الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تاريخ فرنسا 04 – شارلمان

محمد زكريا توفيق

2022 / 12 / 8
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


الفصل السابع
كارل الكبير (شارلمان)، 747-814

كارل وكارلومان، ابنا بيبين، في البداية، قاما بتقسيم المملكة الفرنجة بينهما. لكن، سرعان ما توفي كارلومان، فحكم كارل وحده. هو واحد من أقوى الأمراء، الذين حملوا على الإطلاق لقب الكبير.

كارل الكبير، يعرفه الفرنجة بالاسم اللاتيني، "كاروليس ماجنوس"، الذي تحول بالفرنسية إلى "شارلمان"، وهو الاسم الذي سنستخدمه من الآن فصاعدا.

كان حاكما قويا ومقاتلا شرسا. عندما فشل السكسون (شمال ألمانيا)، في إرسال ثلاثمائة حصان له، دخل بلدهم ودمره، وأطاح بتمثال كان يرمز لإلههم بالقرب من "ليبي" بألمانيا. فرد السكسون بحرق كنيسة في فريتزلار، كان قد بناها القديس بونيفاس. وبعد ذلك، استمرت الحرب عدة سنوات.

كان شارلمان مصمما على إجبار السكسون على اعتناق المسيحية، بينما "ويتكيند"، الزعيم السكسوني العظيم، كان يرفض الدين الجديد في البداية، ويتمسك بعبادة الإله القديم أودين.

لذلك، قاتل شارلمان ويتكيند في شتاء عام 785 في ساكسونيا، وفي النهاية أقنعه بمقابلته في أتيني.

هناك، وافق الرئيس السكسوني على اعتناق المسيحية، وجعله شارلمان دوق ساكسونيا. كما أنه أجبر الفريزيون والبافاريون، وجميع الألمان، على الخضوع لملك الفرنجة الكبير، شارلمان.

لومبارديا، منطقة في شمال إيطاليا، كان لها ملك جديد، هو ديسيديريو، والكنيسة الكاثوليكية، كان لها بابا جديد، هو أدريان الأول. وكالعادة، كانا في حالة حرب، وطلب البابا المساعدة من شارلمان.

جاء مع جيش عظيم، طرد ديسيدريو إلى بافيا، وحاصره هناك. وقد كان حصارا طويلا. أثناء الحصار، أقام شارلمان في معسكره، مصلى لقضاء عيد الميلاد. لكنه قضى عيد الفصح في روما.

قوبل في روما بجميع كبار المواطنين والعلماء، يحملون زعف النخيل في أيديهم. وسار في موكب إلى كنيسة القديس بطرس، حيث قابله البابا قائلا: "طوبى للذين يأتون باسم الرب".

صلى في جميع الكنائس الرئيسية هناك، ثم عاد إلى بافيا في لومبارديا، التي كانت قد أخذت منذ فترة وجيزة. وقبض على ديسيدريو، ثم حصل على لقب ملك الفرنجة ولومبارديا. كان هذا في عام 775، بينما كانت الحرب السكسونية لا تزال مستمرة.

كما خاض حربا مع العرب في إسبانيا، في عام 778، عبر جبال البرانس، واجتاح البلاد حتى إيبرو، حيث عرض العرب عليه هدايا كثيرة من الذهب والمجوهرات، أسالت لعابه، وجعلته يعود أدراجه، دون أن يمس مدنهم الرائعة في الجنوب.

أثناء عودته، داهم شعب الباسك خطوطه الخلفية في ممر رونسيفالي، ونهبوا ما معه من هدايا وأمتعة، وقتلوا مجموعة من أشجع قادته، منهم رولاند، حارس مسيرات بريطانيا.

حول القائد رولاند، نسجت أساطير مثل الأساطير التي ننسجها حول أبي زيد الهلالي. تقول، أنه قد نفخ في بوقه بكل قوته، حتى ينبه شارلمان بموقفه الحرج. وقد جعلته الأساطير الفارس الأول والأكثر كمالا في الجيش، ورفعته إلى قوة أسطورية.

هناك شق كبير في تلال جبال البرانس يسمى "لابريتش دي رولاند"، يقال إنه صنعه بضربة سيف واحدة.

كان لدى شارلمان ثلاثة أبناء: كارل، بيبين، ولودفيج. عندما بلغ ابناه المتوسط والكبير ثلاث وأربع سنوات، أخذهما معه إلى روما. هناك مسح البابا أدريان أكبرهما ملكا على لومبارديا، والأصغر، ملكا على أكيوتانيا، وهي مقاطعة الغال في جنوب غرب فرنسا حاليا..

بعد عودته مباشرة، أخذ شارلمان ابنه الطفل، وسار حتى لوار وهو يحمله في سريره. لكن، عندما دخل أكيوتانيا، ألبسه حلة حربية صغيرة، وأركبه على ظهر حصان حتى يراه رعاياه كرجل مكتمل.

ثم شكل له مجلسا من رجال حكماء أقوياء. كل عملهم، هو منع العرب من عبور نهر إيبرو. ثم أخذه لكي يتم تعليمه في مدرسة قصر أبيه في مدينة آخن (بلجيكا حاليا).

كان شارلمان قد جمع هناك أكثر الرجال علما، استطاع الحصول عليهم. من بينهم، الأكاديمي الإنجليزي، ألكوين، وكون ما عرف بمدرسة القصر.

ألحق بها النبلاء ورجال الدين الشباب، لتعلم العلوم الرومانية الكلاسيكية، ومناقشة الموضوعات الفلسفية. وكان كل طالب، يأخذ اسما قديما. شارلمان نفسه، أخذ اسم "دافيد".

لقد سعى شارلمان جاهدا لإشباع حاجته إلى التعليم الجيد. كان يستطيع حساب دورات الكواكب في رأسه، لكنه لم يكن يستطيع الكتابة بسهولة، بالرغم من أنه كان يحمل لوح الكتابة في حضنه باستمرار، ويقوم بالتدريب كلما أمكنه ذلك.

كان يعرف اللاتينية، وكتابه المفضل، كان "مدينة الله"، لسانت أوغسطينوس. وقام بتأليف العديد من الترانيم. من بينها، "فيني الخالق سبيريتوس"، التي تغنى في المراسيم الدينية. وكان يعرف أيضا اليونانية، وبدأ في ترتيب قواعد الفرنسية، وجمع الأغاني الشعبية القديمة.

لم يتم تكريم واحترام أي شخص في أوروبا مثله، وبعد رحلتين إضافيتين إلى روما، نيابة عن البابا، ليو الثالث، تم منحه أعظم شرف ممكن.

في النظام الروماني القديم، من المفترض أن يقوم الناس بانتخاب الامبراطور. هم الآن قد انتخبوه. في يوم الكريسماس لعام 800، ركع شارلمان أمام مذبح القديس بطرس، ووضع البابا تاجا على رأسه، وصرخ الشعب الروماني بصوت عال، "إلى كارولوس أوغسطس، المتوج من الله، إمبراطور الرومان العظيم المسالم، له الحياة والنصر".

الإمبراطورية الرومانية الغربية، التي قد ماتت لبعض الوقت، أو كان قد تم دمجها في الإمبراطورية الشرقية في القسطنطينية، تم إحياؤها مرة أخرى في شخص شارلمان، تحت اسم الإمبراطورية الرومانية المقدسة.

ولداه، يحكم كل منهما مملكته. وله العديد من الدوقات، يحكمون مناطق مختلفة، هم أيضا تابعون له. وكذلك المدن القديمة ومقاطعات مثل أكيوتانيا، لومبارديا، والغال، بالرغم من أنهم كانوا يحكمون أنفسهم ولهم مجالسهم الخاصة، إلا أنهم اعترفوا به كإمبراطور.

علاوة على ذلك، قام بجعل الأراضي الجديدة التي غزاها على طول الأنهار الألمانية العظمى أسقفيات، وخاصة في تريرز ومينتز وكولن. لأنه كان يعتقد أن الأساقفة، هم أكثر أمانا وولاء كحراس للحدود، والأقدر على ترويض الوثنيين. وهم في رأيه، أفصل من الدوقات العسكريين الشرسين.

هناك بنى شارلمان كاتدرائية وقصرا لنفسه، وجمع من إيطاليا أحسن الموظفين المتعلمين، وأفضل الموسيقيين ومنشدي الكنائس.

اختياره لاسم "دافيد"، لم يكن سيئا. لأنه كان مؤسسا عظيما ومتبرعا للكنيسة. أنشأ نقابات للأساقفة عدة مرات خلال فترة حكمه للتشاور والدفاع عن مصالحها.

في الواقع، خدماته للكنيسة جعلته يوضع في التقويم كقديس. بالرغم من أنه كان لديه العديد من الأخطاء الخطيرة، أسوأها هو أنه لم يحترم القداسة الزوجية. فقد كان مزواجا، يحب النساء، وله علاقات خارج نطاق الزواج الشرعي، وأبناء غير شرعيين.

كان طويلة القامة، مع رقبة طويلة. نشط للغاية وماهر في جميع التمارين الرياضية. محارب قوي، ومولعا جدا بالصيد، ولكن، كان يفضل رياضة السباحة على أي شيء آخر.

لا أحد يمكن أن يسبح أو يغوص مثله. كان يقيم حفلات كبيرة للاستحمام في النهر، يدعو لها ما يزيد على مائة رجل في وقت واحد.

كان لباسه فخما في بعض الأحيان. لكن لم يكن بهدف الزينة أو التفاخر. وعندما رأى بعض الشبان من النبلاء، وهو يرتدي ثيابا مفرطة في الفخامة، أخذه معه في رحلة موحلة طويلة تحت وابل من المطر. ربما لكي يعطيه درسا في معنى الرجولة.

كان ينوي أن يكون ابنه الأكبر كارل، هو الإمبراطور الذي يخلفه، وبيبين ولودفيج، ملوكا لحكم لومبارديا وأكيوتانيا تحت قيادته. لكن، توفي ابنه بيبين عام 810، وكارل عام 811، ولم يبق له سوى لودفيج على قيد الحياة.

هذا الابن الأخير، عمل شارلمان على أن يقبل كإمبراطور من قبل النبلاء في كنيسة أخن. ثم جعله مسؤولا عن واجبات الملك تجاه شعبه. بعد ذلك، أمر الشاب بأخذ تاج الحكم الملقى على المذبح، ووضعه على رأسه.

ثم رفع يديه مناجيا الرب: "مبارك الرب، الذي منحني الفضل كي أرى ابني جالسا على عرشي».

توفي شارلمان في العام التالي، عام 814، وهو في عامه الحادي والسبعين، ودفن في آخن، جالسا، ومرتديا ثوبا، ومتوجا، على كرسيه، وسيفه بجانبه.

الفصل الثامن
الملوك الكارلون، 814—887.

من الصعب فهم الملوك الكارلون، نسبة إلى "كارل"، الذين أتوا بعد شارلمان، هم ليسوا مثل الملوك الميروينج (ذوو الشعر الطويل). يجب أن نتذكر أن الإمبراطورية الرومانية المقدسة في الغرب، كانت تتكون من مجموعة كاملة من المقاطعات المنفصلة: الألمانية، الفرنجة، لومبارديا، بورجوندي، الغال، اللاتين.

كان الملوك الكارلون، دائما ملكا واحدا لمقاطعة أو أكثر، بالإضافة إلى حمل أحدهم لقب الإمبراطور. لكنهم، كانوا يتشاجرون باستمرار، وكلما مات أحدهم، كانوا يرتجفون جميعا ويهدؤون، ثم يعودون سيرتهم الأولى. لم يكونوا أشرارا أو جهلة، لكن جهودهم لم تكن كافية لحفظ السلام.

ابن شارلمان الوحيد، لودفيج، أو لويس لو ديبونير الورع، كما يذكر في الكتب الفرنسية، كان رجلا طيبا، لطيفا، تقيا. لكن حياته كانت حربا مستمرة مع أبنائه.

بعد أن أعطى ثلاث ممالك لأبنائه الثلاثة، توفيت والدتهم. فتزوج مرة أخرى، وكان لديه ابن أصغر، كارل أو تشارلز. رغبته في إعطاء حصة لهذا الصبي المسكين، أدت إلى ما لا يقل عن ثلاث ثورات كبرى من جانب إخوته الأكبر سنا. وظلت الحرب بينهم، إلى أن مات والدهم المسكين أخيرا، مقهورا كسير القلب، على جزيرة صغيرة في نهر الراين، عام 840.

كان الابن الأكبر، لوثار، إمبراطورا، إلى جانب كونه ملك إيطاليا وجزء من ألمانيا بعاصمتها آخن، وهو الشريط الذي يحده نهر الراين وجبال الألب إلى الشرق، ونهر الميوز والرون إلى الغرب.

كان في المنتصف بين أخويه، لودفيج، الذي كان لديه معظم ألمانيا، وتشارلز، الذي كان لديه كل ما تبقى من فرنسا. وظلا يتقاتلان حتى توفي لوثار، الذي قسم ابناه المملكة بينهما.

الابن الأكبر حصل على الجزء الشمالي، بين نهري ميوز والراين، والأصغر على مملكة آريس القديمة. لكن مات كلاهما بعد ذلك بقليل. وبقي الاسم لوثار في المملكة الشمالية، لوثاريك أو لورين.

عاش تشارلز أكثر من باقي اخوته، وكان رب أسرة، والإمبراطور الثاني الذي يحمل اسم تشارلز، والمعروف باسم الأصلع.

عاش في وقت عصيب، مليء بالاضطرابات والحروب. بالرغم من أنه كان رجلا نشيطا كفؤا، يبذل قصارى جهده. وكان تعليمه أفضل بكثير من شارلمان.

كان مثله، له مدرسة داخل قصره، بها رجال مشهود بكفاءتهم مثل جون الإيرلندي، (أو جون سكوتوس إريجيا 810-877). وقد كان جون مجادلا وفيلسوفا عظيما، وقع فيما بعد في مشاكل مع البابا حول بعض تفسيراته الدينية.

بعد ذلك، قام الملك ألفريد الكبير، ملك إنجلترا، الذي كان لديه مدرسة خاصة في قصره هو أيضا، بدعوة جون سكوتوس، وعينه مسؤولا في دير مالمسبري.

على يدي جون، بعد أربعة قرون من الصمت المطبق، بدأت تظهر أولى براعم الفلسفية في العصور الوسطى. وقام بترجمة كتاب سودو-كريشيان من اليونانية إلى اللاتينية، وهو كتاب لأحد فلاسفة الأفلاطونية الجديدة.

أما كتب جون نفسه ومنها، "حول تقسيم الطبيعة" و"العروض التراتبية السماوية للقديس ديونيسيوس"، فقد كانت متأثرة بالمسيحية والأفلاطونية الجديدة.

كان هدف جون هو فهم الحقيقة. وكان يسميها الطبيعة. أول شيء قام به، هو التفرقة بين الأشياء الموجودة، والأشياء غير الموجودة. الأشياء الموجودة أو الحقيقية درجات.

هناك شيء موجود حقيقي، أكثر حقيقة من شيء موجود آخر. فمثلا، الشجرة التي تنبت أمام منزلنا، لأنها تتغير باستمرار وتمرض وتموت، هي أقل درجة بالنسبة للوجود من الشجرة "المُثل" التي جاءت في فلسفة أفلاطون.

عندما يستخدم العقل، لا يكون هناك إيمان، كما يقول جون سكوتوس. ويؤكد مقولة توماس الإقويني: "لا يمكنك معرفة شيء ما، والإيمان به في نفس الوقت". فأنت إما أن تعرف، أو تؤمن.

وظيفة العقل، هي فهم ما يوحى به ويقوم بشرحه. قد تكون السلطة هي مصدر المعرفة. ولكن يبقى العقل، هو الهادي الذي تقاس به كل السلطات. ولم يكن جون سكوتوس يتخيل وجود إيمان يتعارض مع العقل.

لكن، اندلعت الكراهية بين جون والمدرسين الإنجليز. وعندما حاول حفظ النظام هناك، قتلوه بالأقلام الحديدية التي كانوا يكتبون بها على أقراص الشمع. أو هكذا تقول القصة.

كان لدى تشارلز الأصلع القليل من السلام لكي يستمتع بمدرسة القصر. وهو نفس السبب الذي كان لدى ألفريد الكبير. إلا أن الغزاة الشماليون كانوا أكثر ترويعا لفرنسا من إنجلترا.

عندما رأى شارلمان أسطولهم أول مرة، ذرف الدمع، لأنه أدرك أن كل جهوده في نشر المسيحية، لن تنقذ الناس من عدو رهيب على غير الملة، يأتي بأعداد كبيرة.

كل متاعب لويس لو ديبونير، كانت تأتي من غزاة الشمال. الذين يأتون من حين لآخر لنهب المدن والأديرة، ولم يكن قويا بما يكفي لردعهم.

عندما جعل ألفريد الكبير إنجلترا قوية وعصية عليهم، اتجهوا إلى فرنسا لتحقيق أهدافهم. أحيانا يتم لقاءهم في معركة، وأحيان أخرى تعرض عليهم رشوة لاتقاء شرهم وتجنب ويلاتهم. التي يقبلونها عن طيب خاطر، متى عز عليهم اختراق أسوارهم.

وقد تم دفع فدية، لملك البحر الرهيب هاستينج، لإنقاذ مدينة باريس في زمن تشارلز الأصلع.

بعد تشارلز الأصلع، مرت ثلاثة عهود قصيرة جدا، استمرت سبع سنوات فقط، حكم فيها ابنه وحفيديه، ثم رئيس الملوك الكارلون، تشارلز الثالث، المعروف باسم دير ديك، (السميك أو السمين)، وفي فرنسا كان يعرف ب باسم "شارل لو جروس". هو ابن لودفيج الورع، ويبدو أنه كان أقل كفاءة من أقرانه لمنصب الإمبراطور أو حتى كملك للفرنجة.

كان الشماليون أكثر شراسة من أي وقت مضى في عصره، ليس بسبب ضعفه، ولكن لأن هارالد الأشقر ملك النرويج، قام بطرد معارضيه، فاتجهوا جنوبا يبغون النهب وتوطين أنفسهم. أحد هؤلاء، هو رولف جوج، المشهور ب "ووكر"، لأنه ذهب لكي يقاتل سيرا على الأقدام.

في عام 885، أبحر رولف وملك آخر من ملوك البحر يدعى سيجورد، أعلى نهر السين مع سبعمائة سفينة كبيرة، امتدت لمسافة ستة أميال على طول النهر، تبغي غزو باريس.

في البداية، أرسل رسالة للأسقف سيجورد جوزلين، يعده فيها بأن المدينة إذا استسلمت له، فلن يمسها بسوء، ولن يأخذ سلعة أو يصادر ممتلكات أي شخص.

لكن الأسقف قال إن المدينة قد عهد بها إليه وإلى الكونت يوديس (الحاكم) من قبل الإمبراطور، وأنهما لا يستطيعان التنازل عنها.

فتم حصار المدينة ثلاثة عشر شهرا كاملة، إلى أن وصل الإمبراطور أخيرا بجيشه، المكون من عدة بلاد تتبعه. لكنه لم يقاتل، بل دفع جزية للشماليين في مقابل فك الحصار ومغادرة المكان، والذهاب إلى بورجندي، التي كانت في عداء مع الإمبراطور.

في الواقع، كل مكان في الإمبراطورية كان في عداء مع المسكين تشارلز السمين. وبالتالي، في عام 887، اجتمع مجلس من المندوبين على ضفاف نهر الراين وقام الأعضاء بخلعه.

جاء بعده أرنولف، ابن كارلومان قصير العمر، وأصبح إمبراطورا. وتوج الكونت يوديس ملكا لفرنسا، وجاي (دوق سبوليتو) ملكا على إيطاليا، وبوسو ملكا على أريس، وردولف ملكا على بورجاندي.

أي أن إمبراطورية شارلمان الرومانية المقدسة، تم تفكيكها إلى ممالك. وكما قال فولتير فيما بعد: "لا هي إمبراطورية، ولا هي مقدسة، ولا هي رومانية".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تعرف على السباق ذاتي القيادة الأول في العالم في أبوظبي | #سك


.. لحظة قصف الاحتلال منزلا في بيت لاهيا شمال قطاع غزة




.. نائب رئيس حركة حماس في غزة: تسلمنا رد إسرائيل الرسمي على موق


.. لحظة اغتيال البلوغر العراقية أم فهد وسط بغداد من قبل مسلح عل




.. لضمان عدم تكرارها مرة أخرى..محكمة توجه لائحة اتهامات ضد ناخب