن الديمقراطية في العراق كما يبدو أخذت مجرى أكثر من العداوة وأشد من الصداقة معا ً ،فرئيس البرلمان الديمقراطي المنتخب نقل (مودة ومحبة وتألف )الشارع العراقي الى البرلمان حيث يحضر ُ ممثلو الشعب المبتهج بالإنتصار على الدكتاتورية وإعلان الدستور والحريات ....فأستخدم( قندرته ) الإسلامية في ضرب أطماع الجيوب (الجوارب ) العلمانية ...قائلا ً ما يتنافى مع الإسلام سوف نضربه بـ (القندرة )..

*****
من طبيعة البرلمانات التي لم يسمع عنها أو شاهدها المشهداني ،أن يكون الرئيس فيها ليس منصفا ًوعادلا ً أو غير أيدلوجي متحزب أو متعجرف وحسب ،لكنه يجب أن يكون منضبطا ً ومستقلا ً وحاسما ويتصرف حسب صلاحياته الدستورية القانونية في إختيار سليم القول والقانون الذي لا يعرف العاطفة ،ماذا يسمي المشهداني السناتور الأسترالي بوب براون ً رئيس حزب الخضر لو كان عضوا ً في برلمانه وهو مثلي الجنس ،ويعد من أقوى وأشد السياسيين الأستراليين دفاعا ً عن حقوق الناس وحرياتهم ،بل ماذا سوف يقول بوب براون عن رئيس برلمان العراق المنتخب الذي يتعامل بـ (القنادر ) مع الأقتراحات البرلمانية التي تتعارض مع منهجه الفكري ...!!.

*****
من المؤسف له أن يظهر محمود المشهداني في مؤتمرات صحفية تخص البرلمان العراقي ومناقشاته ليحولها إلى خطابات سلفية وتهديدات ضد الأقلية الميكروسكوبية في البرلمان العراقي وخاصة حميد مجيد موسى الشيوعي الوحيد ،ويونادم كنه المسيحي ،ولا أعرف بالضبط كيف ينضبط مجيد موسى وكنه ولا ينزعون (قنادرهم ) ويرحلون عن ذلك البرلمان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التركمان والمسيحيون يقررون خوض الانتخابات المرتقبة في إقليم


.. د. حامد عبد الصمد: الإلحاد جزء من منظومة التنوير والشكّ محرك




.. المجتمع اليهودي.. سلاح بيد -سوناك- لدعمه بالانتخابات البريطا


.. رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يزور كنيسا يهوديا في لندن




.. -الجنة المفقودة-.. مصري يستكشف دولة ربما تسمع عنها أول مرة