الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المنتخب المغربي هو أيضا قدوة أخلاقية

عائشة التاج

2022 / 12 / 9
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


المنتخب المغربي هو أيضا قدوة أخلاقية :
نعيش هذه الأيام على إيقاع إنجازات كرة القدم كرياضة وكسياسة وايضا كثقافة ,,,
ويهتم الإعلام ايضا بأفعال وسلوكات بعض نجومها .
يبدو ان الشاب الجميل " زياش "
يتألق أيضا في جانبه الإنساني ،حيث تبرع بمليار سنتيم لمرضى السرطان حسب ما قرات ، ونحن نعرف الحاجة الملحة لهذه الفئة من المرضى ولعالم الاستشفاء المريض جدا جدا في المغرب ،
وأنه تبرع أيضا لمحتاجين آخرين ،بل يتبرع ايضا على زملائه. ،باقي اللاعبين بنقلهم مجانا في
طائرته وهم آتون للتدرب او للمشاركة في مباريات كأس العالم ،
وحسب ما قرات ايضا منهم من يتنازل على مرتبه لصالح المحتاجين
أفهم الآن لماذا شدني زياش أكثر من غيره وانا اتابع مباراة منتخبنا ضد اسبانيا ، أحببته من كل أعماقي و احسست ان روحه جد شفافة ، و انه يستحق حنان كل امهات المغرب ،بل احتضان كل امهات العالم لانه يملك خزانا هائلا من الحب ،ينفرط من هالته البهية مع كل تمريرة للكرة أو محاولة لقدفها
أثارتني ايضا لازمة يستعملها الناخب الرجراجي وهي "كلمة نديرو النية ، كانت هذه الكلمة تستعمل كثيرا خلال العشريات السابقة عندما كان التعامل بين الناس يتم وفق ضوابط الثقة المتبادلة داخل مجتمع ينتظم بمنظومة قيم متماسكة .
النية تعني علاقة مبنية على الثقة المتبادلة
الزواج بالنية والحرث بالنية ، هذا كان دستور المغاربة مع بعضهم البعض وكانت العلاقات تتم بسلاسة داخل مجتمع يعتمد البساطة والتلقائية ,
الرجراجي الذي اكتسب مهارات كرة القدم وجزءا هاما من تنشئته داخل بلد أوروبي جد معقد في تركيبته ويعتمد على القانون والمؤسسات الحداثية جملة وتفصيلا,يعيدنا لمنطق النية ،اي إعطاء الثقة ببساطة ،ولا يمكن ان تحضر الثقة بدون صدق ،تلك العملة النفيسة في كل التفاعلات دون استثناء,
الرجراجي يعيدنا لمنطق الأصالة في جانبها القيمي الرائع ،لعله ادرك بدهائه وأيضا بطيبته المتدفقة الحاجة الملحة لاحياء هذه القيمة الرائعة التي شكلت مرتكزا صلبا لكل العلاقات الإنسانية بأنواعها ,,,,,,,
يمكن الإشارة ايضا إلى تلك التصرفات الرائعة اللعديد من أعضاء المنتخب والتي تستحق ان تتخذ كقدوة ،أهمها تقبيل راس امهاتهم بعد الفوز ،
هذا السلوك الأصيل الذي تبثه الثقافة المغربية الأصيلة في تربيتنا ، وتعبر عن الامتنان للأم رمز التضحية والعطاء اللامحدود داخل الأسرة ، مرضي الوالدين عمرو ميخسر ،لازمة تتكرر باستمرار في جدالات المغاربة البسطاء ،اي أن من يبر بوالديه سينجح باستمرار ,,,,,,حسب هده المقولة القيمية
عندما تبرز سلوكات أصيلة من شباب تربى او نشأ في أوروبا الحداثية
ويحرصون على إبرازها في أوج التركيز الإعلامي ذي البعد العالمي فهذه احسن مساهمة في الدعاية لصورة الشعب المغربي بنسخته الأصيلة .
وأحسن قدوة يمكن تقديمها للشباب الذي هو في طور تكوين شخصيته
كقيمة البر بالوالدين ،قيمة الإحسان والعطاء للمحتاجين ، علما انها موجودة بكل المنظومات الاخلاقية ،قيمة التضامن مع فلسطين وشعبها المظلوم،قيمة التواضع والبساطة ،قيمة الوفاء للوطن الام و عمق الانتماء ،وقبل هذا وذاك قيمة الامتنان لله عبر السجود إثر كل فوز ،ونحن نعرف بان الامتنان والحمد يشكلان ركيزة روحانية جد هامة في كل الأديان دون استثناء
و لا ننسى عمق الانتماء للوطن الاصلي ،الوطن الام ،رغم الاغتراب ودوافعه.ورغم العدابات التي مروا منها أو مر منها آباؤهم أو امهاتهم بسبب الفقر والحاجة أو الغربة عن الأهل والأحباب ,,الخ ،قمة الكرم أن تعطي أحسن ما نجحت فيه بكفاحك الخاص كي تساهم في نجاح وطنك الأصلي ولو في مجال محدود كالكرة ,,,,,,
هنيئا لنا بشباب رفع راسنا عاليا من خلال كرة القدم وفجر فرحة عارمة عبر المنطقة المغاربية والعربية والأفريقية بل لدى محبيهم عبر العالم
وأعادوا الثقة في النفس لهذه الشعوب التي تعاني من ويلات التخلف عن ركب التنمية ،صحيح انها فرحة محدودة في الزمن ،لكنها قد تنفع في تفجير طاقات كامنة شلها اليأس و الإحباط منذ قرون من فرط الخيبات المتتالية ،
الثقة في النفس هي مهماز التحدي ،تقوي العزيمة وتشحذها وتخلق الروح القتالية ،إدا ما أحسن اسثمار هده الطفرة التاريخية في كرة القدم في مجالات أخرى ،فالنجاح ديناميكية يمكن أن يخلق نجاحات متعددة لو ,,,ولو ....
هؤلاء الشباب قدوة حقيقية تضرب ذلك المسار المشبوه االذي يراد نشره من طرف من. يستعمل التافهين والتافهات كقدوة لنشر التفاهة والميوعة وتخريب أوصال المجتمع أمثال طوطو ونيبا اونجوم التفاهة الدين يسرقون انتباه الآلاف عبر وسائل التواصل الاجتماعي لخ
هنيئا لنا بشباب يملك المهارة الجسدية. بجانب الذكاء
ويحرص على تمرير رسائل جد نبيلة في أوج انتصاراتهم
بفضلكم اكتشفت أهمية كرة القدم ،وعشت انفعالاتها وفرحها العارم وازددت اقتناعا بأن إنقاذ الشعب المغربي من متاهاته قد يتم بفضل القيمة الإضافية المميزة لجاليته بالخارج ،تلك الجالية التي اكتسبت مقومات ومهارات جديدة وقيمة من بلدان الاستقبال المتحضرة و لازالت أيضا تحمل الوطن في أعمق أعماقها
شكرا لكم يا أعضاء المنتخب المغربي من الاعماق،أحبكم جميعا دون استثناء
كما أحبكم الملايين خلال أيام معدودة ,,,وننتظر المزيد من الإنجازات المبهرة ,
عائشة التاج ,الرباط








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يستهدفون سفنا جديدة في البحر الأحمر • فرانس 24


.. الشرطة القضائية تستمع إلى نائبة فرنسية بتهمة -تمجيد الإرهاب-




.. نتنياهو: بدأنا عملية إخلاء السكان من رفح تمهيدا لاجتياحها قر


.. استشهاد الصحفي سالم أبو طيور في قصف إسرائيلي على مخيم النصير




.. كتائب القسام تستهدف جرافة إسرائيلية في بيت حانون شمال غزة