الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجامعة المغربية وحروب الوزارة: مقال في التفكيك

أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)

2022 / 12 / 6
التربية والتعليم والبحث العلمي


طبيعي ان نتحدث عن الجامعة المغربية، وعن ما حققته من تطور أكاديمي بنيوي (في طور تجاذبات اليوم) كنتيجة قدرة تدبير عالية، راكمها العديد من رؤساء الجامعات المغربية، الذين أبانوا عن علو كعبهم في الإدارة والتسيير والحكامة والحس التدبيري الجيد، جعل منها قطبا استراتيجيا تربويا يخدم البلد ويستجيب لآفاقه المستقبلية، وهذا ما تشتغل عليه جل الجامعات الوطنية المغربية لحد الساعة، وهي رؤية ملكية ممثلة في إحداث المجلس الأعلى للتربية والتكوين ولجنة النموذج التنموي الجديد وتوصيات مجلس الوزارة، الذي تأخذ توصياته في الإعتبار ..وكثيرة هي الجامعات التي استطاعت تحقيق أهدافها في حقل المعرفة والعلوم البحثة، وحسنت ترتيبها على المستوى الوطني والدولي ...لكن هل مناخ العمل متاح دائما لمثل هذا العمل؟
ما يهمنا في هذه المقالة جامعة ابن طفيل وجامعة فاس وجامعة مولاي سليمان ببني ملال وغيرها ...، فابن طفيل والهجمة الشرسة التي تتعرض لها من طرف الوزارة من جهة، ومن اطراف نراها تعادي التميز والنجاحات التي حققتها هذه الجامعة، التي لن نعددها، ولكن نقول للقارئ ، يكفي ان تكتب إسم جامعة ابن طفيل على محرك االبحث غوغل ، لتعلم حجم الإنجاز العلمي والأكاديمي في كل مجال ومعرفة، ناهيك عن الشهادات الدولية الحية التي تصنفها ضمن قائمة الجامعات الوطنية والعربية الناجحة في تحقيق أهداف متعارف عليها دوليا، وبطاقم إداري وتربوي مشرف، تحت إشراف رئيس أمتلك القدرة والحنكة ليجعها على ماهي الآن، فلماذا هذه الحملة المسعورة على كل ما هو ناجح ؟
إننا لا ندافع عن جامعة ابن طفيل جزافا، او كما يدعي البعض نحن مدفوعون بالوكالة وغيرها من الإسطوانات المشروخة، بل نرى الأمر يستدعي البوح بما يجري من تجاذبات داخل الجسم الجامعي، منذ تربع على كرسي الوزارة معالي الوزير الحالي، الذي قرأت له مقالين إثنين منشور باسم مستعار ، وبالطبع، لا تخفى طبيعة الخطاب عن متخصصي نظرية تحليل الخطاب .. فهناك نظرية معروفة في علم الإجرام ؛ تفيد في معرفة الجاني ، تقول: لكي تعرف القاتل ؛ عليك ان تبحث في جوار المستفيذ من موته ... وهنا يمكننا فهم مصطفى ولا هو مغربي كما اسلفت الذكر ،هناك تهجم بشكل صريح وجلي على هذه الجامعة ومجلسها وأطرها التربوية ، وعمد عن قصد الى التجريح، بالاستعانة بكل القواميس؛ حتى بلغ منه ان اشتق إسم رئيس جامعة بن طفيل، واصفا إياه بمجموعة صفات لا تمت للرجل بشيء ، وكل ما هناك أنه ينحدر من أسرة خدمت هذا البلد ويجر وراءه تاريخا عمليا وتجربة كبيرة استفاذت منها الجامعة كثيرا ، وبوأتها الصدارة على مستوى الجامعات الوطنية ، وهذا يعلمه الوزير نفسه ؟ فلماذا اللجوء الى مثل هذه التصرفات التي لا تشرف كرسي الوزارة ... هل لأنها جامعة تسير في الإتجاه الصحيح؟
هل لأنها اصبحت تزاحم الجامعات الدولية في الابتكار والمردودية؟
اليس من حق هذه الوزارة ان تنوه بمجلسها وطاقمها الاداري والتربوي عوضا عن تحريك الإعلام المغرض، والمراكز الحقوقية المشبوهة فقط للنيل من سمعتها، والرضى بما يرضاه وزيرنا المحترم؟
كل هذا لا يفيد في شيء، للجامعة قانون يسري على كل الجامعات المغربية ؛ يتساوى فيه الجميع ،نجدها دائما داعية الى الإحتكام اليه في أكثر من مناسبة ... دون العودة الى سياسة الضغط وحبك التهم وتحريك ورقة الإعلام وغيرها، كل هذا لا يخيف مجلسا يعلم كيف كان يشتغل ولا يزال وكذلك باقي الجامعات الأخرى وباقي القطاعات والمؤسسات التي تشترك معها في نفس المعضلة ( معضلة السيد والمسود ) ، والمشجب الذي يبحثون عنه المتمثل في الجمعية الحقوقية، تعلم الجامعة كيف ترد عن اتهاماته ؛ وكيف تدافع عن سمعتها التي اختارت الوزارة تلطيخها منذ البداية ؛ اعتقادا منها اتها ورقة ضغط رابحة وهي اساليب دخيلة، وثقيلة حينما تتعلق بحجم كرسي وزارة ... استدعى تدخل الرابطة للمواطنة وحقوق الإنسان ، التي يوجد مقرها بالمدينة لا التي يوجد مقرها في بني ملال ، التي يديرها أستاذ جامعي معروف بانه يخدم اجندات تحت الطلب .
هل من باب المصادفة خروج هذا الأستاذ يكيل الإتهام جزافا؟ أم أن حليمة عادت الى عادتها القديمة، على شاكلة المقالين الأولين بهذا الحوار المتمدن؟
من وظف مثل هذه السلوكات وسيلة تهدف لطموحات شخصية ؟ لقد تتبعت هذا الملف منذ بداياته، وسعيت ما أمكن اكثر من مرة ان اميط اللثام عليه، ليس دفاعا عن ابن طفيل كجامعة او غيرها من الجامعات والمؤسسات التي تعاني من هذه الآفة، بل دفاعا عن الحقيقة التي قد تغيب عن القارئ ، والتي بحسب استطلاعي ضمن فريق، تشير جميعها الى ريادة هذه الجامعة وتميزها حقا، ورأيت من الصواب ان يكشف النقاب عن ذلك ،وعن جموع الممارسات التي تنهجها الكثير من القطاعات أحيانا ، في شخص وزرائها او كتابها العاملين ، وليس فقط في قطاع وزارة التعليم العالي، وكلها سلوكات لم يعد المغرب يقبل بها مطلقا، وقطع معها منذ مدة، واستطاعت مؤسسات كثيرة ان تشتغل دون ضغط مركزياتها، وحققت نجاحات مؤجرأة على ارض الواقع تشفع لها في حق الترافع عن نفسها ، امام من يرى غير ذلك، والأصل (المحرك ) انه لا يريد فتح عيونه بقدر ما يريد أن يفتحها على من يريد ، وهذا ينافي ما تعاقدت عليه القوانين الجامعية ودستور المملكة .
هو ومستعد ان يحرق الأخضر واليابس، ويحرك جيش من الإعلام ويمرغ سمعة الجامعة دوليا ولا يبالي ..
هل هذا يخدم وطننا في شيء ؟
هل هذه السلوكات تنم عن رجل حكيم ، يستطيع تدبير قطاع تربوي عالي تقلد أمانته وتحمل مسؤولية تدبيره؟
ليس هكذا تعالج الأمور ؛ وأرى من زاويتي الخاصة ككاتب، ان هذه الممارسات من شأنها ان تسبب لنا القنوط حيال قيادات طالما تغنت بملفها العلمي الوازن ، ما معنى الملف الوازن، حينما يخف في الفعل والممارسة والتصرف الهابط لغايات ذاتية صرفة؟
وهنا لا اريد ان اتحدث عن مسالة المعرفة بوصفها الكمي، بل كوعي عميق وفهم دقيق للحقائق، كفعل وممارسة، وهي التي نراها اليوم مبثوثة في حملة مسعورة تنبع من سراج واحد ، لا تخفى على اطر الجامعة وكتابها ومثقفيها ، الذين يكتوب بشكل دوري خلال الكثير من المحطات العلمية ، والكثير منهم يدرس في اسلاكها، ويتاعبون باستغراب شديد ما يحصل من تجاذب لم تكن الجامعة يوما طرفا فيه .
كمتتبع للشأن العام، وباعتباري ناشرا وكاتبا حيث ما رأيت الخلل، اود من زاوية مجتمعية أن أسهم في إصلاحه خدمة للمصلحة العامة، لا سيما إذا تعلق الأمر بمثل هذا التناطح بقرون رخوة ... ، بل نرى ذلك واجبا أيضا للقطع مع هذا التصابي الذي لا يخدم الجامعة المغربية في شيء ؛ بقدر ما يقوض قيمتها المعنوية أمام الجميع . فمشجب تحريك الإعلام المغرض ، لم يعد دا قيمة اليوم ، فهبة برس كموقع ساذج الى جوار المركز الحقوقي المدفوع، كلها من بنيات فكر الوزارة لكنني اعتقد انه إذا عرف السبب بطل العجب كما يقول مؤسس علم الاجتماع ابن خلدون، ولربما اصاب هذه الوزارة مكروه لا نعلمه ولا يعلمه عموم الشعب المغربي اليوم البعيد عن حلبة صراع اختارتها الوزارة اولا، وانطلقت بخطة صك الاتهامات، عبر قنواتها المعتادة ، طبعا لغايات في نفس يعقوب ، كأسلوب فريد قطع معه المغرب منذ مدة ، وإننا نرى في ذلك من زاويتنا الخاصة ، إذا كان هناك ما يستدعي البحث فيه ، فمن شاء تمريغ وجه الجامعة المغربية في التراب عن ضعف تفكير وقلة حكمة بين الأمم التي تقدر عطاء الجامعة المغربية ، وتحترم وتستضيف أطرها التربوية في اللقاءات العلمية والأكاديمية .
هل نقول ما قالت وزارتنا العالية؟ عبر أذرعها الإعلامية الباهتة ، وطبعا لو كانت حيادية لقلنا ذلك أيضا.، ومستعدون لان نسلط الضوء حتى على هذه الوزارة إذا ما تعلق الأمر بما يخدم الصالح العالم ، لاعلى هذا النمط الشعبوي من التواصل والتفكير الداعي للريبة والشك في شخص وزارة اغ يتساوى أمامه الجميع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي ينصح بتعلم البرمجة لكسب 100 ألف دولار شهريا!


.. تونس.. رسائل اتحاد الشغل إلى السلطة في عيد العمّال




.. ردّ تونس الرسمي على عقوبات الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات


.. لماذا استعانت ليبيا بأوروبا لتأمين حدودها مع تونس؟




.. لماذا عاقبت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات تونس؟