الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القرآن محاولة لقراءة مغايرة 134

ضياء الشكرجي

2022 / 12 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


وَإِن خِفتُم شِقاقَ بَينِهِما فَابعَثوا حَكَمًا مِّن أَهلِهِ وَحَكَمًا مِّن أَهلِها إِن يُّريدا إِصلاحًا يُّوفِّقِ اللهُ بَينَهُما إِنَّ اللهَ كانَ عَليمًا خَبيرًا (35)
ليس هناك ما يسجل على هذه الآية أو لها، وإن كان ما لها هو أنها تدعو للإصلاح بين الزوجين، إذا حصل اختلاف بينهما، ومن أجل ألا يكون هناك تحيز لأحد الطرفين، نصحت الآية أن يؤتى بحكم من ذوي قرباه وبحكم من ذوي قرباها.
وَاعبُدُوا اللهَ وَلا تُشرِكوا بِهِ شَيئًا وَّبِالوالِدَينِ إِحسانًا وَّبِذِي القُربى وَاليَتامى وَالمَساكينِ وَالجارِ ذِي القُربى وَالجارِ الجُنُبِ وَالصّاحِبِ بِالجَنبِ وَابنِ السَّبيلِ وَما مَلَكَت أَيمانُكُم إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ مَن كانَ مُختالًا فَخورًا (36)
وكما عودنا القرآن تقفز بنا هذه الآية إلى موضوع آخر بلا مقدمات، ولا مناسبة. فإذا بها، بعدما تأمر بعبادة الله ةعدم الإشراك به، تأمر بالإحسان، وتتسلسل بوجوب الإحسان من الأقرب فالأقل قربا، فتبدأ بوجوب الإحسان بالوالدين، ثم الأقرباء، ثم اليتامى، ثم المساكين، ثم الجار من ذوي القرابة، ثم الجار الغريب، ثم المسافر الغريب المقطوعة به السبل الذي لا يملك ما يعود به إلى موطنه، ثم العبيد والإماء الذين يملكهم المسلم. ثم ينتقل قفل الآية الذي يفترض أن يكون مفتاح الآية التالية، لولا ضرورات السجع، فيقرر قفل الآية إن الله لا يحب أي إنسان يصاب بالغرور والاعتداد الشديد بالذات والتعالي والتكبر المتفاخر بنفسه، ثم تعدد الآيتان التاليتان بقية صفات ذلك المختال الفخور، لكنها تنتقل من المفرد إلى الجمع.
الَّذينَ يَبخَلونَ وَيَأمُرونَ النّاسَ بِالبُخلِ وَيَكتُمونَ ما آتاهُمُ اللهُ مِن فَضلِهِ وَأَعتَدنا لِلكافرينَ عَذابًا مُّهينًا (37) وَالَّذينَ يُنفِقونَ أَموالَهُم رِئاءَ النّاسِ وَلا يُؤمِنونَ بِاللهِ وَلا بِاليَومِ الآخِرِ وَمَن يَّكُنِ الشَّيطانُ لَهُ قَرينًا فَساءَ قَرينًا (38)
فهؤلاء الذين ذكرهم ذيل الآية السابقة بالمختالين الفخورين، تعدد هاتان الآيتان بقية صفاتهم السيئة، فهم متصفون بالبخل، ولا يكتفون ببخلهم بل تراهم يحثون الآخرين على البخل، ربما لأنهم لا يريدون أن يمتدح أولئك الذين ينفقون لأعمال الخير، دون أن ينالهم المديح مثلهم، وعلاوة على ذلك يحاولون إخفاء حقيقة ما يملكون، كي لا يأتيهم من يقترض منهم أو يطلب منهم المساعدة لفقره، ومع هذا تراهم أحيانا ينفقون، من أجل المباهاة والرياء، لعدم اقتناعه به في العمق. طبعا مثل هؤلاء الناس وبهذه الصفات نجد لهم أمثلة في واقع الحياة في كل زمان وكل مكان، ويستحقون الذم حقا. لكن من يدري من الذين قصدهم مؤلف القرآن، فمن المحتمل جدا أنه يقصد بعض الذين دخلوا الإسلام من غير قناعة به، ولم يكونوا متحمسين للإنفاق من أجل الإسلام أو المسلمين، فيما يأمرهم به نبيهم. ودليل ذلك إن الآية الأولى تصفهم بالكافرين وتتوعدهم بالعذاب المهين، فهو ليس عذابا جسديا بل مقترن بإهانة معنوية، وتصفهم الآية الثانية بأنهم اتخذوا الشيطان قرينا، وهذا دليل أن مؤلف القرآن يعلم بعدم إيمانهم بقرارة أنفسهم، بل هم كما نعتهم من المنافقين، أي المظهرين الإسلام عن خوف أو عن مصلحة، ومضمرين عدم القناعة بهذا الدين ولا بنبوة مؤسسه.
وَماذا عَلَيهِم لَو آمَنوا بِاللهِ وَاليَومِ الآخِرِ وَأَنفَقوا مِمّا رَزَقَهُمُ اللهُ وَكانَ اللهُ بِهِم عَليمًا (39)
الغريب إن هذه الآية تتحدث عن غرابة عدم إيمانهم، فتتساءل عما يضرهم يا ترى لو آمنوا بالله واليوم الآخر، وكأن الإيمان أو عدم الإيمان، أي الاقتناع أو عدم الاقتناع أمر إرادي، لكن المهم أن الآية تتساءل وماذا يا ترى يضرهم لو أنفقوا، وبلا شك إنهم حتى لو آمنوا بالله وباليوم الآخر، لن يشفع ذلك لهم ما لم يؤمنوا بمحمد نبيا مرسلا من الله، وبالقرآن كتابا منزلا منه، وبالإسلام دينا أراده الله دون غيره للناس، لأنه قد أنهى مفعول الأديان التي قبله، بوصفه خاتما وناسخا لها. فالذين آمنوا بالله دون الإيمان بالإسلام ينعتهم القرآن بالكافرين حسب العديد من الآيات. ثم دليل إن الإنفاق المطلوب منهم لا يصح منهم ما لم يكونوا مؤمنين بمحمد، هو إنه هو الذي يحدد مجالات الإنفاق، التي تخدم بالنتيجة وتقوي دين الإسلام. فكيف ينتظر من إنسان غير مقتنع في العمق بهذا الدين أن يسلم ماله لمؤسسه أو ينفقه حسبما يوجهه به؟ وتختم الآية بقول «كانَ اللهُ بِهِم عَليمًا»، ولعل مؤلف القرآن يعني بذلك نفسه، فهو كان إما يشعر بعدم إيمان البعض من هؤلاء من سلوكهم، وإما كان بعض الوشاة ينقلون عنهم أحاديثهم عندما يختلون إلى بعضهم البعض، مما يظهر عدم إيمانهم أو على الأقل شكهم بنبوة محمد، وكان في المجلس من يوشي بهم، إما لأنه كان من جماعة محمد ومندسا في هؤلاء، أو إنه يوشي للحصول على حظوة عند النبي الذي لم يعد نبيا وحسب، بل غدا رئيسا سياسيا وقائد دولة وآمرا عسكريا ومنظما لمالية الجماعة، أي بما يقابل اليوم وزير المالية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إليكم مواعيد القداسات في أسبوع الآلام للمسيحيين الذين يتّبعو


.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم




.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah