الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين الجواليقي وجفري، بين الميثوس واللوغوس

سعيد الجعفر

2022 / 12 / 6
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


ويقصد بالميثوس عصر ما قبل العقل أما اللوغوس فهو عصر العقل الذي بدأ مع ديكارت. فالجواليقي عاش في القرن الثاني عشر وآرثر جفري أصدر كتابه في مقتبل القرن العشرين . ولم تكن هنالك من إنجازات في اللسانيات المقارنة في عصر الجواليقي ولذا بنيت آراؤه على الظن، لكنه ظن ساطته المركزية الفارسية لتضيف أمجادا للفرس، أميط اللثام لاحقا عن كونها منجزات عراقية سومرية وأكدية وآراميةوكلداتية وآشورية وسريانية. فالمفردات المعربة التي أوردها الجواليقي في " المعرب" كانت بمعظمها عراقية ذهبت الى الفارسية وعادت منها الى العربية ليقال إنها من أصل فارسي . وبحساب بسيط عام أورد الجواليقي ٣٠٠ كلمة معربة أو مقترضة في القرآن من لغات أخرى في حين أحصى جفري حوالى ٧٠٠ كلمة معربة في القرآن . واللغات التي جاءت منها هذه الكلمات هي الآرامية والسبأية والأمهرية والسنسكريتية واليونانية والفارسية . بيد أن المفردات الآرامية اقترضت من الأكدية التي اقترضتها بدورها من السومرية . المفردات الخاصة بالزراعة والري واللباس والاثاث والصناعة والموسيقى وأسماء النباتات والحيونات تخلو منها لغات الشعوب االبدوية ، ولذا حين اقتحم العرب أصقاع الحضارة والزراعة اقترضوا كل هذه المفردات. بيد أن د.يوسف الصديق ، وهو متخصص في اليونانية، يوغل أكثر مما قاله جفري فيقول بوجود ٨٠٠ كلمة معربة من اليونانية فقط موجودة في القرآن . ويود مثال الزخرف فهي برأيه مأخوذ من zoo graphi اي رسم الحيوانات في اليونانية . لقد أورد كل من طه باقر و د ابراهيم السامرائي آراء مهمة حول مسائل الاقتراض اللغوي فوضع طه باقر معجما للدخيل في العربية اطاح فيه بالمركزية الفارسية التي ارسى قسما كبيرا من اسسها الجواليقي، أما ابراهيم السامرائي فقد وضع حدا فاصلا بين العربي الاصيل والمقترض ، ونجذ ذلك في مؤلفه " بين السريانية والعربية" . أمثلة على المعرب في القرآن : القسطاس، الحوب، المشكاة، المائدة، الزخرف، فاطر، الدين ، القرآن، الصوم ، الصلاة ، الحج، الزكاة، القلم، النون، الطواف، إبليس، الشيطان التنور ، الفردوس، الحواريون ، الجبت، الطاغوت، سبحان، آمين، الارائك، الاسباط، السندس، الاستبرق ، القوارير، الاسفار ، السورة، النسخ، الاكواب، اليم، الانجيل، التوراة، البيع( بمعنى الكنيسة وهي سريانية) ، سقر ، جهنم، طوبى، سدرة المنتهى، الرحمن، الرقيم، الزنجبيل ، الزمهرير، الطور، الطاغوت، قراطيس ...والقائمة تطول..ولذا فمن يستهجنون التعريب من خراتيت النحو والذين ناموا في كهفهم ثم قالوا كم لبثنا فأجابوا أنفسهم يوما أبو بعض يوم ، لا بعلمون إن الأمم تسير نحو المستقبل وهم مرميون على قارعة الاندثار...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في 


.. دعوات أميركية للجوء إلى -الحرس الوطني- للتصدي للاحتجاجات الط




.. صحة غزة: استشهاد 51 فلسطينيا وإصابة 75 خلال 24 ساعة


.. مظاهرات في العاصمة اليمنية صنعاء تضامناً مع الفلسطينيين في غ




.. 5 شهداء بينهم طفلان بقصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي السعو